واشنطن: الاتفاق الأمني مع السعودية الذي يجري التفاوض بشأنه سيكون "تاريخي" وسيغير "المنطقة"
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
أكد سفير الولايات المتحدة لدى السعودية، مايكل راتني، أن الاتفاق الأمني الذي يجري التفاوض عليه حالياً بين الرياض وواشنطن بأنه "تاريخي"، ومن المتوقع أن يغير "المشهد في الشرق الأوسط نحو الأفضل بشكل جذري".
جاء ذلك خلال مقابلة لـ "مايكل راتني" في برنامج Frankly Speaking الذي تقدمه كاتي جنسن على موقع صحيفة "عرب نيوز".
وأوضح مايكل راتني أن حزمة الاتفاقات ستكون "فعلاً تاريخية" في مجملها، وستكون قادرة على "تغيير المشهد بشكل جذري في الشرق الأوسط نحو الأفضل، فهي تشمل تعاوناً سياسياً وأمنياً، وتكاملاً اقتصادياً".
وقال خلال المقابلة: "هناك دور للفلسطينيين كجزء من ذلك، فقد أوضح السعوديون أن هذا الأمر هو أحد شروطهم، ونحن أيضاً لدينا توقعاتنا الخاصة، فقد عزز الصراع في غزة من مدى إلحاح هذا الأمر، ولذا فإنه يجب أن يكون هناك مسار للمضي قدماً في إقامة دولة للفلسطينيين كجزء من هذا الاتفاق".
ورفض السفير الأمريكي، تحديد جدولا زمنيا لإبرام الإتفاق، قائلاً إن "هناك العديد من العناصر التي ما زالت قيد المفاوضات، ولا سيما استعداد إسرائيل للوفاء بالجزء الخاص بها من الصفقة".
وتابع: "لا أعتقد أن هناك أي شخص منخرط في هذه المفاوضات لا يرغب في الانتهاء منها غداً، ولكن بالنظر إلى أمور عدة، تعد جزءاً من هذا الاتفاق، فضلاً عن المناقشات المعقدة للغاية والمليئة بالتفاصيل، فلا أعتقد أنه يمكنني وضع تاريخ محدد لإتمامها، كما أن هناك عناصر أخرى فيها أيضاً، بما في ذلك دور مجلس الشيوخ، وكذلك تأثير الوضع في إسرائيل.. ولذا فإنه بقدر ما نرغب في إنجاز هذه الصفقة، فإننا سنمضي قدماً في العملية بأسرع ما يمكن، وبأقصى قدر ممكن من الجدية، وسنقوم بإتمامها بمجرد وضع كل القطع في مكانها الصحيح".
وأوضح السفير الأميركي لدى الرياض أن "الاتفاق التاريخي" يتطلب تصديق مجلس الشيوخ الأميركي عليه، و"هو ما يعني أنه اتفاق رسمي لا يرتبط بإدارة معينة، بل سيكون اتفاقاً دائماً ليس بين إدارة أو حكومة بعينها، ولكن بين دولتين، وهذا يجلب اليقين لنا وللسعوديين أيضاً".
وتابع: "دعونا نقول فقط إنه سيكون اتفاقاً تاريخياً سيؤدي إلى تحسين مستوى الشراكة الأمنية بين واشنطن والرياض، كما أنه سيؤدي إلى تحسين العلاقات الاقتصادية، فضلاً عن أنه سيجمع إسرائيل والمملكة بشكل أساسي في منطقة واحدة، وسينتج عنه مزايا وطريق للمضي قدماً نحو إقامة دولة للفلسطينيين.. هذه أمور كثيرة، هناك مجموعة معقدة من المناقشات".
ولفت راتني، الذي عمل سابقاً دبلوماسياً في إسرائيل، إلى أن هناك الكثير مما يمكن أن تكسبه المنطقة بسبب هذه الصفقة، قائلاً إن "جميع عناصر الصفقة التي تمت مناقشتها كانت ذات قيمة استثنائية، إذ تتمثل قيمتها الحقيقية في جمع كل ذلك معاً".
وقال: "كل تلك العناصر التي كانت قيد المناقشة، وجميع الأجزاء الخاصة بالعلاقات الأميركية-السعودية والأجزاء الإسرائيلية والفلسطينية مجتمعة يمكن أن تغير المشهد في الشرق الأوسط بشكل جذري، وهذا هو المنظور الذي نرى الصفقة من خلاله، وهو بالتأكيد المنظور الذي يراها من خلاله مجلس الشيوخ، وسيكون لديهم في نهاية المطاف تصويت للتصديق عليها".
وعن سبب تردد واشنطن في الاستماع إلى أقرب حلفائها وممارسة ضغوط أكثر صرامة على تل أبيب، أشار إلى انخراط الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وكبار المسؤولين الأميركيين بشكل كبير في هذه العملية، "إذ كان هذا هو الشغل الشاغل لهم منذ 7 أكتوبر، فقد تواجدوا في المنطقة بشكل كبير، إذ حضر بلينكن إلى هنا 6 مرات منذ 7 أكتوبر الماضي، وكذلك مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وفي كل مرة تقريباً كانت الرحلة تتضمن زيارات إلى إسرائيل أيضاً، حيث كانوا يجرون، في بعض الأحيان، محادثات صعبة ومباشرة للغاية.. فلدينا علاقة وشراكة مع إسرائيل، ونحن نستخدم تلك العلاقة والشراكة لإيجاد نهاية لائقة لهذا الصراع".
وتحدث راتني، الذي بات سفيراً لدى الرياض منذ حوالي العام، أن العلاقات الثنائية أصبحت أفضل عندما تولى منصبه، وإنه هناك إمكانية لوجود علاقات أقوى، مع توسع الشراكة بين البلدين، بطرق عدة مختلفة لربما كانت غير ممكنة منذ 5 أو 10 سنوات، مضيفا: "دخلنا في المفاوضات حول اتفاق تاريخي محتمل بين بلدينا، ولذلك، إذا كنت أتطلع إلى الأمام لمدة عام أو عامين أو ثلاثة أعوام، فإن ما أريده هو أن يستمر المسار الحالي وكذلك سرعة هذا التنوع وهذه الشراكة".
وعن مجالات التعاون والفرص بين الولايات المتحدة والسعودية، قال راتني إن "هناك الآن مجالاً للتجارة والتبادل في مجال التكنولوجيا المتقدمة والصناعات الإبداعية"، مضيفاً: "نحن نعمل بشكل مكثف مع الشركات الأميركية التي أصبحت مهتمة بهذا السوق، وذلك من أجل التصدير إليه، والشراكة مع السعوديين والاستثمار هنا، وهو الأمر الذي لا نراه في مجالات مثل الرعاية الصحية فحسب، ولكن أيضاً في مجال البنية التحتية".
وتابع: "من الواضح أن هذا البلد يقوم باستثمارات ضخمة في البنية التحتية، والشركات الأميركية تجلب قيمة حقيقية هنا، ففي مجال التكنولوجيا المتقدمة تطمح المملكة إلى أن تصبح مركزاً للابتكار والتطور التكنولوجي، وهو المجال الذي يعد علامة تجارية أميركية، وبالتالي فإن الشركات الأميركية مثل (أمازون) و(جوجل) وغيرها، باتت موجودة هنا، ومهتمة بالمشاركة في العملية، وهي شريكة مع السعوديين في تلك الجهود".
ولفت السفير الأميركي لدى الرياض، إلى أن الأوروبيين والصينيين يتنافسون مع الولايات المتحدة على "السوق السعودي"، وأضاف: "لكن يجب أن أقول إنه في حين أن الصين قد تقدم سعراً منخفضاً، فإن الولايات المتحدة تقدم القيمة، وتجلب الابتكار والشراكة بطريقة لا يمكن أن يضاهيها سوى عدد قليل جداً من المنافسين".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: واشنطن السعودية الرياض بن سلمان الكيان الصهيوني الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية لبنان: إسرائيل تفصل مسار التفاوض عن إطلاق النار وتحضر لتصعيد كبير
وأضاف في لقاء خاص مع الجزيرة (يبث لاحقا) أن الحكومة اللبنانية تلقت تحذيرات غربية وعربية حملها موفدون دوليون مباشرة إلى بيروت، وتفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع عملياته في الجنوب وفي مناطق أخرى، وأن وتيرة الغارات الحالية تأتي في سياق هذا التمهيد.
وأوضح الوزير أن هذه الرسائل تزامنت مع إعلان إسرائيل عمليا فصل المسارين السياسي والعسكري، بحيث لا يؤثر تقدم المفاوضات على قرارها بالتصعيد، وهو ما عبّرت عنه بوضوح في الاتصالات التي وصلت إلى الخارجية اللبنانية خلال الأيام الأخيرة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هيئة البث: إسرائيل أعدت خطة لهجوم واسع على حزب اللهlist 2 of 4إسرائيل تشن سلسلة غارات على لبنان وتعلن مهاجمة مراكز لحزب اللهlist 3 of 4الدويري: إسرائيل توسع بنك أهدافها لجر لبنان لاتفاقيات أبراهامlist 4 of 4بري ينتقد تصريحات المبعوث الأميركي حول ضم لبنان إلى سورياend of listوأشار إلى أن إدخال السفير السابق سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني المفاوض يندرج ضمن جهود بيروت لتثبيت قواعد تفاوض واضحة، لكنه لا يعني -على حد قوله- أن وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية ستتراجع، فالاتصالات الدولية تفيد بأن هناك مرحلة تصعيدية قد تكون واسعة.
وقال الوزير إن الحكومة اللبنانية تكثف اتصالاتها مع أطراف عربية ودولية ومع الأمم المتحدة في محاولة لمنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة، موضحا أن بيروت تعمل على "تحييد المرافق العامة" وتقليل الأخطار المحتملة التي قد تطال البنية التحتية الحيوية.
تفاوض غير تقليديوأضاف أن المسار التفاوضي الحالي غير تقليدي، وأن لبنان يسعى من خلاله إلى إعادة تثبيت اتفاقية الهدنة لعام 1949، مشيرا إلى أن الحديث عن معاهدة سلام ليس مطروحا حاليا، وأن الأولوية تتمثل في وقف الاعتداءات وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وإطلاق الأسرى.
وقال الوزير إن المفاوضات مع إسرائيل مستمرة عبر آلية قائمة، لكن بالتوازي تخوض الحكومة حوارا داخليا مع حزب الله بخصوص سلاحه، إلا أن الحزب -بحسب ما نقل عنه- يرفض حتى الآن تسليم السلاح.
وذكر أن سلاح حزب الله لم ينجح في حماية لبنان، ولا غزة أو القدس، معتبرا أنه استجلب الاحتلال إسرائيلي على لبنان.
وفيما يتعلق بإيران، أكد الوزير أنه رفض زيارة طهران مؤخرا، وأن أي لقاء مع نظيره الإيراني يجب أن يتم في دولة محايدة، معللا ذلك باستمرار التدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية وإطلاق تصريحات تمس السيادة، إضافة إلى "تمويل تنظيم غير شرعي" على حد قوله.
وشدد على أن المعطيات التي وصلت إلى بيروت حول نية إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة تضع البلاد أمام مرحلة خطيرة، لافتا إلى أن التهديدات لم تعد في إطار التصريحات الإعلامية، بل وصلت عبر قنوات دبلوماسية متعددة ومن موفدين غربيين.
وقال الوزير إن الهدف المباشر لتحرك الدبلوماسية اللبنانية هو منع انزلاق الوضع الميداني، وأن الحكومة تتعامل على أساس أن الضربة الإسرائيلية قد تكون وشيكة، خصوصا بعد إصرار تل أبيب على التعامل مع مساري التفاوض والتصعيد كملفين منفصلين بالكامل.
وأضاف أن الجيش اللبناني سيعلن نهاية العام الجاري استكمال مهمة حصر السلاح في جنوب الليطاني وفق الخطة الموضوعة، رغم الاعتداءات المستمرة، لكن الوزير أشار إلى أن رسائل غربية أفادت بأن ما هو مطلوب من لبنان يتجاوز جنوب الليطاني ليشمل مناطق أخرى شماله أيضا.
العلاقات مع سورياوفي ملف العلاقات مع سوريا، أوضح وزير الخارجية أن العلاقات تمر بمرحلة إيجابية هي "الأفضل منذ استقلال البلدين"، وأن دمشق تتعامل بمرونة مع الملفات العالقة، غير أن ذلك لا يغيّر من حقيقة أن التصعيد الإسرائيلي هو التحدي الأكبر حاليا بالنسبة لبيروت.
وأكد الوزير اللبناني أن فصل إسرائيل لمسار التفاوض عن مسار التصعيد يمثّل مؤشرا خطيرا، وأن الحكومة اللبنانية تتصرف وفق هذا المعطى، مشددا على أن أي جهد دبلوماسي يجري اليوم يهدف أولا إلى حماية المرافق العامة وتقليل احتمالات الانزلاق نحو مواجهة واسعة.
وشن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة سلسلة غارات على جنوب لبنان وشرقه، زاعما استهداف أماكن تابعة لحزب الله، في تصعيد جديد وخرق يضاف إلى سلسلة خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ارتكبت الأخيرة آلاف الخروقات، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب دمار مادي.
وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
Published On 12/12/202512/12/2025|آخر تحديث: 16:15 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:15 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ