العلكوك يدعو لإتخاذ إجراءات عقابية قانونية ضد الاحتلال
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
مع استمرار مجازر الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين المدنيين، ومواصلة القصف الوحشي يوميا، قال مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك، إن إسرائيل لازالت تتحدى العالم وتستمر بإرتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأصاف العلكوك، على الرغم من إصدار محكمة العدل الدولية لأمرين ملزمين بتدابير مؤقتة لمنع جريمة الإبادة ووقف قتل المدنيين وإيذائهم جسدياً أو عقلياً.
ووفق لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أكد السفير العكلوك في كلمته أمام الدورة التاسعة عشرة لإجتماع كبار المسؤولين والدورة الثامنة للحوار الإستراتيجي ل"منتدى التعاون العربي الصيني" والذي عقد في بكين، إن إجتماعاتنا تنعقد في ظل إستمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وفي ظل جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، قوة الإحتلال والفصل العنصري والإبادة الجماعية لليوم 236 على التوالي، هذه الجريمة المُريعة المستمرة التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 116 ألف مدنياً بين شهيد وجريح ومفقود بينهم أكثر من 36 ألف شهيد، و80 ألف جريح، و10 آلاف مفقود تحت الركام، 70% منهم أطفال ونساء.
وأوضح، إنه على مدار قرابة 8 أشهر من جريمة الإبادة الجماعية دمرت إسرائيل ما يزيد عن 65% من البنية التحتية المدنية والإقتصادية بغزة، وقطعت الماء والكهرباء والدواء والغذاء عن 2.3 مليون مواطن ومنعت دخول كل أسباب الحياة إليهم، حتى أحالتهم جميعاً إلى حد إنهيار الأمن الغذائي بل حولت مئات الآلاف منهم إلى مرحلة المجاعة الحقيقية أي "الموت جوعاً".
واضاف، أن إسرائيل دمرت خلال الحرب المستمرة أكثر من 384 ألف منزلا تدميراً كلياً أو جزئياً، وأكثر من 1500 مدرسة وجامعة ومستشفى ومركز صحي ومسجد وكنيسة، كما تتصاعد سياسة الإستيطان الإستعماري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة من خلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الاستعمارية الجديدة، ونقل عشرات آلاف المستعمرين غير الشرعيين للاستيطان بالضفة الغربية إمعاناً في السيطرة على الأرض الفلسطينية، وإستمرار جرائم الحرب التي ترعاها وترتكبها حكومة الإحتلال.
وأشار إلى أن جيش الإحتلال يقوم أيضا بحماية ورعاية المستعمرين الإرهابيين الذين يهاجمون القرى الفلسطينية ويعتدون على البيوت الآمنة ويقتلون المدنيين ويحرقون المزارع والممتلكات.
اسرائيل تصعد حملات التهويد في القدس المحتلة
كما بين السفير العكلوك إن إسرائيل تصعد حملات التهويد الممنهجة في مدينة القدس المحتلة، عاصمة دولة فلسطين من خلال سياسات الاستيطان الاستعماري، وتُسعّر نار الحرب الدينية من خلال إستفزاز مشاعر نحو 2 مليار مسلم حول العالم من خلال تنظيم ورعاية الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، بمئات المستعمرين.
التضامن مع فلسطين بالبيانات والاعلانات تأثيرها ضعيف أمام وحشية اسرائيل
ودعا مندوب فلسطين، مجلس الأمن والدول العربية الشقيقة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة وكل الدول والشعوب والمنظمات المحبة للسلام والمتمسكة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، إلى إتخاذ إجراءات عقابية قانونية وإقتصادية وسياسية ودبلوماسية فعالة ومؤثرة لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، داعيا عدم الإكتفاء بالبيانات والإعلانات التي في كثير من الأوقات لا تجد طريقها للتنفيذ والفعل والتأثير.
وثمن السفير العكلوك، دور الصين التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية ودعمها لحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ودعمها لوكالة الغوث واللاجئين (الأونروا)، ودورها الإيجابي الحريص على تحقيق المصالحة الوطنية كمصلحة فلسطينية عُليا. كما أعرب عن تقديره لمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ ذات النقاط الأربع لعام 2017 والمتمثلة بـ إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس أن ذلك حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني وأساس للتعايش السلمي، والتمسك بمفاوضات جادة تؤدي إلى السلام، والتمسك بمبدأ الأرض مقابل السلام، ودور المجتمع الدولي في تقديم دعم قوي للدفع بعملية السلام.
وقال، إن القمة العربية بدورتها 33 في البحرين دعت مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، يُلزم إسرائيل بوقف عدوانها وإطلاق النار في غزة، كما قررت إدراج قائمة بـ 60 من المنظمة والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة، التي تقتحم المسجد الأقصى والمرتبطة بالاستيطان على قوائم الإرهاب الوطنية العربية، وقررت الإعلان عن قائمة العار المؤلفة من 22 شخصية إسرائيلية متورطة في التحريض على الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه المنظمات والشخصيات ومحاسبتهم في المحاكمة الوطنية والدولية.
وأعرب العلكوك عن تطلعه إلى إستمرار وتعزيز وتطوير العلاقات التاريخية العربية الصينية المبنية على أساس الإحترام والتعاون والحوار والشراكة والعلاقات التاريخية الوثيقة بين دولة فلسطين والصين، والتي تم تكريسها كشراكة إستراتيجية في القمة الفلسطينية الصينية التي عُقدت في شهر يونيو 2023
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العلكوك الجامعة العربية فلسطين الإبادة الجماعية غزة قطاع غزة منتدى التعاون العربي الصيني الإبادة الجماعیة جریمة الإبادة دولة فلسطین من خلال
إقرأ أيضاً:
"المركز الفلسطيني": "إسرائيل" تحوّل المساعدات إلى فخاخ موت وتواصل الإبادة
غزة - صفا
حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتدهور إلى مستويات كارثية غير مسبوقة، في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسات الإبادة الجماعية، وعلى رأسها استخدام التجويع كسلاح ممنهج.
وقال المركز في بيان له، الثلاثاء، إن سلطات الاحتلال تمنع تدفق الغذاء والدواء والوقود، وتفرض قيودًا مشددة على إدخال المساعدات، ثم تحوّل نقاط توزيعها المحدودة إلى ساحات قنص وقصف وقتل جماعي.
وأكد أنه بالتوازي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات عسكرية دامية على خيام النازحين، وعلى ما تبقى من منازلهم وأسواقهم وتجمعاتهم، ما يؤدي إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين يوميًا.
وشدد على أن هذا التصعيد الدموي يمثل مرحلة متقدمة من جريمة الإبادة الجماعية التي تُنفَّذ بصورة علنية وممنهجة، في ظل عجز دولي فاضح عن وقفها، ويأتي في ظل حملة دعائية وتضليلية إسرائيلية تحاول حرف الأنظار عما يجري من محوٍّ منظم وممنهج للإنسان والبنيان ومعالم الحياة في القطاع.
وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال الليلة الماضية، نفذت هجومًا بريًّا مصحوبًا بقصف جوي عنيف على شكل أحزمة نارية، على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 30 مواطنًا، بينهم 12 طفلًا و14 امرأة، وإصابة وفقدان العشرات.
وحسب البيان، عند حوالي الساعة 22:30 من مساء أمس الاثنين، نفذت آليات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بريًّا من محور نتساريم ومنطقة المغراقة باتجاه جسر وادي غزة، وصولًا إلى شمال وشمال غرب “المخيم الجديد” الواقع شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وجاء هذا التوغل تحت غطاء كثيف من تحليق الطائرات المسيّرة التي فتحت نيرانها على كل جسم متحرك، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف أطلقته المدفعية المتمركزة على الحدود الشرقية للمحافظة، مستهدفة محيط المنطقة بشكل مباشر.
وما بين الساعة 23:20 23:50 من مساء اليوم ذاته، شن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات جوية استهدفت منازل مأهولة بالسكان في المنطقة، وفق البيان.
وخلال الهجوم، وردت مناشدات استغاثة عاجلة من مواطنين محاصرين داخل منازلهم، لا سيما في محيط مسجد "ذو النورين" غرب المخيم الجديد، إلا أن فرق الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة نتيجة كثافة النيران وخطورة الوضع الميداني.
ومع ساعات الصباح الأولى من اليوم الثلاثاء، وبعد إعادة انتشار قوات الاحتلال خارج المنطقة، تمكن المواطنون وطواقم الإنقاذ من الوصول إلى المنطقة، وتبيّن أن الطيران الحربي قصف منازل عدة فوق رؤوس ساكنيها، تعود لعائلات أبو عطايا
صيام، وأبو نبهان. وتم انتشال 30 شهيدًا بينهم 12 طفلا و14 امرأة، معظمهم كانوا أشلاء ممزقة، من بينهم جنين وُلد شهيدا بعد استشهاد والدته.
وقال المركز: إن هذه الجريمة، تأتي في وقت تتعمق فيه المأساة الناجمة عن التجويع الإسرائيلي، وباتت تسجل يوميا حالات وفاة جراء سوء التغذية، حيث أعلنت وزارة الصحة، أمس تسجيل 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلًا.
وأشار المركز إلى أنه في حين تنخرط قوات الاحتلال في حملة دعائية عن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، تظهر متابعة طاقم المركز، أنه لم يحدث أي تغيير جدين حيث دخلت عشرات الشاحنات فقط، مع غياب أي إجراء تأمين، واقتصر وصولها على مناطق تقع في نطاق سيطرة قوات الاحتلال، وهو ما يدفع آلاف المواطنين إلى المخاطرة بحياتهم والوصول إلى هذه المناطق شمال غربي مدينة غزة، وبين خانيونس ورفح، ليجدوا أنفسهم عرضة للنيران الإسرائيلية.
وأكد أن ذلك إلى استشهاد وإصابة العشرات خلال اليومين الماضيين، فيما كان على من نجا أن يخوضوا صراعا وتزاحما شديدا مع بعضهم ليحصلوا على حفنة طحين، بعد أن تنتزع آدميتهم وتمتهن كرامتهن، وهو ما يتنافى مع مبادئ الوصول الآمن للمساعدات، ويجعل من هذه الآلية أداة قتل وهندسة تجويع وليس إنقاذ.
وشدد على أن تعمد الاحتلال تجاهل الحل الجذري، المتمثل في فتح الممرات البرية والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود بكميات كافية ومستقرة، هو جريمة إنسانية قائمة بذاتها. لا يجوز اختزال الاستجابة الإنسانية في مشاهد استعراضية سواء عبر الإنزالات من الجو أو إدخال الشاحنات دون تأمين وتفريغها في مناطق خطيرة، تهدر كرامة الناس وتعمّق مأساتهم.
وحمل المركز المجتمع الدولي بجميع هيئاته مسؤولية فورية ومباشرة، وطالب بتحرك عاجل وفعّال لوقف سياسة الإبادة عبر التجويع والقصف، وإلزام دولة الاحتلال بفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات فورا دون قيود، وتوفير ممرات إنسانية آمنة، ومحاسبة كل من تورط في هذه الجرائم التي تهدد بمحو حياة جيل كامل.
كما طالب الأمم المتحدة وهيئاتها، وخاصة المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، بالتحرك العاجل لإجراء تقييم ميداني شامل للوضع في قطاع غزة، وعدم الانتظار لإعلان قطاع غزة رسميًا منطقة مجاعة من الدرجة الخامسة.
وشدد على أن إنهاء التجويع إنما يتم عبر السماح بلا قيود للمساعدات والبضائع من الوصول إلى قطاع غزة، وتمكين الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة للقيام بدورها، وكل ذلك يتطلب فتح المعابر ورفع الحصار، وضمان حركة آمنة ووقف القصف الإسرائيلي.