يمكن النظر الى غياب على يعقوب عن مليشيا الدعم السريع في بعدين مجتمعي وعسكري ، ففى الجانب الأول هو صاحب نفوذ اجتماعى كبير وثقة ، لتاريخه الطويل منذ حرس الحدود ولأكثر من 20 سنة ، وتوفرت له شبكة علاقات واسعة ، وسيكون لفقدانه تاثير نفسي انفعالي من خلال موجة نفير قد لا تطول مع بداية الخريف و أى خسارة للفزع الأول ، وهذا من باب الاحتراز والتحوط.
ومن الناحية العسكرية علينا الوقوف على الإشارات التالية:
أولا: فقدان على يعقوب هو قمة الهرم ، وقبله ومعه فقدت قيادات كثيرة وسيطة ، ولم يكن الوصول إليه إلا بعد هلاك عدد كبير من قادة آخرين ، اشارات التسريبات لبعضهم ، وتضمنت التعازي آخرين ، منهم بنجوس ودريشة والغزالي وقائمة طويلة ، فالخسارة كبيرة ومؤثرة وادت إلى خروج 30% من قوة المليشيا حول الفاشر من العمليات الميدانية.. وربما أكثر من ذلك وستكون المليشيا بحاجة لوقت لإعادة ترميم ذلك ..
ثانيا: وجود يعقوب فى الميدان العملياتى اتاح للقيادة العليا فرصة التحرك الخارجي والتنسيق لتوفير مدد جديد ، وتقرير خبراء الأمم المتحدة أمس ، اشار إلى هذه النقطة بوضوح ، فمن الواضح أن عبدالرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا فرغ نفسه لتوفير إسناد جديد من الرجال والمسارات ، وتم اختيار افريقيا الوسطى بديلا عن تشاد وجبهات المعارضة بديلا عن حرج التعامل مع الحكومة الرسمية فى تشاد وافريقيا الوسطى ، وغياب يعقوب سيؤدى إلى خلق فراغ لا يمكن أن يسده عثمان عمليات أو آخرين..
وثالثا: فقدان أحد خبراء هجمات الفزع ، ولم يتبق عدد كبير من القادة الميدانيين (السافنا ، جدو ، قبه) ، وكلهم لا يملك كاريزما شخصية يعقوب فى مسرح العمليات..
رابعا : سقوط اوهام (الاساطير) ، وهذه قناعات بعض المجتمعات منذ اساطير أبو زيد الهلالى ، الشخص الذى ينتصر دائما ، والقوة التى تنتصر دائما ، وحتى الهزائم والفقدان الكبير يبحثون لها عن مبررات ، ولذلك فان مقتل يعقوب يمثل صدمة ، ومن المستبعد اليقظة منها ، ما لم تتوفر إرادة مجتمعية قوية وبديل آخر..
ولكل من الافتراضات اعلاه ابعاد اخري ، وتاثيرات ليس بالضرورة فى الفاشر وربما فى محاور اخري لاحياء الأمل وتجاوز حالة الذهول..
د.ابراهيم الصديق على
15 يونيو 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الخارجية تستنكر مساعي نظام أبوظبي راعي المليشيا الإرهابية ضد السودان
استنكرت وزارة الخارجية في بيان لها المساعي المحمومة لنظام أبوظبي -الراعي الإقليمي لمليشيا الجنجويد الإرهابية-، ضد السودان، وذلك خلال اجتماعات حركة عدم الانحياز بنيويورك مؤخرًا.وفيما يلي تورد سونا نص البيان .بيان صحفيتستنكر وزارة الخارجية المساعي العدائية المحمومة لنظام أبوظبي – الراعي الإقليمي لمليشيا الجنجويد الإرهابية – في المحافل الدولية ضد السودان، امتدادا لعدوانه المستمر على الشعب السوداني، ودولته الوطنية ومقدراته الاقتصادية والثقافية والتاريخية، عبر مليشيا الإبادة الجماعية.رصدت الوزارة في هذا الصدد التحركات البائسة لوفد نظام أبوظبي في اجتماعات حركة عدم الإنحياز الأخيرة على مستوى الخبراء، بنيويورك الأسبوع الماضي، من أجل استبعاد النص علي التضامن مع السودان في مسودة البيان وعدم وصف المليشيا الإرهابية بأنها كيان متمرد على الشرعية الوطنية.كذلك حاول الوفد المذكور إدخال فقرة تشير إلى الحكومة الموازية التي تسعى بلاده إلى إقامتها في تحدٍ للشرعية الدولية، ممثلة في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، والإتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية، التي أجمعت على رفض وإدانة إعلان ذلك الكيان الزائف الذي ولد ميتا، ولفظه الشعب السوداني منذ أول يوم.تؤكد هذه التحركات المفضوحة العلاقة العضوية بين نظام أبوظبي والمليشيا الإرهابية، وتبرزه كنظام مارق على الأعراف والقوانين الدولية، وتقاليد وأخلاقيات الدبلوماسية الجماعية، وتقدم دليلا إضافيا على إصرار ذلك النظام على تدخلاته الشريرة في الشؤون الداخلية للسودان.كما تعضد هذه المساعي ما كشفته الصحافة الدولية حول احتضان نظام أبوظبي لقيادة المليشيا وإشرافها بشكل كامل على كل أنشطتها، كالتحقيق الاستقصائي لصحيفة نيويورك تايمز الأخير في هذا الخصوص.لقد بات الدور التخريبي لنظام أبوظبي في اللقاءات متعددة الأطراف، فيما يلي السودان، ماثلا للعيان. إذ تكررت مثل تلك المساعي في اجتماعات عديدة مثل اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول في يونيو الماضي، واجتماعات مجلس جامعة الدول العربية. وظل الهدف الرئيسي لمشاركة نظام أبوظبي في هذه اللقاءات هو منع صدور إدانات ضد المليشيا الإرهابية والهروب من مسؤوليته المباشرة عما ترتكبه المليشيا من جرائم إبادة جماعية وارهاب وانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان، والدعوة لانتهاك سيادة السودان.تدعو الوزارة المجتمع الدولي بدوله ومنظماته كافة لعدم السماح لنظام أبوظبي باستخدام المحافل الدولية لتشجيع الإفلات من العقاب وحماية الإرهاب والإبادة الجماعية اللذين تجسدهما مليشيا الجنجويد وراعيتها الإقليمية. وتذكر بأن مليشيا الجنجويد الإرهابية، وبرعاية ودعم كامل من نظام أبوظبي، لا تزال تصر على استمرار عدوانها على الشعب السوداني، ودولته الوطنية وكل مقومات حياته، وأن المليشيا تمثل تهديدا للأمن والسلم الإقليميين.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب