تسمع لقادة الانقلابيين فتأخذك الدهشة من هذا التيه والضلال الذي يعمهون فيه..! وهكذا فعل ياسر العطا فذهب إلى الجهة العكسية من البحر التي ذهب منها موسى وهارون..!
شخص واحد يقرر إلغاء "الوثيقة الدستورية" التي مهرتها الثورة..ثم يقرر استبدالها بدستور جديد مكتمل الأركان لا يدري أحد متى تم إعداده..وربما كتبه هو والبرهان حتى يستطيعا تشكيل مجلس (سيادة) جديد وإعلان حكومة (تكنوقراط ) جديدة لإدارة الفترة الانتقالية التأسيسية.

.!
هذا هو "قائد منطقة أم درمان العسكرية" التي يتحدث عن انتصاراته وانجازاته وقرب إعلان النصر في تحرير كافة مناطق السودان..وأم درمان لا تزال تسقط فيها الدانات والمتفجرات وتقتل الناس في أحياء الجرافة وبانت وحارات الثورة..وهو يعلن بعضمة لسانه إن مليشيات الدعم السريع استولت على جنوب وشرق وغرب دارفور وموجودة في شمال دارفور وكردفان وولاية الجزيرة والخرطوم والخرطوم بحري وشرق النيل وبابنوسة والجنينة وسنار والنيل الأبيض..!
كل هذا (مجرد تقصير) يقول انه يعتذر عنه للشعب السوداني..!..فقدان كل هذه المناطق من الوطن وتركها للموت الأحمر وتشريد السودانيين في جهات العالم الأربع وتدمير جميع المرافق وإعادة السودان للعصور الوسطى مجرد تقصير يعتذر عنه ياسر العطا وينتظر السماح..!
ثم يقول إنهم تخلّوا عن حماية المواطنين في كل هذه المناطق بسبب مسؤوليتهم تجاه حماية الحدود..!!
انسحبوا من نيالا لنقص الذخيرة..! ومن مدني وولاية الجزيرة انتظاراً لتقرير لجنة التحقيق..وليس لأن قائد المنطقة رفض تسليم القيادة لكتيبة البراء وأعلن ابتعاده عن القيادة مرغماً..ثم عندما جاءت مليشيا الدعم السريع هرب البراؤون وتركوا المواطنين تحت سنابك الموت..!
شهود العيان قالوا إن القوات الأوكرانية عندما أرادت الانسحاب من إحدى القطاعات التي تقدمت فيها القوات الروسية نقلت المدنيين أولاً إلى مناطق آمنة داخل البلاد ثم انسحبت..لأن هذا واجب حماية المدنيين في أوقات الحرب..!
يواصل العطا ترديد اتهامات الفلول الكاذبة للقوى المدنية التي تقف ضد الحرب بأنها تناصر الدعم السريع..! ثم يعلن بعضمة لسانه انه لا يرفض التفاوض بل (يريد من الدعم السريع تنفيذ اتفاق جدة للانتقال إلى المراحل الأخرى)..! إذن الرجل يقبل التفاوض مع الغزاة كما يسميهم..!
رأيه الشخصي: لا مشكلة في منح روسيا قاعدة في أراضي السودان المطلة على البحر الأحمر وان يعطي أمريكا أيضاً قاعدة مجاورة وكذلك مصر والسعودية والكويت إن أرادت..لأن المكان واسع..! ويقول ما الغرابة في ذلك..!
يقول العطا إن حال عساكر الجيش بائس ولكنهم يفضلون ألا يستخدموا الخوذات وأحذية الميدان اقتداء بتاريخ الجندية السودانية.. وهم يرفضون استخدام السواتر في الحرب من باب الإيمان..! ولكنه لم يقل أين ذهبت الـ 80% من ميزانية الدولة المخصّصة للقوات النظامية..!
وعن حكاية كتائب الفلول يقول إنهم لا يريدون أي مقابل سياسي..وانه اجتمع بسبعة من قادتهم وقالوا له إنهم (مهنيون مغتربون) حضروا استجابة للاستنفار ولا يريدون أي موقع في السلطة (وسيكتفون بالأجر)..!
ورد في مقدمة كتاب (تاريخ الكذب) للفيلسوف الفرنسي "جاك دريدا" أن الكذب مرتبط بالتنكر للعهود والإخلال بالوعود والحنث بالقسم..! ولا يوجد كذب بغير قصد وإرادة ورغبة واضحة للخداع..! فالكاذب يتنصل بالكذب عن وعوده للآخرين بقصد إلهائهم عن كذبه بكذبات أخرى لخداعهم وتوجيه سلوكهم..وهو لا يكذب على نفسه...ولكنه يمارس التدليس والتلاعب بالأحداث والمواقف والآراء ولا يعي بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك..! ومن الكذابين من يهبط بالكذب إلى الحضيض.. حيث أن الكذب يحتاج إلى درجة من الإتقان والحس الفني..! هل يملك العطا هذا الحس الفني..؟!
خلاصة خطاب ياسر العطا انه وجنرالاته ضد الثورة وليس ضد الدعم السريع..حبيبهم الذي انقلب عليهم..!
هذا الرجل يريد إيهامنا بأنه هو وإخوانه جنرالات الانقلاب يتحكمون في الاخونجية وكتائبهم..في حين إن العكس هو الصحيح..وإنهم ليسوا أكثر من بيادق وقطع شطرنج بين أيدي الكيزان..!
العطا يحاول أن يسوّق للشعب هزائمه في صورة انتصارات..! ولا بد أن نضع عقولنا في الرف..حتى نفهم كلامه ووعوده...وكما تساءل محمود درويش: هل على المواطن أن يُصاب بالسل حتى لا ينسى أن له رئه..! الله لا كسّبكم ..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع یاسر العطا

إقرأ أيضاً:

“الخارجية السودانية” تكشف محاولات دولة الإمارات لعرقلة صدور إدانات دولية ضد الدعم السريع

متابعات ـ تاق برس

استنكرت وزارة الخارجية السودانية ما وصفتها بـ (المساعي العدائية المحمومة)، لنظام أبوظبي في الدفاع عن قوات الدعم السريع في المحافل الدولية، ووقوفها ضد السودان ودولته الوطنية ومقدراته الاقتصادية والثقافية والتاريخية، عبر مساندة هذه القوات.

وقالت الوزارة فى بيان لها اليوم أنها رصدت في هذا الصدد التحركات البائسة لوفد نظام أبوظبي في اجتماعات حركة عدم الإنحياز الأخيرة على مستوى الخبراء، بنيويورك الأسبوع الماضي، من أجل استبعاد النص الخاص بالتضامن مع السودان في مسودة البيان، وعدم وصف قوات الدعم السريع بأنها كيان متمرد على الشرعية الوطنية.

 

ولفتت الخارجية، أنها أيضا رصدت محاولة الوفد المذكور إدخال فقرة تشير إلى مفردة “الحكومة الموازية” التي تسعى بلاده إلى إقامتها في تحد فاضح للشرعية الدولية، ممثلة في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، والإتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية، التي أجمعت على رفض وإدانة إعلان ذلك الكيان الزائف الذي ولد ميتا، ولفظه الشعب السوداني منذ أول يوم.

 

واعتبر بيان الخارجية السودانية هذه التحركات المفضوحة علاقة عضوية بين نظام أبوظبي وقوات الدعم السريع وتبرزه كنظام مارق على الأعراف والقوانين الدولية، وتقاليد وأخلاقيات الدبلوماسية الجماعية، وتقدم دليلا إضافيا على إصرار ذلك النظام على تدخلاته الشريرة في الشؤون الداخلية للسودان.

 

واضافت :” تعضد هذه المساعي ما كشفته الصحافة الدولية حول احتضان نظام أبوظبي لقيادة الدعم السريع وإشرافها بشكل كامل على كل أنشطتها، كالتحقيق الاستقصائي لصحيفة نيويورك تايمز الأخير في هذا الخصوص”.

 

وتابعت :” لقد بات الدور التخريبي لنظام أبوظبي في اللقاءات متعددة الأطراف، فيما يلي السودان، ماثلا للعيان. إذ تكررت مثل تلك المساعي في اجتماعات عديدة مثل اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول في يونيو الماضي، واجتماعات مجلس جامعة الدول العربية”.

 

وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن الهدف الرئيس لمشاركة نظام أبوظبي في هذه اللقاءات يظل هو منع صدور إدانات ضد هذه القوات والهروب من مسؤوليته المباشرة عما ترتكبه من جرائم إبادة جماعية وارهاب وانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان، والدعوة لانتهاك سيادة السودان.

 

ودعت الوزارة المجتمع الدولي بدوله ومنظماته كافة لعدم السماح لنظام أبوظبي باستخدام المحافل الدولية لتشجيع الإفلات من العقاب وحماية الإرهاب، والإبادة الجماعية اللذين تجسدهما قوات الدعم السريع وراعيتها الإقليمية.

وذكرت بأن قوات الدعم السريع، وبرعاية ودعم كامل من نظام أبوظبي لا تزال تصر على استمرار عدوانها على الشعب السوداني، ودولته الوطنية وكل مقومات حياته، وأنها تمثل تهديدا للأمن والسلم الإقليميين.

 

الخارجية السودانيةالدعم السريعدولة الإمارات

مقالات مشابهة

  • 10 تهم في مواجهته.. الإعدام شنقا لمتعاون مع الدعم السريع في الأبيض
  • شاهد بالفيديو.. الفريق أول ياسر العطا يحكي تفاصيل لقائه الاول بالرئيس نميري عندما أراد الإنضمام للقوات المسلحة: قلت له سأخذ بثأر عمي هاشم العطا منك وهذا كان رده (….)
  • عاجل.. ضربة نوعية للجيش السوداني تربك تحركات الدعم السريع في الجنينة
  • اشتباكات دامية بين معدنين سودانيين وعناصر من “الدعم السريع”
  • ضربات جوية دقيقة على تمركزات “الدعم السريع” في شمال كردفان
  • سلاح الجو السوداني يباغت “الدعم السريع” في شمال كردفان
  • مناورة الدعم السريع الجديدة للتحايل على الهزيمة
  • “الخارجية السودانية” تكشف محاولات دولة الإمارات لعرقلة صدور إدانات دولية ضد الدعم السريع
  • أغلى مكان للموت في العالم.. الضريبة التي دفعت الأثرياء للهروب السريع!
  • الصراع يبدأ.. “الدعم السريع” تستولي على منطقة تتبع لـ”الحلو”