الجزيرة:
2025-06-22@15:54:36 GMT

بالأرقام.. كيف ينظر الكويتيون لقضية فلسطين

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

بالأرقام.. كيف ينظر الكويتيون لقضية فلسطين

أجرى الباروميتر العربي في دولة الكويت دراسة حديثة – تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي – وقد شاركت فيها جامعتا برنستون، وهارفارد، ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت، ومركز السلام، وشملت 1210 من الكويتيين في المنازل من كلا الجنسين.

تتناول السطور التالية النتائج التي خرجت بها الدراسة التي ستنشر نتائجها على موقع: https://www.

arabbarometer.org/ .

يعتبر مفهوم الإرهاب، وما يندرج تحته من أعمال، موضوعًا مثيرًا للجدل والخلاف، وذلك بسبب تنوّع وجهات النظر حول تعريفه وأسبابه وأهدافه، بين الكيانات والدول والمؤسَّسات الدولية، وحتى بين الباحثين، حيث يتأثر التعريف بالسياق السياسي والثقافي والتاريخي.

تباين كبير

وفي سياق الصراع العربي الإسرائيلي، تعتبر إسرائيل، ومِن ورائها حلفاؤها، أن ما تقوم به من أفعال مندرجٌ في خانة الدفاع عن النفس، أو ضمان الأمن، بينما تصنِّف المقاومة في خانة الإرهاب.

وقد عُرضت على المستجيبين قائمة من الإجراءات التي اتخذتها مختلف الجهات الفاعلة في حرب غزة، وطلب منهم تحديد ما يرونه منها "عملًا إرهابيًا.

وقد كشفت هذه الدراسة التي ساهمت في إعدادها مجموعة من المؤشرات، أنّ هناك تباينًا كبيرًا فيما يعتبره المستجيبون عملًا إرهابيًا، فقد جاء قصف إسرائيل لغزة الذي أدى إلى قتل المدنيين" في الصدارة بنسبة 35.5%، تلاه " قطع إسرائيل الماء والكهرباء، وتدمير البنى الأساسية فيها" بنسبة 31.3%، ثم  "طلب إسرائيل مغادرة أكثر من مليون مدني في غزة، المدنَ الشمالية من القطاع" بنسبة 31.1%، واعتبر 28.8%، أنّ "الحصار الإسرائيلي على غزة منذ 2007" يأتي في نفس السياق.

بماذا يصف الكويتيون الأحداث في غزة؟

وعلى الصعيد ذاته، فإن هناك جدلًا وافتراقًا حول تعريف وتصنيف الأعمال العسكرية المتصلة بالصراع، ففي الوقت الذي يصف فيه الإعلام الإسرائيلي والغربي ما يجري بالحرب، فإن إعلام المقاومة والإعلام العربي يصفه بالعدوان، وتجلى هذا الجدل في التصريحات المتبادلة بين مختلف الفاعلين في الصراع، حيث طرحت اتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، في مقابل تبريرات تتعلق بالدفاع عن النفس والأمن القومي.

لقد أظهرت الدراسة أن أغلبية ساحقة من الكويتيين، أظهرت التضامن مع غزة بطرق متنوعة، كانت أكثرها تفاعلًا مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل!

فمنذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أظهر الشعب الكويتي بمختلف شرائحه حالة بارزة من التضامن مع أهالي غزة، والتأكيد على أهمية الوقوف بجانب الأشقاء في محنتهم؛ حيث شهدت الكويت جهودًا مكثفة من قبل الأفراد والجمعيات الخيرية والمبادرات المجتمعية؛ لتقديم المساعدة والدعم لسكان غزة، سواء من خلال حملات التبرع، أو تنظيم الفعاليات التضامنية، أو توفير الإغاثة العاجلة، بما عكس عمق الروابط الإنسانية والأخوية بين الشعبَين: الكويتي، والفلسطيني.

وقد سئل المستجيبون عن الطريقة التي تضامنوا بها مع غزة، سواء كانت مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، أو المتابعة المستمرة لأخبار الحرب، والمشاركة في فعاليات تضامنية عامة وغيرها، حيث تبين من النتائج أن "مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل" أكثر طرق التضامن بنسبة كبيرة، وصلت إلى 83.6% لتحلّ بعدها "متابعة أخبار الحرب باستمرار" 64.8%، ثم التبرع النقدي لإغاثة قطاع غزة 62.6%، تلاه بث رسائل تضامنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي 44.1%، والمشاركة في فعاليات تضامنية عامة 21.5%.

نظرة تشاؤمية لحل الدولتين

وفيما يتعلق بنظرة الكويتيين إلى إمكانية تحقيق حل الدولتين، كانت الأغلبية متشائمة حول مدى التزام الإسرائيليين حكومة وشعبًا بحل الدولتين.

وأشار المؤشّر إلى أنه تم سؤال المستجيبين عن مدى اعتقادهم بأن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بحلّ الدولتين الذي يحفظ بالتساوي حقوق وأمن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، حيث تبين أن 79.2% لا يعتقدون بذلك إطلاقًا، و8.0% يعتقدون إلى حد قليل، و1.0% إلى حد متوسط، و6.2% إلى حد كبير.

وفيما يتعلق بمدى الاعتقاد بأن الجمهور الإسرائيلي ملتزم بحل الدولتين بالصورة السابقة، فقد قال 72.9% إنهم لا يعتقدون بذلك إطلاقًا، 10.5% يعتقدون إلى حد قليل، 3.4% يعتقدون إلى حد متوسط، و7.2% إلى حد كبير.

تشير هذه النسب الكبيرة التي لا تعتقد بالتزام الحكومة والجمهور الإسرائيلي بحل الدولتين بين الكويتيين إلى تشاؤمهم العميق بشأن نوايا الجانب الإسرائيلي، ومدى جديته في تحقيق السلام الذي يعيد حقوق الفلسطينيين.

ففي عام 1993، وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو مع إسرائيل، والذي اعترفت بموجبه بحق الأخيرة في الوجود ونبذ الكفاح المسلح ضدها، وأقيمت بموجب الاتفاق سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تماطل في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم كل صور التعاون التي أبدتها السلطة الفلسطينية، بل واتخذت من الإجراءات ما يجعل قيام هذه الدولة في حكم المستحيل.

موقف صريح

لقد كان الموقف الشعبي الفلسطيني واضحًا في تبني خيار مقاومة الاحتلال، وعدم الاعتراف بشرعيته، وتجلى ذلك في انتخابه حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006.

وعلى شاكلة السؤالين السابقين، تم سؤال المستجيبين كذلك عن مدى اعتقادهم بأن القيادة الفلسطينية ملتزمة بحل الدولتين، حيث كشفت نتائج المؤشر أن 30.9% لا يعتقدون بذلك إطلاقًا، و11.1% يعتقدون إلى حد قليل، و10.8% إلى حد متوسط، و38.1% إلى حد كبير.

في المقابل، عند السؤال عن مدى الاعتقاد بالتزام الجمهور الفلسطيني بحل الدولتين بالصورة السابقة، قال 25.3% إنهم لا يعتقدون بذلك إطلاقًا، و11.7% يعتقدون إلى حد قليل، و16.9% إلى حد متوسط، و37.8% إلى حد كبير.

تعكس هذه النتائج التي أظهرها الاستطلاع، انقسامًا واضحًا في الآراء حول مدى التزام كل من القيادة الفلسطينية والجمهور الفلسطيني بحل الدولتين.

وتبدو نتائج السؤالين الأخيرين متوافقة مع نتائج السؤالين المتعلقين بمدى التزام إسرائيل حكومة وشعبًا بحل الدولتين؛ حيث إن الإجراءات والسياسات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية، التي تعتبر الأكثر يمينية وتطرفًا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، والتي شملت الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وقطاع غزة، وقضم أراضي الضفة الغربية والاستمرار في بناء المستوطنات وغيرها، قد قادت شريحة لا يستهان بها من الفلسطينيين إلى اليأس من إمكانية تحقيق حل الدولتين.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بحل الدولتین إلى حد کبیر

إقرأ أيضاً:

مراسل الجزيرة بواشنطن: رسائل مهمة من ترامب إلى طهران

رجح مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني أن الجانب الإيراني قد أبلغ بشكل أو بآخر أن الهجوم الأميركي قادم وسيتم، ولذلك تمكنت إيران -حسب ما تشير تقارير- من نقل اليورانيوم إلى مناطق آمنة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني كبير قوله إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بمنشأة فوردو النووية الإيرانية نقل إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي، وقالت نقلا عن المصدر الإيراني الذي لم تذكر اسمه، إنه تم تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأميركية.

كما كشفت صحيفة واشنطن بوست أن صور أقمار اصطناعية في 19 يونيو/حزيران الجاري تظهر نشاطا غير عادي للشاحنات والمركبات في منشأة فوردو قبل يومين من الهجوم الأميركي.

وقصفت الولايات المتحدة فجر اليوم الأحد 3 منشآت نووية في إيران، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكدا أن موقع فوردو انتهى.

وأشار الحسيني إلى أن رسائل أميركية تكون قد وصلت إلى القيادة الإيرانية عن طريق دول عربية مفادها أن الهجوم الأميركي يقف عند هذا الحد، وأن واشنطن لا تريد المزيد من التصعيد ولا بد من العودة إلى طاولة المفاوضات.

لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال في تصريح له اليوم إن أميركا وإسرائيل تجاوزتا خطا أحمر كبيرا بمهاجمة منشآت بلاده النووية، مشيرا إلى صعوبة العودة للمفاوضات، ودعا لجلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.

أما الرسالة الأهم التي بعثتها واشنطن للقيادة الإيرانية، فهي -يضيف الحسيني- أن الولايات المتحدة في هذه اللحظة لا تسعى ولا تنوي ولا تستهدف إنهاء وجود النظام السياسي الإيراني حاليا.

ويقول الحسيني إن الرئيس الأميركي يتحرك في اتجاهين في آن واحد، إلى الداخلي الأميركي عبر لغة صارمة يفرح بها مناصرو إسرائيل داخل الإدارة الأميركية وداخل الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته يعتمد ترامب على دول عربية صديقة لإيران كي توصل رسالة أن بلاده لا تريد تغيير النظام، وأن الهدف الأساسي هو البرنامج النووي الإيراني.

إعلان

ويضيف مراسل الجزيرة في واشنطن أن الأنظار في الولايات المتحدة تتجه نحو ردود الفعل القادمة من الكونغرس، خاصة من الديمقراطيين الذي يعارضون التدخل الأميركي في الحرب ضد إيران.

مقالات مشابهة

  • مراسل الجزيرة بواشنطن: رسائل مهمة من ترامب إلى طهران
  • قتل وتهجير وضم.. فلسطين تحذر من تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • الصفدي يدعو لوقف التصعيد الإسرائيلي ويؤكد ضرورة حل الدولتين
  • بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد فيلق فلسطين التابع للحرس الثوري الإيراني
  • عاجل. وزير الدفاع الإسرائيلي: قتلنا قائد فيلق فلسطين في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني
  • مجلس الشيوخ ينظر عدد من تقارير اللجان النوعية الأسبوع الجاري
  • في يوم اللاجئين.. حماس: لا حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين إلا بزوال الاحتلال
  • لماذا دعا بن غفير الشرطة لملاحقة متابعي الجزيرة؟ مغردون يعلقون
  • الصين وروسيا تؤكدان التمسك بالتسوية السياسية لقضية الملف النووي الإيراني