الرؤية- خاص

مع انطلاق بطولة أمم أوروبا، يحتشد ملايين المتفرجين خلف الشاشات وفي مدرجات ملاعب كرة القدم. لكن وفي نفس الوقت، ينتهز مجرمو الإنترنت هذه الفرصة لاستغلال أحد أكثر الفعاليات المنتظرة لهذا العام. لقد اكتشف خبراء كاسبرسكي عدداً من عمليات الاحتيال المصممة لسرقة بيانات المستخدمين وأموالهم، وجميعها متنكرة في صورة عروض ذات صلة ببطولة كأس أمم أوروبا 2024.


تذاكر وهمية
الاحتيال عبر التذاكر هو تهديد تقليدي عشية أي فعالية كبرى تجري بمعزل عن الإنترنت، وهذه البطولة ليست استثناءً عن ذلك. فعلى سبيل المثال، اكتشف خبراء كاسبرسكي صفحة احتيالية متخفية في صورة شركة طاقة ألمانية شهيرة تقدم تذاكر مجانية لبطولة أمم أوروبا 2024. وعند الشروع بطلب التذاكر، يُطلب من المستخدمين ملء استمارات بأسمائهم، وأرقام هواتفهم، وعناوينهم. هذه الحملة موجهة بدقة، وتستهدف موظفي الشركة الضحية وشركائها، ما يعني أن المحتالين سيستغلون كل فرصة للتغلغل إلى البنية التحتية للهدف.
البث المباشر المزورة
يتوجب على المشاهدين عبر الإنترنت أن يظلوا يقظين أيضاً، إذ قد اكتشف خبراء كاسبرسكي منصات بث مزيفة تقدم تغطية حصرية للأحداث بأسعار منخفضة. فإلى جانب تسريب بيانات الدفع والبيانات الشخصية، قد تحتوي هذه المواقع على ثغرات XSS مدمجة تسمح للمهاجمين بالتحكم في متصفحك.
متاجر منتجات ترويجية وهمية
كذلك، اكتشف الخبراء متاجر احتيالية عبر الإنترنت تبيع لوازم شخصية للمعجبين، كالأزياء الرسمية، والأوشحة، والقبعات، وأي شيء آخر بخصم 40%. ولا حاجة للتأكيد بأن أولئك الذين تم إغراؤهم لم يحصلوا على المنتجات المختارة أبداً.
الاحتيال بالعملات المشفرة
يستغل المخادعون شعبية بطولة أمم أوروبا 2024 من خلال بيع عملات مخصصة تحتفي بلاعبين مشهورين، حاملة معها وعوداً بعوائد مبهرة. وعلى سبيل المثال، اكتشف خبراء كاسبرسكي مخططاً يتضمن عملات سميت تيمناً باللاعب هاري كين. ويجري الترويج لهذه العملات بشكل كبير من قبل المحتالين من خلال رسائل البريد الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وفيسبوك، وتيليجرام. ويسارع المتداولون المتحمسون، الذين لا يرغبون بتفويت الفرصة، إلى شراء العملات، مما يقود لارتفاع أسعارها. لكن وبمجرد تضخيم السعر، يقوم المحتالون ببيع أصولهم، مما يتسبب في انهيار قيمة العملة في غضون دقائق.
وعلقت أولغا سفيستونوفا، خبيرة الأمن في كاسبرسكي، بالقول: «تتبع هذه المخططات المرتبطة بالفعاليات الكبرى نمطاً مألوفاً؛ حيث يقوم المحتالون بتغيير الطعم بناء على ما هو رائج الآن ببساطة. ومع ذلك، لا ينبغي لنا أن نقلل من شأنها، لكونها تتكيف وتجد طرقاً جديدة للتربح على الدوام. على سبيل المثال، يُظهر اكتشافنا الأخير لحيل العملات المشفرة المرتبطة بلاعبين مشاهير قدرتها على استغلال الفرص المستحدثة.»
وللبقاء في مأمن من عمليات الخداع، يشارك خبراء كاسبرسكي هذه النصائح:
•    تحقق من الأصالة: قم بشراء التذاكر، أو البضائع، أو الخدمات فقط من مصادر رسمية وحسنة السمعة. وتحقق من البائعين المعتمدين على الموقع الرسمي للفعالية.
•    حافظ على مقدار مناسب من الشك في الصفقات: إذا بدا العرض جيداً بشكل يصعب تصديقه، فمن الأرجح أنه ليس حقيقياً. لذا توخ الحذر من الخصومات الكبيرة والصفقات الحصرية، خاصة إذا كانت من مصادر غير معروفة.
•    قم بتأمين بياناتك: تجنب مشاركة المعلومات الشخصية والمالية على مواقع الويب غير المألوفة. واحرص أن يكون موقع الويب آمناً من خلال البحث عن بادئة «https» في عنوان URL ورمز القفل في شريط المتصفح.
•    استخدم برمجيات الحماية: داوم على تحديث برمجيات الأمان ومضادات الفيروسات لديك للحماية من البرمجيات الخبيثة وهجمات التصيد الاحتيالي. فعلى سبيل المثال، تعمل برمجية Kaspersky Premium على حماية مستخدميها من التصيد الاحتيالي وعمليات الخداع.
•    ثقف نفسك: ابق على اطلاع بأساليب الخداع الشائعة وكيفية التعرف عليها. وتابع التحديثات من خبراء الأمن السيبراني والمصادر الرسمية.
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خبراء يقيّمون للجزيرة نت موقف حزب الله من قصف إسرائيل لإيران

بيروت ـ في لحظة إقليمية حرجة، شنت إسرائيل هجوما جويا واسع النطاق، على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، أطلقت عليه اسم "الأسد الصاعد"، مستهدفة ما وصفتها بـ"عشرات المواقع النووية والعسكرية"، من أبرزها منشأة نطنز، ومقرات تابعة للجيش والحرس الثوري.

ومع إعلان طهران، أنها سترد بقوة على الهجوم الإسرائيلي تتجه الأنظار إلى "محور المقاومة"، لا سيما إلى حزب الله اللبناني، الحليف الإستراتيجي لطهران، وسط تساؤلات متزايدة: هل سيكون الحزب جزءا من الرد الإيراني، أم سيكتفي بالمراقبة في ظل توازنات داخلية وإقليمية معقدة؟

ويرى محللون تحدثوا للجزيرة نت، أن الوضع الحالي، رغم تصعيده اللافت، لا يستدعي تدخلا عسكريا مباشرا من حزب الله، مشيرين إلى أن طبيعة الصراع لا تزال ديناميكية ولم تبلغ حد التهديد الوجودي للنظام الإيراني.

وبحسب هؤلاء، فإن إيران، رغم المساس بسيادتها، تسعى -انطلاقا من منطق الدولة- إلى تولي الرد بنفسها لإثبات قدرتها على الردع، والحفاظ على مكانتها الإقليمية والدولية. فـ"أي رد يصدر من خارج مؤسسات الدولة، أو ينفذ من حلفائها، قد ينظر إليه كعلامة ضعف، ويفقد قيمته الاعتبارية"، بحسب ما أكد أكثر من خبير.

الكاتب والمحلل السياسي علي حيدر اعتبر في حديثه للجزيرة نت، أن قراءة المشهد الإقليمي تتطلب فهما لطبيعته المتغيرة، فهو ليس مسارا خطيا بل تطور دائم التأثر بمتغيرات داخلية وخارجية.

محللون يتوقعون أن ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي (الأوروبية) التهديد الوجودي

ويرى حيدر، أن التدخل العسكري من حزب الله "غير مطروح في الوقت الحالي"، مضيفا أن "المعطيات لا تفرض على الحزب أن يزج بنفسه في مواجهة مباشرة، خاصة أن الهجوم، رغم خطورته، لا يشكل تهديدا وجوديا فوريا لإيران".

إعلان

وعن موقف طهران، أوضح حيدر أن إيران نفسها، رغم تعرض أراضيها لهجوم مباشر، لا تحتاج إلى دعم حلفائها في هذه المرحلة، قائلا "الرد الإيراني المباشر هو الخيار الطبيعي والمنطقي، كونه يعكس قدرة الدولة على حماية سيادتها، كما يؤكد مركزية القرار الإيراني".

واستشهد حيدر بمواقف سابقة للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، الذي كان يشدد دوما على أن إيران سترد بنفسها في حال تعرضت لعدوان مباشر، معتبرا أن "الاستعانة بالحلفاء في هذه الحالة قد تفسر على أنها نقطة ضعف".

وخلص حيدر إلى أن "مرحلة تهديد النظام الإيراني، إن حصلت، ستشكل مستوى مختلفا من التصعيد، وقد تفتح الجبهات على مصراعيها، بما فيها الجبهة اللبنانية. أما حتى اللحظة، فلا مؤشرات على نية إسرائيل استهداف حزب الله مباشرة، وعليه لا تبدو هناك ضرورة لتغيير تموضع الحزب الحالي".

عاجل | رويترز عن مسؤول في #حزب_الله: الحزب لن يبادر بمهاجمة إسرائيل ردا على غاراتها على #إيران pic.twitter.com/82zvNxKTVR

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 13, 2025

الرد الحتمي

من جهته، رأى المحلل السياسي توفيق شومان، أن الهجوم الإسرائيلي يعد "اعتداء سافرا على دولة ذات سيادة لها حضور فاعل على المستويين الإقليمي والدولي"، مؤكدا في حديثه للجزيرة نت، أن "الرد الإيراني الحتمي يجب أن يصدر من الدولة نفسها، لا من وكلائها أو حلفائها".

ويؤكد شومان أن "القيمة المعنوية والسياسية لأي رد، لا تتحقق إلا إذا جاء من مؤسسات الدولة الإيرانية، بما يُظهر قدرتها الذاتية على الردع"، موضحا أن الرد من حلفاء، مثل حزب الله قد يُضعف الرسالة السياسية التي تسعى طهران إلى توجيهها، خاصة للمجتمع الدولي.

ويضيف "منطق الدولة يحتم أن تكون الجهة المعتدى عليها هي المسؤولة عن الرد، وهذا ما ينطبق على إيران الآن. فالمسألة لم تعد تتعلق بتقديرات ميدانية أو تكتيكية، بل بهيبة الدولة ومكانتها الإستراتيجية".

إعلان

وفي تقديره، فإن إيران ستسعى إلى تنفيذ رد محسوب، يردع إسرائيل دون أن يؤدي إلى انفجار إقليمي شامل، في الوقت ذاته لن تُفرط في صمت قد يُفسّر على أنه تراجع.

بيان حزب الله

بين الرد المباشر والمراقبة المحسوبة، يجد حزب الله نفسه في موقع حساس. فمن جهة، يشكل جزءا من "محور المقاومة"، ومن جهة أخرى، يرزح لبنان تحت أعباء اقتصادية وأمنية قد لا تحتمل مزيدا من التصعيد.

وفي بيان له، وصف حزب الله الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه يشكل ‏تصعيدا خطيرا في "مسار التفلت الصهيوني من كل الضوابط والقواعد بغطاء ‏ورعاية أميركيتين كاملتين"، مؤكدا أن إسرائيل لا تلتزم بأي منطق أو قوانين، ولا تعرف إلا ‏لغة القتل والنار والدمار.

ودعا بيان الحزب ‏شعوب المنطقة ودولها إلى أن "تعي أن هذا العدوان إذا لم يواجه بالرفض ‏والإدانة والوقوف إلى جانب إيران وشعبها، ‏سيزداد هذا الكيان المجرم عدوانية وجبروتا وسيعزز ‏مشاريع الهيمنة الأميركية والإسرائيلية على المنطقة ‏والإضرار بمصالح شعوبها وسلب ثرواتها".

وأشار الحزب إلى أن مثل هذه الاعتداءات لن تضعف إيران، ‏بل ستزيدها قوة وصلابة في مواجهة ‏الأخطار، وإصرارا على الدفاع عن سيادتها وأمنها.‎‎

مقالات مشابهة

  • خبراء يقيّمون للجزيرة نت موقف حزب الله من قصف إسرائيل لإيران
  • عملاقة الإنترنت الكورية تعلن إنشاء مركز بيانات ضخم مخصص للذكاء الاصطناعي بالمغرب
  • بعد أنباء انفصالها.. أول تعليق لـ عبير صبري بهذه الطريقة | صورة
  • خبراء الحركات الإسلامية بين الباحث والمباحث
  • خبراء: أطعمة تغذي المرض الخبيث في صمت
  • ثقوب في العين وعمى.. اكتشف أضرار خطيرة تسببها الرموش الاصطناعية
  • نائبة: جماعة الإخوان تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي بهذه الطريقة
  • بهذه الطريقة.. سلمى أبو ضيف تهنئ أمينة خليل بحفل زفافها
  • أسباب تعطيل خدمات ChatGpt حول العالم وأثره على المستخدمين.. تفاصيل
  • يؤدي للإصابة بالسرطان .. تحذير عاجل من شرب الشاي بهذه الطريقة