حينما تتحدث الجراح: العراق يروي قصة نزاعاته
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
28 مايو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: منذ عقود، يعاني العراق من سلسلة من الحروب والنزاعات المسلحة التي تركت آثارًا عميقة على المجتمع، وخاصة الأسر العراقية.
وتبدأ هذه الأحداث من الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، مرورًا بحرب الخليج الأولى والثانية، وانتهاءً بالغزو الأمريكي عام 2003 وما تلاه من صراعات داخلية.
شهادات
أحمد كان طفلاً خلال الحرب العراقية الإيرانية وشابًا خلال حرب الخليج الثانية. فقد والده في الحرب الأولى وعاش في ظل الحصار الاقتصادي في التسعينيات.
يقول أحمد: عندما فقدنا والدي في الحرب مع إيران، تغيرت حياتنا بشكل جذري. أمي أصبحت المعيلة الوحيدة لعائلة مكونة من خمسة أطفال. كنا نعاني من نقص الغذاء والدواء. وفي التسعينيات، كانت الظروف أسوأ مع الحصار الاقتصادي، حيث أصبح الحصول على الأساسيات مثل الحليب والدواء أمرًا شبه مستحيل. وهذه التجارب شكلتني وجعلتني أدرك صعوبة الحياة في زمن الحرب.
فاطمة كانت في سن المراهقة خلال الغزو الأمريكي عام 2003 وعانت أسرتها من الانقسام الطائفي الذي تلا ذلك. تقول: في 2003، كنت أعيش في بغداد مع أسرتي. خلال الغزو، اضطررنا للانتقال من منزلنا بسبب القصف العشوائي. بعد سقوط النظام، زادت التوترات الطائفية وتعرض شقيقي للاختطاف بسبب انتمائنا الطائفي. هذه الأحداث دمرت نسيج أسرتنا وأثرت على نفسيتي بشكل كبير، إذ لم أعد أشعر بالأمان في بلدي.”
كريم محمود (50 عامًا) كان جنديًا خلال الحرب العراقية الإيرانية ومواطنًا خلال الغزو الأمريكي. لديه خبرة واسعة في مواجهة تأثير الحروب على الحياة اليومية. يقول “قاتلت في الحرب ضد إيران وشهدت الأهوال بأم عيني. بعد انتهاء الحرب، لم أتمكن من الحصول على وظيفة مناسبة لأن الجيش كان يفضل الشبان الأصغر سنًا. خلال الغزو الأمريكي، دمر القصف منزلنا في بغداد، وأصبحت نازحًا داخليًا. رأيت كيف أن الحروب لا تقتصر على ساحات المعارك فقط، بل تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة.”
وبعد حرب الخليج الثانية، تعرض العراق لحصار اقتصادي شامل أدى إلى انهيار اقتصادي واجتماعي كبير. الأسر العراقية واجهت نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والتعليم، مما تسبب في ارتفاع معدلات الفقر والمرض.
وبعد الغزو الأمريكي، شهد العراق تصاعدًا في العنف الطائفي والعرقي. العديد من الأسر تفرقت بسبب النزاعات الداخلية، حيث اضطر أفرادها إلى الانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا أو حتى الهجرة خارج البلاد. هذا التفكك أدى إلى ضعف الروابط الأسرية وازدياد حالات الفقدان والاضطراب النفسي بين الأطفال والشباب.
و الأطفال الذين نشأوا في فترة الحروب تعرضوا لصدمات نفسية شديدة. عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي أثر على تعليمهم ونموهم النفسي، حيث سجلت حالات عديدة من الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة.
أن الحروب المتعاقبة التي مرت على العراق تركت بصمات عميقة على الأسر العراقية. من خلال الشهادات وأحداثها المفترضة، يتضح أن التأثيرات السلبية للحروب تتجاوز ساحات المعارك لتصل إلى عمق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للأسر، و إن فهم هذه الآثار وتوثيقها يمثل خطوة أولى نحو الشفاء وإعادة بناء مجتمع مستقر ومزدهر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الغزو الأمریکی خلال الغزو
إقرأ أيضاً:
تذكير مهم للغاية :- ل”الطبقة السياسية العراقية “قبل حدوث التغيير القادم !
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:-ليس من باب التهديد ولا من باب الوعيد. فأنا على المستوى الشخصي لا أحب ولا أؤمن بحلول الدم والثأر والسحل. خصوصا ونحن العراقيين نعرف ما حلَّ في بلدنا العراق من مآسي وتراجع ودمار بسبب سردية وثقافة ( السحل والدم ) في مختلف الحقب السياسية .ولأن موضوع التغيير السياسي في العراق بات أمر مُقرّر ومنتهي ولا يفصلنا عنه إلا بعض الوقت لهذا كتبنا ونكتب هكذا مواضيع مباشرة إلى الطبقة السياسية الحاكمة في العراق التي ولدت من تحالف قوى الإستبداد المكونة من ( الجبهة الدينية + جبهة الإقطاع السياسي + والعائلات الشرهة )!
ثانيا :-وبالمناسبة ان هذا التغيير السياسي القادم في العراق مفروغ منه ورصد له كل شيء وبات جاهزا وفقط ينتظر العد التنازلي . و لن يكون الاول ولا الأخير في المنطقة . بل هناك سلسلة من الدول في منطقتنا سوف تتغير انظمتها ،وأخرى ستدخل في الفوضى فتتقسم ،وأخرى سوف تُقضم .وهذا كله من متطلبات توزيع النفوذ في العالم الجديد عالميا، وكذلك من متطلبات الشرق الأوسط الجديد .
ثالثا :- وفيما يلي نستعرض أسماء لأنظمة التي كانت طاغية وقوية ولم يعتقد قادتها يوما سوف يأتي يوم ويكونوا في مزبلة التاربخ ( يعني نفس تفكير الطبقة السياسية الحاكمة في العراق) والأنظمة هي (وطبعا على سبيل المثال) :-
أ:-
- نظام الشاه الإيراني
- نظام شاوشيسكو الروماني
- نظام صدام حسين
— نظام معمر القذافي
—نظام حسني مبارك
— نظام بن علي بتونس
-ونظام شيفرنادزه في جورجيا
-ونظام الشيخة حسينة ببنغلادش
ب:- مالذي حصل لقادة هذه الانطمة :
١-الشاه الإيراني هرب وبقيت طائرته بالجو ولا احد أستقبله اي كل الدول رفضت استقباله. و كادت ان تسقط الطائرة بسبب نفاد الوقود فعطفت عليه المغرب بنزول مشروط ومن ثم عطفت عليه مصر ليعيش فيها لأسباب تاريخيّة لأن هناك مصاهرة بين الشاه الإيراني والملك فاروق والمصريين … الخ!
٢-وشاوشيسكو عندما هرب من القصر هو وزوجته لمدينة صغيرة لحقه المنتفضون فقيدوه وبإسم الشعب الروماني قرروا إعدامه هو وزوجته عندما صفّوهما على الحائط وتم إعدامهم بالرصاص !
٣-صدام حسين صاحب الجيش العرمرم والجيوش الخاصة والأجهزة المعقدة هرب وجدوه مختبأ في حفره وقبضوا عليه واخرجوه منها ، والبقية تعرفونه.. وصولا لحبل المشنقة !
٤-الرئيس الليبي معمر القذافي وجدوه مختبأ في انبوب الصرف الصحي فمسكه المنتفضون من أبناء الشعب ووضعت الاطفال والمنتفضون العصي في مؤخرته امام كاميرات العالم ومن ثم قتلوه!
٥-الرئيس المصري حسني مبارك تحول إلى مسخره وهو كالطفل النائم في العربة وفي فمه الرضاعه ويجوب قاعات المحاكم حتى موته ذليلا !
٦-الرئيس التونسي بن علي هرب بطائرته هو وزوجته من المنتفضين إلى السعودية ومات هناك منفياً وباحتقار وبدون اي اهتمام
٧-الرئيس الجورجي شيفرنادزه دخل اليه المنتفضون وهرب بأعجوبة من جورجيا وكاد ان يُمزق المنتفضون جسده !
٧- رئيسة بنغلادش الشيخة حسينة هربت بطائرة مروحية إلى الهند قبيل وصول المنتفضين اليها بقليل .. و الذين دخلوا إلى غرفة نومها وبيتها ومطبخها ونهبوا محتويات قصرها !
٨- الرئيس السوري بشار الأسد هرب قبيل تمزيق جسده من قبل المنتفضين بسويعات هو وأسرته تاركا حتى أسراره الخاصة وألبوم صوره وصور زوجته وحاجياته على مكتبه وانتهت حقبته وحقبة أبيه ال ٦٣ عاما
رابعا :- والسؤال المنطقي جدا !
أ:-هل راجع وتذكّر قادة الطبقة السياسية في العراق نهاية هؤلاء؟ وهل اخذوا العِبرة أم في طغيانهم يعمهون ؟
علما وهذه حقيقة :-
ان جميع أنظمة الذين وردت اسمائهم أعلاه كانوا اقوى نظاما، وأرسخ نظاما ،وأعقل نظاما، وانجح نظاما، وأكثر وطنية من نظام الطبقة السياسية في العراق الذي بدأ عام ٢٠٠٣ وبعد غزو واحتلال وشارك المحتل بتنصيب وحماية هذا النظام ومن بعد الاحتلال حمته إيران وتركيا والكويت ودول اخرى ؟ .
ب:-ياترى … مالذي سيحصل لرموز الطبقة السياسية العراقية الحاكمة عند ساعة الصفر والتغيير والتي باتت قريبة جدا ؟
فالمشكلة المعقدة كيف يتم حماية هؤلاء من غضب شعب متعطش للفتك بهم !
(ربنا اعطف على العراق المقدس وثبّت فيه العقل والتسامح قبل ساعة الصفر ليعبر العراق بسلام وتبدأ فيه ثورة البناء والإصلاح !)
سمير عبيد
٢٥ مايو ٢٠٢٥ سمير عبيد