شيخ الأزهر يناقش مع وفد جامعة سوهاج سبل التصدي لموروثات "العصبية القبلية" ضد الفتيات
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أكَّد شيخ الأزهر ضرورة أن يمس التعليم مشكلات المجتمع، وأن تُسخر المناهج التعليمية لمعالجة المشكلات المجتمعية، وأن تعكس هذه المناهج رؤية منطقية وحلولًا قابلة للتطبيق لمواجهة هذا الموروث من العادات والتقاليد التي ابتُليتْ بها مجتمعاتنا وظلت تتوارثها جيلًا بعد جيل.
وشدد الإمام الأكبر خلال لقائه الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، ووفدًا رفيع المستوى من عمداء الكليات والأساتذة والطلاب، على ضرورة تصدي جامعات الصعيد للظواهر المجتمعية التي تنال من حقوق المرأة والفتيات وكرامتهن، وأبرزها موروثات ظاهرة "التعصب القبلي" ضد الفتيات، تلك الظاهرة المرهقة والظالمة والجائرة على حقوق الفتيات، وتعتبر هذه الحقوق خروجًا على العادات المتعارف عليها مجتمعيا، إلى غير ذلك من الظواهر المجتمعية الجائرة كحرمان الفتيات من الميراث.
وطالب شيخ الأزهر بضرورة تنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات والجهات المعنية لدراسة الحلول المناسبة لهذه الظواهر، مؤكدًا دور التعليم والإعلام والمساجد والكنائس في وضع حلول مناسبة تستهدف التأثير على الأسرة، وتغيير نمط التفكير الذي قضى على مستقبل الكثير من بناتنا وفتياتنا، وتغيير ثقافة الأسر وتشجيعهم على ترك هذا الموروث من العادات والتقاليد الظالمة، وضرورة اضطلاع كل جهة بدورها ومسؤولياتها في التوعية، واستعداد الأزهر لتسخير وعاظه وواعظاته للقضاء على هذه الظواهر، التي تعد امتدادًا لظاهرة "وأد البنات" التي انتشرت في المجتمعات الجاهلية.
من جهته، أعرب الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، والوفد المرافق له، عن سعادتهم بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وامتنانهم لتواجدهم في الأزهر الشريف قلعة العلم والفكر والدين، وتقديرهم لجهود الإمام الأكبر في خدمة الإسلام والإنسانية، مؤكدين توافقهم مع رؤية أ. د أحمد الطيب شيخ الأزهر في ضرورة التصدي للظواهر المجتمعية السلبية وبخاصة المنتشرة في الصعيد، وأن هذه الرؤية نابعة من معايشة فضيلته لواقع الصعيد ومشكلاته.
وأكد وفد جامعة سوهاج، ترحيبهم بمقترح شيخ الأزهر في تضمين مناهج دراسية متعلقة بالمشكلات المجتمعية المعاصرة، مشيرين إلى أن الجامعة لديها مقرر "القضايا المجتمعية" وهو معنيٌّ بالتعرض لقضايا المجتمع، واستعدادهم لإدراج محتوى تعليمي لمكافحة ظاهرة "العصبية القبلية ضد الفتيات" ضمن هذا المقرر الدراسي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شيخ الأزهر وفد جامعة سوهاج الموروث العادات والتقاليد جامعة سوهاج شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
هل دخلت مصر حزام الزلازل؟ تحليل بالأرقام يكشف الحقيقة
في أحد أحياء القاهرة الشعبية، جلس أحمد بهدوء في شرفته المطلة على شارع ضيق، يشرب الشاي ويتابع آخر الأخبار، كانت العيون مُتعبة من طول النهار، والنسيم يداعب أوراق النخيل أمامه، لم يكد يغمض جفنيه حتى شعر بهزة خفيفة، كأن الأرض استعرضت نفسها للحظة ثم سكتت.
هرع إلى أولاده في الداخل، وهم يلعبون بالقرب من باب الشقة، أغمضوا أعينهم من الخوف، بينما حاولت والدتهم تهدئتهم، مرّت ثوانٍ تبدو كدقائق، ثم عادت الحياة إلى مجراها الطبيعي، سمع أحمد بعدها الأحاديث تتكرر: "زلزال!"، لكنّ الأمر لم يتجاوز ذلك الشعور السريع، لم تقع أضرار، لكن قلبه ضرب بقوة، وتردد في نفسه أسئلة عن هذا الاهتزاز البسيط الذي مزّق هدوء بهو منزله.
يقول أحمد، الموظف بإحدى الهيئات الحكومية، إن أولاده هرعوا إلى هواتفهم فور شعورهم بالهزة الأرضية، ليجدوا آلاف المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتساءل: "هل شعرتم بالزلزال؟"، في المقابل، ساد الذعر بعض جيرانه، فأطلق البعض صرخات مفاجئة، بينما اندفع آخرون مسرعين إلى الشارع.
وفي وقت لاحق، أعلنت الشبكة القومية للزلازل أن أجهزتها سجّلت هزة أرضية بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر، وقعت في ليلة الثالث من يونيو/حزيران الجاري، وكان مركزها قرب الحدود الجنوبية لتركيا، وقد شعر بها سكان عدة محافظات مصرية.
تكرار الزلازل في مصر حتى مايو 2025
في الشهور الماضية، شهدت مصر نشاطًا زلزاليًا ملحوظًا، لكن معظم الهزات كانت ضعيفة وتأثيرها محدود.
شهدت مصر في الآونة الأخيرة سلسلة من الظواهر الطبيعية غير المعتادة، أبرزها تكرار الزلازل بقوة وصلت إلى 6.2 درجة على مقياس ريختر، حيث شعر بها سكان العديد من المحافظات، كما شهدت محافظة الإسكندرية إعصار قوي، مما أثار تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت التغيرات المناخية قد دفعت مصر إلى منطقة غير آمنة وأصبحت مهددة من قبل الظواهر الجوية غير المألوفة.
أبرز الأحداث الزلزالية
الشبكة القومية سجّلت نشاطًا يوميًا زلزاليًا حتى حدود 10 يونيو 2025، شملت أكثر من 30 هزة داخل مصر أو بالقرب منها، بقوى ضعيفة (2–4 درجات) وغير محسوسة غالبًا.الهزّات الثلاث "القوية" (6.4 مايو و6.24 مايو و5.8 يونيو) ليست محلية، بل انطلقت من تحت البحر المتوسط وتركت أثرًا محسوسًا في مصر.لم تُسجّل أي خسائر بشرية أو مواد نتيجة لهذه الهزات، وفق بيانات المعهد والمنشورات الرسمية.يؤكد خبراء المعهد القومي للبحوث الفلكية أنّ مصر خارج الحزام الزلزالي النشط، ونشاط هذه الفترة طبيعي ويُعزى لتحسين شبكات الرصد بدلًا من وجود فرط في النشاط.تحليل الأرقام
كشفت الأرقام التي حصلنا عليها من الموقع الرسمي للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الشبكة القومية سجّلت أكثر من 30 هزة ضعيفة داخل مصر، معظمها غير محسوس.
وأظهرت ثلاث هزات قوية (6.4، 6.24، و5.8 ريختر)، مصدرها تحت البحر المتوسط، ولم تُسجل أي أضرار في الأراضي المصرية.
وكشف تحليل الأرقام أن الاقتران بين تحسينات رصد الزلازل والنشاط الطبيعي هو السبب وراء تكرار ظهور هذه الهزات في الفترة المذكورة، ولا يوجد أي مؤشر على نشاط زلزالي مقلق داخل حدود مصر.
هل هناك علاقة بين التغيرات المناخية وهذه الظواهر؟
أكد الدكتور وحيد إمام، أستاذ العلوم البيئية بجامعة عين شمس، في تصريح خاص لـ”الفجر”، أن تكرار الزلازل لا علاقة له بتغير المناخ، موضحًا أن المناخ يرتبط بتغيرات في الأحوال الجوية الممتدة لعقود، بينما الزلازل ناتجة عن انشقاقات في الصفائح التكتونية التي تشكل القشرة الأرضية.
وأضاف "إمام" أن هذه الصفائح عبارة عن ألواح سميكة متشابكة، وعندما تتعرض لضغط كبير تنفصل عن بعضها، مما يؤدي إلى حدوث الزلازل، موضحا أن الزلازل تحدث في أعماق الأرض ولا تتأثر بالعوامل الجوية أو المناخية.
وتابع أستاذ العلوم البيئية، أن الظواهر الأخرى مثل البراكين والحرائق قد تساهم بقدر كبير في تفاقم الاحتباس الحراري، وهذا ما دفع بعض الرؤساء مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، معتبرين أن الظواهر الطبيعية هي المحرك الأساسي للتغير المناخي، وليس فقط الانبعاثات الصناعية مثل الوقود أو الكربون المستخدم في الصناعة.
ما يحدث طبيعي.. ومصر ما زالت آمنة
من جانبه، قال الدكتور طه رابح، رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح خاص لـ”الفجر”، إن ما حدث من زلازل في الفترة الأخيرة ليس مفاجئًا بل يقع ضمن المسار الطبيعي لحركة الصفائح الأرضية.
وأكد "رابح" أن مصر ليست من الدول الواقعة ضمن مناطق الزلازل الخطرة، وما شهدته من اهتزازات أرضية كان نتيجة لتأثرها بزلازل حدثت في دول مجاورة.
وشدد أن الشبكة الوطنية للزلازل في مصر تعتبر من أكثر الشبكات تطورًا في المنطقة، ولكن لا يمكن استبعاد حدوث هزات أرضية متوسطة القوة كما حدث في زلزال 1992 الذي بلغت قوته 5.8 درجة.
حدوث زلزال مدمر أمر ضعيف
كشف الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، في تصريح صحفي، أنه لا يوجد دليل علمي على وجود تأثير الاحتباس الحراري على حركة الصفائح التكتونية، حيث تعتبر حركة الصفائح الإلكترونية ليست مرتبطة بالتغيرات المناخية قصيرة المدى، ولكن البراكين تساعد في انبعاث غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، مما يُؤثر على المناخ على المدى الجيولوجي الطويل ويمكن أن يغيرا من حركه الصفائح التكتونية.
واستكمل "نصير" أن مصر تتعرض لهزات أرضية متوسطة بسبب موقعها الجيولوجي، لكن احتمالية حدوث زلزال مدمر قريبًا ضعيفة وفقًا للبيانات الحالية.
وزارة البيئة: علينا أن نستعد
وفي وقت سابق، أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن الزلازل ليست لها علاقة مباشرة بالتغير المناخي، لكنها أدت إلى ارتفاع منسوب سطح البحر، مما ساهم في تسريع وتيرة هذه الظواهر، وجعل الظواهر الجوية أكثر حدة وتكرارًا.
وأكدت "فؤاد" أن مصر بدأت تقترب من منطقة نشاط زلزالي، مما يضعها على عتبة الخطر، وهو ما يتطلب رفع مستوى الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي طوارئ مستقبلية.