أكثر من 60 مطعماً تشارك في أسبوع الصيف للمطاعم هذا العام من 23 أغسطس وحتى 1 سبتمبر

 

عشاق الطعام على موعد مع تجارب مميزة للإفطار والغداء والعشاء بأسعارخيالية

 

دبي- خاص

 يعود أسبوع الصيف للمطاعم خلال مفاجآت صيف دبي 2024 ليسلط الضوء على مشهد تناول الطعام النابض بالحياة في المدينة في الفترة من 23 أغسطس وحتى 1 سبتمبر، حيث تكشف أكثر من 60 وجهة رائدة لتناول الطعام في دبي عن قوائم مصممة خصيصاً لتقديم تجارب تناول طعام لا تُضاهى، تشمل قوائم غداء لا تقاوم مقابل 95 درهماً وأطباق عشاء شهية بسعر 150 درهماً، بالإضافة إلى عدد من الوجهات المختارة التي تقدم قوائم فطور مقابل 69 درهماً فقط.

ويحتفي أسبوع الصيف للمطاعم، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة ويستمر لمدة 10 أيام، بالمطاعم المتنوعة في المدينة، ويشكل فرصة مثالية لعشاق الطعام من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجارب تناول طعام استثنائية تعزز مكانة دبي على خريطة فنون الطهي العالمية، حيث تلبي مجموعة استثنائية من المطاعم المحلية ووجهات تناول الطعام المعروفة عالمياً، جميع الأذواق بأفضل الأسعار.


 

وسيحظى عشاق الطعام بفرصة الانطلاق في تجارب مميزة مليئة بالنكهات المميزة وابتكارات فنون الطهي بقيمة استثنائية من خلال الحجز حصرياً عبر منصة OpenTable. وتخضع حجوزات هذه التجارب التي تسري لمدة محدودة، لمدى توافرها.

ويمكن للجميع الاستمتاع بفنون الطهي المتنوعة في دبي بأسعار لا تقبل المنافسة، حيث تشمل تجارب تناول الطعام التي يتم تقديمها في إطار أسبوع الصيف للمطاعم في مفاجآت صيف دبي:

 

التجارب المعروفة عالمياً

يقدم أسبوع الصيف للمطاعم للجميع فرصة رائعة للاستمتاع بزيارة المطاعم الحائزة على جوائز بأفضل الأسعار، بما في ذلك مطعم 11وودفاير الحائز على نجمة ميشلان والذي يحتل المركز 14 على قائمة أفضل 50 مطعماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويقدم مفهوماً فريداً من نوعه مع مجموعة من المأكولات المشوية التي جرى إعدادها باستخدام أنواع مختلفة من الحطب، ومطعم ريف تايم آوت ماركت التابع للشيف ريف كوشياكي ملك "الرامن" في دبي، والحاصل على تصنيف بيب جورماند 2024 من ميشلان لمطعمه في دبي هيلز، حيث يمكن لعشاق الطعام الاستمتاع بتشكيلة لذيذة من الأطباق من الساندو إلى السوشي بلمسة خاصة.

 

المأكولات المتوسطية

يمكن لرواد المطاعم الاستمتاع بأشهى مأكولات منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط خلال أسبوع الصيف للمطاعم، حيث تنتظرهم الأطباق التركية في مطعمي بيش تركيش كيتشن وسيرالي، حيث سيقدمان مشاوي لذيذة في أجواء رائعة. ويقدم كل من مطعم بيبيموس المأكولات الإسبانية بأناقة لزواره، كما يمكن العثور على قوائم طعام مستوحاة من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط في مطعم سيينا كلوب هاوس الذي جرى افتتاحه مؤخراً. ويمكن لعشاق المطبخ الإيطالي التوجه إلى مطاعم سوشيال وإل باستايو وإيزولا ريستورانتي إيتاليانو، وتراتوريا وفينشي ريستورانتي. وللحصول على تجربة تناول طعام مريحة، تتوفر الأطباق اليونانية الكلاسيكية في آلا جريك – تايم آوت ماركت، كما يمكن للجميع التلذذ بأشهى الأطباق البرتغالية في مطعم لانا لوسا – تايم آوت ماركت.

 

المطبخ الأوروبي

يمكن لعشاق المطاعم الانطلاق في رحلة عبر المدن الأوروبية خلال الدورة الحالية من أسبوع الصيف للمطاعم، حيث تنتظرهم تجربة فرنسية في بيسترو دي آرت، وكوكلي فرنش بيسترو وبيف بيسترو، وباسكال تيبر. وسيتوفر عدد من الأطباق البريطانية الأكثر شعبية في مطعمي رورينج رابيت وريفورم سوشيال آند جريل. ويمكن للجميع أيضاً الاستمتاع بتناول الطعام في مطعم ريبابليك الأوروبي الحديث، بالإضافة إلى مأكولات جورجيا في مطعم كارتولي.

 

نكهات الشرق الأوسط

يحتفي مطعم الفنار بالمأكولات الإماراتية المحلية، حيث يمكن الاستمتاع بالأطباق التقليدية الأصيلة، في ما يشكل بيت الشاي العربي وجهةً مثاليةً للباحثين عن تجربة تناول طعام محلية مريحة. ويقدم مطعم إيوان في فندق ريجال بالاس داون تاون مزيج رائع من المأكولات العربية والشرقية، كما يمكن لزوار مطعم ليبان باي آلو بيروت – تايم آوت ماركت دبي استكشاف أشهى مأكولات الشارع اللبنانية، بينما يقدم مطعم لي برازيل المأكولات اللبنانية بلمسة برازيلية.

 

المأكولات الآسيوية الشهية

ترحب وجهات تناول الطعام في مختلف أنحاء المدينة بالجميع لتذوق المأكولات اللذيذة من مختلف أنحاء قارة آسيا. ويمكن العثور على الأطباق الإندونيسية الأصيلة في مطعم أنداليمان، في ما يمكن للباحثين عن تجربة آسيوية معاصرة تجربة مطعم بي بي سوشيال دايننج – تايم آوت ماركت دبي. ويقدم مطعما شاميانا وبوراني ديلي أشهى الأطباق الهندية، في ما يمزج مطعم كابانا أون ذا بيتش بين المأكولات اليابانية ونكهات أمريكا الجنوبية. ويمكن للجميع الاستمتاع بنكهات منطقة الشرق الأقصى في مطعم لونج ين. ويقدم مطعما سوكوتاي وثيباترا تجربة تايلاندية فاخرة، في ما سيتم تقديم مزيد من النكهات المفضلة في عدد من المطاعم الآسيوية مثل فيفث فلايفر، وكيكو، وسون، وذا نودل هاوس، وليتل جنز – تايم آوت ماركت دبي، وزنجو دبي.

 

عشاق اللحوم

يمكن لعشاق الطعام الاستمتاع بأفضل اللحوم في مطعم بيف بار في جميرا النسيم مع إطلالات خلابة على بحيرة السلاحف. وتلتقي تصاميم آرت ديكو في مدينة نيويورك بالأناقة الباريسية داخل مطعم رير في سيتي ووك. وللاستمتاع بقطع اللحم الشهية في أجواء مريحة، يمكن لعشاق الطعام زيارة مطعم فاير ليك جريل هاوس الأنيق.

 

المأكولات البحرية

تلتقي الإطلالات الخلابة لمعالم مدينة دبي وأرقى المأكولات البحرية في مطعم بورد ووك الحائز على جوائز في نادي خور دبي لليخت، في ما يمكن لعشاق الأسماك الاستمتاع بأطباق السلمون المذهلة في مطعم سالز بيسترو الذي يقع في جزر جميرا.

 

تجربة عشاء مميزة

يمكن للجميع العثور على أجواء مميزة في مطعم إن فويغو بفندق أتلانتس النخلة، والذي يقدم أطباقا من أمريكا اللاتينية اللذيذة مع عروض ترفيهية مذهلة طوال المساء. وتنتظر رواد مطعم سفوماتو تجربة فريدة من نوعها، حيث يقدم مجموعة من الأطباق التي تعتمد على الخضار، بالإضافة إلى تشكيلة رائعة من الأسماك والمأكولات البحرية واللحوم المطهوة على اللهب. ويقدم مطعم نويبي قائمة جديدة تضم أطباقاً مميزة من مطبخي نيو إنجلاند ونيكاي، بالإضافة إلى تشكيلة مختارة من المشروبات الخفيفة. ويعد مطعم بويرتو 99 ضيوفه بتجربة فريدة من نوعها مليئة بالنكهات المكسيكية الأصيلة والمشروبات التقليدية المنعشة وأجواء ترفيهية تعكس الاحتفالات المبهجة في المكسيك.

 

المأكولات العالمية  

تمتزج أجواء دبي الرائعة مع تشكيلة واسعة من المأكولات العالمية لتناسب الجميع خلال أسبوع الصيف للمطاعم، والذي يشمل الكثير من الوجهات لمحبي الأطباق العالمية. ويقدم ديونز كافيه تشكيلة مختارة من المأكولات العالمية اللذيذة، في ما يعد جوز باكيارد، وجاستروبب، وسبورتس كافيه وتي جيز الوجهات المثالية لتناول المأكولات المفضلة. ويشكل جونز ذا جروسر جميرا بيتش ريزيدنس موطناً لألذ المأكولات المتنوعة، في ما يحتفي بالم كيتشن بالنكهات من مختلف أنحاء العالم. ويقدم موتورينو بيتزاريا مأكولات تناسب جميع الأذواق، في ما يوفر تريدر فيكس مدينة إطلالات على المياه وأجواء مريحة مع تشكيلة متنوعة من الأطباق والنكهات المختلفة.

 

وتحتفي جميع الوجبات التي يتم تقديمها خلال أسبوع الصيف للمطاعم، بنكهات الطعام المتنوعة التي تقدمها دبي بأسعار لا تقبل المنافسة. ويمكن لسكان دبي وزوارها الاستعداد لاستكشاف وجهات رائعة لتناول الطعام والاستمتاع بنكهات استثنائية وتجارب مميزة من خلال الحجز حصرياً عبر OpenTable.

 

وتُقام "مفاجآت صيف دبي 2024" بدعم من الشركاء الاستراتيجيين، بما في ذلك مراكز تسوق الفطيم (دبي فستيفال سيتي مول ودبي فستيفال بلازا)، ومجموعة الزرعوني (ميركاتو)، ومجموعة عبد الواحد الرستماني، ودبي القابضة لإدارة الأصول (السيف وبلوواترز وذا أوتلت فيليدج)، وطيران الإمارات، وإينوك، و &e، وماجد الفطيم (سيتي سنتر ديرة وسيتي سنتر مردف ومول الإمارات)، وميريكس للاستثمار (سيتي ووك وذا بيتش جميرا بيتش ريزيدنس)، ومراكز تسوق نخيل (ابن بطوطة مول وسوق التنين 2 وبالم ويست بيتش ونخيل مول وذا فيو آت ذا بالم)، وطلبات.

 

لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة CelebrateDubai@ و@StyledByDubai على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني لمفاجآت صيف دبي.

 

 

 

نبذة عن مفاجآت صيف دبي 2024:

تعود مفاجآت صيف دبي في دورتها السابعة والعشرين لهذا العام من 28 يونيو إلى 1 سبتمبر 2024 لتقدم 65 يوماً من المغامرات المتواصلة من خلال آلاف العروض والأنشطة الممتعة التي يمكن القيام بها في مختلف أنحاء المدينة، وتسلط الضوء على فصل الصيف باعتباره أحد أفضل الأوقات لاستكشاف دبي. ويمكن لسكان دبي وزوارها الاستمتاع بالتسوق والعروض المذهلة في الفنادق والمعالم السياحية الشهيرة، والفعاليات الترفيهية والحفلات الموسيقية والمطاعم المتنوعة، بالإضافة إلى الأنشطة الجديدة التي تناسب الجميع. وتقدم مفاجآت صيف دبي 2024 مجموعة لا حصر لها من التجارب والعروض التي يمكن الاستمتاع بها بصحبة أفراد العائلة والأصدقاء.

 

نبذة عن مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة:

إنّ مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، هي المسؤولة عن تطوير قطاعي التجزئة والمهرجانات، وتساهم في تعزيز مكانة دبي كوجهة سياحية عالمية تحتضن العديد من الفعاليات المميّزة والأنشطة الترفيهية العائلية، وتوفّر تجارب تسوّق رائعة على مدار العام.

 

نبذة عن OpenTable:

تساعد OpenTable الشركة الرائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا المطاعم، وتابعة لشركة Booking Holdings, Inc المدرجة في بورصة ناسداك تحت الرمز (BKNG)، أكثر من 60000 مطعم حول العالم على ملء 1.7 مليار مقعد سنوياً. وتعمل تكنولوجيا OpenTable ذات المستوى العالمي على تمكين المطاعم من التركيز على فرق العمل والضيوف والنتائج المالية، ومساعدة رواد المطاعم على اكتشاف وحجز المطعم المثالي لكل مناسبة. 

 

لمزيد من المعلومات والتواصل الإعلامي:

دبي للاقتصاد والسياحة

mediarelations@dubaidet.ae
[+971] 600 55 5559

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟

مع دخول المسجد الأقصى المبارك في موسم الاقتحامات الأطول والأعتى خلال العام، والذي بدأ برأس السنة العبرية، مرورا بيوم الغفران وانتهاء بالموسم الأخطر، وهو عيد العُرش (المظال)، كان لا بد من بسط قضية التغطية الإعلامية لما يجري في المسجد على طاولة البحث والدراسة.

فالمتابع لأحوال المسجد الأقصى لا يخفى عليه التراجع الشديد مؤخرا لعدد الصور والفيديوهات التي توثق الاقتحامات، وما يقوم به أفراد جماعات المعبد المتطرفة داخل المسجد يوميا.

حتى وصل الأمر إلى أن جميع الصور والفيديوهات التي وثقت اقتحامات رأس السنة العبرية في 23 من سبتمبر/أيلول الماضي واقتحامات يوم الغفران مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، كانت من خارج المسجد، بل من خارج البلدة القديمة كلها.

وكان عدد لا بأس به من الصور التي بثتها صفحات إخبارية ووسائل إعلام عربية لتغطية الحدث قد التقطت من فوق جبل الزيتون الذي يبعد مسافة حوالي 500 متر هوائي عن أسوار المسجد الأقصى الشرقية.

وهذه الزاوية بدورها لا تغطي إلا مساحة صغيرة من المسجد الأقصى أمام الجامع القبلي، ولا يمكن منها مراقبة ما كان يجري خلال تجمع المستوطنين في المنطقة الشرقية للمسجد، أو خلال أدائهم طقوسهم الدينية في الجهة الشمالية أو الغربية من المسجد الأقصى.

أما الصور والفيديوهات التي أظهرت أفعال هذه الجماعات فكان مصدرها للأسف هو صفحات هذه الجماعات نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نشرها صورا وفيديوهات تبين ما فعله أفرادها في المسجد من باب التفاخر بإنجازاتها خلال الاقتحامات.

ولعل أحد أهم النماذج التي بينت خطورة ما يجري هو مسألة نفخ بوق رأس السنة العبري داخل المسجد، حيث غاب هذا الحدث عن التغطيات بشكل كامل، حتى ادعت جماعة "بيدينو" المتطرفة أن المستوطنين نفخوا البوق داخل المسجد خمس مرات في ذلك اليوم، بينما أظهرت شهادات المقدسيين الذين تمكنوا من الوصول إلى الأقصى في تلك الفترة سماعَ صوت البوق مرة أو مرتين خلال اليوم دون تصوير.

إعلان

ولم يكن بالإمكان تأكيد ذلك أو نفيه، إلى أن نشرت نفس الجماعة المتطرفة فيديو لأحد المستوطنين ينفخ البوق داخل المسجد قبل أن يتم إخراجه من المسجد على يد شرطة الاحتلال.

فيما يحتفي الحاخام المتطرف يهودا غليك عراب اقتحامات المسجد الأقصى المبارك بهذه العملية، ويسوقها كـ"انتصار رمزي" في معركة السيطرة الدينية على المكان.

خلال العام الأخير، شددت قوات الاحتلال قبضتها على المسجد الأقصى المبارك بشكل غير مسبوق، حيث وصل الأمر إلى تدخلها في كل صغيرة وكبيرة داخل المسجد، وحتى التدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية كمنع ذكر غزة في خطب الجمعة، أو حتى الإشارة إليها وإن من بعيد، تحت طائلة الإبعاد عن المسجد دون النظر إلى طبيعة شخصية الخطيب ومركزه الديني والاجتماعي والرسمي، كما فعلت مع الشيخ محمد سرندح خطيب المسجد الأقصى، والشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، والشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، وغيرهم.

وقد ترافق ذلك مع تضييق ممنهج على الصحفيين المقدسيين والمصورين الذين يشكلون عين الناس على ما يجري داخل المسجد، إذ أصبح كثير منهم عرضة للاستدعاء، أو الإبعاد، أو مصادرة الهواتف والكاميرات عند محاولتهم توثيق أي حدث، بل وبلغ الأمر بشرطة الاحتلال، تفتيش هواتف المصلين المسلمين أثناء وجودهم داخل المسجد الأقصى؛ للتأكد من أنهم لم يلتقطوا صورا أو فيديوهات للمستوطنين خلال الاقتحامات، الأمر الذي جعل من عملية نقل الصورة من داخل المسجد شبه مستحيلة في كثير من الأوقات.

وتشير شهادات عدد من الصحفيين والناشطين المحليين، إلى أن قوات الاحتلال لم تكتفِ بإغلاق الأبواب في وجوههم، بل قامت في أحيان كثيرة بإخراجهم من باحات المسجد قبل بدء الاقتحامات بدقائق، أو منعهم من دخول المسجد أصلا تحت ادعاءات مختلفة؛ ليبقى الميدان خاليا إلا من المستوطنين والشرطة.

وهذا الإخلاء المسبق للمكان من الإعلاميين والمرابطين يأتي ضمن خطة واضحة لتغييب الصورة الحقيقية لما يحدث، بحيث لا تصل الصورة إلا بعد انتهاء الحدث عبر الرواية الإسرائيلية الجاهزة التي تُقدَم بصفاقة على أنها "صلاة محدودة" أو "زيارة جماعية منظمة" لباحات عامة مفتوحة حسب التعريف الإسرائيلي للمسجد الأقصى.

ومع غياب العدسة الميدانية، تضعف قدرة الرأي العام العربي والإسلامي على متابعة ما يجري في المسجد، لتتحول القدس إلى مجرد عنوان عابر في نشرات الأخبار، بينما تتواصل في داخلها عمليات فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بهدوء وصمت تام.

فالمشهد الذي كان قبل سنوات يملأ الشاشات بأصوات التكبير والاحتجاج، أصبح اليوم صامتا إلا من بيانات مقتضبة تصدر عن دائرة الأوقاف الإسلامية، أو وزارة الخارجية الأردنية، أو عن بعض المؤسسات المختصة والمهتمة.

إن ما يجري ليس مجرد صدفة ظرفية، بل هو نتاج سياسة طويلة المدى تهدف إلى سلخ المسجد الأقصى عن حضوره الإعلامي، وهو جزء من هندسة الوعي العام بإلغاء المسجد منه.

فالمعركة على المسجد ليست معركة حجارة ومبانٍ فقط، بل معركة رواية وصورة وذاكرة، إذ إن المشهد المرئي هو واحد من أبرز أدوات تحفيز الوعي القادرة على خلق التعاطف لدى الناس، ومن يمتلكُ القدرة على نقل الصورة، يملك القدرة على تشكيل الرواية، ومن يحتكرُ الرواية، يستطيع أن يبرر الفعل ويطمس الحقيقة.

إعلان

ولأن الاحتلال أدرك مبكرا أن صورة الجندي وهو يقتحم المسجد أو صورة المستوطن وهو يرفع علمه في باحات الأقصى كفيلة بإشعال غضب عالمي واسع، فقد قرر أن يمنع الكاميرات من الدخول، وأن يفتح المجال بالمقابل لعدسات إسرائيلية مختارة تلتقط المشهد بالطريقة التي يريدها هو، ثم تُوزع لاحقا في وسائل التواصل الاجتماعي لجماعات المعبد المتطرفة مصحوبة برؤيتها وتبريراتها للحدث.

ما يزيد خطورة المشهد أن منصات التواصل الاجتماعي التي شكلت على الدوام أداة مهمة لنشر ما يجري في الأقصى، ومقاومة التعتيم الإسرائيلي، أصبحت هي الأخرى ساحة للرقابة الصامتة.

فبمجرد أن تنتشر مقاطع توثق أي اقتحامات، أو اعتداءات على المسجد الأقصى أو المصلين فيه، تُحجب أو تُخفض درجة ظهورها؛ بحجة "مخالفة معايير المجتمع"، وهو ما يجعل التعتيم اليوم أكثر إحكاما وتطورا، إذ لم يعد بحاجة إلى جنود يمنعون الكاميرات عند الأبواب بالضرورة، بل يكفي أن تعمل خوارزميات الشركات الكبرى لحجب الصورة في لحظة.

بالمقابل، فإن المرابطين والناشطين المقدسيين الذين يوثقون لحظات الاقتحام والاعتداء، ولو من بعيد وينشرونها بسرعة قبل أن يقبض عليهم الاحتلال، أصبحوا اليوم خط الدفاع الأول عن الذاكرة البصرية للمسجد، ولولاهم لانقطعت الصلة بين العالم وبين ما يجري فعلا في باحاته. لكن هذه الجهود الفردية، مهما بلغت شجاعتها، تفتقد اليوم إلى منظومة دعم إعلامي ومؤسسي تحميها للأسف.

إذن، فالتعتيم الإعلامي لم يعد مجرد عَرَض جانبي للصراع على المسجد الأقصى، بل أصبح أداة رئيسة في إدارة المشهد. فحين لا تُرى الانتهاكات، لا يُحاسَب أحد، وحين تغيب الصورة، يغيب معها الإحساس بخطورة ما يجري. ولهذا يبدو الاحتلال أكثر حرصا على إغلاق العدسات من حرصه على إغلاق الأبواب.

هذا يفتح الباب للسؤال عن كيفية التعامل مع ما يجري، وهنا لا بد من الإشارة مباشرة إلى الجهات الرسمية في المسجد الأقصى، وتحديدا دائرة الأوقاف الإسلامية التي تتبع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الأردنية، التي بات الاحتلال يتعامل معها باعتبارها تدير الوجود الإسلامي داخل المسجد الأقصى فقط، ولا تدير المسجد نفسه، وهذا الأمر ينبغي عدم السكوت عنه وعدم التهاون معه.

إن المطلوب من الأردن الرسمي أن يمارس حقه القانوني والسياسي الكامل في إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك حتى لو أدى ذلك إلى تأزيم الموقف مع إسرائيل، فالتأزيم وإن كان يبدو سلبيا للوهلة الأولى إلا أن نتائجه على المستويين؛ المتوسط والبعيد إيجابية، فالاحتلال الذي يحاول أن يظهر اليوم قويا بإطلاق جنونه في غزة والضفة الغربية في الحقيقة لا يمكنه في هذا الوقت المغامرة بفتح جبهات أكثر من اللازم.

ومغامرة التصعيد والتأزيم مع بلد مثل الأردن، ستعمق الشرخ في المجتمع السياسي الإسرائيلي المنقسم على نفسه أصلا، خاصة بالنظر إلى أن الأردن يقع على أطول خط حدود برية مع إسرائيل.

ملف المسجد الأقصى بالنسبة للأردن يعتبر مسألة وجودية لا يمكن ولا يجوز التهاون فيها مهما كانت النتائج. ولذلك، فإن أقل ما يمكن للأردن أن يفعله هو ممارسة حقه المكفول بموجب القانون الدولي باعتباره يمثل السلطة الدينية صاحبة الحق الحصري في إدارة الأقصى وصيانته وإعماره بما في ذلك مراقبة كافة أرجاء المسجد الأقصى ونشر حراسه فيها لتوثيق ونشر ما يحدث فيه من عدوان لا يمكن السكوت عنه؛ وإلا فإن هذا التعتيم المقصود يمكن أن يكون مدخلا لطمس هوية الأقصى والتأسيس للمعبد معنويا وماديا تحت ستار الحصار والتعتيم، وعند ذلك لن ينفع الندم.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • خلال 24 ساعة... إليكم عدد المهام التي نفذها الدفاع المدني
  • مجزرة داخل مطعم في أميركا
  • مفاجآت في تشكيل منتخب مصر أمام غينيا بيساو
  • توقيف سارق مطعم في دوحة عرمون بعملية نوعية لشعبة المعلومات
  • لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟
  • نتائج بطولة الكأس البرونزية لرماية الأطباق المروحية
  • الذهب يحقق أعلى مستوى تاريخي ..اعرف الأسعار بالتفاصيل
  • الشاورما تتصدر قائمة الأطعمة الأكثر طلبا في قطارات “أورورا” التي تربط بين موسكو و بطرسبورغ
  • 91 عملاً للمقاومة في الضفة والقدس المحتلة خلال أسبوع
  • أسعار الحديد بالأسواق المصرية اليوم الجمعة