لماذا تهاجم الحيتان القاتلة القوارب؟
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
تداولت وسائل إعلامية خلال الأسبوع الماضي، أنباء عن اصطدام حيتان قاتلة بقارب، حيث تسببت في إغراقه في مضيق جبل طارق بين إسبانيا والمغرب.
ويعد هذا الحادث هو الأحدث في سلسلة من الهجمات على القوارب من قبل الحيتان القاتلة في السنوات الأخيرة.
إقرأ المزيدووقع الحادث في 12 مايو، وشهد غرق يخت يُدعى Alborán Cognac، حسب ما أفادت صحيفة El País الإسبانية، وتم إنقاذ أفراد الطاقم بواسطة ناقلة نفط عابرة.
وفي الواقع بدأت هجمات الحيتان القاتلة، والمعروفة أيضا باسم الأوركا، على القوارب في عام 2020 تقريبا، عندما واجهت أنثى الحوت القاتل المعروفة باسم "وايت غلاديس" مواجهة مؤلمة مع قارب، ثم بدأت في التصرف بطريقة دفاعية تجاه القوارب الأخرى.
وأثارت موجة هجمات الحيتان القاتلة هذه قلق العلماء بشأن سلامة الحيوانات، وأدت إلى تكهنات بأن هذه الثدييات المحيطية ربما تحاول الانتفاضة ضد البشر.
وفي اتجاه أطلق عليه البعض على وسائل التواصل الاجتماعي اسم "حروب الأوركا"، اصطدمت مجموعة من الحيتان القاتلة مؤخرا بالقوارب قبالة سواحل البرتغال وبالقرب من مضيق جبل طارق بمعدل مرة واحدة تقريبا في اليوم.
ووفقا للباحث روي ألفيس، الذي يجمع البيانات حول الهجمات، فإنه في يونيو 2023 وحده، كان هناك 12 هجوما للحيتان القاتلة على القوارب. وفي شهر مايو، وقع 21 هجوما، حسبما يقول موقعه الإلكتروني orca.pt.
ولا يعرف الباحثون بالضبط سبب حدوث هذه الهجمات، وكيفية تطور هذا السلوك، لكنهم اقترحوا فرضيتين رئيسيتين: الأولى هي أن الحيتان القاتلة، وهي مخلوقات اجتماعية وذكية للغاية، طورت هذا السلوك الجديد، وهو الأمر الذي يعرف أن الأعضاء الأصغر سنا يفعلونه.
إقرأ المزيدأما الاحتمال الآخر، الأكثر إثارة للقلق، فهو أنه استجابة لصدمة تتعلق بالقوارب، كما قال الدكتور ألفريدو لوبيز فرنانديز، من مؤسسة Grupo Trabajo Orca Atlántica، أو اختصارا GTOA، في تصريح لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأوضح: "يمكن أن يكون استجابة لموقف سلبي. لقد مر حوت أو عدة حيتان بتجربة سيئة ويحاولون إيقاف القوارب حتى لا يتكرر الأمر". مشيرا إلى أن هذا السلوك ربما بدأ مع الحيتان القاتلة البالغة الفردية، ولكن يبدو أنه ينتشر من خلال التعلم الاجتماعي.
وإذا كان الاحتمال الأخير هو الصحيح، فهناك مشتبه به رئيسي واحد في بدء هذا الاتجاه، وهي أوركا بيضاء تُدعى "وايت غلاديس" (غلاديس بلانكا)، والتي يُعتقد أنها تعرضت لاصطدام أليم بسفينة عام 2020 عندما كانت حاملا.
وأضاف لوبيز أن الحيتان القاتلة الأخرى في المنطقة تعاني أيضا من إصابات ناتجة عن الاصطدام بالقوارب. وقال: "كل هذا يجب أن يجعلنا نفكر في حقيقة أن الأنشطة البشرية، حتى بطريقة غير مباشرة، هي أصل هذا السلوك".
وبالعودة إلى عام 2020، شوهدت مجموعة من الحيتان القاتلة تطارد المراكب في المنطقة، في عمل عدواني كان يُعتقد في السابق أنه نادر للغاية. ومنذ ذلك الحين، أصبح أكثر شيوعا. وأثناء الهجمات، يركز تكتيك الحيتان القاتلة على إتلاف أو كسر دفة السفينة بأسنانها، ما يجعل من المستحيل توجيه المركب والاستمرار في الإبحار.
وعلى الرغم من كل المخاوف من استمرار هجمات الحيتان القاتلة، يشعر الباحثون بقلق أكبر من أن يهاجم أصحاب القوارب الحيتان، أو أن تؤذي الحيتان القاتلة نفسها أثناء الاصطدامات، حيث أن هذه المجموعة من الأوركا الأيبيرية مهددة بالانقراض، وفقا لـ GTOA، مع وجود 39 حيوانا فقط في آخر مرة تم فيها إجراء تعداد كامل في عام 2011.
المصدر: indy100.com
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اسماك الحوادث بحار عالم الحيوانات غرائب محيطات معلومات عامة معلومات علمية الحیتان القاتلة هذا السلوک
إقرأ أيضاً:
مع تصاعد الهجمات على بورتسودان.. رئيس وزراء السودان الجديد باختبار صعب
يصدر كامل إدريس، رئيس الوزراء السوداني الجديد، خلال الساعات المقبلة قراراً بحل الحكومة الحالية تمهيداً لبدء مشاورات موسعة لتشكيل حكومة جديدة، تُركز على اختيار وزراء من كفاءات مستقلة بعيداً عن المحاصصة السياسية، وذلك في خطوة تهدف إلى مواجهة الأزمة الأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وتأتي هذه التحركات الحكومية في وقت تشهد فيه بورتسودان، التي تحولت إلى عاصمة مؤقتة للبلاد وملاذاً للنازحين، تصاعداً في الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حيث تتعرض المدينة لغارات متكررة بطائرات مسيرة تستهدف البنية التحتية الحيوية، بينها المطار الدولي العامل ومحطات الوقود ومرافق توليد الطاقة، ما أدى إلى انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وتدهور الخدمات الأساسية، خاصة في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي دخلت عامها الثالث.
ويُعَدّ هذا الوضع الأمني والاقتصادي المتدهور أحد أبرز التحديات التي تواجه حكومة كامل إدريس الجديدة، والتي يُتوقع أن تركز في تشكيلتها على كفاءات مستقلة وقادرة على التعامل مع الملفات المعقدة، بما في ذلك حماية البنى التحتية الحيوية وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى نحو 25 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ويُذكر أن كامل إدريس، الحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، وذو الخبرة الدولية في مجال الملكية الفكرية، يسعى إلى تجاوز المحاصصة التقليدية بين القوى السياسية، مع الإبقاء على مشاركة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، في محاولة لتحقيق استقرار سياسي يساهم في تخفيف التوترات الأمنية الراهنة، خاصة في ظل استمرار استهداف قوات الدعم السريع للمناطق التي يسيطر عليها الجيش.
وتأتي هذه التطورات في ظل إعلان الجيش السوداني تطهير ولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع، واتباع الأخيرة لاستراتيجية تعتمد على الغارات بعيدة المدى بواسطة الطائرات المسيرة على المدن التي يسيطر عليها الجيش، مع محاولات لاستعادة الأراضي في جنوب البلاد، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في السودان.