وكيل الأزهر يوجه خمس وصايا لطلاب العلم بإندونيسيا
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إنه منذ أكثر من ألف عام والأزهر الشريف منارة للعلم وقبلة لطلابه من شتى بقاع الأرض، وهو قلعة المعرفة الوسطية المعتدلة التي لا تعرف الغلو ولا الشطط، ولعل أهم ما يميز المنهج الأزهري تمسكه بمنهج مستقيم في فهم القرآن والسنة، ولا يفرط في الهويات، ولا يتعرض للثوابت، ويضمن في الوقت نفسه أن يستجيب لحاجات العصر المتغيرة.
وأشار وكيل الأزهر خلال لقائه طالبات معهد دار السلام كونتور، إذا كان بعض الناس قد أخرجوا مفهوم "وسطية الأمة" عن حقيقة معناه فخلطوا بينه وبين التمييع والتفلت، وجعلوا الوسطية مرادفة للهوى؛ فإن واجب العلماء أن يبينوا الصواب حتى لا يلتبس الحق بالباطل، مبينا أن الوسطية التي تعبر عن حقيقة الإسلام هي التي تتوازن فيها النظرة إلى الإنسان وإلى الحياة، فلا الإنسان إله من دون الله، ولا شهواته مقدمة على الوحي، بل الوسطية أن يدرك الإنسان أنه عبد مربوب لله يأتمر بأمره، وينتهي عما نهى عنه، وأيضا الوسطية أن يخرج الإنسان من العصبية المذهبية الضيقة لكن دون أن يخرج إلى لا مذهبية مفرطة، فضلا على أن الوسطية أن يقرأ المسلم العالم من حوله بكل ما فيه، فيفيد من إنجازاته، لكن دون إنكار لهويته وثوابته.
وتابع وكيل الأزهر أن الوسطية هي التي تجمع بين نور الوحي وبصر العقل، فلا تقدم العقل على الوحي، وفي الوقت نفسه لا تمنع العقل من ممارسة وظيفته، فإن الوسطية تجمع بين متقابلين دون أن يطغى أحدهما على صاحبه، فهي تجمع بين الروحية والمادية، وبين الواقعية والمثالية، وبين الثابت والمتغير، وبين النص والنظر، وكل هذا في غير إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا تقصير.
وأوضح وكيل الأزهر أن البشرية لما أفرطت في الاتجاه الروحي قابلها إفراط في الاتجاه المادي، وكلاهما مذموم وحده، ولما أسرفت في الاتجاه المثالي قابلها إسراف ومبالغة في الاتجاه الواقعي، وكلاهما مذموم وحده، والحل في هذه الأزمات؛ أخلاقية كانت أو اجتماعية أو اقتصادية أو غير ذلك أن نفهم الوسطية وأن نعمل على وجودها في حياتنا، فمن وسطية الإسلام في جانب العقيدة ألا نسلم للملحدين الذين ينكرون وجود رب العالمين بالكلية، ويرون الوجود أرحاما تدفع وأرضا تبلع، ﴿وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون﴾، وكذلك لا نسلم لهؤلاء الذين يعبدون كل شيء وأي شيء.
وأضاف الدكتور الضويني أن من وسطية الإسلام في جانب العلاقة بالحياة أنه يقف بالمسلم بين المادية الصرفة التي تعمق في الإنسان شهواته ورغباته المادية من مأكل ومشرب وملبس وشهوة، وترى ذلك الغاية الكبرى، وبين الروحية الصرفة التي تعرض عن الحياة وزينتها التي أباحها الله لعباده، ومن وسطية الإسلام في جانب التشريع أنه لم يدع الناس يشرعون لأنفسهم في كل ما يريدون، وإذا لاتبعوا الهوى، ولم تستقم لهم حياة، وفي الوقت نفسه لم يضيق عليهم بشرع ثابتة أحكامه مع تغير الزمان واختلاف المكان وتبدل أحوال الإنسان، وإنما وضع أصولا حاكمة وقواعد ضابطة، وترك للإنسان حرية النظر والاجتهاد.
وأكد فضيلته أن حياة سيدنا رسول الله ﷺ عرف أنها كانت ترجمة حقيقية لوسطية الإسلام، وتأملوا كيف قال لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه: "ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فقال عبد الله: بلى يا رسول الله، قال: "فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا"، أليس هذا هو المنهج الوسط الذي يحقق العدل في القيام بالحقوق الشرعية والواجبات الأسرية والمجتمعية؟! والأمثلة في حياة سيدنا رسول الله ﷺ كثيرة، وأعول على السادة المعلمين المؤتمنين أن يقوموا بواجب بيانها وشرحها، وتطبيق معالمها في حياة أبنائنا الذين هم مستقبل الأمة.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بتوجيه خمس وصايا لطلاب العلم، الوصية الأولى: أن تحرصوا على طلب العلم الشرعي، وأن تتصوروا أنكم من الطائفة القائمة بالحق، التي تحفظ على الأمة علومها وتراثها، فلا تبخلوا بأوقاتكم ولا بأموالكم على طلب العلم، وقد منحكم الله المنزلة العالية فقال سبحانه وتعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير﴾ وجعل رسول الله ﷺ الفقه في الدين من أمارات الخير، فقال ﷺ: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" وقد أخبر النبي ﷺ أن العلم سيرفع في آخر الزمان بموت أهله، فقال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" وفي هذه الحالة يكون تعلم العلم وتعليمه أوجب، وأوكد.
الوصية الثانية: الدعوة إلى الله - عز وجل - قال تعالى: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين﴾ وقال تعالى: ﴿ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين﴾ ، ولكن الدعوة لا بد أن ترتكن إلى علم محرر، فمهمة البلاغ والبيان والدعوة لا بد لها من حكمة وموعظة حسنة، كما قال الله تعالى: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين﴾، وهنا يجب أن نفهم أن الدعوة إلى الله كما تكون بالمقال فإنها يجب أن تكون بالحال، فالداعية قدوة لغيره.
الوصية الثالثة: حفظ الوقت والعمر، وهذا هو رأس مال الإنسان الحقيقي، وقد أوصانا سيدنا رسول الله ﷺ فقال: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"، ولكن الملاحظ أن بعض الشباب يضيع منه عمره في غير فائدة، فلا استفاد علما، ولا حصل طاعة، ولا وصل رحما، وإنما يضيعه على وسائل التواصل التي احتلت عقولنا، وضيعت أوقاتنا، وقد قال سيدنا رسول الله ﷺ: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن عمره؛ فيم أفناه؟ وعن علمه؛ فيم فعل فيه؟ وعن ماله؛ من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه؛ فيم أبلاه؟.
الوصية الرابعة: حسن الخلق، فنحن أمة الأخلاق، ونبينا ﷺ بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وإن أخلاق أمة الإسلام حجة في ذاتها على البشرية التي فقدت البوصلة الأخلاقية، فإن أخلاقنا ربانية المصدر إيمانية الاتجاه، قال الله تعالى: ﴿وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا﴾، وقال رسول الله ﷺ: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لأهله".
الوصية الخامسة: الثبات على هذا الدين بما يدعو إليه من قيم وأخلاق وعبادات، قال تعالى: ﴿واعبد ربك حتى يأتيك اليقين﴾ أي الموت، وقد وردت الأحاديث عن النبي ﷺ تبين أن المتمسكين بدينهم في آخر الزمان الثابتين عليه ينالون من الأجر مثل ما ناله أصحاب رسول الله ﷺ ، فقال ﷺ: "إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن كقبض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين. قالوا يا رسول الله: أجر خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال: خمسين منكم"، ولا شك أن المسلم في هذه الأزمنة يواجه فتن الشهوات والشبهات والملذات العظيمة، لكن من استعان بالله أعانه الله، ومن يتصبر يصبره الله، قال تعالى: ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأزهر الشريف القرآن والسنة اندونيسيا سیدنا رسول الله ﷺ وسطیة الإسلام وکیل الأزهر فی الاتجاه قال تعالى إلى الله IMG 20240624
إقرأ أيضاً:
موعد امتحانات الدور الثاني لطلاب الثانوية الأزهرية 2025
أعلن قطاع المعاهد الأزهرية عن جداول امتحانات الدور الثاني للشهادة الثانوية الأزهرية، وكذلك إعدادية وثانوية البعوث الإسلامية، وذلك بعد اعتماد نتيجة الدور الأول رسميًا بنسبة نجاح عامة بلغت 53.99%.
وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص موعد امتحانات الثانوية الأزهرية 2025، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
بدء امتحانات الدور الثاني 18 أغسطس 2025من المقرر أن تبدأ امتحانات الدور الثاني للثانوية الأزهرية يوم الإثنين 18 أغسطس 2025 لطلاب القسمين العلمي والأدبي.
ويؤدي طلاب القسم العلمي الامتحان في اليوم الأول في مادتي القرآن الكريم والأحياء، بينما يؤدي طلاب القسم الأدبي الامتحان في مادتي القرآن الكريم واللغة الأجنبية الثانية.
وتُختتم الامتحانات يوم الثلاثاء 26 أغسطس، حيث يؤدي طلاب العلمي امتحان النحو، بينما يمتحن طلاب الأدبي في الحديث والتوحيد.
ظهور نتيجة الثانوية الأزهرية 2025واعتمد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية للعام الدراسي 2024/2025، بنسبة نجاح عامة بلغت 53.99%، منها:
- القسم العلمي: 65.01%
- القسم الأدبي: 45.50%
وتم إعلان النتيجة وأسماء أوائل الشهادة عبر بوابة الأزهر الإلكترونية، كما تم فتح باب تسجيل اختبارات القدرات للكليات.
إتاحة نتائج الثانوية الأزهرية بالدرجاتوأعلنت الإدارة المركزية لشؤون الطلاب والامتحانات والخريجين بقطاع المعاهد الأزهرية، إتاحة استخراج نتائج وبيانات درجات الطلاب من خلال المناطق الأزهرية على مستوى الجمهورية، بدءًا من الإثنين 28 يوليو 2025.
وأوضحت أن كل منطقة أزهرية تتولى طباعة مستخرجات النجاح أو الرسوب، بينما يتوجه الطالب الراغب في اعتماد الخارجية إلى الإدارة المركزية بالقاهرة.
وأشارت الإدارة إلى أن قاعدة البيانات تُحدّث دوريًا وفق نتائج الطعون وأي تعديلات طارئة، بالتنسيق مع لجنة النظام والمراقبة والإدارة المركزية للامتحانات ومركز المعلومات بمشيخة الأزهر.
توزيع درجات الثانوية الأزهرية 2025وبلغ مجموع درجات الثانوية الأزهرية للقسم العلمي 650 درجة موزعة كالتالي:
- المواد الشرعية: 210 درجة
- اللغة العربية: 160 درجة
- المواد الثقافية (علوم ورياضيات ولغات): 280 درجة
بينما بلغ مجموع درجات القسم الأدبي 630 درجة، ودرجة النجاح فيه 315، موزعة على المواد الشرعية واللغوية والإنسانية.
ويمكن للطلاب الاستعلام عن نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية 2025 عبر بوابة الأزهر الإلكترونية من خلال الرابط التالي: رابط نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية 2025
تظلمات الثانوية الأزهرية 2025وبدأ قطاع المعاهد الأزهرية استقبال طلبات الطعون الخاصة بالدور الأول من الثلاثاء 29 يوليو وحتى الثلاثاء 12 أغسطس 2025.
وأكد القطاع أن سداد رسوم الطعن متاح إلكترونيًا عبر منظومة الطعون الإلكترونية أو من خلال الإدارة التعليمية، بقيمة 100 جنيه لكل مادة.
وأوضح أن الاطلاع على أوراق الإجابة يكون للطالب نفسه، أو لولي أمره بموجب إقرار رسمي، كما شملت الطعون الامتحانات الشفوية، مثل القرآن الكريم والحديث واللغات، خاصة لذوي الهمم والبصيرة.
وفي حال ثبوت استحقاق الطالب لدرجات إضافية، يمكنه استرداد رسوم الطعن من الإدارة التعليمية التي قدم بها الطلب، بالتنسيق مع المنطقة الأزهرية.
اقرأ أيضاًتنسيق الأزهر.. موعد فتح باب تسجيل الرغبات لطلاب الثانوية الأزهرية 2025
طريقة تقديم تظلم على نتيجة الثانوية الأزهرية 2025.. الإدارات التعليمية تتيح رابط رسمي
ياسر بدران من أوائل الثانوية الأزهرية للمكفوفين بـ الشرقية: تفوقت بفضل الله ثم دعم والدي