بلومبيرغ: الظروف المناخية القاسية تهدد أسواق الغذاء العالمية
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
تتعرض أسواق الغذاء العالمية مرة أخرى لاهتزاز بسبب الظروف المناخية القاسية، مما يثير المخاوف من مدى ضعف سلاسل التوريد الزراعية أمام التقلبات المناخية.
وأدت الظروف الجوية السيئة الأخيرة -وفقا لوكالة بلومبيرغ- إلى تحولات كبيرة في أسعار العديد من السلع الأساسية، مما أثر على المنتجين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
في أميركا الجنوبية وآسيا قالت "بلومبيرغ" إن الظروف المناخية القاسية أثرت بشدة على إنتاج القهوة.
وتشهد البرازيل (أكبر منتج للبن في العالم) انخفاضا في محصولها، حيث أبلغ المزارعون عن حبوب أصغر من المعتاد بسبب الجفاف.
وبالمثل، عانى المنتجون في فيتنام وإندونيسيا أيضا، وفقا لما ذكرته بلومبيرغ.
وأدت هذه الاضطرابات إلى دفع العقود الآجلة للقهوة العربية (آرابيكا) إلى أعلى مستوى لها منذ عامين، في حين وصلت قهوة روبوستا المفضلة للمشروبات سريعة التحضير إلى أعلى سعر لها منذ السبعينيات.
وحذرت شركة تحميص القهوة الإيطالية "لافاتزا" من أن أسعار القهوة ستستمر في الارتفاع حتى منتصف العام المقبل بسبب نقص الحبوب، وفق ما نقلته الوكالة عن الشركة.
وأشارت الشركة أيضا إلى زيادة التكاليف الناجمة عن اضطرابات الشحن، مثل تلك الموجودة في قناة السويس، مما يفاقم المشكلة.
تضخم الشوكولاتة يلوح في الأفقوتقول بلومبيرغ إن محبي الشوكولاتة قد يشهدون قريبا أسعارا أعلى، حيث أدى الطقس غير الملائم إلى تدمير محصول الكاكاو في غرب أفريقيا.
وعلى الرغم من أن صانعي الشوكولاتة تمكنوا حتى الآن من حماية أنفسهم من أسوأ ارتفاع في أسعار الكاكاو من خلال الاعتماد على المخزونات فإنهم سيحتاجون قريبا إلى تجديد الإمدادات بتكاليف أعلى.
وشهد هذا الأسبوع -وفقا للمصدر ذاته- انخفاضا كبيرا في أسهم شركة "باري كولبوت"، وهي شركة سويسرية بلجيكية رائدة في تصنيع الشوكولاتة بنحو 9% في الأسبوع الماضي، بسبب المخاوف بشأن ما إذا كان الطلب على الشوكولاتة سيصمد أمام أسعار الكاكاو المتزايدة.
تقلبات سوق الحبوبوتشير بلومبيرغ إلى أنه في حين استفادت بعض المحاصيل من الأحداث المناخية الأخيرة فإن التأثير العام كان مختلطا.
وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال جلب إعصار بيريل الأمطار التي كانت حقول الذرة وفول الصويا في أمس الحاجة إليها، مما دفع العقود الآجلة لهذه المحاصيل إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2020.
ومع ذلك، اجتاحت الأمطار الغزيرة مزارع القمح الفرنسية، مما أدى إلى انخفاض متوقع بنسبة 15% في محصول القمح اللين إلى أدنى مستوى له منذ 4 سنوات.
ويهدد هذا التخفيض بالحد من الصادرات إلى الأسواق الرئيسية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، في حين تواجه الصين صيفا آخر من الطقس القاسي، حيث يشكل الجفاف والفيضانات والأعاصير مخاطر كبيرة على المحاصيل.
وتهدد الظروف المتباينة في جميع أنحاء البلاد إنتاج القمح وفول الصويا والأرز والذرة وفقا لما ذكرته بلومبيرغ، مما قد يؤدي إلى تضخم أسعار الغذاء.
وحذر مركز المناخ الصيني من أن هذه الظواهر الجوية المتطرفة من المرجح أن تزداد في تواترها وشدتها بسبب تغير المناخ.
تحولات استهلاك اللحوموفي الأرجنتين المعروفة باستهلاكها المرتفع للحوم البقر تسببت الضغوط الاقتصادية في تحول ملحوظ نحو الدجاج الأرخص.
وأفاد مجلس التجارة في روزاريو بأنه من المتوقع أن ينخفض الطلب على لحوم البقر إلى أقل من 45 كيلوغراما للشخص الواحد هذا العام، وهو أدنى مستوى تم تسجيله منذ عام 1914 وفقا لبلومبيرغ.
ويمثل هذا التحول المرة الأولى التي يتساوى فيها طلب الأرجنتين على لحوم البقر مع الدجاج تقريبا، مما يعكس اتجاها أوسع للمستهلكين الذين يبحثون عن خيارات اللحوم بأسعار معقولة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
بلومبيرغ: أميركا ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات الجمركية
ترى هيئة تحرير بلومبيرغ أن ما تعتبره الإدارة الأميركية انتصارا بعد اتفاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي واليابان، ليس مدعاة للاحتفال، بل صفقات خاسرة لجميع الأطراف، محذّرة من أن أميركا ستكون الخاسر الأكبر إذا استمرت سياسة الرسوم بوصفها أداة أساسية للتفاوض.
فالاتفاقان -بحسب هيئة التحريرـ يفرضان رسومًا بنسبة 15% على معظم الصادرات إلى السوق الأميركية، مع تنازلات إضافية، وهو ما بدا ظاهريًا أنه يضع حدًا لحرب تجارية مفتوحة ويؤكد الهيمنة الأميركية. وشهدت الأسواق المالية ارتفاعا فور الإعلان. لكن العنوان المرافق لتحليل الهيئة يختصر الموقف بالقول: "انتصارٌ جمركي؟ ليس تمامًا".
الرسوم "ضرائب".. والمستهلك الأميركي يدفع الثمنوتقول بلومبيرغ بوضوح إن الرسوم ضرائب، وسرعان ما سيدفع المستهلك الأميركي معظم -إن لم يكن كل- زيادة الكلفة. ولا تقف الأضرار عند ارتفاع كلفة الواردات؛ إذ إن المنتجين المحليين المنافسين سيتعرضون لضغط تنافسي أقل، وهو ما يمكّنهم من رفع الأسعار ويُضعف وتيرة الابتكار.
ووفق هيئة التحرير، ستؤدي هذه العوامل، بمرور الوقت، إلى خفض مستويات المعيشة في أميركا، مع التأكيد على قاعدة تاريخية: “الخاسر الأكبر من الرسوم هو البلد الذي يفرضها".
وتشير بلومبيرغ إلى أن هذه الكلفة قد تكون قابلة للإدارة على المدى الطويل فقط إذا كانت الاتفاقات تُنهي بالفعل الشجار التجاري القائم، وهو افتراض تعتبره الهيئة غير واقعي.
تفاصيل غامضة ومعارضة سياسيةوتؤكد بلومبيرغ أن اتفاقي أميركا والاتحاد الأوروبي وأميركا واليابان أقرب إلى أطر اتفاق لا صفقات مكتملة. ففي الحالة اليابانية، تَحدّثت الإدارة عن التزامٍ بتمويل صندوق استثماري أميركي يديره البيت الأبيض جرى تصويره وكأنه "مكافأة توقيع" بقيمة 550 مليار دولار، غير أن التفاصيل غامضة والمسؤولين اليابانيين "على الأرجح لا يرون الأمر على هذا النحو". أما في الصفقة مع أوروبا، فهناك إعفاءات جمركية لبعض السلع من دون تحديد واضح لماهيتها حتى الآن.
إعلانوتشدد هيئة تحرير بلومبيرغ على أن هذه الضبابية، إلى جانب ظهور الحكومات في أوروبا واليابان بمظهر المذعِن للطلب الأميركي، تغذي معارضة سياسية وترفع منسوب عدم اليقين لدى الشركات والمستهلكين.
"الاستقرار" الأوروبي.. سراب إذا أصبح التهديد نهجًاوتلفت بلومبيرغ إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين برّرت قبول الشروط الأميركية بالقول إن الاتفاق يعيد "الاستقرار وقابلية التنبؤ" للمستهلكين والمنتجين.
لكنّ المقال يحذّر: إذا باتت الرسوم العقابية أو التلويح بحجب التعاون الأمني نهجًا دائمًا لحسم أي خلاف، فسيتبيّن أن رؤية "الاستقرار" هذه مجرّد سراب.
والأخطر -وفق هيئة التحرير- أن ما تعتبره الإدارة "انتصارات" قد يثبت قناعة لدى صانعي القرار في واشنطن بأن أميركا قادرة على فرض الإذعان لا الشراكة على دول كانت تُعدّ حلفاء.
وتضيف أنه عندها سيتفاقم عدم الاستقرار الذي يقتل التخطيط طويل الأجل والاستثمار والتعاون العالمي عبر المجالات كافة.
وتختم بلومبيرغ بخلاصة حادّة: "القوة عبر التعطيل إستراتيجية تهزم نفسها بنفسها. وعاجلًا أم آجلًا سيتبيّن ذلك بصورة مؤلمة".