حيدر بن عبدالرضا اللواتي

[email protected]

تهتمُّ غرف التجارة والصناعة في العالم بتسهيل مهام الكثير من المؤسسات التجارية والصناعية للدخول في المناقصات المحلية والعالمية، بجانب استقبال الاستثمارات الخارجية للمشاريع الجديدة. وهذه الخدمات تُقدَّم لأصحابها والعاملين بها من خلال مجالات التدريب أو حضور المنتديات والأنشطة، أو السفر ضمن الوفود التجارية إلى الخارج، أو حضور مناسبات المعارض الدولية التي تُقام في المنطقة أو خارجها.

ويأتي تدريب المؤسسات والعاملين بها على مختلف الأغراض ضمن هذه الأنشطة، خاصة إذا كانت تهدف للاستثمار في المشاريع الجديدة، والحصول على مناقصات محلية تُطرح على أرض الواقع سنويًّا. وقد تمَّ بحث هذه الأمور في الملتقى الأول للمشاريع الإنمائية للعام 2024 الذي عُقِد مؤخراً؛ حيث تم خلاله استعراض العديد من القضايا التي تهم المشاريع التي من المتوقع طَرْحها من قبل مجلس المناقصات خلال الفترة المقبلة. وهذه المشاريع طُرحت من المجلس بكل شفافية من أجل تعزيز فرص التساوي للتقدم لها، وتمكين المؤسسات والشركات من الحصول على البيانات والمعلومات الأساسية اللازمة من قبل المؤسسات والشركات الراغبة للدخول بعطاءاتها.

هذا الأمر يتطلَّب إيجاد المزيد من التنسيق مع غرفة تجارة وصناعة عمان والجهات المعنية الأخرى بالعمل والتشغيل، من خلال تبني السياسات التي يمكن من خلالها تأهيل العمانيين للعمل في هذه المشاريع بعدما يتم تدريبهم بصورة جيدة للأعمال المتاحة لدى الاستثمارات المقبلة والمشاريع التي ستقوم بتنفيذها وتشغيلها المؤسسات لاحقا.

حضور أكثر من 300 شركة أعضاء في هذا الملتقى يُؤكد رغبة الشركات الممتازة والكبيرة بمعرفة تفاصيل المشاريع القادمة للدخول في المناقصات وفق مجالات عملها. فهذه الشركات بلا شك سوف تستعين بالكفاءات الخارجية إنْ لم تجد العناصر والكوادر العمانية للعمل بها؛ الأمر الذي يتطلَّب من الدوائر المعنية بوزارة العمل وغرفة تجارة وصناعة عُمان تبنِّي الخطط اللازمة من خلال توفير الدورات التدريبية تمهيدا لتشغيل الكفاءات الوطنية للعمل في هذه المشاريع. والغرفة -كما هو معروف- لديها دائرة مُختصَّة تهتم بشؤون التدريب والتأهيل ضمن اللجان المتخصصة التي تقوم بالعديد من الأنشطة كل في مجال خدماتها.

المُلتقى من جانبه أتاح الفرصة لجميع الشركات بالحضور والاستماع إلى تعليمات الجهات المعنية بضرورة البحث عن الكوادر العمانية في المقام الأول، والتخطيط لعمليات التدريب للشركات التي ستحتاج الكوادر المحلية؛ بحيث لا تُعاني من تأخير عمليات التنفيذ في حال حصولها على مناقصة معينة من تلك المناقصات للمشاريع القادمة. وخلال الملتقى أيضا، تم الوقوف على التحديات التي رُبَّما ستواجه الشركات والمشاريع؛ ومن ضمنها: عمليات التعيين والتدريب...وغيرها من الأمور الأخرى، مع العمل على إيجاد أفضل الحلول لتتمكَّن الشركات المنفذة للمشاريع من تسليم أعمالها في الموعد المحدد.

... إنَّ الشركات العمانية الممتازة والكبيرة، من خلال عضويتها بغرفة تجارة وصناعة عمان، تُبدي اهتمامًا من جانبها لإسناد بعض الأعمال الإنشائية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والموردين الصغار الداخلين إلى السوق العماني؛ الأمر الذي يتطلب إبلاغ هذه المؤسسات الصغيرة باحتياجاتها؛ سواء عبر مجلس المناقصات أو الغرفة أو مخاطبتها مباشرة للدخول في تلك الأعمال، كما يتمُّ ذلك في العديد من دول العالم، خاصة وأنَّ المؤسسات الصغيرة تحصل على الكثير من التسهيلات والخدمات المجانية من الغرف والمؤسسات الرسمية لكي تبقى استدامتها قائمة في العمل التجاري؛ وبذلك يستطيع روادها تشغيل مؤسساتهم بدون عناء.

الهدفُ من مثل هذه الملتقيات هو العمل بما يتلاءم مع "رؤية عمان 2040"، وتقديم فرص أفضل للمؤسسات والشركات في وجود أسعار تنافسية للمشاريع؛ الأمر الذي يُساعد على تحقيق المزيد من المنافسة والشفافية للشركات المحلية لمختلف فئاتها ودرجاتها، مع إعطاء اهتمام أكبر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ لكي تتمكن من أخذ فرصتها من تنفيذ المشاريع ولو من الداخل.

هذه السياسة يجب اتباعها أيضًا في حال قيام الشركات العمانية الكبيرة بطرح المناقصات أو دخول الاستثمارات الاجنبية الجديدة؛ بحيث تصل الطلبات إلى الشركات الصغيرة التي تحاول غرفة تجارة وصناعة عمان إدخالها في الأعمال التجارية في وجود العديد منها، والتي قامت بتسجيل عضويتها في الغرفة للتسهيل عليها في الحصول على الخدمات التي تقدمها الغرفة في مجالات التدريب والعروض التجارية والمعارض الدولية. وهذه الخدمات مجانية للأعضاء، والفرص متاحة للجميع؛ سواء للشركات الصغيرة أو الكبيرة الراغبة للتنافس وإبداء الجاهزية لأعمالها الفنية والمالية للقيام بالأعمال التي تتطلبها المؤسسات الحكومية والخاصة في مثل هذه المشاريع، مع العمل على ضرورة تشغيل وتدريب وتأهيل كوادرها المحلية للمشاركة فيها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الهلال للمشاريع الناشئة تشارك في جولات تمويل بقيمة 657 مليون دولار

الهلال للمشاريع الناشئة تشارك في جولات تمويل بقيمة 657 مليون دولار
الشارقة (الاتحاد)
أعلنت «الهلال للمشاريع الناشئة»، منصة رأس المال الاستثماري المؤسسي التابعة لشركة الهلال للمشاريع، عن استثمارات محورية في شركتي «Plaid» و«Mesh»، اللتين تعملان على تطوير بنى تحتية أساسية للجيل القادم من الخدمات المالية. وتعكس مشاركة «الهلال للمشاريع الناشئة» في جولات التمويل المجمعة، التي بلغت قيمتها 657 مليون دولار التوقعات، بأن مستقبل التمويل سيكون مفتوحاً، وقابلاً للبرمجة، ومرتبطاً بالعملات الرقمية. كما أن القيمة المستدامة ستُخلق عبر الشركات التي تبني البنية التحتية الأساسية وطبقات الربط والتواصل، التي تشكّل العمود الفقري لهذا النظام. وتُعدّ شركتا «Plaid» و«Mesh»، الناشئتان في وادي السيليكون، من الركائز الأساسية لتعزيز التكامل التشغيلي في القطاع المالي، إذ تركز الأولى على شبكة بيانات التكنولوجيا المالية، والثانية على شبكة المدفوعات الرقمية. وحظيت كل منهما بدعم كبير في جولات التمويل الأخيرة. فقد قادت شركة «فرانكلين تمبلتون» جولة تمويل لشركة «Plaid» بقيمة 575 مليون دولار، بمشاركة «الهلال للمشاريع الناشئة» إلى جانب كل من «فيديلتي»، و«بلاك روك»، و«NEA»، و«ريببت كابيتال»، وغيرها. في حين قادت شركة «بارادايم» جولة تمويل السلسلة الثانية لشركة «Mesh» بقيمة 82 مليون دولار، بمشاركة «الهلال للمشاريع الناشئة»، و«كونسينسيس»، و«كوانتوم لايت كابيتال»، و«يولو إنفستمنتس»، وعدد من المستثمرين الآخرين. وقال سودارشالان باريك، نائب الرئيس الأول في «الهلال للمشاريع الناشئة»: «نشهد بداية تحول هيكلي عميق في القطاع المالي العالمي، ينتقل من أنظمة مغلقة إلى شبكات مفتوحة، ومن المعالجة الدورية إلى البرمجة الآنية، ومن شبكات العملات التقليدية المعزولة إلى أصول رقمية قابلة للتشغيل البيني. وتسهم 'Plaid' و'Mesh' في وضع البنية التحتية التقنية التي ستدعم هذا المستقبل».

أخبار ذات صلة الأهلي «بديل» الهلال في «السوبر السعودي» إنزاجي: الهلال «فاق التوقعات» في «مونديال الأندية»

مقالات مشابهة

  • طيران الإمارات وIHG يستكشفان فرص التعاون لتلبية احتياجات سفر الشركات الصغيرة والمتوسطة عالمياً
  • تفاهم بين طيران الإمارات و«أي إتش جي» لتلبية احتياجات سفر الشركات الصغيرة والمتوسطة
  • بالصور: جولة على المؤسسات الغذائية في السوق التجاري في صور.. وإنذارات بتحسين شروط العمل
  • بعد موجة الحر الشديد التي ضربت لبنان... كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
  • 81 مليار درهم تمويلات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات
  • استعراض مستوى تنفيذ المشاريع التنموية في خطط محافظة صنعاء
  • محافظ البيضاء يتفقد العمل بمشروع تأهيل وترميم عدد من أقسام مستشفى الثورة بمدينة البيضاء
  • تواصل العمل في مشروع تأهيل جسر الرستن الحيوي بحمص
  • حمزة: أدعو جميع الشركات والمستثمرين الوطنيين والدوليين للمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي النوعي كما أدعو الجميع لزيارة المعرض والتعرف على التطورات الاقتصادية والصناعية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها سوريا
  • الهلال للمشاريع الناشئة تشارك في جولات تمويل بقيمة 657 مليون دولار