العالم باتجاه تحولات كبرى.. كلمة السيد القائد الأسبوعية، جرعة وعي ومحرك تغيير الجزء الثالث

 

الموقف اليمني المساند لغزة في كل مساراته عسكريا وسياسيا وإعلاميا وشعبيا، يتربع على منصة إدارته وتوجيهه قائد يدير مسارات التحرك ومتابعتها واتخاذ قراراتها اللازمة وتقييم أدائها وقراءة مفاعيلها وتأثيراتها وتداعياتها بشكل مستمر باعتبارها أولوية عليا ضمن السياق الأساسي وهو معركة محورها القدس وجبهتها الأساسية غزة.


وفي صميم دوره كقائد لهذا التحرك اليمني تأتي كلمة السيد القائد الأسبوعية كعامل أساسي في استمرار وتصاعد وتماسك الموقف اليمني، بل يمكن القول انها أصبحت مسارا هاما ومؤثرا بين مسارات الموقف اليمني لجهة التأثير العالي والمباشر في التداعيات والمواقف والتحركات العسكرية والسياسية والحقوقية والتوعوية إقليميا ودوليا، ولا نبالغ في الاعتقاد أن الكلمة الأسبوعية إلى جانب عمليات الموقف اليمني المتصاعدة، أهم أسرار تصاعد وتنامي دائرة التضامن والتفاعل مع غزة داخل الوعي الجمعي.

الثورة / علي أحمد جاحز

رفح تعري الصهيونية، وتشعل المحور
كان إعلان المقاومة الفلسطينية برئاسة حركة حماس قبول المقترح المصري القطري للاتفاق على وقف النار في غزة، خطوة سياسية ذكية نجحت في جر الكيان إلى فضاء انكشاف جديد لتوجهه وسلوكه الإجرامي أمام الرأي العام والوعي الجمعي الغربي خصوصا، وفي الوقت ذاته وضعت الموقف الأمريكي في وضع محرج أمام المجتمع الدولي، وتركت أثرها في جعل مخطط اقتحام رفح الذي وافق عليه الأمريكي يبدو بلا هدف سوى ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة، ولهذا ظهر الأمريكي من جهة يقدم خطة لإجلاء المدنيين النازحين، ومن جهة أخرى قدم الإشارة لاقتحام ر+فح، ليترك الأمور ذاهبة إلى وجهتين احداهما اكثر بشاعة من الأخرى.
السيد القائد أعطى مساحة واسعة في كلمته الأسبوع الماضي للحدث المتعلق بتحرك الكيان نحو اقتحام رفح، والى جانب تسليط الضوء على الجانب الإنساني المتمثل في كون رفح الملاذ الأخير للنازحين وان اقتحامها سيكون معناه مجازر اكبر وابشع، فإنه وجه رسائل عدة إلى الجانب المصري الذي لم يحرك ساكنا أمام انتهاك سيادته، وبدا السيد القائد في تركيزه على هذا المستجد يراكم معطيات وحيثيات تدعم وتبرر الموقف اليمني، ولعل ضعف الموقف المصري يعتبر فرصة لعبور الموقف اليمني إلى الوعي العام الذي سيجد الفعل اليمني في مرحلته الرابعة موضع ترحيب ويملأ فراغا في ضمير الأمة التي شاهدت بذهول ما حل بالشاب الفلسطيني الذي حاول أن يعبر الحدود مع مصر وتعرض لأبشع ضرب وتنكيل من اخوته الجنود المصريين، وهو مشهد لم يكن يتخيله احد.
وبالعودة إلى خطة نتنياهو التي بات واضحا ان تنفيذها هو غاية مقدسة تحشد في سبيلها الصهيونية العالمية كل اذرعها وأدواتها، فإن إقدام الكيان على اقتحام معبر رفح واحتلال محور فيلادليفيا في انتهاك لاتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع مصر، يمكن قراءته باعتباره خطوة باتجاه فصل جديد من فصول المخطط الصهيوني وهو فرض واقع من نوع ما في سيناء، ويبدو موقف النظام المصري أمام هذا الانتهاك مثار تساؤلات وعلامات استفهام وتعجب، صحيح انه لم يعد متوقعا من الجيش الأكبر في المنطقة أن يتدخل عسكريا لمساندة غزة، لكن بقي من المتوقع ان يستنفر عندما يصبح الأمن القومي المصري موضع تهديد.
فهل نجحت الصهيونية على مدى عقود في السيطرة على قرار الجيش المصري وتغيير عقيدته الفتالية إلى هذا المستوى؟ والى أي حد تداوم الصهيونية العالمية منذ النكبة على التهيئة المستمرة لتوسع الكيان في المحيط العربي؟ وماذا يعني طرح حقيقة الأيديولوجيا الصهيونية الرجعية وخلفيات عدائها للامة على طاولة التناول بعد عقود من التغييب؟!
عداء الأيديولوجيا الصهيونية الرجعية.. على سطح لعبة الوعي
كلما طال أمد العدوان كلما اتسع والتهب مسرح المعركة التي يسهم الموقف اليمني في صناعة توازن ردع يحول بين العدو، الذي يوغل في المجازر، وبين تحقيق نجاح عسكري في غزة، وهذا أيضا يساهم في اتساع دائرة انكشاف حقيقة الوجه البشع الإجرامي للصهيونية ليصل ذلك الوعي إلى داخل أوروبا وأمريكا ويتحول إلى تحرك حقوقي واسع يواجه بردات فعل تزيد من انكشاف حقيقة تلك الأنظمة وسقوط شعاراتها الإنسانية والحقوقية، وهكذا تصبح تلك النتائج مدخلات تبرر الموقف اليمني وتضعف الموقف الأمريكي الصهيوني أمامه وتبني عليها كلمة السيد القائد رسائل وعي وسياسة توسع نطاق التضامن والتمرد على الصهيونية، وهكذا في ديناميكية مشهد يذهب باتجاه تغييرات كبرى متسارعة.
من اهم الحقائق التي تم تنظيف الوعي الجمعي العربي والإسلامي على مدى عقود، هي حقيقة خلفيات احتلال فلسطين وقواعد الصراع مع الاحتلال، وخاصة ما يتعلق بالبعد الأيديولوجي كمنطلق للعداء الصهيوني للأمة، حيث أوشكت الصهيونية على ان تنجح في تفريغ الذهنية العربية والإسلامية من الارتباط بجذور القضية الفلسطينية وعلاقتها بالعداء العقائدي الازلي في ثوابت الصهيونية للأمة وما يلتصق به من حقد وكره تجاهها وما يتوازى معه من أطماع في مقدراتها.
وفي هذا الاتجاه عمد السيد القائد إلى تسليط الضوء بشكل مكثف في كلمته الأسبوعية مؤخرا على المعتقد الصهيوني الذي يرتكز على أن اليهود الصهاينة هم شعب الله المختار وإضفاء القدسية عليهم عبر توصيفهم بالسامية وسن تشريعات تحرم مجرد معاداتها، ولعل السيد القائد في مرحلة كهذه يرمي إلى طرح هكذا حقائق وهكذا معتقدات على السطح وأعادتها إلى معرض التناول والنقاش وعرضها أمام العقل المعاصر المتحرر لمحاكمتها، ومن ثم إعادة النظر في فهم حقيقة النظام العالمي الذي تديره الصهيونية وفق أيديولوجيا رجعية هدامة عدائية ليس للامة الإسلامية بل للإنسانية.
كلمة السيد القائد الخميس الماضي تزامنت مع ذكرى النكبة، وهو ما جعلها تبدو فرصة لإثراء الحديث عن البعد المنسي للصراع مع الصهاينة وآخر مظاهره المعركة الجارية، وبرغم ان العداء الصهيوني للامة قديم إلا أن السيد القائد اكتفى بالانطلاق من دور الوصاية البريطانية على فلسطين باعتباره نقطة بداية تأسيس الكيان وباعتبار بريطانيا مهندس النكبة وكانت هي الحامل لمنهجية الصهيونية العدائية ومخططاتها لاستهداف الأمة العربية آنذاك، وكان ضمن مهامها التهيئة لإنشاء الكيان على ارض فلسطين التي كانت تقع في نطاق وصايتها.
فكيف حملت بريطانيا مخطط الصهيونية في فلسطين؟ وكيف كانت التهيئة لإنشاء الكيان؟ وما هو نطاق التهيئة؟
بريطانيا.. مهندس الكيان في جغرافيا مهيأة
لكي نفهم الحكاية كاملة لا بد ان نتتبع الجذور التي تمتد في أعماق تاريخ اوشك على الانطواء في دهاليز النسيان بعد عقود من تغييبه عن وعي الأجيال، واعتقد ان إخراجه وإعادته إلى السطح ووضع الحقائق من جديد على طاولة التناول خطوة مهمة في مسار صناعة التحولات الكبرى والتغيرات الكونية التي عادة ما تبدأ من الوعي وتحريك المواقف وأيقاظ الضمير، وهو ما يشتغل السيد القائد عليه بوعي حامل مشروع التغيير.
الانتداب البريطاني الذي جاء ضمن اتفاقية سايكس بيكو ثم اتفاقية سان ريمو في أعقاب الحرب العالمية الأولى، لم يكن جذر حكاية التحرك الصهيوني لاستهداف الأمة وتهيئتها لنشوء الكيان وإن كان يمثل بداية الخطى العملية لإنشاء الكيان، فالحكاية تعود إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، حيث كان العالم العربي والإسلامي يرزح تحت احتلال صليبي متعدد الهويات الأوروبية، وهنا لا بد ان نشير إلى أن الصليبية والماسونية هي مسميات قديمة لنفس الأيديولوجيا التي تتكئ عليها الصهيونية حاليا.
حين اندلعت الحرب العالمية الأولى لم يكن للامة العربية والإسلامية أي وزن باستثناء اليمن الذي كان بصدد التحرر من الاحتلال العثماني والحجاز الذي كان يتعرض لهجمات السعودة، بينما كانت مصر والسودان وجنوب اليمن وأجزاء من الصومال ترزح تحت الاحتلال البريطاني، واما نجد وسواحل الخليج فكانت تشهد بداية تشكل دويلات تتم صناعتها من العدم بإشراف بريطاني وهي ما تسمى الآن دول الخليج العربي، فيما تتقاسم فرنسا وايطاليا احتلال دول المغرب العربي.
النفوذ العثماني كان قد فقد سيطرته على مصر والشام والعراق عند اندلاع الحرب العالمية الأولى لصالح الاحتلال البريطاني والفرنسي، وخلال الحرب تم وضع العراق والشام على مائدة التقاسم بين فرنسا وبريطانيا في ما تسمى اتفاقية سايكس بيكو، ولسنا بصدد سرد تفاصيل القسمة هنا بقدر ما نهدف إلى تتبع جذور التاريخ التي تتكئ عليها شجرة الحاضر للوصول الى سياق مرتب ومفهوم، والحكاية بتفاصيلها متوفرة ويمكن الرجوع اليها.
بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة أعيد تقسيم العراق والشام بين فرنسا وبريطانيا وفق اتفاقية سان ريمو واعتمدت عصبة الأمم المتحدة وصاية بريطانيا على العراق، وتقاسم الوصاية بينهما على الشام، وكان من نصيب فرنسا الوصاية على سوريا في نطاقها الواسع (الذي أصبح الآن سوريا ولبنان)، وبريطانيا الوصاية على فلسطين في نطاقها الواسع (الذي أصبح الآن الأردن وفلسطين المحتلة)، أما الحجاز الذي كان يقع الحرمين في نطاقه ويحكمه الشريف حسين أو ما يوصف بشريف مكة وهو الجد الأكبر للأسرة الهاشمية التي تحكم الأردن حاليا، فقد وقع في قبضة آل سعود بدعم بريطاني بعد اغتيال الشريف حسين الذي كان قد وقع في فخ خديعة بريطانيا التي نكثت ما يسمى اتفاقية الحسين مكماهون، وبإمكان الجميع البحث عن الاتفاقية وفهم محتواها، وبات أبناؤه عبدالله وفيصل مجرد أدوات للوصاية استخدمتها في العراق والشام ضمن مشروع التهيئة لنشوء الكيان.
إعلان الكيان.. المهندس البريطاني يسلم للراعي الأمريكي
كانت التهيئة لنشوء الكيان امرا سهلا في منطقة عربية مفككة ومحتلة بالشكل الذي لخصناه سلفا، فقد صنعت بريطانيا دولة جديدة صهيونية الغرض في الجزيرة العربية تسيطر على الحرمين الشريفين وتضمن عدم استفادة الأمة من دورهما الديني التعبوي الجامع، ووضعت مصر تحت حكم ملكي موال لها، ووضعت العراق تحت حكم فيصل بن الحسين، وقسمت فرنسا سوريا إلى دولتين، ووضعت فلسطين تحت إشراف عبدالله بن الحسين الأكبر وقسمتها إلى الأردن وفلسطين.
وهذه هي الجذور التي انطلق السيد القائد منها في حديثه عن دور بريطانيا في نشوء الكياه، فهكذا هيأت بريطانيا المنطقة برمتها على مدى عقود قبل الحرب العالمية الأولى، وتركتها في حالة ضعف وحروب وصراعات وتشظ إلى أن اندلعت الحرب العالمية الثانية وظهور المخطط إلى العلن من خلال وعد بلفور، ثم بدأت إيفاد اليهود إلى فلسطين من كل أنحاء العالم بما فيه الدول العربية، وتجنيد اليهود في الجيش البريطاني خلال الوصاية وسمحت لليهود التملك للأراضي إلى أن احتلوا الكثير من القرى والمناطق، وكانت هذه بداية الاحتلال، وبدأ الاستيطان، والأعمال الإرهابية والتهجير للفلسطينيين، والتجهيز العسكري لليهود، واضعاف الشعب الفلسطيني، إلى أن اطمأن البريطاني ورحل بعد ان سلمها لليهود ليعلنوا كيانهم تحت اسم دولة إسرائيل ويمارسوا ابشع جرائم الإبادة والتهجير والاحراق والذبح في 1948م، وربما لا يعرف الكثيرون انه تم تقسيم فلسطين إلى الأردن وفلسطين، ثم تقسيم فلسطين بين الكيان الفلسطينيين عام 48 وإعطاء الأردن الأرض الشرقية من فلسطين للأسرة الهاشمية مقابل بيع الأرض الغربية، واما الفلسطينيين فبقيت أرضهم ميدانا لتوسع الاحتلال.
بعد النكبة ظهر دور الولايات المتحدة الأمريكية كراع جديد للكيان حيث اعترفت الولايات المتحدة بعد 11 دقيقة من الإعلان وسبقت بذلك اعتراف الأمم المتحدة، وفي المقابل يتجلى تفريط الأمة في جزء منها وهي دولة فلسطين، وهو ما شجع الكيان على احتلال بقية فلسطين وأجزاء من دول عربية أخرى، وبدأت الأمة تشعر بخطر الكيان الذي جرت زراعته في جسدها، سيما بعد أحداث الاستقلال في الدول العربية المحتلة واهمها مصر وسوريا اللتان دخلتا في حرب مع الكيان.
إن المشاركة الواضحة لأمريكا وبريطانيا إلى جوار الكيان هذه الأيام تذكرنا بالعدوان الثلاثي على مصر من حيث كونهما ينطلقان من ذات القلق الصهيوني الوجودي على الكيان ويتكئان على عقيدة صهيونية عدائية للامة، ولعل الفارق الذي يدركه الصهاينة هذه الأيام بين الحربين والحقبتين، ان المعركة اليوم تتكئ على وعي بجذور الصراع وفهم للعداء الصهيوني للامة، وتنطلق من ثوابت دينية وتقاتل بعقيدة جهادية.
هذا الوعي هو ما يشتغل عليه السيد القائد من خلال تعرية الصهيونية وحقيقتها العدائية وايديولوجيتها الرجعية والتذكير بتاريخها الإجرامي منذ إبادة الهنود الحمر إلى ناجازاكي وهيروشيما وفيتنام وغيرها، في سبيل لفت نظر الوعي الجمعي لهذه الحقائق ومن ثم صناعة رأي عام يتحول إلى مواقف يكبر ليصير حراكا يتنامى ليصنع بدوره متغيرات وتحولات كبرى، وهكذا تسري سنن الله في الإمبراطوريات عندما يحين موعد سقوطها.
والله الموفق والهادي

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الحرب العالمیة الأولى کلمة السید القائد الموقف الیمنی الوعی الجمعی الذی کان إلى أن

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: جرائم العدو هذا الأسبوع الأكبر منذ نصف عام

الثورة نت/..

ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر المستجدات في قطاع غزة أوضح فيها أن هذا الأسبوع كان دامياً وقاتماً بالإجرام وبالمجازر الفظيعة، ومن أشد الأسابيع مأساويــةً علـى الشعب الفلسطينـي فـي قطاع غزَّة، ومن أقبح أزمنة البشرية الملطخة بعار التفرُّج على الظلم بحق النفوس الآدمية. مؤكدا أن صرخات النساء في غزة كفيلة بتحريك الحمية لدى الملايين من أبناء الأمة لو بقي ذرة من الإنسانية والرجولة والإحساس بالمسؤولية.
وأوضح السيد القائد أنه استشهد وجرح في هذا الأسبوع ما يزيد على (ثلاثة آلاف) من أبناء الشعب الفلسطينـي فـي قطاع غزَّة، معظمهم من النساء والأطفال، وتعــد هــذه الحصيلة الأسبوعية أكبر حصيلة منذ نصف عام تقريباً. لافتا إلى أن العديد من الشهداء لا يزالون تحت الركام، والبعض فـي الطرقات، ولم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم؛ نتيجةً لهمجية القصف الإسرائيلي على كثيرٍ من المناطق بشكلٍ عشوائي، ولِشُح الإمكانيات لدى تلك الفرق فـي أماكن أخرى .
وقال السيد: “هذا الأسبوع استهدف العدو بشكل مباشر عشرات المنازل، وأباد عائلاتٍ بأكملها بين أنقاض المنازل، وطال القصف كذلك بشكلٍ مباشر خيام ومراكز ومدارس الإيواء، والمستشفيات، واستهدف بشكلٍ مباشر طواقم الإسعاف، والفرق الطِّبِّيَّة، في محاولةٍ ممنهجة لمنع إنقاذ المصابين” ،مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع، وضمن الاستهدافات للإبادة الجماعية، استهــدف مصلى فـي (مخيم جباليا) شمالي قطاع غزَّة، واستشهد عددٌ كبيرٌ من الشهداء.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يضغط باستمرار على النزوح القسري من شمال القطاع، وهذا سبَّب معاناةً كبيرة، ولاسيَّما لكبار السن والأطفال، في ظل النزوح القسري والمستمر، وتحت وطأة القصف الوحشي المستمر. مؤكدا أن حجم الإجرام الصهيوني، والإبادة الجماعية، جعل أحد الصهاينة المجرمين يُعَلِّق على ما يقوم به العدو الإسرائيلي، في مقابل الصمت والتخاذل العربي، بقوله: ، موضحا أن هذه العبارة التي تكشف واقع الحال لدى أُمَّة الملياري مسلم، تجاه أبشع الجرائم والفظائع، ضد جزءٍ من أبناء هذه الأُمَّة، هي إعلانٌ عن ما هو مُخزٍ لهذه الأُمَّة، وعن حالةٍ مخزية بكل ما تعنيه الكلمة. وأضاف: ” التَّبَجُّح الصهيوني بمدى هذا التخاذل الرهيب جداً من جانب العرب، ومـن خلفهم أكثـر المسلمين فـي هذه الحالة من التخاذل، هذا شيءٌ مؤسفٌ جداً”.
وأوضح أن السقف الرسمي لمعظم الأنظمة في العالم الإسلامي- في البلاد العربية وفي غيرها- يبقى فيها السقف دائما هو إصدار بيانات ليس وراءها أي تحرُّك عملي؛ إنما بيانات تتضمن عبارات باردة، باهتة، تناشد الآخرين، وتطالب الآخرين ليفعلوا شيئاً للشعب الفلسطيني، وكأننا أُمَّة بدون مسؤولية!.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي أطلق مجدداً عملية بَرِّيَّة؛ بهدف تهجير السكان واحتلال القطاع، وقد أسمى تلك العملية باسم ، وهو اسمٌ مأخوذٌ من المعتقدات اليهودية الخرافية، وقد ارتبط هذا الاسم بجريمة التهجير منذ العام ثمانية وأربعيـن. ولفت السيد إلى أن هناك إقرارا من (إيهود أولمرت) وهو رئيس “الحكومة “السابق في كيان العدو، يقول: ، وهذا من كبار الصهاينة، أصبح يقول: ، مع أنها فوق مستوى أن تكون جريمة حرب، جريمة وأكبر من جريمة.
المجاعة في غزة
وقال السيد : “مع القتل بالقنابل الأمريكية، والقذائف الأمريكية، والقذائف الغربية، والإبادة بالسلاح، بالغارات الجوية، بالقصف المدفعي، بإطلاق النار المباشر، مع ذلك هناك الإبادة اليومية بالتجويع والتعطيش، والمأساة فيما يتعلَّق بالتجويع وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة في قطاع غزَّة، مجاعة كبيرة جداً، وحالة مأساوية ورهيبة للغاية، وتعتبر فضيحةً كبرى لما يسمَّى بالمجتمع الدولي والمنظمات الدولية، وللغرب في المقدِّمة، وأيضاً عاراً على العالم الإسلامي في البلاد العربية وغيرها”. لافتا إلى أن معدلات الجوع تتصاعد بشكلٍ كبير فـي قطاع غزَّة، ومعظم العائلات باتت تتناول وجبة كل يومٍ ونصف، والبعض كل يومين.
وأوضح أن المشاهد مأساوية ومؤلمة للغاية، التي تُنشر حتى في وسائل الإعلام، للناس فـي غزَّة وقد أنهكهم الجوع، والقصف، والتشريد، والنزوح المستمر، ضمن سياسة عدوانية إسرائيلية ممنهجة، يستخدمها العدو للتنكيل بالفلسطينيـيـن .
وأكد السيد أن صرخات النساء في غزة كفيلة بتحريك الحمية لدى الملايين من أبناء الأمة لو بقي ذرة من الإنسانية والرجولة والإحساس بالمسؤولية. مضيفا أنها قضية رهيبة جداً أن يجري تجويع وتعطيش مليوني إنسان في قطاع غزة، وعشرات الآلاف من الأطفال مهددون بالموت جوعاً.
وأضاف أنه ومع الجوع الشديد، يستخدم العدو التعطيش لسكان قطاع غزة من خلال استهداف آبار المياه ومنع إصلاح مشاريع المياه، لافتا إلى أن الجانب الصحي في غزة كلما حاول ترميم نفسه لتقديم الحد الأدنى من الخدمات الصحية يستهدفه العدو بكل وحشية وإجرام.
الأمة الإسلامية تتحمل المسؤولية
وأوضح أن أمتنا الإسلامية تتحمل مسؤولية كبيرة في مناصرة الشعب الفلسطيني في هذه المظلومية الكبيرة الواضحة التي لا مثيل لها، مؤكدا أن التفريط في المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني له عواقبه الخطيرة جدا، لأنها مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى؛ فالأمة بوسعها أن تعمل الكثير للشعب الفلسطيني لكن التفرج حالة خطيرة جدا عليها
وأكد أن سكوت الأمة يساهم في جرأة العدو الإسرائيلي وفي صناعة المأساة والمظلومية للشعب الفلسطيني، كما أن صمت الأمة يتيح الفرصة للعدو الإسرائيلي ارتكاب الجرائم بكل جرأة مع اطمئنان تام من ردة الفعل.
المخططات الصهيونية في القدس
وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي فـي القدس يستمر فـي مساعيه لتهويــد المدينـة، وكان هنـاك إعلان عن قرب افتتاح نادٍ رياضـيٍ فـي (حي رأس العمود – ببلــدة الســلوان – جنـــوب المسجد الأقصـى المبارك).
وأكد أن  حالات الاعتداءات في القدس المحتلة وفي بقية الضفة الغربية مستمرة بالتجريف والتدمير والاختطاف، والاعتداء على النساء وغيرها؛ فالعدو الإسرائيلي يستمر في جنين ومخيمها على مدى أربعة أشهر وهناك أكثر من 22 ألف نازح وتدمير لمئات المنازل بشكل كامل.
وأكد أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى تغيير المعالم في جنين مضيفا أن الاختطافات من قبل العدو الإسرائيلي مستمرة في معظم المدن في الضفة الغربية، كما يعتمد العدو الإسرائيلي بشكل أساسي في محاولته لفرض سيطرته الكاملة على قطاع غزة على الإبادة الجماعية والإجرام.
صمود المجاهدين في غزة
وأوضح السيد أن  الموقف العسكري من قبل العدو رغم الحشد الكبير والهائل للفرق العسكرية وجنود الاحتياط والغطاء الناري الكثيف جدا هو شاهد على ضعف جنوده.
وبيّن أن العدو الإسرائيلي يعوض الهزائم بالجرائم، فالعدو الإسرائيلي يعتمد بشكلٍ أساسي، في محاولته لفرض سيطرته الكاملة على القطاع، يعتمد على الإبادة الجماعية والإجرام، وموقفه العسكري، مع أنَّه حشد حشداً كبيراً وهائلاً من فرقه العسكرية، واستدعى جنود الاحتياط، ويحشدهم بالعدد الكبير من الآليات العسكرية، وبالغطاء الناري الكثيف جداً، لكنه ضعيفٌ في موقفه العسكري.
وأكد أن “جيش” العدو الإسرائيلي هو أجبن جيش فـي العالم، وأجبن وأذل جيش في العالم، فهو يعتمد بالدرجة الأولـى على الإجرام، وعلى الإبادة الجماعية. وأضاف:” العدو الإسرائيلي الذي يلجأ إلى ارتكاب الإبادة الجماعية، والإجرام، والتدمير لكل شيء؛ لكي يجرؤ جنوده على أن يتقدموا شيئاً ما، هو في واقع الحال في حالة انكسار، في حالة ضعف؛ إنما يحاول أن يعوِّض ما هو يخسره، وما هو فائدٌ له على مستوى الروح المعنوية، من خلال ارتكاب تلك الجرائم.
وألفت إلى أنه وفي مقابل ما بحوزة العدو من الترسانة العسكرية الهائلة، ومن مئات الآلاف من الجنود، إلَّا أننا نرى فاعلية هذا الصمود لإخوتنا المجاهدين، فمدى تَخَوُّف العدو الإسرائيلي من الاقتراب والمواجهة معهم، ومدى سعيه للخلاص والقضاء عليهم أولاً، قبل أن يدخل في مواجهة مباشرة معهم.. مضيفا أن الإخوة المجاهدين فـي قطاع غزَّة فـي (كتائب القسام) يقاتلون بثباتٍ عــالٍ، وبمرونـةٍ عاليـة، وفق متطلبات الميدان، ويستنزفون العدو.
وأشار إلى أن كتائب القسام نفذت مجموعةً من الكمائن المنكِّلة بالعدو فـي خان يونس وغــزَّة، ومنعــت تموضع العدو بشكلٍ دائم فـي أماكن متعددة، ومن تلك الكمائن: كميـنٌ مُر كَّب يوم الجمعة الماضية (غرب بيت لاهيا – شمال القطاع)، وكذلك كمائن فـي أماكن أخرى.
وأضاف أن (سرايا القدس) أيضاً تصدَّت لقوةٍ صهيونية حاولت التَّوَغُّل في (منطقة خزاعة – شرق خان يونس)، كما تمكَّنت من تفجير حقلٍ من العبوات البرميلية المزروعة مسبقاً، في رتلٍ عسكريٍ صهيوني، توغَّل في أحد أحياء (منطقة القرارة – شمال شرق خان يونس).
وأكد أن العمليات الفاعلة والمؤثِّرة تجعل البعض من قادة العدو يعترفون بواقعهم الضعيف والمهزوز تجاه هذا الصمود والاستبسال الفلسطيني.
وبيّن أن العدو يستخدم الإجـرام، والقصف الوحشـي، مستفيداً مـن المخازن الأمريكية، المخازن الأمريكية التي توفِّر له الكمية الهائلة من القذائف والقنابـل، والتـي يأتـي التمويل لها مـن الأموال العربية، مـن التريليونات العربية. وأضاف: “الأمريكي لو أنَّ كل ما قدَّمه من القذائف والقنابل، مما يصبّ فوق رؤوس الأطفال والنساء في قطاع غزة، ولإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لو أنَّه بكله فقط من أموال الضرائب الأمريكية؛ لكان لذلك تأثيرات بالغة جداً جداً جداً على الاقتصاد الأمريكي، ولكن للأسف الشديد، وهذا أيضاً مما يبين حجم المسؤولية الكبيرة على العرب قبل غيرهم من المسلمين، ثم على بقية المسلمين، ما هو يعتبر في واقع الحال من الإسهام والتعاون الذي يدعم العدو الإسرائيلي”.
وقال السيد: ” هناك دولة إسلامية ودولة عربية، أكثر السفن التي تزوِّد العدو الإسرائيلي والصهاينة بالمواد الغذائية والبضائع هي تابعة لتلك الدولتين، هذا مستمر، مستمرٌ من خلال البحر الأبيض المتوسط، وهذا مؤسفٌ جداً، الوزر كبير”.
الاجرام الصهيوني في لبنان وسوريا
وأكد أن اعتداءات العدو الإسرائيلي مستمرة على لبنان بكل أشكال الاعتداءات فالعدو الإسرائيلي يسعى في لبنان إلى منع الأهالي من العودة إلى قراهم
وأوضح السيد أنن العدو الإسرائيلي في سوريا يستمر في كل الانتهاكات، من توغل كما يفعل فـي القنيطرة، و إحراقٍ للأراضي الزراعية، وإحراق لبعض المناطق؛ لمنع الرعي فيها، وكل أشكال الانتهاكات يستمر العدو الإسرائيلي فيها هناك. مؤكدا أن هذه الحالة في الواقع العربي من التفريط العظيم في المسؤولية الكبرى، التي عليهم فيما بينهم وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هي تستوجب أن يكون هناك اهتمام كبير لاستنهاض هذه الأمة، فهذه الحالة لا يجوز التفرُّج عليها، والسكوت عنها، والتغاضي، والتجاهل تجاهها؛ لأنها حالة خطيرة بكل ما تعنيه الكلمة على الأمة، خطيرةٌ في الدنيا، وخطيرةٌ عليها في الآخرة.
للعمل على استنهاض الأمة
وشدد على ضرورة  أن يكون هناك جهدا مكثَّفا فـي النشاط التثقيفي، والتوجيهي، والخطاب الديني، والنشاط الإعلامي؛ لاستنهاض الأمة، وتبصيرها، لمعالجة هذه الحالة، التي هي حالة تعبِّر عن نقص كبير على مستوى الوعي، وعلى تراجع على المستوى الأخلاقي والقيمي. ففي هذا الظرف، وتجاه هذا الواقع المرير المؤسف والمخزي، فمن أهمِّ ما في الجهاد، ومن أهم أنواع الجهاد في سبيل الله تعالى، ومن أهم الإسهام الجهادي، والتقرُّب إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هو العمل على استنهاض هذه الأمة، و تبصيرها، و توعيتها عن أعدائها، وتوعيتها عن مسؤوليتها، وتذكيرها بالمسؤولية، وما يترتب على ذلك.
وقال السيد: “لا شك أنَّ هناك تراجعاً كبيراً على مستوى التربية الإيمانية، وعلى مستوى البناء الإيمانـي والأخلاقـي والقيمي، أوصل الأمة إلـى مـــا وصلت إليه، هذه الحالة من التخاذل، الرهيب، المخزي، الفاضح، المسيء والمؤلم والمؤسف”.
وأضاف: كان من ضمن المسؤوليات الكبرى التي يؤديِّها رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وهو يعلِّم ويزكي، وهو يهدي، ويقدِّم دين الله، ويسعى لهداية عباد الله، حتى في واقع الأمة المسلمة، هي: التحريض، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}.
الاحتجاجات المساندة لغزة في العالم
ولفت السيد إلى أن المظاهرات التي في هولندا كانت مظاهرات كبيرة، ومظاهرات وفيها حضورٌ شعبيٌ واسع، والمشاهد التلفزيونية لتلك المظاهرات تبين حجمها الكبير جداً، ونتمنى أن نرى مثلها في البلدان العربية والإسلامية، وأن يكون هناك خروجا بذلك المستوى، في اليمن الخروج كبير جداً، لا يقارن، لكن فيما يتعلَّق ببقية البلدان العربية!
ولفت السيد إلى أن في أوروبا فيما يتعلَّق بالموقف الرسمي الأوروبي لبعض الحكومات الأوروبية كان هناك تصريحات مع الحراك الشعبي الواسع في مستوى فوق المعتاد من جانبهم، وهناك  بعض من الإدانة، وبعض من الاستنكار، الاحتجاج، تجاه الجرائم الإسرائيلية الفظيعة جداً، لكنها لا ترقـى إلى مستوى الموقف الفعلي. فالدول الأوروبية قدمت للعدو الإسرائيلي الشيء الكثير من الأموال والدعم السياسي والتسليح
وأكد السيد أن من الأشياء المؤسفة والملفتـة للنظـر، هـو اشتـراك المغرب فـي تدريبات جوية فـي الطيران الجوي، وبلدان عربية أخرى أيضاً، مع العدو الإسرائيلي، هذا شيءٌ مؤسفٌ جداً.
وأوضح أن النظام المغربي تورط في التطبيع وتنكر للإرادة الشعبية ولقضايا أمته وورط نفسه في خيانة هذه الأمة.
ولفت السيد إلى أن حادثة مقتل عنصرين من موظفي “السفارة الإسرائيلية في واشنطن” حدث تسعى أمريكا لتجعل منه قضية القرن الـ21، موضحا أن المشكلة الكبرى عندما تقاس ردة الفعل الأمريكية والأوروبية تجاه حادثة واشنطن في مقابل موقفهم من الشعب الفلسطيني.
وأضاف: “يتبين كيف أن الأمريكي والأوروبيين بعيدون كل البعد عن العدل وأنهم دائماً ينحازون للظلم والإجرام، حادثة واشنطن يتم تضخيمها وتوظيفها لمواجهة أي اعتراض ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزة، شعار “معاداة السامية” ينطلقون منه للتصدي لأي نشاط شعبي أو طلابي يطالب بوقف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني”.
وأوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن العدو الإسرائيلي قام بقتل وجرح أكثر من 186ألفا في غزة، ولكن هذه الجرائم لم تصل بعد إلى أن يصفها الأمريكي بالإجرام أو الإرهاب.

مقالات مشابهة

  • الكاتب سمير أيوب: اليمن يعيد فلسطين إلى واجهة العالم ويكسر احتكار الرواية الصهيونية
  • السيد القائد يؤكد فشل العدو الإسرائيلي في التأثير على الموقف اليمني المساند لغزة
  • السيد القائد: جرائم العدو هذا الأسبوع الأكبر منذ نصف عام
  • السيد القائد: جرائم العدو هذا الاسبوع الاكبر منذ نصف عام
  • السيد القائد : العدو الاسرائيلي فشل في ردع اليمن
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي فاشل في التأثير على الموقف اليمني وفاشل في ردع الموقف اليمني
  • السيد القائد: تصريحات الصهاينة تبين مدى تأثير العمليات اليمنية وتبين عجز العدو الإسرائيلي عن ردع الموقف اليمني
  • السيد القائد يكشف عن دولتين اسلاميتين الاكثر تزويدا للكيان بالبضائع
  • السيد القائد الحوثي: ما خلف حالة الأمة من التخاذل الرهيب تجاه هذه المظلومية الرهيبة هو نقص كبير في الوعي
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: هذا الأسبوع كان داميا وقاتما بالإجرام والمجازر الصهيونية الفظيعة