خبراء: النزعة القومية وتزايد موجات الهجرة أبرز عوامل صعود «اليمين» إلى الحكم
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
حدّد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين عدة أسباب لصعود اليمين فى بعض الدول الأوروبية، أبرزها تزايد موجات الهجرة فى ظل الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها الدول الأوروبية والعالم بوجه عام، حيث تستفيد الأحزاب اليمينية من النزعة القومية المتزايدة بين شعوب القارة، لتعزيز وجودها السياسى، مؤكدين على وجود مخاوف وتوقعات غير جيدة بشأن مستقبل أوروبا تحت سيطرة اليمين واعتماد خطابات سياسية حادة ومثيرة لاستقطاب الناخبين.
وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، إنّ من أسباب صعود اليمين فى أوروبا النزعة القومية السائدة والقوية بين شعوب القارة على حساب مشروع الوحدة الأوروبية، خاصة فى دول الكبرى، مضيفاً: «بعد انقسام تشيكوسلوفاكيا وتفكّك الاتحاد اليوغوسلافى، بدأ اليمين ينمو تدريجياً، وظهرت التيارات اليمينية بقوة بعد أن عانت من التراجع بعد الحرب العالمية الثانية بسبب ارتباطها بالنازية».
وأشار «حسن» إلى أن حزب «البديل من أجل ألمانيا»، اليمينى شهد صعوداً مستمراً بفضل توافقه مع الأفكار القومية، مما جعله يتعارض مع الأحزاب التقليدية وخططها للتكامل الأوروبى، وهذا الصعود أدى إلى نوع من الصراع بين النزعة القومية والوحدوية، مثلما دعا جان مارى لوبان، زعيم حزب التجمع الوطنى الفرنسى، للخروج من الاتحاد الأوروبى.
ووصف «حسن» تلك الفترة من الحياة السياسية فى أوروبا وتداعيات صعود اليمين، بأنها لن تكون سوى مرحلة عابرة، ولن ينتج عنه تغيير كبير للمشهد الأوروبى، معلّلاً ذلك بارتباط مصالح الدول الأوروبية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية ببعضها البعض وبقاء الاتحاد الأوروبى، ومن أبرز الأمثلة على ذلك الوضع، إيطاليا التى كان الحزب الحاكم فيها يمينياً متطرفاً، وهو حزب إخوة إيطاليا، الذى تترأسه جورجيا ميلونى صاحبة النزعة الشعبوية القومية، ولكن لم يغير ذلك من سياسة الدولة خارجياً، وظلت روما فى الاتحاد الأوروبى ولديها علاقة جيدة مع الدول الأعضاء.
«سعداوى»: تزايد شعبية اليمين مرحلة مؤقتة ستنتهى بانتهاء أسباب عودتها للمشهد السياسىمن جانبه قال د. عاطف سعداوى، الخبير فى مركز «الأهرام» للدراسات السياسية، إن اليمين فى اتجاه للسيطرة على أوروبا، وهناك عدة أسباب لصعوده فى بعض الدول، أبرزها تزايد موجات الهجرة، فى ظل الأزمات الاقتصادية، فيعمل اليمين عن طريق خطابه ضد المهاجرين وتحمليه المسئولية للسياسات الحكومة فى موضوع الهجرة، أما بخصوص الأفكار القومية التى يتبنّاها اليمين والمعادية للأقليات والمهاجرين، فقد أوضح «سعداوى» أن هناك حقوقاً أصبحت مكتسبة واتفاقيات دولية أبرمتها الدول الأوروبية بشأن حماية المهاجرين، وهى حقوق سيتم الالتزام بها بغض النظر عن الأيديولوجيا السياسية للحكومات القائمة: «من الصعب على أى تيار سياسى، حتى لو كان يمينياً متطرّفاً، أن يغيّر الحقائق القانونية والسياسية بسهولة».
وأشار «سعداوى» إلى أن الدول الأوروبية، بحكم كونها دولاً ديمقراطية ملزمة بالوفاء بتعهداتها الدولية، موضحاً أن توجّهات الأحزاب اليمينية ستكون موجودة فى إطار جزئى أو تكتيكى، مضيفاً: «التخوف الحالى من صعود اليمين مبالغ فيه إلى حد كبير، الأنظمة الديمقراطية والقانونية فى أوروبا تتضمن ضوابط وتوازنات تضمن الحد من قدرة الأحزاب على تنفيذ سياسات راديكالية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأحزاب اليمينية الاتحاد الأوروبى الأزمات العالمية الهجرة غير الشرعية الدول الأوروبیة صعود الیمین
إقرأ أيضاً:
عوامل ساهمت في تراجع سعر صرف الدولار.. وهل يستمر خلال الفترة المقبلة؟
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه يشهد تراجعا ملحوظا خلال الأيام الماضية، فقد وصل التراجع تحت مستوى الـ 49 جنيها، وهذا يؤكد توافر العملة الأجنبية وتحسن سيولة العملة النقدية الأجنبية داخل السوق المصرفي، نتيجة الإصلاحات التي اتخذها البنك المركزي والتي ساهمت في توحيد سعر الصرف والذي ساهم في زيادة تدفقات النقد الأجنبي، موضحا أن استقرار وتراجع سعر الصرف خلال الفترة الماضية هو إنجاز اقتصادي يعكس تحسن ملحوظ في المؤشرات النقدية .
وأوضح غراب، أن هناك عوامل ساهمت في تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه منها زيادة تحويلات العاملين بالخارج والتي بلغت نحو 32.8 مليار دولار خلال 11 شهرا من العام المالي 2024:2025، إضافة إلى زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي والذي بلغ نحو 48.7 مليار دولار بنهاية شهر يونيو الماضي، إضافة لزيادة حجم الصادرات المصرية خلال الشهور الماضية محققة طفرة غير مسبوقة، إضافة لزيادة إيرادات مصر من السياحة والتي من المتوقع أن تحقق خلال نهاية عام 2025 أكثر من 17 مليار دولار، إضافة إلى أن إيرادات قناة السويس بدأت في الزيادة، موضحا أن زيادة الحصيلة الدولارية زاد من المعروض النقدي الأجنبي فلم يصبح هناك ضغطا على الدولار ما ساهم في تراجع سعر الصرف .
وأضاف غراب، أن هناك عوامل خارجية ساعدت في ارتفاع قيمة العملة المحلية منها تراجع الدولار عالميا وما حققه من خسائر نتيجة السياسة التجارية الأمريكية، إضافة لتراجع سعر النفط العالمي فانعكس بالسلب على قوة الدولار، إضافة إلى انخفاض الطلب المحلي الأمريكي، إضافة إلى عوامل محلية أخرى منها دخول استثمارات قصيرة الأجل في أدوات الدين، إضافة إلى تحرك الحكومة لتوسيع مبادرة مبادلة الديون باستثمارات وإبرام عقود للاستيراد بالعملات المحلية مع دول تجمع بريكس كالصين وروسيا والهند ودول إفريقيا، إضافة للإعلان عن عدد من الصفقات مع الكويت وقطر خلال الأيام الماضية بمليارات الدولارات .
وتوقع غراب، أن يستمر تراجع سعر صرف الدولار خلال العام الجاري ليستقر إلى ما بين 48 إلى 47 جنيها بالتزامن مع توقعات بعض المؤسسات والبنوك العالمية، خاصة مع اقتراب دخول مصر استثمارات خليجية مباشرة من الكويت وقطر تقدر بأكثر من 10 مليار دولار خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى تزايد حجم الصادرات وتحويلات المصريين بالخارج وإيرادات السياحة تدريجيا وبشكل مستدام، إضافة إلى تمويل الاتحاد الأوروبي الذي يقدر بنحو 4 مليار يورو والذي من المتوقع أن يتم الموافقة نهائيا على صرفه خلال الفترة المقبلة، موضحا أن التوقعات تشير إلى تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه الفترة المقبلة لو استمر الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط واستمرت زيادة حصيلة النقد الأجنبي من مصادره الرئيسية .