دبلوماسيون فرنسيون: الفوز المحتمل لليمين المتطرف من شأنه أن يضعف فرنسا وأوروبا
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب دبلوماسيون فرنسيون عن مخاوفهم في حال فوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات التشريعية القادمة المقررة في 30 يونيو الجاري.. محذرين من مخاطر تدخل قوى أجنبية.
وفي عريضة وقعها 170 دبلوماسيا فرنسيا ونشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، حذر الدبلوماسيون من فوز محتمل لليمين المتطرف والذي من شأنه في رأيهم أن "يضعف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة".
وقال الدبلوماسيون في العريضة: "شهدنا التطورات التي تحدث بالعالم، شهدنا تضاعف الأزمات والمخاطر آخذة في الظهور والتهديدات تتراكم، وقد حملنا صوت فرنسا، أقوى مما يتصوره مواطنونا في بعض الأحيان، ولكنه ضروري قبل كل شيء، في أوروبا وفي العالم لخدمة السلام والحرية وأمننا ومصالح الفرنسيين"..مضيفين:"لقد رأينا العالم كله منغلقا أثناء جائحة كورونا، لكن رأينا أوروبا تستجيب بعدالة وتضامن، وبكفاءة فاقت، بالنسبة لمواطنيها وللفئات الأكثر ضعفا، كفاءة أي قارة أخرى".
وأضافوا:"لقد رأينا روسيا تغزو دولا ذات سيادة وتدمر بمجموعة من الدبابات ما كان يضمن السلام في القارة الأوروبية، لقد شهدنا الإرهاب ينال من الديمقراطيات، والأنظمة غير الليبرالية تقلص التعددية وحرية الإعلام، كما تزايدت أعمال معاداة السامية بشكل غير مقبول، والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي في قطاع غزة، الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها".
وتابعوا:"لا يمكننا أن نقبل بأن يضعف فوز اليمين المتطرف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة، هنا في أوروبا، إن خصومنا سيفسرون فوز اليمين المتطرف على أنه وهن فرنسي ودعوة إلى التدخل في السياسات الوطنية وإلى العدوان على أوروبا بما في ذلك عسكريا، إضافة الى التبعية الاقتصادية لفرنسا والقارة".
وأظهر آخر استطلاع للرأي أن اليمين المتطرف وحلفاءه اليمينيين يتصدرون بقوة نوايا التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا (من 35.5 إلى 36%) يليهم تكتل الجبهة الشعبية الجديدة (لأحزاب اليسار) من 27 إلى 29.5%، بفارق كبير عن معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون (من 19.5 إلى 20%).
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات التشريعية لليمين المتطرف فرنسا
إقرأ أيضاً:
نصف الألمان يفكرون بالهجرة.. هذه أهم الأسباب والجهات الجديدة
كشف استطلاع للرأي أجرته منصة "يوجوف" لأبحاث السوق وتحليل البيانات، أن أكثر من نصف سكان ألمانيا يفكرون بجدية في الهجرة إلى الخارج، في دلالة واضحة على تزايد مشاعر الإحباط وانعدام الرضا عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد.
ووفق نتائج الاستطلاع، الذي نُشر مؤخرًا، فإن 31 بالمئة من المشاركين قالوا إنهم "بالتأكيد" يمكن أن يفكروا في مغادرة ألمانيا، فيما أجاب 27 بالمئة بأنهم "ربما" سيفعلون ذلك، إذا ما توفر لهم الاستقلال المهني والشخصي والمالي في الخارج. بالمقابل، قال 22% إنهم "على الأرجح" لن يهاجروا، بينما أكد 15% أنهم "لن يغادروا على الإطلاق".
ناخبو اليمين المتطرف يرغبون بالهجرة
نتائج الاستطلاع أظهرت مفارقة لافتة؛ إذ أن نسبة الراغبين في الهجرة كانت الأعلى بين ناخبي حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي يُعرف بموقفه المعادي للمهاجرين.
وعبّر 55% من أنصار الحزب عن رغبتهم المؤكدة بالهجرة، فيما قال 24% منهم إنهم قد يُفكرون بالأمر.
ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة تعكس مستوى الغضب المتزايد بين قطاعات واسعة من المجتمع الألماني، لا سيما في الولايات الشرقية التي كانت جزءًا من ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقًا، حيث لا يزال كثير من السكان يعانون من تحديات التحول من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق الحرة منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990.
تشير بيانات الاستطلاع إلى أن 36% من الذين سبق أن فكروا في الهجرة، باتوا أكثر جدية في قرارهم خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما يؤشر إلى تصاعد مشاعر القلق والاستياء العام في البلاد.
ولدى سؤال هذه الشريحة عن أسباب ازدياد رغبتهم في مغادرة ألمانيا، أجاب 60 بالمئة بأن سياسات الهجرة الحالية تشكل عاملًا رئيسيًا، في حين أشار 41 بالمئة إلى الركود الاقتصادي وتباطؤ النمو، و29 بالمئة إلى القلق من تزايد شعبية حزب "البديل" اليميني المتطرف.
يُذكر أن "البديل من أجل ألمانيا" بدأ نشاطه عام 2013 كمجرد حزب معارض لسياسات الاتحاد الأوروبي، قبل أن يتحول لاحقًا إلى تيار قومي يميني متشدد، ويُصنّف رسميًا من قبل السلطات كحزب "يميني متطرف"، رغم أن هذا التصنيف لا يزال بانتظار حسم قضائي.
الوجهات المفضلة.. حيث اللغة والأمان السياسي
وحول الوجهات المفضلة للمحتملين للهجرة، تصدّرت سويسرا القائمة، تليها النمسا 23 بالمئة ثم إسبانيا 22 بالمئة وكندا 17 بالمئة، وهي دول تجمع بين الاستقرار السياسي ونوعية الحياة المرتفعة، إلى جانب تشابه القيم الثقافية. وفي حالة سويسرا والنمسا، يُعد عامل اللغة الألمانية المشتركة من أبرز محفزات التفضيل.
مخاوف من "نزيف سكاني صامت"
ويحذر خبراء في علم الاجتماع والديموغرافيا من أن نتائج هذا الاستطلاع لا تعبّر فقط عن انزعاج ظرفي من الأوضاع الاقتصادية أو السياسية، بل تعكس تحولًا تدريجيًا في نظرة قطاعات من المواطنين لمستقبلهم في ألمانيا، وربما بوادر ما يمكن تسميته بـ"نزيف سكاني صامت" نحو الخارج.
ويرى مراقبون أن تصاعد الخطاب السياسي المتطرف، إلى جانب الأزمات الاقتصادية والركود المتواصل، والتوترات بشأن الهجرة،تدفع كثيرين، وخصوصًا من فئة الشباب أو الفئات المتوسطة، إلى البحث عن فرص حياة أكثر استقرارًا خارج البلاد.
تأتي هذه المؤشرات في وقت تواجه فيه حكومة المستشار أولاف شولتس تحديات سياسية واقتصادية مركبة، في ظل أزمة الطاقة، وتباطؤ النمو، واحتجاجات المزارعين، وتراجع شعبية الائتلاف الحاكم.
وبينما تواصل أحزاب الوسط محاولات احتواء تمدد اليمين المتطرف، فإن تنامي مشاعر الهجرة حتى داخل معاقل "البديل" يشير إلى فقدان الثقة المتزايد في النظام السياسي القائم بكامله، وهو ما قد يُفاقم الأزمات المستقبلية التي تهدد استقرار ألمانيا الداخلي.