«التالتة تابتة» في جمعة الذكريات بـ(العلمين).. تامر حسني يربط الماضي بالحاضر ويكتشف نجوم المستقبل
تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT
في صيف مزدحم بالألوان، تتنوع حفلات مهرجان العلمين، وفعالياته، من فنانين قادرين على صياغة أنفسهم من جديد في كل مرة، ومطربين يتلون رواياتنا الذاتية، بين أغنية وأغنية، فحفلات العلمين ليست مجرد مواعيد متفق عليها مع الموسيقى والغناء، وإنما تلاقٍ وتوحد جماهيري مع أصوات طازجة في زمن المعلبات، طقوس جمعية للتحرر من الملل والتكرار، رحلة بحث عن الذات المنصهرة في بوتقة الحياة، رغبة في التنفيس عن مشاعر مكبوتة بفعل الضغوط، دعوة للتأمل والاسترخاء في عصر متلاحق لا يهدأ، حالة شعورية تستمر طويلاً، ففي مهرجان العلمين لكل حفل بداية، ولكن بلا نهاية.
لم تكن لحظة صعود تامر حسني على خشبة مسرح "يو آرينا" بالعلمين، مجرد إشارة بداية لحفل غنائي استعراضي تتراقص معه أحلام الشباب، وإنما كانت "وقفة مع الحلم"، حيث عرضت لقطات من أفلامه ممزوجة بـ"نسخة معدلة بالذكاء الاصطناعي" لتامر حسني وهو "عجوز"، كأنه يشاهد نسخته القديمة الشابة تصول وتجول، ليدغدغ مشاعر الجمهور بـ"نوستالجيا الحنين"، في لحظة تلاقٍ لكل شخص مع نفسه، وكأن تامر أراد أن يقول: "أنا تعبت عشان أبقى موجود"، رسالة ضمنية لعدد من الأجيال، منها مَن كبرت فجأة، ووجدت نفسها "أربعينية"، ومنها مراهقون أنهوا موسمهم الدراسي وهرعوا إلى بحر العلمين لاصطياد المتعة في أشهر الإجازة، وبين كل هؤلاء، وقف (تامر)، الملقب بـ"نجم الجيل"، ليثبت أنه "متجدد لكل الأجيال"، وليس فقط المغني المفضل لشباب الألفية ممن عرفوه باسم "تامر وشيرين"!!
حين وقف تامر ليغني، بدأ بتوجيه الشكر للكينج محمد منير لمشاركته دويتو "الذوق العالي" الذي طرح مؤخراً، ثم دخل في وصلة غناء تفاعل معها الجمهور، حتى أن البحر خلفهم بدا وكأنه يتمنى الغناء، أو أن أمواجه رغبت في الرقص على إيقاعات أغانيه المرحة، والتوحد مع موسيقاه الرومانسية في أغاني الشجن والفراق، ففي قلب العلمين الجديدة، اجتمعت الأفكار وتشابكت القلوب في سلسلة لؤلؤية من الشغف والشوق لاقتناص وقت ممتع خفيف لذيذ يقتات به الجمهور في مواسم الشتاء الثقيلة، وكأنما استعانوا بصوت "تامر"، كخلفية ذكريات تروى عن الأمل والتكوين، عن الانكسارات والانتصارات، سرد حي شارك به آلاف البشر في حيز واحد من الحياة.
ذلك الحيز الرملي الأصفر، الذي تظلله زرقة السماء، ويتصدره البحر كـ"راوي الأيام"، شهد حفلاً يوم "الجمعة" الماضي، ولم تكن كأي "جمعة"، كانت جمعة الذكريات والأحلام، اجتمعت فيها أجيال متعاقبة، منها مَن نضج، ومنها ما زال في طور التكوين، منها مَن واجه صعوبات الظروف، ومنها ما زال يتلمس أولى خطواته بمشوار الحياة، ووسط تضارب المشاعر واختلاف الأعمار واللهجات، استطاع تامر أن يطرب الجميع، فإحساسه الداخلي حينما يغني، يمكنه أن يخلق مشهداً صادقاً مؤثراً، يكون الجميع أبطاله.
أعاد تامر حسني مفهوم ابتكار "الحفل الحي"، في خلطة من الحميمية والاحتراف، من العفوية والتقنية، من الدفء الجماهيري والإبهار، وبدت أغانيه مزيجاً تفاعلياً من الحوار الداخلي، والبكاء المكتوم، والقبلات المؤجلة، والجراح الغائرة التي لم تندمل بمرور الزمن، وانطلق بباقة من أشهر أغانيه، سواء التي طرحت في ألبومات، أو أغاني أفلامه التي شكلت جزءاً من وجدان جمهور السينما في الوطن العربي.
ولأن تامر حسني من الذكاء بمكان، قرر أن يواصل مسيرته في مشاركة نجوم الشباب عروضه وأغانيه، وبرغم أن مطرباً سورياً يدعى "الشامي"، يبلغ من العمر "نصف عمر تامر"، إلا أن الأرواح ليس لها عمر محدد، وقف الاثنان معاً على خشبة مسرح مهرجان العلمين، لأول مرة، يتشاركان دويتو "ملكة جمال الكون"، الذي طرح مؤخراً، وحقق مشاهدات تخطت "92" مليون مشاهدة، عبر يوتيوب، في توليفة مصرية سورية تجمع بين الدبكة والمقسوم الشرقي، تشاركا تأليفها وتلحينها، وقف "الشامي"، بخلفيته الشبابية الأقرب إلى موسيقى "أندر جراوند"، وتفاعل معه الجمهور الذي يراه "لايف" لأول مرة، وهو الشاب العشريني الذي هاجر من بلده منذ صباه، ليرتحل في عدد من البلدان، ويستقر في تركيا، حيث ذابت موسيقاه العربية مع الأوروبية في مزيج خاص من الحكاية والأغنية، محققاً شعبية بين فئة عمرية يحاكي طموحاتها كشباب صغير السن، تاهت أحلامه على قارعة الأيام، فاستطاع من خلال تجربة "الشامي"، أن يصرخ معه معبراً عن آلامه وأفراحه، نطق بصوته الذي لم يسمعه أحد من قبل، فإذا بالعالم كله يسمع وينصت.
ومثلما فعل تامر حسني منذ سنوات، بتقديم صوت شاب موهوب اسمه "كريم محسن"، فعلها مرة ثانية ها هنا، بمهرجان العلمين، بـ"كريم" آخر، وقدم موهبة تدعى "كريم أسامة"، شاركه غناء "هو ده بقى"، في لحظة إنسانية فنية (هي دي بقا)، كأنها توصية علنية من تامر لكل النجوم، توصية بالأمل والطموح ودعم المواهب الجديدة، لحظة اعتراف بمستقبل جديد يولد على يديه، في مغامرة فنية تثبت أن تامر لا يكتفي بنجوميته، وإنما يؤمن بـ"عدوى الضوء"، وينشره على الملأ.
حفل تامر في العلمين لم يكن الأول له في تاريخ المدينة، وإنما هي "التالتة تابتة"، حيث ارتبط جمهور المكان بصوت تامر، وكأنه يضرب مثالاً بنفسه كمشروع فني متكامل متعدد البدايات والوجوه، فهو كاتب، ملحن، ممثل، مخرج، صانع دويتوهات عالمية، ومكتشف نجوم، كل هذه الوجوه توحدت على خشبة مسرح العلمين الجديدة، تلك المدينة التي خُلقت من قلب الرمل والماء، وعزفت على أوتار الحلم في ليلة "تامرية" تنبض كل تفاصيلها بالصدق والتجدد، وكأن تامر لم يأتِ للعلمين لكي ينشد أغانيه، بل ليبدأ من جديد، وكأن كل صيف هو أول الطريق المفروش بحماسة البدايات الوردية، وكانت كل تصفيقة وعداً بالمشاركة والاستمرار والدعم، وكانت كل صيحة إعجاب صرخة داخلية من أعماق القلوب، انعكاساً حيّاً لملايين الأحلام المتناثرة على قارعة الرحلة المتعبة.
اقرأ أيضاًتامر حسني في المركز الثالث.. عمرو دياب الأعلى استماعا على أنغامي بعد «ابتدينا»
إيرادات أمس.. «ريستارت» لـ تامر حسني يتذيل قائمة الأفلام المتنافسة على شباك التذاكر
تامر حسني يثير الجدل برسالة لـ عمرو دياب.. ما القصة؟ «صورة»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تامر حسني محمد منير حفلات مهرجان العلمين بحر العلمين تامر وشيرين تامر حسنی أن تامر
إقرأ أيضاً:
تفاصيل ما حدث بحفل تامر عاشور في "موسم الكويت".. صور
في أمسية وصفت بأنها أقوى ليالي موسم الكويت الغنائي 2025، نجحت الشركة المنظمة في جمع ثلاثة من أهم نجوم الغناء العربي تامر عاشور، أحمد سعد، وآدم لأول مرة في تاريخ الحفلات، ليعتلوا معاً خشبة أرينا الكويت ويقدموا سهرة فنية متكاملة امتزج فيها الإحساس بالطرب والحماس، وسط حضور جماهيري كامل العدد ملأ جنبات المسرح حتى آخر مقعد.
منذ اللحظات الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور الكويتي على موعد مع ليلة مختلفة. تدفّق الحضور باكراً، واستقبلهم فريق التنظيم باحترافية .
عند الساعة 9:30، اعتلى الإعلامي عبدالله مال الله المسرح ليقدم أول نجوم الليلة، تامر عاشور، الذي حيّا الجمهور قائلاً إنه يعتز بلقائه مجدداً بالجمهور الكويتي، مثمّناً جهود التنظيم الذي أشرف عليه حسين موسى لضمان ظهور الفنانين بصورة تليق بالجمهور.
عاشور قدّم وصلة طربية زاخرة بالعاطفة، تفاعل معها الجمهور بشكل لافت، متنقلاً بين أبرز أغانيه مثل، تسلم، قولوله سماح، عشت معاك حكايات، مشوفناش خير، على حسّك في أيامي وغيرهم من الأغنيات المميزة.
و أنهى تامر عاشور وصلته وسط موجة تصفيق وقف لها الجمهور طويلاً، في لحظة وداع وصفها كثيرون بأنها ذكرى ستبقى لسنوات.
ومع دخول النجم آدم، ارتفعت حرارة الليلة أكثر. فاستقبلته الجماهير بحفاوة كبيرة، خصوصاً أن أغانيه لطالما ارتبطت عند محبيه بالمشاعر العميقة واللحظات المؤثرة.
قدّم آدم مجموعة من أنجح أعماله التي ردّدها الحضور بصوت واحد، منها:خليني مزاجك، على بالي، كيفك إنت، هذا انت، أذكريني”
و كانت المفاجأة التي لم يعلن عنها مسبقاً هي صعود أحمد سعد وتامر عاشور إلى المسرح أثناء وصلة آدم، ليقدم الثلاثي تريو غنائي استثنائي جمع الإحساس والقوة والانسجام الصوتي، في لوحة فنية “أحرقت” المسرح حماساً، وصفها الجمهور بأنها تريو العام بلا منازع.
وبين مقطع وآخر، كانت الجماهير تتفاعل معه وقوفاً، فيما امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع من وصلته.
ليلة أرينا الكويت لم تكن مجرد حفل… كانت حدثاً فنياً حقيقياً سيبقى محفوراً في ذاكرة موسم الكويت الغنائي.