تشكل مخدرات "كوش" تهديدا خطيرا في سيراليون، حيث أعلنت البلاد "حالة الطوارئ الوطنية" في وقت سابق بسبب هذا العقار المخدر، الذي يتم تصنيعه من مزيج متنوع من المواد.

وما يجعل مخدر "كوش" مخيفا أكثر، هو أنه يحتوي على عظام بشرية مطحونة، حيث يزعم أن هذه العظام تحتوي على آثار من الكبريت، مما يعزز تأثير المخدرات.

إقرأ المزيد "كوش" و"القذافي" و"غبار القرد".. الأمم المتحدة تحذر

وأدى التعاطي المتزايد لمخدر "كوش"، إلى ارتفاع حاد في حالات الوفيات والمشاكل الصحية المرتبطة به، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية حول الوفيات، أكد أحد الأطباء في فريتاون أن مئات الشباب قد فقدوا حياتهم بسبب فشل الأعضاء الناجم عن هذا العقار.

وارتفعت حالات الدخول إلى مستشفى الطب النفسي في سيراليون بنسبة تقارب 4000% بين عامي 2020 و2023، وكانت الغالبية العظمى من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما.

وأعلن رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو في شهر أبريل الماضي، حالة طوارئ وطنية بشأن تعاطي المخدرات بعد دعوات لحكومته لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الاستخدام المتزايد للمخدرات الاصطناعية الرخيصة والمميتة، مؤكدا أنه يعتبر "خطوة حاسمة" للتصدي لتعاطي المخدرات.

كما قال إنه "سيتم تشكيل فريق عمل وطني لمكافحة تعاطي المخدرات يضم جميع قطاعات المجتمع ويشرف عليه فريق استشاري رئاسي".

وأكد على ضرورة "تفكيك سلسلة توريد المخدرات من خلال التحقيقات والاعتقالات والملاحقات القضائية". فيما رحب رئيس مستشفى الطب النفسي الوحيد في سيراليون عبد الجلوه بإعلان بيو باعتباره خطوة حاسمة نحو معالجة تعاطي المخدرات.

وأحد مكونات هذا المخدر هي العظام البشرية، وقد تم تشديد الإجراءات الأمنية في المقابر لمنع المدمنين من استخراج الهياكل العظمية من القبور.

المصدر: وكالات

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إفريقيا شرطة مخدرات وفيات

إقرأ أيضاً:

الوظيفة المستدامة والزواج الصالح.. وطن بلا مخدرات

 

 

علي بن سالم كفيتان

 

لا شك أنَّ آفة المخدرات والمؤثرات العقلية أصبحت جائحة خطيرة تلتهم شباب الوطن وتُرديهم في مهاوي الردى والانحراف، ومثلما تعاملنا مع الجوائح الأخرى كجائحة كورونا وتعاضدنا في كوارث الأنواء المناخية حتى مرَّت بسلام، يتوجب على الجميع التعامل مع هذا الملف الخطير بنفس الأهمية؛ فالعواقب وخيمة، وهناك الآلاف من الشباب في مقتبل العمر أصبحت تُوظِّفهُم مافيات المخدرات والمؤثرات العقلية لزعزعة أمن البلاد ونشر الفوضى وإشاعة الرذيلة في المجتمع.

لا يمكننا في هذا المقام أن نُصدر خطبًا منبرية أو إعلانات بلغة خشبية ومقالات خالية الدسم، تحث في مجملها الشباب على عدم الانخراط في هذا السلوك؛ فالمؤكد أن ذلك لن يجد آذانًا صاغية؛ بل سيُوطِّن المشكلة عبر الاعتراف بها شكليًا دون معالجتها ضمنيًا، وستظل الحقيقة الوحيدة الباقية هي أن هؤلاء الشباب لم يجدوا وظائف توفر لهم الحياة الكريمة، فانزلقوا إلى هذا المنزلق تحت ضغط العوز والحاجة إلى المال في المرتبة الأولى، ولن تجدي زيادة عناصر قوة وجاهزية إدارات مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ولن تردع الأحكام العالية والمتشددة، في ظل وجود عشرات الآلاف من الشباب على أرصفة البطالة في مقتبل العمر.

في الحقيقة، نحن بذلك نتجاهل السبب الرئيس ونعالج الأعراض الجانبية التي تُكلِّفنا الكثير من المال والوقت، والتي لو وظفناهما لتشغيل الشباب لكان أجدى من الملاحقة والمحاكم والسجون؛ فالإنسان العُماني مُتصالح مع نفسه؛ مما يعني أن مدركات الصلاح عالية في عُمان، وتفوق بكثير مدركات الفساد والميل للسلوك المنحرف. وهذا ما أثبته عدد من الدراسات الاجتماعية المُعمَّقة لمجتمعات دول الخليج العربي؛ فالشعب العُماني في صدارة التصالح مع الذات، والتعايش مع النفس، والصبر على المِحَن، فكيف بكذا مجتمع يُنتج المنحرفين ويصبح أبناؤه وبناته تجَّارًا ومُروِّجين ومُتعاطين للمخدرات والمؤثرات العقلية؟

هذا سؤال عميق تجب الإجابة عليه بكل شفافية ومصداقية، ولا شك أن الإجابة لن تكون مُستعصية؛ فالمتابع لسياسات التشغيل يرى مدى سطحيتها وتواضع نتائجها؛ فهي في الغالب أشباه فرص، وليست فرصًا؛ فالوظائف المُولَّدة مؤقتة وغير مُستدامة، ولا تمنح الاستقرار المعيشي للشباب؛ مما دفع بالآلاف لتجربة تجارة الشارع في بيع المنتجات المتواضعة على الأرصفة وداخل المولات، وخلال المواسم السياحية. والمافيات العالمية للفساد وترويج الرذيلة في المجتمعات، تجد في هؤلاء المنزوين على الأرصفة طلبًا للعيش، صيدًا سهلًا لغاياتهم الخبيثة، وهم يُروِّجون لبضاعتهم عبر كلمات الثراء السريع وحل كل المشكلات المالية بعملية واحدة.

لا شك أن التكلفة المالية لعمليات المكافحة والعلاج والتأهيل الصحي والنفسي ستكون باهظة الثمن، ناهيك عن الشرخ الاجتماعي والإجهاد النفسي للمُجتمع، الذي لا يمكن تقديره ماليًا، ولو حسبناها بشكل تقديري قد تُوازي تكاليف التوظيف.

وعند العودة للتساؤل: لماذا هذه الظاهرة لم تكن مستشرية قبل سنوات؟ بالتأكيد الإجابة ستكون حاضرة، وهي أنه نتيجة للفرص التي كانت متوفرة وبشكل مُستدام للعيش الكريم. وهنا نحن لا نصنع المُبرِّرات للانحراف؛ بل نحاول أن نكون واقعيين في البحث عن الحلول، بعيدًا عن فلسفات التوعية المُمَنهَجة عبر الخطب ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي نرى أنها مُهمة، لكنها لا تلامس أسباب المشكلة الحقيقية؛ بل تضع أصبع الاتهام على التقصير في التربية وحضانة المجتمع لأفراده بالشكل السوي، في ظل انفتاح غير مسبوق على العالم الخارجي، وانتشار الحروب والصراعات والتدافعات العالمية، بينما الأجدى أن نكون على قدر من المسؤولية الوطنية عبر تحصين أبناء مجتمعنا وسد احتياجهم المادي بتوليد وظائف قابلة للحياة تمنح الاستقرار.

ومحافظة ظفار يوجد بها 20 ألف باحث عن عمل حسب إحصائيات المديرية العامة للعمل بالمحافظة، وباتت تشكل بؤرة خطيرة لتفشِّي هذه الآفة المُدمِّرة؛ فالحاضر لجلسات المحاكم يستنتج أن غالبية المُنخرِطين في هذه الأنشطة غير السويَّة هم من فئة الشباب الباحثين عن عمل، ومن مختلف أطياف المجتمع، في ظل تراجع دور المجتمع القبلي بعد إلغاء دور الكثير من النيابات والمراكز الإدارية في الجبال والبوادي، بحجة عدم الجدوى المالية، فلا تكاد تسمع اليوم عن اجتماعات تضم المشايخ مع الولاة بشكل دوري؛ بل حتى الكثير من الشيوخ والوجهاء الذين قابلناهم يتذمرون من احتجاب المحافظين على الخطط والاستراتيجيات واعتكاف الولاة في مكاتبهم فوق اللجان وفرق العمل ومؤشرات قياس الأداء.

وحفظ الله بلادي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • دوريات المجاهدين بالمنطقة الشرقية تقبض على شخصين لترويجهما مخدر الحشيش
  • استنفار أمني بالجديدة بعد العثور على جمجمة و عظام بشرية
  • السيطرة على حريق شب في عقار بشبرا الخيمة دون خسائر بشرية.. صور
  • النيران تلتهم عقارًا بشبرا ومصنعًا للحديد بالقناطر دون خسائر بشرية
  • الوظيفة المستدامة والزواج الصالح.. وطن بلا مخدرات
  • الإسكان: الرقم القومي العقاري خطوة حاسمة لتنظيم السوق العقاري ومكافحة التلاعب
  • إحباط تهريب 18 كيلوجرامًا من الحشيش و26,550 قرصًا مخدرًا بجازان
  • ترامب عن تعاطي إيلون ماسك المخدرات: رجل رائع .. فيديو
  • 6 قضايا.. مداهمات أمنية متتالية ضد تجار المخدرات والسلاح بدمياط وأسوان
  • مكافحة المخدرات تضبط أكثر من 97 كيلو بمحيط المدارس والجامعات