هل تتحمل إسرائيل تبعات الحرب الشاملة مع حزب الله؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
يخشى وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن من الحرب الشاملة مع حزب الله التي قد تفوق قدرة القبة الحديدية الإسرائيلية. جايكوب ماجد – تايمز أوف إسرائيل
استضاف كبار المسؤولين الأمريكيين نظراءهم الإسرائيليين لاجتماعات في واشنطن يوم الخميس، وسط تزايد القلق في إدارة جو بايدن بشأن احتمال فتح جبهة شمالية كاملة لحرب غزة من شأنها أن تؤدي إلى إغراق القبة الحديدية بوابل صواريخ حزب الله.
وطغت على اجتماعات مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الخلاف العلني المستمر بين إسرائيل والولايات المتحدة الذي أثاره بيان فيديو يوم الثلاثاء من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما انتقد "الاختناقات التي لا يمكن تصورها" في نقل الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.
ونفى البيت الأبيض بشدة هذه التهمة يوم الثلاثاء، قائلاً إنه احتجز شحنة واحدة فقط، بينما استمرت جميع الشحنات الأخرى. وقبل وقت قصير من وصول هنغبي وديرمر إلى البيت الأبيض يوم الخميس، عبّر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي بقوة عن إحباط الإدارة، واصفا انتقاد نتنياهو بأنه "مزعج ومخيب للآمال بالنسبة لنا بقدر ما هو غير صحيح".
وجاء في بيان وزارة الخارجية أن بلينكن "أكد التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل"، مضيفا أن الثلاثي ناقشوا المحادثات الجارية لتأمين صفقة الرهائن واتفاق وقف إطلاق النار.
وجاء في البيان الأمريكي أن كبير الدبلوماسيين الأمريكيين "شدد على الحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة والتخطيط للحكم والأمن وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع".
وشدد البيان الأمريكي "على أهمية تجنب المزيد من التصعيد في لبنان والتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى ديارها".
وفي وقت سابق من الخميس، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن مسؤولي بايدن يشعرون بقلق بالغ من أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية، ستنهار في حالة نشوب حرب شاملة مع حزب الله. ويعتقد أن حزب الله يمتلك حوالي 150 ألف صاروخ يمكن استخدامها لاستهداف البنية التحتية الإسرائيلية.
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين لشبكة CNN إن نظراءهم الإسرائيليين يشاركونهم هذه المخاوف ويخططون لنقل الأنظمة حول غزة إلى الشمال استعدادًا لهجوم محتمل ضد حزب الله. واعترفوا أن أنظمة القبة الحديدية من المرجح أن يتم التغلب عليها في سيناريو يطلق فيه حزب الله عددًا كبيرًا من الأسلحة الموجهة بدقة.
وتعتقد إسرائيل أنها لا تزال تمتلك الموارد اللازمة لشن هجوم ضد حزب الله، خاصة بعد أن تنهي هجومها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حسبما قال مسؤولون مطلعون لشبكة CNN.
لكن الولايات المتحدة تشعر أن رفض إسرائيل تقديم بديل عملي لحكم حماس من شأنه أن يترك الجيش الإسرائيلي غارقاً في غزة، مما يستنزف الموارد التي سيحتاجها لشن حملة عسكرية ناجحة ضد حزب الله.
وقالت شبكة سي إن إن إن المسؤولين الأمريكيين لم يخبروا نظراءهم الإسرائيليين صراحة أنهم يعارضون شن هجوم ضد حزب الله، لكنهم حذروا من أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى صراع إقليمي أكبر بكثير، خاصة بمشاركة مباشرة من إيران.
واقترح المسؤولون الإسرائيليون أنهم قد يقومون بهجوم يشبه الحرب الخاطفة، لكن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن شكوكهم في إمكانية احتواء مثل هذا القتال.
وتسعى إسرائيل إلى دفع قوات حزب الله شمالاً إلى داخل لبنان، وإنشاء منطقة عازلة تسمح لسكان إسرائيل بالشعور بالأمان الكافي للعودة إلى منازلهم. تم إجلاء عشرات الآلاف بعد أن بدأ حزب الله في شن هجمات متكررة على البلدات الحدودية الشمالية في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر.
ولا تزال الولايات المتحدة تعتقد أنها قادرة على التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لاستعادة الهدوء على الحدود الشمالية إذا نجحت أولا في التفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.
المصدر: تايمز أوف إسرائيل
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أنتوني بلينكن البيت الأبيض بنيامين نتنياهو جو بايدن جيك ساليفان حركة حماس حزب الله طوفان الأقصى قطاع غزة مساعدات إنسانية معبر رفح هجمات إسرائيلية القبة الحدیدیة ضد حزب الله
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، قادت البلاد إلى "كارثة سياسية"، في إشارة إلى رغبة رئيس الوزراء بإطالة أمد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو عامين.
وقال لابيد في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "هذه الحكومة قادتنا إلى كارثة سياسية. فشل يتبع فشلا"، وذلك تعليقا على استمرار الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق لإنهائها.
وأضاف أن "رئيس وزراء غائب عن الساحة السياسية، ووزير الخارجية (جدعون ساعر) عديم الفائدة، ووزراء يعرّضون جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في كل مرة يفتحون فيها أفواههم".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بالانصياع للتيار الأكثر تطرفا في حكومته ممثلا في وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب في غزة حفاظا على ائتلافه الحكومي، بحسب ما ذكرت وكالة "الاناضول".
والاثنين، منعت الحكومة الهولندية، سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها، واعتبارهما شخصيين غير مرغوب فيهما، وذلك على خلفية دعوتهما لتطهير عرقي في غزة.
ومرارا، أعلنت حماس تعاطيها بإيجابية مع المفاوضات الدائرة منذ أكثر من 20 شهرا لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
من جانبه، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" يائير غولان في كلمة بثها على منصة "إكس" مساء الثلاثاء: "لم تعد هذه حكومة نتنياهو، بل حكومة سموتريتش وبن غفير".
وأضاف غولان: "نتنياهو ضعيف وجبان، ومن يحكم فعليا هم مستوطنان (سموتريتش وبن غفير) من شبيبة التلال، كاهانيان (نسبة إلى الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المصنفة إرهابية في إسرائيل) حولا نتنياهو إلى أداة طيعة في أيديهما".
وشبيبة التلال جماعات يهودية هي الأكثر تطرفا من بين المستوطنين تسكن في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة وتنفذ جرائم بحق فلسطينيين بما في ذلك اعتداءات وحرق ممتلكات.
ومضى غولان: "سموتريتش وبن غفير هما الهامش الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي، وهما من يحددان اليوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، اللذان يرسلان أولادنا للموت في المعركة، وينسفان صفقات إطلاق سراح المختطفين ويطيلان أمد هذه الحرب إلى الأبد".
وتابع: "علينا أن نوقف هذه الحرب، وإعادة جميع المختطفين إلى الوطن. مواطنو إسرائيل يريدون الأمن والديمقراطية، لا التضحية بأبنائنا".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.