يربط بين الدنمارك وألمانيا..أطول نفق للطرق والسكك الحديدية بالعالم يُبنى تحت بحر البلطيق
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سيربط أطول نفق مغمور في العالم، ويصل عمقه إلى 40 مترًا تحت بحر البلطيق، بين الدنمارك وألمانيا، بشكلٍ سيقلل من مدة السفر بين البلدين عند افتتاحه في عام 2029.
افتُتِح القسم الأول من نفق "فيهمارنبيلت" (Fehmarnbelt ) في 17 يونيو/حزيران من قِبَل ملك الدنمارك، فريدريك العاشر، في لحظة تاريخية بعد أربع سنوات من بدء البناء في عام 2020، والتخطيط له لأكثر من عِقد قبل ذلك.
وعلى الجانب الدنماركي في شرق رودبيهافن العام الماضي، تم الانتهاء من المصنع الذي سيقوم ببناء 89 قسمًا خرسانيًا ضخمًا سيشكل النفق.
وأفادت "Fermern A/S"، وهي الشركة الدنماركية المملوكة للدولة والمسؤولة عن المشروع، أنّ المصنع يُعد أكبر منشأة إنتاج من نوعها، وأكثرها تقدمًا.
يُعتبر النفق الذي سيبلغ طوله 18 كيلومترًا، من أكبر مشاريع البنى التحتية في أوروبا، بميزانية بناء تزيد 7.1 مليار دولار.
وسيُبنى عبر حزام "فيهمارن"، وهو مضيق بين جزيرتي "فيهمارن" الألمانية و"لولاند" الدنماركية، وصُمم كبديل لخدمة العبّارات الحالية من رودبي وبوتغاردن، والتي تنقل ملايين الركاب كل عام.
بينما يستغرق العبور 45 دقيقة بالعبّارة حاليًا، سيستغرق العبور بالقطار أو السيارة 7 و10 دقائق على التوالي.
رحلة أسرعسيكون النفق، واسمه الرسمي "Fehmarnbelt Fixed Link"، أطول نفق مشترك للطرق والسكك الحديدية في العالم، وسيتألف من طريقين سريعين مزدوجين يفصل بينهما ممر للخدمات، ومسارين كهربائيين للسكك الحديدية.
في عام 2022، قال المدير الفني لشركة "Femern A/S"، ينس أولي كاسلوند: "اليوم، إذا كنت ستأخذ رحلة بالقطار من كوبنهاغن إلى هامبورغ، فستستغرق أربع ساعات ونصف تقريبًا".
ومن ثم أضاف: " عند الانتهاء من النفق، ستستغرق الرحلة ذاتها ساعتين ونصف الساعة".
وإلى جانب الفوائد التي سيجلبها النفق لقطارات الركاب والسيارات، أفاد كاسلوند أنّه سيتمتع بتأثيرٍ إيجابي على مركبات الشحن والقطارات لأنّه يُكوِّن طريقًا بريًا أقصر بين السويد وأوروبا الوسطى بمقدار 160 كيلومترًا مقارنةً بما هو متوفر اليوم.
قيد الإنشاءيعود تاريخ المشروع إلى عام 2008 عندما وقّعت ألمانيا والدنمارك معاهدة لبناء النفق، ومن ثم استغرق الأمر أكثر من عِقد من الزمن لإقرار التشريعات اللازمة من الطرفين، وإجراء دراسات على الآثار الجيوتقنية والبيئية له.
ويجري حاليًا تنفيذ عدة مراحل أخرى من المشروع، بما في ذلك حفر الخندق الفعلي الذي سيحتضن النفق.
وسيبلغ طول وعرض وارتفاع كل قسم 217 مترًا، و42 مترًا، و9 أمتار على التوالي.
وسيبلغ وزن كل قسم 73 ألف طن متري، أي ما يعادل وزن أكثر من 13 ألف فيل.
وسيستغرق وضع الأقسام في مواضعها 3 سنوات تقريبًا.
أثر أوسع نطاقًاوسيعمل ما يصل إلى 2،500 شخص على مشروع البناء بشكلٍ مباشر.
وقال مايكل سفين، من اتحاد الصناعة الدنماركية، وهو من أكبر منظمات التجارة في الدنمارك، لـ CNN في عام 2022، إنّه يعتقد أنّ النفق سيكون مفيدًا للشركات الموجودة خارج الدنمارك أيضًا.
وأوضح سفين: "سيشكل نفق فيهمارنبيلت ممرًا استراتيجيًا بين الدول الاسكندنافية وأوروبا الوسطى. ويعني التنقل بالسكك الحديدية المحدثة حركة المزيد من البضائع من الطرق إلى السكك الحديدية، ما يدعم وسائل النقل الصديقة للمناخ. نحن نعتبر الروابط العابرة للحدود أداةً لخلق النمو وفرص العمل على المستوى المحلي والوطني أيضًا".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أوروبا أطول نفق فی عام
إقرأ أيضاً:
«التالتة تابتة» في جمعة الذكريات بـ(العلمين).. تامر حسني يربط الماضي بالحاضر ويكتشف نجوم المستقبل
في صيف مزدحم بالألوان، تتنوع حفلات مهرجان العلمين، وفعالياته، من فنانين قادرين على صياغة أنفسهم من جديد في كل مرة، ومطربين يتلون رواياتنا الذاتية، بين أغنية وأغنية، فحفلات العلمين ليست مجرد مواعيد متفق عليها مع الموسيقى والغناء، وإنما تلاقٍ وتوحد جماهيري مع أصوات طازجة في زمن المعلبات، طقوس جمعية للتحرر من الملل والتكرار، رحلة بحث عن الذات المنصهرة في بوتقة الحياة، رغبة في التنفيس عن مشاعر مكبوتة بفعل الضغوط، دعوة للتأمل والاسترخاء في عصر متلاحق لا يهدأ، حالة شعورية تستمر طويلاً، ففي مهرجان العلمين لكل حفل بداية، ولكن بلا نهاية.
لم تكن لحظة صعود تامر حسني على خشبة مسرح "يو آرينا" بالعلمين، مجرد إشارة بداية لحفل غنائي استعراضي تتراقص معه أحلام الشباب، وإنما كانت "وقفة مع الحلم"، حيث عرضت لقطات من أفلامه ممزوجة بـ"نسخة معدلة بالذكاء الاصطناعي" لتامر حسني وهو "عجوز"، كأنه يشاهد نسخته القديمة الشابة تصول وتجول، ليدغدغ مشاعر الجمهور بـ"نوستالجيا الحنين"، في لحظة تلاقٍ لكل شخص مع نفسه، وكأن تامر أراد أن يقول: "أنا تعبت عشان أبقى موجود"، رسالة ضمنية لعدد من الأجيال، منها مَن كبرت فجأة، ووجدت نفسها "أربعينية"، ومنها مراهقون أنهوا موسمهم الدراسي وهرعوا إلى بحر العلمين لاصطياد المتعة في أشهر الإجازة، وبين كل هؤلاء، وقف (تامر)، الملقب بـ"نجم الجيل"، ليثبت أنه "متجدد لكل الأجيال"، وليس فقط المغني المفضل لشباب الألفية ممن عرفوه باسم "تامر وشيرين"!!
حين وقف تامر ليغني، بدأ بتوجيه الشكر للكينج محمد منير لمشاركته دويتو "الذوق العالي" الذي طرح مؤخراً، ثم دخل في وصلة غناء تفاعل معها الجمهور، حتى أن البحر خلفهم بدا وكأنه يتمنى الغناء، أو أن أمواجه رغبت في الرقص على إيقاعات أغانيه المرحة، والتوحد مع موسيقاه الرومانسية في أغاني الشجن والفراق، ففي قلب العلمين الجديدة، اجتمعت الأفكار وتشابكت القلوب في سلسلة لؤلؤية من الشغف والشوق لاقتناص وقت ممتع خفيف لذيذ يقتات به الجمهور في مواسم الشتاء الثقيلة، وكأنما استعانوا بصوت "تامر"، كخلفية ذكريات تروى عن الأمل والتكوين، عن الانكسارات والانتصارات، سرد حي شارك به آلاف البشر في حيز واحد من الحياة.
ذلك الحيز الرملي الأصفر، الذي تظلله زرقة السماء، ويتصدره البحر كـ"راوي الأيام"، شهد حفلاً يوم "الجمعة" الماضي، ولم تكن كأي "جمعة"، كانت جمعة الذكريات والأحلام، اجتمعت فيها أجيال متعاقبة، منها مَن نضج، ومنها ما زال في طور التكوين، منها مَن واجه صعوبات الظروف، ومنها ما زال يتلمس أولى خطواته بمشوار الحياة، ووسط تضارب المشاعر واختلاف الأعمار واللهجات، استطاع تامر أن يطرب الجميع، فإحساسه الداخلي حينما يغني، يمكنه أن يخلق مشهداً صادقاً مؤثراً، يكون الجميع أبطاله.
أعاد تامر حسني مفهوم ابتكار "الحفل الحي"، في خلطة من الحميمية والاحتراف، من العفوية والتقنية، من الدفء الجماهيري والإبهار، وبدت أغانيه مزيجاً تفاعلياً من الحوار الداخلي، والبكاء المكتوم، والقبلات المؤجلة، والجراح الغائرة التي لم تندمل بمرور الزمن، وانطلق بباقة من أشهر أغانيه، سواء التي طرحت في ألبومات، أو أغاني أفلامه التي شكلت جزءاً من وجدان جمهور السينما في الوطن العربي.
ولأن تامر حسني من الذكاء بمكان، قرر أن يواصل مسيرته في مشاركة نجوم الشباب عروضه وأغانيه، وبرغم أن مطرباً سورياً يدعى "الشامي"، يبلغ من العمر "نصف عمر تامر"، إلا أن الأرواح ليس لها عمر محدد، وقف الاثنان معاً على خشبة مسرح مهرجان العلمين، لأول مرة، يتشاركان دويتو "ملكة جمال الكون"، الذي طرح مؤخراً، وحقق مشاهدات تخطت "92" مليون مشاهدة، عبر يوتيوب، في توليفة مصرية سورية تجمع بين الدبكة والمقسوم الشرقي، تشاركا تأليفها وتلحينها، وقف "الشامي"، بخلفيته الشبابية الأقرب إلى موسيقى "أندر جراوند"، وتفاعل معه الجمهور الذي يراه "لايف" لأول مرة، وهو الشاب العشريني الذي هاجر من بلده منذ صباه، ليرتحل في عدد من البلدان، ويستقر في تركيا، حيث ذابت موسيقاه العربية مع الأوروبية في مزيج خاص من الحكاية والأغنية، محققاً شعبية بين فئة عمرية يحاكي طموحاتها كشباب صغير السن، تاهت أحلامه على قارعة الأيام، فاستطاع من خلال تجربة "الشامي"، أن يصرخ معه معبراً عن آلامه وأفراحه، نطق بصوته الذي لم يسمعه أحد من قبل، فإذا بالعالم كله يسمع وينصت.
ومثلما فعل تامر حسني منذ سنوات، بتقديم صوت شاب موهوب اسمه "كريم محسن"، فعلها مرة ثانية ها هنا، بمهرجان العلمين، بـ"كريم" آخر، وقدم موهبة تدعى "كريم أسامة"، شاركه غناء "هو ده بقى"، في لحظة إنسانية فنية (هي دي بقا)، كأنها توصية علنية من تامر لكل النجوم، توصية بالأمل والطموح ودعم المواهب الجديدة، لحظة اعتراف بمستقبل جديد يولد على يديه، في مغامرة فنية تثبت أن تامر لا يكتفي بنجوميته، وإنما يؤمن بـ"عدوى الضوء"، وينشره على الملأ.
حفل تامر في العلمين لم يكن الأول له في تاريخ المدينة، وإنما هي "التالتة تابتة"، حيث ارتبط جمهور المكان بصوت تامر، وكأنه يضرب مثالاً بنفسه كمشروع فني متكامل متعدد البدايات والوجوه، فهو كاتب، ملحن، ممثل، مخرج، صانع دويتوهات عالمية، ومكتشف نجوم، كل هذه الوجوه توحدت على خشبة مسرح العلمين الجديدة، تلك المدينة التي خُلقت من قلب الرمل والماء، وعزفت على أوتار الحلم في ليلة "تامرية" تنبض كل تفاصيلها بالصدق والتجدد، وكأن تامر لم يأتِ للعلمين لكي ينشد أغانيه، بل ليبدأ من جديد، وكأن كل صيف هو أول الطريق المفروش بحماسة البدايات الوردية، وكانت كل تصفيقة وعداً بالمشاركة والاستمرار والدعم، وكانت كل صيحة إعجاب صرخة داخلية من أعماق القلوب، انعكاساً حيّاً لملايين الأحلام المتناثرة على قارعة الرحلة المتعبة.
اقرأ أيضاًتامر حسني في المركز الثالث.. عمرو دياب الأعلى استماعا على أنغامي بعد «ابتدينا»
إيرادات أمس.. «ريستارت» لـ تامر حسني يتذيل قائمة الأفلام المتنافسة على شباك التذاكر
تامر حسني يثير الجدل برسالة لـ عمرو دياب.. ما القصة؟ «صورة»