إصابة سفينة وإخلاء أخرى بسبب هجمات قبالة سواحل اليمن
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةتعرضت سفينة تجارية لأضرار نتيجة استهدافها بمسيّرة صباح الأحد قبالة سواحل اليمن في البحر الأحمر، وأُصيب طاقمها بجروح طفيفة، بحسب ما أعلنت وكالتا أمن بحري وقوة بحرية مشتركة.
وبدورها، أفادت وكالة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، أن السفينة هي «ناقلة بضائع مملوكة لجهة يونانية وترفع علم ليبيريا». وهذا ثاني هجوم تتعرض له هذه السفينة خلال رحلتها الحالية، إذ «استُهدفت بعدد من الصواريخ» قبل أيام عندما كانت تُبحر في خليج عدن، وفق «مركز المعلومات البحرية المشتركة» التابع لقوات بحرية متعددة الجنسيات تضمّ الولايات المتحدة ودولاً أوروبية. وقال المركز: «أثناء عبورها في البحر الأحمر، أبلغت السفينة أنها أُصيبت في جهة السلّم» الخارجيّ كما أُصيب «عدد من أفراد الطاقم بإصابات لا تهدد حياتهم ولا تتطلب عناية طبية فورية»، مضيفاً أن السفينة «تكمل رحلتها إلى الميناء التالي».
وفي حادث منفصل، أمس، أفادت وكالة «أمبري» عن تلقيها نداءَ استغاثة من سفينة تجارية قبالة السواحل الجنوبية لليمن «تعرضت لفيضانٍ لا يمكن احتواؤه»، من دون تحديد السبب. وأشارت إلى أن ذلك أجبر «الربان والطاقم على ترك السفينة. وقد تمّ إنقاذهم بوساطة سفينة مساعدة»، مضيفةً أن «السفينة المهجورة لا تزال تنجرف».
ويأتي هذان الحادثان في سياق من الهجمات المتكررة التي ينفّذها الحوثيون على سفن تجارية قبالة سواحل اليمن. وقد شنوا منذ نوفمبر عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتقود واشنطن تحالفاً بحرياً دولياً بهدف حماية الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية. ولمحاولة ردعهم، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة لهم في اليمن منذ 12 يناير الماضي. وينفذ الجيش الأميركي وحده بين الحين والآخر ضربات على صواريخ ومسيّرات يقول إنها معدّة للإطلاق.
وفي السياق ذاته، فقد اعتبر خبراء سياسيون وعسكريون أن الهجمات الحوثية، والتي أدت آخرها إلى احتراق أو غرق ثلاثة سفن، تمثل تهديداً مباشراً لحركة الملاحة العالمية. وشدد الخبراء على أن لهذه الهجماتِ تداعياتٌ شديدةُ الخطورة على الاقتصاد العالمي.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج، إن هجمات الحوثي تسبب خسائر كبيرة للسفن التجارية للعديد من الدول ما يشكل تهديداً للملاحة العالمية. وذكر اللواء سمير فرج لـ«الاتحاد» أن هجمات الحوثيين تسببت في خسائر كبيرة للاقتصاد العالمي، مشيراً إلى ظهور القوارب السريعة المفخخة التي يستهدف بها الحوثيون هذه السفن في البحر الأحمر، رغم الضربات التي توجهها القوات الدولية ضد محطات الرادارات التابعة لهم.
وتقدر قيمة البضائع بمختلف أنواعها المارة عبر مضيق باب المندب بحوالي 700 مليار دولار سنوياً، كما يجتازه سنوياً أكثر من 25 ألف سفينة، بما يعادل حوالي 10% من التجارة العالمية.
وفي السياق ذاته، رأى الباحث في الشؤون السياسية الدولية محمد حميدة، أن الهجمات التي تنفذها جماعة «الحوثي» في البحر الأحمر أدت إلى أضرار اقتصادية كبيرة على مستوى العالم، الأمر الذي أثر بشكل كبير على أمن حركة الملاحة البحرية.
وأضاف حميدة لـ«الاتحاد» أن استمرار الهجمات يؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل غير مسبوق، ويترتب عليها اضطراب في حركة الملاحة لفترات طويلة. وأشار حميدة إلى خطورة استمرار العمليات في البحر الأحمر. وشدد حميدة على ضرورة دفع المجتمع الدولي لإيقاف هجمات جماعة «الحوثي» ووقف عملياتها التي تهدد الاستقرار في المنطقة.
وتبحر سفن الشحن المقبلة من أوروبا باتجاه الشرق الأقصى عبر البحر الأحمر مروراً بقناة السويس، تجنباً لإهدار الوقت وزيادة تكاليف الإبحار حول أفريقيا، حال استخدمت طريق «رأس الرجاء الصالح».
من جانبه، أكد الخبير العسكري العميد عبدالله آل شايع، أن الحوثيين وما يقومون به من هجمات تستهدف السفن المارة عبر خطوط الملاحة في البحر الأحمر لها آثار أمنية تطال أيضاً سلاسة عبور السفن الناقلة للطاقة. وقال العميد آل شايع لـ«الاتحاد»، إن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تردعا الحوثي رغم الضربات التي قامتا بتوجيهها إلى مراكزه الحساسة في اليمن، مؤكداً أن الحوثيين يريدون توسيع الصراع وتعظيم آثاره، لاسيما على الأمن البحري.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن الحوثيين البحر الأحمر الأمن البحري فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
اليمن يشكو عدم القدرة على تحمل تدفق المهاجرين
شكت السلطات اليمنية من الصعوبات التي تواجهها في توفير متطلبات هذه الأعداد التي تجاوزت خلال العام الماضي 60 ألفاً، مطالبة المنظمات الإغاثية بالتدخل لتوفير متطلبات هؤلاء المهاجرين، مع وصول أكثر من 500 أفريقي إلى سواحل البلاد خلال اسبوع
وأكدت السلطات المحلية في محافظة شبوة، أنها لم تعد قادرة على التعامل مع تدفق أفواج المهاجرين من القرن الأفريقي، مطالبة المنظمات الدولية بسرعة التدخل لتوفير المأوى والأغذية لهذه الأعداد. كما شكت سلطات شبوة من التأثيرات الأمنية لهذه الأعداد، وخاصة بعد تشديد الإجراءات الأمنية في السواحل الغربية للبلاد التي كانت أهم منفذ للتهريب من القرن الأفريقي.
وذكرت شرطة المحافظة، أن قارباً أنزل 150 مهاجراً أفريقياً غير شرعي على ساحل مديرية رضوم على ساحل البحر في أول أيام العيد، بعد أيام من وصول دفعة أخرى تضم أكثر من 170 مهاجراً إلى سواحل المحافظة مطلع يونيو الجاري، فيما تم ضبط 183 مهاجراً في منطقة باب المندب.
ووفق الشرطة اليمنية، فإن هذه المجموعة وصلت ضمن موجة جديدة من المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي الذين يدخلون البلاد بطريقة غير شرعية عبر سواحل المحافظة، ما يضاعف حدة الأوضاع الإنسانية والمشاكل الأمنية. يذكر أن شرطة شبوة، ضبطت الأسبوع الماضي دفعة تتكون من 170 مهاجراً في نفس الساحل، لينضموا إلى أكثر من 1.193 مهاجراً خلال شهري مارس وأبريل الماضيين فقط. وقالت إنها اتخذت الإجراءات الأمنية والقانونية اللازمة مع المهاجرين الواصلين إلى سواحل البلاد بطريقة غير مشروعة.
وفي الساحل الغربي، ذكرت الأجهزة الأمنية، أنها حررت 183 مهاجراً غير شرعي في ريف مديريتي ذو باب المندب وموزع، وألقت القبض على 5 من المهربين، لافتة إلى أن هؤلاء كانوا محتجزين في ظروف غير إنسانية في أوكار للمهربين بريف مديريتي ذو باب المندب وموزع.
وأكد العقيد علي القوسي، أركان حرب فرع الأمن المركزي في المخا، قائد الحملة الأمنية، أن الحملة التي شاركت فيها قوات أمنية مشتركة وبالتنسيق مع إدارتي أمن مديريات ذو باب المندب وموزع، مشطت مناطق متفرقة في ريف المديريتين، وداهمت أوكاراً يستخدمها المهربون للاحتجاز غير المشروع. وتعهد باستمرار ملاحقة الشبكات الإجرامية، التي تعمل على زعزعة الأمن الداخلي واستغلال معاناة المهاجرين غير الشرعيين لتحقيق مكاسب غير مشروعة.