العراق والمخدرات: قراءة في منظومة الحرب الناعمة على المخدرات
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
30 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تتكشف أبعاد المعركة العراقية ضد المخدرات، فيما تصوغ الأمم المتحدة مساراً جديداً، متعدد الأبعاد، لدعم بغداد في مواجهة ما وصفته بالأزمة الصحية والاجتماعية المعقدة.
وتسعى الأمم المتحدة عبر مكتبها المعني بالمخدرات والجريمة إلى إرساء دعائم شراكة استراتيجية مع وزارتي الصحة والداخلية، لإطلاق برنامج شامل لا يكتفي بردع الاتجار بل يتوغّل في بنية الدولة الإدارية والتنسيقية، لتقوية قدرات إنفاذ القانون وتحسين الهيكلة المؤسسية لمكافحة المخدرات.
ويعكس هذا التوجّه نزوعاً نحو مقاربة أمنية – صحية مزدوجة، تنسجم مع ما بات يعرف في الأدبيات الدولية بـ”الصحة العامة الجنائية”، حيث لا تُعالج الظاهرة من منطلق أمني صرف، بل تُفكك بوصفها أزمة بنيوية تشمل الجسد الاجتماعي ومؤسسات الدولة على السواء.
ويؤكد علي اليساري، كبير منسقي المكتب الأممي، أنّ التقرير الصحي المرتقب حول حالة المخدرات في العراق سيشكّل نقطة تحوّل فارقة، كونه يستند إلى بيانات علمية وتحليلات سببية، تتجاوز الوصف إلى تقديم خارطة طريق مفصّلة لوزارة الصحة.
وتسير هذه الخطوات بالتوازي مع دعم منهجي لمديرية مكافحة المخدرات، من خلال تطوير تقنيات التحقيق وتفكيك الشبكات، وتوسيع نطاق التدريب، إلى جانب إسناد الطب العدلي بقدرات تحليل دقيقة تُدمَج ضمن منظومة جودة دولية تتيح للعراق تبادل النتائج والمعايير مع المختبرات العالمية.
وتلفت الأمم المتحدة بوضوح إلى أن إساءة استخدام المخدرات ليست انحرافاً أخلاقياً، بل عرض لأزمة صحية تستدعي استجابات علاجية قائمة على الدليل، مما يمثّل تحوّلاً في فلسفة التعامل مع المدمنين من التجريم إلى التأهيل.
وتعكس هذه المقاربة تفكيكاً للثنائية التقليدية بين “الأمن” و”الصحة”، في ظل اعتراف بأن المخدرات صارت ظاهرة عابرة للحدود، ترتبط بالفساد وغسل الأموال وسقوط مؤسسات إنفاذ القانون، وتهدد الحوكمة والشرعية السياسية في دول ما بعد الصراع، والعراق ليس استثناء.
وتشير الملامح الأولية للتقرير الدولي إلى إدراك عميق لأبعاد الظاهرة المتعددة، ما يؤشر إلى رغبة دولية في إرساء مقاربة مستدامة، تتجاوز الاستجابات الموسمية، نحو بناء نظام وقاية ومعالجة وتحقيق جنائي متكامل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
العراق الخامس عربياً و45 عالمياً في مؤشر القوة والنفوذ
11 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: أفادت مجلة “ceoworld” الأميركية، الخميس، بأن العراق جاء بالمرتبة الخامسة عربيا والـ45 عالمياً في مؤشر القوة والنفوذ.
وذكرت المجلة المختصة بتقييم مستويات القيادة والأعمال في تقرير ترجمته المسلة، أن القدرة على التأثير في السياسات والنتائج الاقتصادية العالمية تأتي عبر سبعة عناصر: الاستقرار السياسي، والنفوذ الاقتصادي، وميزانية الدفاع، والتسلح، والتحالفات العالمية، والقوة الناعمة، والقوة العسكرية.
وبينت أن الولايات المتحدة الأميركية تصدرت قائمة القوى والنفوذ العالميين بمجموع نقاط بلغ 95.36، بمزيج فريد من القوة العسكرية والاقتصادية والثقافية متقدمةً على الصين 94.86، وروسيا 94.81، بينما تُكمل الهند 94.76، والمملكة المتحدة 94.56، واليابان 94.31.
وأشارت إلى أنه في المقابل، تواجه الدول الخمس الأخيرة -ليبيريا 59.74، والصومال 59.61، وبنين 59.43، وبوتان 59.34، ومولدوفا 59.23- قيوداً هيكلية في تحويل إمكاناتها المحلية إلى نفوذ عالمي. وتعكس هذه النتائج محدودية حجمها الاقتصادي، وتحديات قدراتها، وضعف قدرتها على التأثير في النتائج خارج حدودها، وليس أي تقييم لقيمتها المجتمعية أو الثقافية.
وعربياً بحسب المجلة جاءت مصر بالمرتبة الأولى بمؤشر القوة والنفوذ 92.55 نقطة، تليها السعودية ثانياً 92.31، والإمارات العربية ثالثاً 89.83، تليها الجزائر رابعاً 89.4، والعراق خامساً 83.9، والمغرب سادساً 81.41 نقطة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts