دعونا نضع حداً لحرب الضعفاء هذه: الجزء الثالث
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
دعونا نضع حداً لحرب الضعفاء هذه: الجزء الثالث
بروفيسور إبراهيم أحمد البدوى عبد الساتر
وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السابق
يونيو، 2024
بسم الله الرحمن الرحيم
نواصل في هذا الجزء الثالث والأخير من المقال استدعاء الدروس والعِبَر من تراثنا العربي-الأفريقي المزدوج عن نِعَم ومِنَن السلام وعظمة من قيضهم الله سبحانه وتعالى لبنائه، لما لهذه العِبَر والدروس من دلالاتٍ عظيمة لحالنا ومآلنا في ظل هذه الحرب المأساوية.
الرسالة الأولي لمعلقة شاعرنا الحكيم زهير بن أبي سلمي والتي استعرضناها في الجزء الثاني كانت عن ويلات ومآس ي الحروب الأهلية، بينما الرسالة الثانية مثار هذا الجزء لهذه المعلقة التي تنضح بالحكمة تتمثل في احتفاء الشاعر
ببناء السلام وإصلاح ذات البين والبذل والعطاء في سبيل ذلك، حيث أبدع في مدح الحارث بن عوف وهرم بن سنان، صانعي السلام. وكان هذان السيّدان من أشراف بني ذبيان قد أديا من مالهما الخاص دِيّات القتلى من الفريقين، وقد بلغت بتقدير بعضهم ثلاثة آلاف بعير:
سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ
يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ
تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ
وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأمَرِ نَسلَم
فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ
عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ
فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم مَغانِمُ شَتّ ى مِن إِفالِ المزَُنَّمِ
وكما ورد في تحليل الباحث في اللغة العربية وآدابها، الأستاذ مؤيد الشرعة، فقد امتدح الشاعر في اللوحة أعلاه من الملعقة هرم بن سنان، والحارث بن عوف اللذين كان "لهما الفضل في انتهاء حرب داحس والغبراء، إذ دفعا دية قتلاها جميعهم، فنجد أنّ الشاعر يقسم برب البيت الحرام، بأنّ هذين الرجلين لم يأتِ على العرب مثلهما، فهما قد تداركا فناء قبيلتين، وأنهيا حربا عظيمة. وهنا يشير الشاعر إلى عظم دورهما، فصحيح أنهما دفعا مبالغ مالية كبيرة، إلا أنهما خلّدا اسميهما في التاريخ، فلا زالت قصتهما تُحكى إلى اليوم، فالمال يزول لكن السمعة والسيط الطيب يبقيان لآخر العمر، فقد كانت تجارتهما رابحة" . ما قام به هذان الرجلان العظيمان كان ،بمقاييس زماننا هذا، بمثابة مشاريع بناء السلام الكبرى عندما يحزم أهل البلاد المأزومة وقواها الحية أمرهم في بذل كل مرتخصٍ وغالٍ لتحقيق هذه الغاية النبيلة ويتسنى لهم الدعم والمساندة من مؤسسات الشرعية الدولية والإقليمية .
وهناك أيضاً موروثنا الأفريقي العظيم والذي كان وتراثنا الإسلامي الصوفي المتسامح حافظاً لبيضة السودان وجامعاً للُحمَته القومية رغم تعثر مشروع البناء الوطني، خاصة بعد تسيد ثقافة الإقصاء والتغلب التي أتى بها نظام الإنقاذ البائد وحاضنته "الإسلاموية". في معرض تحليله للنجاحات النسبية للتجارب الديمقراطية في بعض الدول الأفريقية، قطع البروفيسور جيمس روبنسون، أستاذ الاقتصاد السياس ي بجامعة شيكاغو الأمريكية وصاحب الكتاب الشهير "لماذا تفشل الأمم" ، قطع روبنسون بأن هذه النجاحات ربما تعود إلى أن اتخاذ القرارات في التراث الأفريقي التقليدي عادة ما يتم با لإجماع وليس بالأغلبية، حيث تولى التقاليد الأفريقية الكثير من الأهمية للمؤسسات التي ترسخ هذه الثقافة ولهذا تتناسب اللامركزية والديمقراطية التوافقية مع طبيعة المجتمعات الأفريقية المتنوعة، بينما أدت الدولة المركزية القابضة التي أنشأها الاستعمار إلى فشل المشروع الوطني في كثير من هذه البلاد.
فهل لنا أيضاً أن نتدبر في حكمة شاعرٍ عاش في زمان قريب ونحزم أمرنا ونصلح ذات بيننا وننهى هذه الحرب اللعينة:
إذا التفَ حولَ الحقِ قومٌ فإنه يُصرِم أحداثَ الزمانِ ويُبرِم
ibrahim.abdelsatir@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بحضور هالة زايد.. تفاصيل مؤتمر الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب
كتب- أحمد جمعة:
احتضنت القاهرة فعاليات الدورة الثانية من مؤتمر الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب، بمشاركة رفيعة المستوى من كبار الأطباء والمتخصصين من مصر وأكثر من عشر دول أفريقية، ومجموعة كبيرة من السفراء.
يأتي هذا الحدث الطبي الذي تنتهي فعالياته اليوم، في إطار رؤية شاملة لتعزيز التعاون العلمي والتدريبي بين دول القارة، ويعكس في الوقت نفسه القوة الناعمة لمصر في المجال الصحي، ودورها التاريخي والمستمر كمنارة طبية على مستوى القارة السمراء، ولتأكيد مكانتها الإقليمية وتوسيع دائرة التأثير الإنساني والعلمي في محيطها الأفريقي.
شهدت الجلسة الافتتاحية عرض فيلم تسجيلي يستعرض أنشطة الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب في تنزانيا وأوغندا، وفيلم تسجيلي آخر عن مجهودات الجمعية على مر السنوات السابقة وحتى الآن.
كما أعلن منظمو المؤتمر عن خطة مستقبلية تهدف إلى تعزيز التعاون في البرامج الطبية والبحثية بين مصر ودول القارة الأفريقية في مجال أمراض القلب، وتم التأكيد خلال الجلسة على التزام القيادة السياسية المصرية بدعم هذا النوع من الشراكات النوعية التي تسهم في تعزيز الصحة العامة في أفريقيا.
في كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور حازم خميس، أستاذ أمراض القلب والرئيس الشرفي للجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب، أن انعقاد هذا الحدث يمثل تجسيدًا حقيقيًّا لفلسفة التكامل الإقليمي بين مصر والدول الأفريقية، وهو ليس مجرد مناسبة علمية، بل مشروع استراتيجي متكامل يجمع بين التدريب العملي، والبعثات الطبية، والعمليات الجراحية المعقدة، ونقل الخبرات المصرية إلى الأشقاء في أفريقيا.
وقال خميس إن "المؤتمر يعكس التزام مصر الحقيقي بأفريقيا، من خلال العمل الميداني الفعّال وليس الشعارات فقط. فقد نفذنا عمليات قسطرة وجراحات قلب معقدة كثيرة في تنزانيا وأوغندا، ونضع اللمسات الأخيرة على خطط توسع مماثلة في نيجيريا وكينيا والكونغو".
وأوضح أن الجمعية التي يرأسها نفّذت مؤخرًا اتفاقية تعاون مع الجانب التنزاني، شملت إجراء عشرات العمليات لقسطرة ناجحة لحالات معقدة، مع بدء برنامج تدريبي شامل لأطباء تنزانيين في الجامعات المصرية.
ومن جانبه، أعرب الدكتور أحمد أشرف عيسى، رئيس الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب وأستاذ القلب بأكاديمية أمراض الجراحات بكلية طب عين شمس، عن تقديره للدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة السابقة، مشيرًا إلى دعمها المتواصل للكفاءات الطبية وتعاونها المثمر في مشاريع أفريقية سابقة، واستشهد بتجربة تطبيق نظام العزل الطبي خلال بطولة كأس العالم لكرة اليد في ظل جائحة كورونا، والذي أصبح نموذجًا يحتذى به لاحقًا في فعاليات دولية مثل أولمبياد طوكيو.
وأكد الدكتور عيسى أن الجمعية تطمح لأن تكون منصة إقليمية فاعلة في دعم التخصصات الدقيقة في أمراض القلب، وقد بدأت بالفعل تنفيذ عمليات في تنزانيا وزنجبار ودار السلام، وتسعى لتوسيع نشاطها في مزيد من الدول.. مشدد على أن الجمعية تعمل وفق رؤية علمية دقيقة تهدف إلى دعم البحث والتخصص، مع تركيز خاص على أمراض القلب لدى الرياضيين.
وأضاف:" أطلقنا مبادرة 'سبورتيفيا' للوقاية من حالات الوفاة المفاجئة لدى الرياضيين، وهي إحدى المبادرات النوعية في هذا المجال. كما قمنا بإجراء عمليات قسطرة في تنزانيا وزنجبار ودار السلام، ونحن الآن نعمل على توسيع هذا النشاط ليشمل أوغندا وكينيا".
وفي كلمته خلال المؤتمر، قال السفير أشرف إبراهيم، الأمين العام لوكالة الشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، والمسؤول البارز عن التعاون الدولي الأفريقي: إن المرحلة الحالية تشهد نقلة نوعية في أدوات التعاون المصري الأفريقي في القطاع الصحي، وأن وزارة الخارجية، عبر الوكالة، تعمل بالشراكة مع الجمعية الطبية على تنفيذ قوافل طبية ومشروعات طويلة الأجل.
وأشار إلى أن من بين هذه المشاريع إنشاء مراكز متخصصة لجراحات القلب في الكونغو، ومراكز لعلاج أمراض الكلى في أوغندا، مع تنفيذ قوافل طبية في تنزانيا وأوغندا، ونخطط لتوسيع المبادرات إلى كينيا ورواندا خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية متكاملة للدبلوماسية الصحية، التي أصبحت ركيزة من ركائز السياسة الخارجية المصرية، موضحًا أن "الصحة باتت من أبرز أدوات القوة الناعمة لمصر".
وشاركت كذلك في فعاليات الدورة الثانية من مؤتمر الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب، الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان السابقة، حيث أكدت أن دور مصر في الصحة الأفريقية نابع من التزام إنساني حقيقي، وليس فقط دورًا رسميًّا أو دبلوماسيًّا.
وقالت: "زرت أكثر من 20 دولة أفريقية خلال مهام رسمية وطبية، ورأيت بنفسي احتياج هذه الدول إلى دعم نوعي في القطاع الصحي، والكوادر الطبية المصرية تمتلك القدرة على إحداث فرق حقيقي في حياة الناس هناك، وهذا ما يجعل من مصر شريكًا موثوقًا على المستوى الصحي".
وأوضحت أن أحد أسرار نجاح التعاون المصري الأفريقي هو تاريخ الثقة في الطبيب المصري، وكفاءة المنظومة الطبية في التعامل مع الحالات المعقدة والتدريب والتطوير المستمر.
وتوجهت بكلماتها إلى الدكتور حازم خميس والدكتور أحمد أشرف، مؤكدة: "أرجو منكم ألا تترددوا في التواصل معي في أي وقت، وسأكون فخورة بالمشاركة الميدانية في تقديم الخدمات الصحية بأيدٍ مصرية لأشقائنا في أي دولة أفريقية، فهذا واجب شخصي أعتز به تجاه أهلنا في القارة السمراء".
واختتمت كلمتها بالتأكيد على فخرها بالانتماء إلى القارة الأفريقية، قائلة: "مصر هي الوطن الثاني لكل أبناء أفريقيا، ونحن نعتز بهويتنا الأفريقية، وبوحدتنا يمكننا أن نُسهم في دعم مرضى القارة في كل مكان".
ومن ناحيته صرّح الدكتور محب مجدي، نائب رئيس الجمعية المصرية الأفريقية لأبحاث وأمراض القلب، بأن ما تحققه الجمعية من تعاون طبي مع دول القارة يُجسّد دور مصر الريادي في دعم الصحة بالقارة الأفريقية.
وأشار إلى أن المبادرات المشتركة، مثل بروتوكولات التدريب وإجراء العمليات الدقيقة، تمثل نقلة نوعية في تقديم الرعاية القلبية المتقدمة، وتعكس التزام الكوادر المصرية بنقل خبراتها لأشقائها في أفريقيا.
وخلال فعاليات المؤتمر، قامت الجمعية المصرية الأفريقية لأبحاث وأمراض القلب بتكريم عدد من الشخصيات البارزة التي ساهمت في دعم التعاون الطبي والعلمي في القارة الأفريقية. وشمل التكريم كلًا من: الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة السابقة، والسفير فهمي فايد، مساعد وزير الخارجية السابق وأمين عام المجلس القومي لحقوق الإنسان، والسفير محمود كارم، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والسفير أشرف إبراهيم، الأمين العام لوكالة الشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، وسفيرة دولة كينيا لدى مصر.
كما تم تكريم نخبة من القيادات الطبية والأكاديمية، منهم الدكتور أشرف شومة، عميد كلية الطب بجامعة المنصورة، والدكتورة ميرفت أبو المعاطي، أستاذ أمراض القلب بكلية طب عين شمس، والدكتورة غادة قزامل، استشاري القلب بالمعهد القومي للقلب، والدكتور طارق الزواوي، أستاذ أمراض القلب بكلية طب الإسكندرية، والدكتورة جميلة نصر، أستاذ القلب بجامعة قناة السويس، والدكتور أحمد القرش، أستاذ القلب بجامعة المنوفية. وشمل التكريم أيضًا عددًا من الأطباء الأفارقة المتميزين، من بينهم الدكتور أليكو تواليب، أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب في أوغندا، والدكتور حميد فريد من دولة تنزانيا، والدكتورة نبيلة بكري ممثلة وزارة الصحة التنزانية، تقديرًا لجهودهم في تعزيز التعاون الطبي بين مصر ودول القارة.
اقرأ أيضًا:
تعرف على شروط حيازة أكثر من حيوان خطر وفقا للقانون
أمطار رعدية ورياح.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
أول تعليق من "كهرباء الإسكندرية" على الإعصار.. والخسائر لا تذكر
تعرف على حالات تشغيل الأطفال وفقًا لقانون العمل
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
أمراض القلب هالة زايد تنزانيا أوغندا حازم خميستابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: محافظ القاهرة: مستعدون لدعم مستشفى 57357 الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
بحضور هالة زايد.. تفاصيل مؤتمر الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك