عدم ممانعة اميركية لانتخابات رئاسية محلية
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": بحسب معلومات على صلة بمسؤولين عن ملف لبنان في واشنطن، فإن الأميركيين يكررون أنهم لا يمانعون لبننة الاستحقاق الرئاسي مهما كانت الظروف الحالية. وهذا الكلام سبق أن قيل قبل حرب غزة، حين كان هناك إصرار لبناني على إدخال ملف الرئاسة في بازار فرنسي - أوروبي - سعودي - أميركي - قطري، من خلال اتصالات ولقاءات وطروحات متشابكة ساهمت في نهاية الأمر في استمرار الفراغ الرئاسي.
وهذا الكلام أعيد تكراراه بعد حرب غزة، وأخيراً بعد اشتداد المخاوف على لبنان. لا تعطي واشنطن موقفاً معارضاً لمنحى إجراء الانتخابات الرئاسية. وثمّة كلام لدوائر مسؤولة عن ملف لبنان عن ضرورة اتفاق اللبنانيين على رئيس للجمهورية، وأن الوقت لا يزال متاحاً لهذا الاتفاق من دون انتظار التماهي مع متطلبات الدول التي تتدخل في ملف لبنان. وتذكيراً بتجربة انتخابات الرئيس ميشال عون، يتكرر الكلام عن أن واشنطن لم تعارض أو ترفض هذا الانتخاب وإن لم تؤيده كذلك، بل تعاملت معه من موقعه كرئيس للجمهورية. ومنذ بيان نيويورك الأول، لا يزال سقف تعامل واشنطن مع الانتخابات هو نفسه. وتكرار الكلام اليوم، يعيد الكرة الى ملعب المسؤولين اللبنانيين الذين يصرّون على رمي الكرة في ملعب الاتفاق الخارجي والتسويات الإقليمية من أجل إنجاح الانتخابات الرئاسية.
ورغم الطابع العام الذي ينحو إلى تأكيد عدم احتمال حصول انتخابات رئاسية من دون تسوية أميركية - إيرانية، فإن الكلام الأميركي لا يزال يعطي فرصة للقفز فوق هذا الاحتمال إذا ما قررت الكتل النيابية الذهاب الى انتخابات رئيس من دون انتظار تسوية قد لا تصل، نتيجة الاستحقاقات الكثيرة من إيران الى واشنطن.
في مقابل هذا الكلام الأميركي، كلام لبناني لا يزال يضع الملف الرئاسي في عهدة واشنطن وتسوية تقوم بها مع إيران والسعودية تحديداً. وتتحدث عن احتمالات وصول الموفد الأميركي عاموس هوكشتين عاجلاً أو آجلاً الى مقاربة ملف الرئاسة مع حزب الله بالواسطة. وهذا يعني أن الأطراف المعنيّين سيضعون على الطاولة أوراقهم الرئاسية من أجل إجراء مقايضة تتدرّج من القبول بأسماء مرشحين حاليين الى وضع أسماء مرشحين آخرين يمكن الاتفاق عليهم إذا ما نجحت المشاورات تدريجاً في التخلي عن الشروط المسبقة والأسماء التي تتمسك بها القوى السياسية من موقعين متناقضين. وهذا يعيد الى القوى المحلية فرصة خربطة الأسماء المتداولة، إذا لم تفصح التسوية نفسها عن الاسم المقترح. لكن ذلك يفتح الباب أمام هذه القوى لممارسة لعبة حرق الأسماء والانتقال الى أسماء قد لا تكون تحمل مواصفات جدية، من أجل إيصال رئيس تتحكّم به القوى إياها.
وهنا الخطورة التي يحذّر منها الكلام الأميركي، فاحتمال التوصل الى تسوية داخلية على اسم رئيس للجمهورية لا يزال ممكناً، من دون تدخلات خارجية، لكن مع الالتفات الى أهمية هذا الانتخاب وفق المواصفات التي سبق أن حددها بيان نيويورك. وما يستدعي التدخل الخارجي هم أنفسهم الذين هم قادرون اليوم على الخروج من دائرة انتظار كلمة السر الخارجية حتى لو كانت أميركية. وملف الرئاسة مختلف في التعامل معه عن ملف الحرب التي تتدخل فيها الولايات المتحدة بقوة لمنع امتدادها الى لبنان وتنفيذ إسرائيل تهديداتها، علماً أن احتمالات هذا التصعيد تفترض أن يكون حافزاً من أجل أن يقارب لبنان ملف الرئاسة من زاوية وضعها بقوة على الطاولة وجرّ الخارج إليها لا العكس.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ملف الرئاسة لا یزال من دون من أجل
إقرأ أيضاً:
باراك: تلقينا رداً إيجابياً من لبنان على مقترح واشنطن بشأن سلاح (حزب الله)
رام الله - دنيا الوطن
قال توم باراك، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لبنان وسوريا، اليوم الاثنين، إنه تلقى "ردا إيجابيا" من بيروت على مقترح أميركي يشمل كيفية نزع سلاح (حزب الله).
وأوضح باراك، في مؤتمر صحفي بقصر بعبدا عقب اجتماع بالرئيس جوزيف عون، أن الرد اللبناني على الورقة الأميركية كان مسؤولا جدا.
وتحدث عن فترة حرجة للبنان والمنطقة، ودعا لبنان إلى اغتنام الفرصة وعدم التخلف عن الركب، وفق تعبيره.
وذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد التزامه بالإسهام في بناء السلم والازدهار في لبنان. كما تحدث عن إعداد خطة للمستقبل في لبنان، وقال إن ذلك يتطلب حوارا.
وقال المبعوث الأميركي إن على لبنان وليس الولايات المتحدة التعامل مع موضوع سلاح (حزب الله).
وبحسب قناة (الجزيرة) فإن المقترح الأميركي الذي تسلمه لبنان في 19 حزيران/ يونيو الماضي يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية مقابل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، والإعمار، ومساعدة لبنان على حل مشاكله الاقتصادية، ومسألة الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل.
وفي المدة الأخيرة، رفض (حزب الله) مرارا نزع سلاحه لكنه أبدى استعداده لحوار داخلي حول إستراتيجية للدفاع الوطني.
مصلحة مشتركة
واعتبر المبعوث الأميركي توم باراك أن هناك مصلحة مشتركة بين لبنان وإسرائيل في ترتيب الأمور بينهما. وقال إن "إسرائيل تريد السلام مع لبنان وكيفية تحقيق ذلك هو التحدي".
وأضاف أن إسرائيل لا تريد الحرب مع لبنان ولا السيطرة عليه، متابعا أن الفرصة متاحة الآن أمام اللبنانيين كي يجعلوا بلدهم لؤلؤة الشرق مرة أخرى.
واعتبر المبعوث الأميركي أن المشكلة في لبنان ليست إيران، بل عجز اللبنانيين عن الاتفاق في ما بينهم.
وعلى صعيد آخر، قال باراك إن الحوار بين سوريا وإسرائيل بدأ، وإن الجميع يسرع للتوصل إلى اتفاق، بحسب تعبيره.
وكان مبعوث ترامب زار لبنان الشهر الماضي وقدم مقترحات لتنفيذ الترتيبات الأمنية المتعلقة بوقف الأعمال العدائية التي كانت وافقت عليها الحكومة الماضية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الأول/ نوفمبر حدا لمواجهات استمرت أكثر من عام بين (حزب الله) وإسرائيل.
وبموجب الاتفاق، سحب (حزب الله) قواته إلى ما وراء نهر الليطاني (يبعد 30 كيلومترا عن الحدود)، وانتشر الجيش اللبناني في معظم المناطق الواقعة جنوب النهر، ورغم ذلك لا تزال إسرائيل تحتل بعض المواقع في جنوب لبنان.