مع تزايد استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية في حياتنا اليومية، أصبح من الضروري توعية الأطفال والمراهقين بالمخاطر المحتملة التي قد تواجههم عبر هذه التقنيات. فالإنترنت، على الرغم من فوائده الكثيرة، ينطوي على مخاطر تهدد سلامة وأمان الأطفال إذا لم يتم إرشادهم وتوجيههم بشكل صحيح.

أولًا: المحتوى الضار
قد يتعرض الأطفال لمحتوى إباحي أو عنيف أو متطرف عبر مواقع الإنترنت أو مقاطع الفيديو والصور.

هذا المحتوى قد يترك آثارًا سلبية على نفسية الطفل وتصوره للعالم.

ثانيًا: الاستغلال الجنسي
تزايدت ظاهرة استغلال الأطفال جنسيًا عبر الإنترنت، حيث يقوم المنتِمون إلى شبكات إجرامية باستدراج الأطفال للتواصل معهم والحصول على صور وفيديوهات جنسية. هذه الممارسات الإجرامية لها عواقب وخيمة على صحة الأطفال النفسية والجسدية.

ثالثًا: التنمر الإلكتروني
يتعرض الكثير من الأطفال لأشكال مختلفة من التنمر الإلكتروني كالسخرية والإساءة والتهديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا النوع من التنمر قد يسبب آثارًا نفسية بالغة على الأطفال والمراهقين.

رابعًا: إدمان الإنترنت
قد يؤدي الاستخدام المفرط والاندماج الزائد في العالم الرقمي إلى إدمان الإنترنت، مما ينعكس سلبًا على التحصيل الدراسي والعلاقات الاجتماعية للأطفال والمراهقين.

للوقاية من هذه المخاطر، يجب على الآباء والمدارس اتخاذ إجراءات وقائية صارمة، منها:

متابعة استخدام الأطفال للإنترنت والأجهزة الذكية.
تركيب برامج حماية وتصفية المحتوى الضار.
تعليم الأطفال كيفية التعامل الآمن مع الإنترنت.
تشجيع الأنشطة والهوايات خارج العالم الرقمي.
فتح قنوات اتصال مفتوحة بين الأطفال والوالدين.

هناك عدة طرق فعالة لتعليم الأطفال كيفية استخدام الإنترنت بأمان:

الحوار والتواصل المفتوح:
يجب على الآباء إقامة حوار مفتوح مع أطفالهم حول المخاطر المحتملة على الإنترنت. من المهم أن يشعر الأطفال بأنهم يستطيعون التحدث بحرية عن أي مخاوف لديهم دون خوف من العقاب أو الإدانة.

تعليم مهارات التصفح الآمن:
ينبغي تدريب الأطفال على كيفية التعرف على المواقع الآمنة والموثوقة، وتجنب المحتوى الضار أو المشكوك فيه. كما يجب تعليمهم عدم مشاركة معلومات شخصية أو صور على الإنترنت.

استخدام برامج الحماية والتصفية:
ينصح بتركيب برامج حماية وتصفية المحتوى على أجهزة الأطفال لتقليل مخاطر تعرضهم للمحتوى الضار. لكن يجب أن يكون هذا مقترنًا بالتوجيه والإرشاد وليس البديل عنه.

تحديد قواعد استخدام الإنترنت:
وضع قواعد واضحة مثل حظر استخدام الإنترنت في الغرف الخاصة أو تحديد ساعات استخدام معينة. يساعد ذلك في مراقبة استخدام الأطفال وضمان سلامتهم.

تشجيع الأنشطة خارج العالم الرقمي:
يجب على الآباء تشجيع الأطفال على ممارسة هوايات وأنشطة اجتماعية خارج نطاق الإنترنت، لتوازن استخدامهم للعالم الرقمي.

تعليم الأطفال قيم المواطنة الرقمية:
من المهم تعليم الأطفال قيم الاحترام والتسامح والمسؤولية عند التواصل عبر الإنترنت. هذا يساعدهم على تجنب التنمر الإلكتروني وغيره من السلوكيات السلبية.

من خلال تطبيق هذه الأساليب، يمكن للآباء تمكين أطفالهم من استخدام الإنترنت بطريقة آمنة وفعالة.
بهذه الطرق، يمكننا حماية أطفالنا من المخاطر المحتملة للإنترنت والمساعدة في تنشئتهم بطريقة آمنة وصحية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإنترنت أسعار خدمات الانترنت إدمان الانترنت استخدام الإنترنت تعلیم الأطفال

إقرأ أيضاً:

في مواجهة التنمر السياسي ضد المرأة اليمنية

حمود السعودي

في خضم الأزمة السياسية والانهيار المجتمعي الذي تعيشه بلادنا منذ أكثر من عقد، تتجدد – وبشكل مؤسف ومخزٍ – محاولات إقصاء المرأة اليمنية من الحضور في الفضاء العام، ليس فقط بالإقصاء المؤسسي، بل – هذه المرة – بالتحريض والتشويه والتشكيك في النوايا والانتماءات.

ما يُثير القلق أكثر، أن هذه الحملات لا تصدر عن أطراف مجهولة أو حسابات وهمية فقط، بل من أصوات تدّعي الانتساب للنخبة السياسية والإعلامية والصحفية، بل وتتمسح بلبوس الوطنية، بينما تُمارس أبشع أشكال العنف الرمزي والاجتماعي بحق نساء اختَرْن أن يكنّ في مقدمة الصفوف، في ميادين العمل الإنساني والسياسي والمدني.

إن التشكيك في وطنية المرأة اليمنية فقط لأنها فاعلة وموجودة وصاحبة رأي مستقل، هو نوع من الوصاية الذكورية الفجّة، التي تُعيد إنتاج القهر الاجتماعي تحت عباءة الانتماء السياسي أو الاصطفاف الأيديولوجي. وهذه الظاهرة تكشف عن انحدار أخلاقي عميق في الخطاب العام، قبل أن تكون خلافًا سياسيًا.

كأستاذ لعلم الاجتماع، من واجبي أن أُذكّر بأن المرأة اليمنية كانت – ولا تزال – أحد أعمدة الصمود المجتمعي في هذه الحرب المفتوحة. هي الأم التي دفعت بأبنائها للمدارس رغم الجوع، والمعلمة التي استمرت في أداء رسالتها بلا راتب، والناشطة التي فضحت الفساد، والممرضة التي ضمدت الجراح، والإعلامية التي حملت صوت الناس إلى العالم.

فهل يُكافأ هذا النضال بالتشويه والتخوين؟

هذه حرب نفسية موازية للحرب الميدانية، تهدف إلى إسكات صوت النساء، عبر اغتيال الرموز والتشهير والسخرية والغمز واللمز، وهي أدوات لا تقل عن الرصاص خطرًا وتأثيرًا.

علينا جميعًا أن نُقاوم هذا الانحراف الخطابي بكل وضوح. الدفاع عن كرامة النساء الفاعلات في الشأن العام ليس ترفًا أخلاقيًا، بل واجب وطني. وغياب الموقف الصريح من هذه الحملات يعني – ضمنيًا – القبول بها أو التواطؤ معها.

الرهان على وطن جديد لا يكون دون تحرير الخطاب العام من الكراهية والنفاق الذكوري، وإعادة الاعتبار لحق المرأة الكامل في الفعل والمشاركة والقرار.

إنه اختبار أخلاقي قبل أن يكون سجالاً سياسياً.

المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك

 

 

مقالات مشابهة

  • مختصون: عدم استخدام كراسي الأطفال في المركبات يهدد سلامتهم
  • لحماية الأطفال من التنمر الإلكترونى.. أوروبا تتجه لتحديد سن الرشد الرقمي
  • دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي تلزم رياض الأطفال بـ 240 دقيقة أسبوعياً لتعليم اللغة العربية
  • بميزانية معقولة.. أدوات فعالة تقي سيارتك من جحيم الصيف
  • في مواجهة التنمر السياسي ضد المرأة اليمنية
  • ابتكار رقمي يثير المخاوف.. «مسح العين» للتحقق من الهوية على الإنترنت
  • أبوظبي تُلزم رياض الأطفال بتخصيص 240 دقيقة لتعليم اللغة العربية
  • إلزام رياض الأطفال بـ240 دقيقة أسبوعياً لتعليم اللغة العربية
  • خبير تركي يحذر: منشورات الإجازة والواي فاي العام قد تعرّضك للسرقة والاختراق السيبراني
  • استخدام الأطفال في العمل القسري يعرض للسجن المشدد 5 سنوات