تدشن الدكتورة هيا عبد الله الدوسري، في السادسة مساء الإثنين المقبل، بقاعة جلاديوس في دار الدفاع الجوي، كتابيها« العلاقة بين التدريب التخصصي وتنمية وتطوير الموارد البشرية» و« دور منظمات المجتمع المدني في تحقيق التقارب بين الشعوب» الصادران عن مطابع دار المعارف.
يتحدث الكتاب الأول عن طبيعة العلاقة بين البرامج التدريبية وفرص تقدم المسار الوظيفي للموظفين، وإن بالوزارة خطط تدريبية سنوية مرتبطة بالاحتياجات التدريبية لمختلف التخصصات مستعينة في ذلك بخبراء في التخطيط، والذين أكدوا أن معظم المبحوثين بدور الاخصائي الاجتماعي في تحديد الجداول الزمنية للدورات التدريبية وتشجيع العاملين على الالتحاق بها، والاهتمام بعملية التقييم قبل وأثناء وبعد الدورة التدريبية من الضروريات المعرفة الاستفادة من الدورة، كما يجب على الإدارة العليا أن تعمل على توفير برامج تدريبية متخصصة في مجال تطوير وتنمية المسار الوظيفي.

 

ترسيخ ركائز القارة للتقارب بين الشعوب

 

 

أما الكتاب الثاني « دور منظمات المجتمع المدني في تحقيق التقارب بين الشعوب»، يتحدث عن دور منظمات المجتمع المدني في ترسيخ ركائز القارة للتقارب بين الشعوب والتواصل إلى متطلبات الخدمة الاجتماعية الدولية، بما فيها من أدوار أخصائي الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية الدولية لزيادة فاعلية الدور التنموي لها، ورصد الأسباب والمختبرات الداعمة للتعويل على دور مخلفات المجتمع المدني في صنع التقارب بين الشعوب في العقود القليلة الماضية على الصعيد العالمي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار المعارف البرامج التدريبية دور منظمات المجتمع التقارب بين الشعوب

إقرأ أيضاً:

مادلين تُحاصِر الحصار

في زمن تتواطأ فيه السياسة مع النسيان، ويتحوّل الصمت الدولي إلى أداة قتل، توجهت سفينة "مادلين" إلى شواطئ غزة، ولم تكن تحمل سوى 12 ناشطا وناشطة، من جنسيات متعددة، جاؤوا في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

لكن، كما كان متوقعا، لم تجد السفينة المتضامنة ميناء أو ترحيبا إنسانيا، بل اعترضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عرض البحر، وصادرت حريتها، واعتقلت من كانوا على متنها، في خرق فاضح للقانون الدولي، ورسالة واضحة: ممنوع حتى أن تتضامن مع غزة..

أصوات لا سلاح

من بين المعتقلين كانت الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، التي طالما خاطبت قادة العالم حول أزمة المناخ، لكنها قررت هذه المرة مخاطبة ضميرهم بشأن ما يحدث في غزة. كما ضمّت السفينة النائبة الأوروبية ريما حسن، الممنوعة سابقا من دخول الأراضي الفلسطينية، لكنها قررت أن تعود إليها عبر البحر، في تحدٍّ رمزي لقيود الاحتلال.

ما فعلته "مادلين" يتجاوز محاولة رمزية للوصول إلى غزة، لقد أعادت إشعال نار التضامن الشعبي، وحرّكت وجدانا عالميا كان يُراد له أن يتجمّد أمام مشاهد الإبادة المستمرة في القطاع
كان على متن "مادلين" أطباء وصحفيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، لم يحملوا سلاحا، بل شهاداتهم وأصواتهم، لكنهم وُوجهوا بالقمع ذاته الذي يتعرض له من يحاول إيصال حليب أطفال أو أدوية إلى غزة.

الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحظى بغطاء سياسي يكاد يكون مطلقا، لم يكتفِ هذه المرة بمنع السفينة من الرسو، بل قرر أن يعتقل ويشيطن كل من يحاول كسر الصمت. وزير الدفاع الإسرائيلي وصف النشطاء بأنهم "مخرّبون"، وهو توصيف يكشف أن تل أبيب تعتبر كل تضامن فعلا عدائيا، حتى لو صدر عن طبيب يحمل سماعته أو صحفي يحمل قلمه.

من إيطاليا إلى الجزائر.. الشعوب تتحرّك

ومع ذلك، فإن ما فعلته "مادلين" يتجاوز محاولة رمزية للوصول إلى غزة، لقد أعادت إشعال نار التضامن الشعبي، وحرّكت وجدانا عالميا كان يُراد له أن يتجمّد أمام مشاهد الإبادة المستمرة في القطاع.

من الجزائر، جاء الإعلان عن قافلة برّية شعبية تستعد للانطلاق نحو معبر رفح، بمشاركة واسعة من النقابات والمجتمع المدني. رسالة هذه القافلة واضحة: إذا أُغلقت المعابر السياسية، فستُفتح الطرق الشعبية، وإذا خذلت الحكومات، فعلى الشعوب أن تقول كلمتها.

هنا، تبرز المفارقة المؤلمة: أن "مادلين" أبحرت من أوروبا، على متنها أجانب يخاطرون بحياتهم من أجل غزة، في وقت تلتزم فيه دول الجوار بالصمت، وتُحكم فيه قبضتها على حدودها، وكأنها تقف في صفّ الحصار، لا ضده.

غزة: اختبار أخلاقي للعالم

منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تُقصف غزة بشكل يومي، ويُقتل الأطفال تحت الأنقاض، وتُدمّر المستشفيات، وتُجتثّ الأحياء من جذورها. تقارير الأمم المتحدة والهيئات الحقوقية تتحدث بوضوح عن جريمة إبادة جماعية، لكنها لا تجد ترجمة سياسية أو قانونية، سوى بعض البيانات الدبلوماسية المترددة، وأحيانا المتواطئة.

لقد تحوّلت رحلة السفينة إلى لحظة كاشفة، لجبن السياسات، ولشجاعة الضمائر. إلى محطة فاصلة، بين عالم يواصل تجاهل المجازر، وآخر بدأ، في استعادة صوته
في هذا السياق، تصبح كل محاولة رمزية -كرحلة "مادلين" أو قافلة الجزائر- فعلا سياسيا بامتياز، يُحرج المجتمع الدولي، ويضعه أمام مرآة سقطاته. فحين يُجرَّم التضامن، تصبح إنسانيتنا هي المتّهمة.

إن الخطر الأكبر ليس فقط فيما يرتكبه الاحتلال من جرائم ممنهجة، بل في ما لا نفعله نحن. كل دقيقة صمت نمارسها، هي شراكة ضمنية في استمرار هذه الكارثة.

الرسالة وصلت رغم القمع

رغم قمعها ومصادرتها، لم تفشل "مادلين"، على العكس، لقد أوصلت رسالتها بوضوح: أن الحصار لن يكون قدرا دائما، وأن الشعوب حين تتحرك قادرة على إرباك أقوى الجيوش، ولو بقارب صغير.

لقد تحوّلت رحلة السفينة إلى لحظة كاشفة، لجبن السياسات، ولشجاعة الضمائر. إلى محطة فاصلة، بين عالم يواصل تجاهل المجازر، وآخر بدأ، في استعادة صوته.

وإن كانت "مادلين" قد اعتُقلت، فالرمز لا يُعتقل.. وإن مُنعت من الوصول، فقد فتحت الطريق.

إن غزة لم تعد فقط جغرافيا تحت الحصار، بل صارت جرحا مفتوحا في ضمير هذا العالم. وكل قارب يبحر نحوها، وكل قافلة تنطلق باتجاهها، هو محاولة لإعادة وصل ما انقطع بين السياسة والأخلاق. وإذا كانت الحكومات قد قررت أن تنسحب من المعركة، فلتتقدّم الشعوب.

مقالات مشابهة

  • من يقف خلف احتجاجات لوس أنجلوس؟
  • كيف تنتقي البرامج التدريبية المناسبة لسوق العمل؟.. مختص يوضح
  • أوميت أوزداغ أمام المحكمة: “لا عدالة في هذه المرافعة… ألتجئ إلى عدالة الله
  • الدفاع الشعبي والعسكري تنفذ فعاليات لدعم المجتمع المدني
  • لاوس.. طبيعة خلابة وكنوز معمارية رائعة
  • قوات الدفاع الشعبي والعسكري تنفذ عدد من الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدني
  • قوات الدفاع الشعبي والعسكري تنفذ عددا من الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدني
  • مصر تدشن أول موقع إلكتروني تفاعلي لتعليم اللغة الهيروغليفية
  • مادلين تُحاصِر الحصار
  • أمسية ثقافية في مديرية التعزية بذكرى يوم الولاية