فوز كامالا هاريس لن يؤثر على الأجندة الاقتصادية الأمريكية
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
يشكل الاقتصاد الأميركي أهمية بالغة لتحقيق الازدهار طويل الأمد داخل الولايات المتحدة ولضمان الاستقرار العام على المستوى العالمي، حيث تستفيد بقية اقتصادات العالم، بشكل مباشر أو غير مباشر، من البنية الأساسية الواسعة للسوق الأميركية، ونظامها المالي العميق، وأطرها التنظيمية القوية.
ومع ناتج محلي إجمالي اسمي متوقع قدره 28.
ولذلك، يجب فهم تداعيات الانتخابات الأميركية على الاقتصاد العالمي، خاصة لأن كلا المرشحين الرئيسيين (دونالد جيه ترامب وكامالا هاريس) يتبنى أجندات اقتصادية مختلفة.
كامالا هاريس
وتسعي المرشحة كامالا هاريس، النائبة الحالية للرئيس الأمريكي لأن تصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة وأول امرأة تشغل هذا المنصب على الإطلاق.
تشغل هاريس حالياً منصب النائب التاسع والأربعين لرئيس الولايات المتحدة، وقد شغلت هذا المنصب منذ عام 2021 في عهد الرئيس جو بايدن.
وهذا يجعل هاريس مرشحة لخلافة الرئيس الحالي، مما يشير إلى أن أجندتها تتمحور حول "الاستمرار" في تنفيذ السياسات الاقتصادية الحالية المعروفة للمستثمرين والمحللين، مع برنامج يركز على العدالة الاجتماعية، والمساواة، والاستدامة، والقطاعات المستقبلية، وذلك بهدف تعزيز وتعميق وتحديث المنصة التقليدية للحزب الديمقراطي.
وبعبارة أخرى، تدعم هاريس فرض إجراءات تنظيمية أكثر صرامة على الشركات، وتقديم المزيد من الإعانات الاجتماعية للعمال والطبقة الوسطى، وزيادة الضرائب على الشركات والأسر ذات الدخل المرتفع، وتبني سياسة أكثر انفتاحاً تجاه المهاجرين، واتباع نهج تقليدي أكثر فيما يتعلق بالتجارة الخارجية.
ويسلط تحليل QNB الضوء على ثلاث نقاط رئيسية في أجندة هاريس الاقتصادية.
إعادة توزيع الدخل والثروات
يوضح تقرير QNB أن هاريس في حال انتخابها، تميل إلى انتهاج سياسة مالية تقدمية بدرجة أكبر، بمعنى سياسة تدعم إعادة توزيع الدخل والثروات، وفرض المزيد من الضرائب على الأسر ذات الدخل المرتفع مع إنفاق المزيد على الأسر ذات الدخل المنخفض.
ويقترح الديمقراطيون رفع الضرائب على دخل الشركات إلى 28% من 21%، وهو مستوى متوسط بين المعدل الحالي والمعدلات الأعلى التي كانت سائدة قبل تخفيضات ترامب الضريبية في عام 2017.
وهذا تناقض صارخ مع اقتراح ترامب بتخفيض ضريبة دخل الشركات إلى 15%.
علاوة على ذلك، من المتوقع أيضاً أن تتم زيادة ضريبة الدخل الفردي على أولئك الذين يجنون أكثر من 400 ألف دولار أمريكي سنوياً في حال تم انتخاب هاريس، حيث يبدو أن الديمقراطيين غير راغبين في تمديد الإعفاءات الضريبية المؤقتة التي تم إقرارها في عام 2017 لهذه الفئة من السكان.
ولكن هذا لا يعني أن رئاسة هاريس سوف تؤدي إلى تشديد مالي، حيث يتضمن جزء من أجندتها أيضاً نفقات إضافية على الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والبنية التحتية وتحقيق التحوّل في مجال الطاقة وتقديم الدعم للقطاعات الاستراتيجية.
ومن الممكن أن تساهم هذه التدابير المالية مجتمعة في زيادة العجز المالي، الذي يبلغ حالياً 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي الممكن. ومن المرجح أن يكون التأثير الإجمالي لهذه التدابير على النمو إيجابياً، حتى إذا أدى الإصدار المحتمل لمزيد من سندات الدين الحكومية إلى ارتفاع العائدات طويلة الأجل.
الإجراءات التنظيمية
ويبدو أن هاريس ملتزمة بتبني نهج أكثر صرامة فيما يتعلق بالإجراءات التنظيمية، مما يزيد من تشديد الأوضاع في مختلف القطاعات. وستكون التشريعات البيئية من الأولويات، مع سياسات مناخية شاملة تهدف إلى الحد من الانبعاثات من خلال معايير أكثر صرامة للصناعات والمركبات.
ومن المرجح أن تقوم هاريس بتيسير عملية إصدار التراخيص لمشاريع الطاقة الخضراء مع فرض لوائح أكثر صرامة على صناعات الوقود الأحفوري. كما سيتم إنفاذ قوانين مكافحة الاحتكار بشكل أكثر صرامة، وقد يشمل ذلك اتخاذ تدابير لتفكيك الشركات الكبيرة ومنع السلوكيات المناهضة للمنافسة. ونتيجة لذلك، ستستفيد بعض القطاعات المستهدفة، مثل الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، من هذه التدابير، في حين من المرجح أن يشكل تأثيرها الإجمالي عبئاً إضافياً على القدرة التنافسية.
قوانين الهجرة
ويوضح تقرير QNB أن موقف هاريس تجاه الهجرة قد يكون له تأثير كبير على التركيبة السكانية وأسواق العمل في البلاد. لقد دعمت هاريس باستمرار إصلاح قوانين الهجرة من خلال الموازنة بين تأمين الحدود والمعاملة الإنسانية للمهاجرين وتوفير سبل لتجنيس المهاجرين غير الشرعيين الذين عاشوا في البلاد لفترة طويلة. وهذا أمر مهم، لأن المهاجرين غير الشرعيين يشكلون حوالي 4-5% من سكان الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، تعتبر هذه الفئة مهمة لتوفير العمالة لقطاع الخدمات وعقود العمل بنظام الساعة، مما يحول دون حدوث ضيق حاد في سوق العمل ويعوض عن الاتجاهات الديموغرافية. في المدى المتوسط، سيساهم هذا الأمر في تحقيق نمو معتدل في متوسط الأجور والتضخم. وسيكون للتركيبة الديموغرافية المواتية تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي.
وينتهي التقرير إلي أنه إذا فازت هاريس بالرئاسة، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى استمرار الأجندة الاقتصادية الأمريكية الحالية، لا سيما في مجالات المالية والإجراءات التنظيمية والهجرة. وفي المجمل، سيكون لأجندتها المقترحة تأثيرات متباينة على النمو، حيث ستعمل السياسات المالية والسياسات المرتبطة بالهجرة على تعزيز النشاط الاقتصادي، في حين قد تؤثر القيود التنظيمية الأكثر صرامة على نمو الناتج المحلي الإجمالي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامالا هاريس النائبة الحالية الولايات المتحدة اقتصادات العالم بايدن الولایات المتحدة أکثر صرامة
إقرأ أيضاً:
السلطات الأمريكية تطلب من السياح كلمات سر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي
تخطط الإدارة الأمريكية لفرض إجراء جديد يلزم جميع السائحين الأجانب بتقديم سجلات حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الخمس الماضية عند دخول الولايات المتحدة.
ووفق إشعار نشر يوم الثلاثاء في السجل الفيدرالي الصادر عن هيئة الجمارك وحماية الحدود إلى أن تقديم هذه البيانات سيكون إلزاميا للداخلين الجدد إلى الولايات المتحدة، بغض النظر عما إذا كانوا قادمين من دول تتطلب الحصول على تأشيرات مسبقة.
وتعد المملكة المتحدة وألمانيا من بين الدول التي لا يشترط مواطنوها الحصول على تأشيرة، وهو ما يعني إضافة إجراءات جديدة قد تشكل عبئا إضافيا على المسافرين من هذه الدول.
ويستعيض هؤلاء حاليا عن التأشيرة بإكمال نموذج نظام التفويض الإلكتروني للسفر.
وقد رفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب مستوى القيود المفروضة على دخول الأجانب، بينما ركز الرئيس خلال حملته الانتخابية على تشديد سياسات الحدود والهجرة. وتضيف هيئة الجمارك وحماية الحدود، إلى جانب سجلات وسائل التواصل الاجتماعي، حقول بيانات جديدة تشمل عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف التي استخدمها المسافر خلال السنوات الخمس الماضية، إضافة إلى عناوين وأسماء أفراد عائلته.
ولم تصدر وزارة الأمن الداخلي تعليقا فوريا على هذا المقترح، بينما يتيح السجل الفيدرالي للجمهور مهلة قدرها ستين يوماً لتقديم الملاحظات.
وتستعد الولايات المتحدة لاستضافة فعاليات كأس العالم لكرة القدم العام المقبل، وهو حدث يجذب جماهير من مختلف دول العالم، بما في ذلك من المملكة المتحدة ودول أخرى لا تفرض الولايات المتحدة على مواطنيها الحصول على تأشيرة دخول.
وفي يونيو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية أنها ستلزم المتقدمين للحصول على أنواع محددة من التأشيرات بجعل حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي متاحة للعامة.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية أيضا توسيع نطاق ما يسمى بمراجعة الوجود الإلكتروني ليشمل المتقدمين للحصول على تأشيرة H-1B.
المصدر: NBC news
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/11 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة مجلس الأمن يبحث تعزيز دور الشباب في السلم والأمن مع لجنة بناء السلام2025/12/11 وفد من منظمة الصحة العالمية يزور الإمدادات الطبية للوقوف على نظام توزيع الإمداد الدوائي2025/12/11 ولاية أمريكية تصنف “الإخوان المسلمين” ومجلس “كير” منظمتين إرهابيتين2025/12/10 طرد معلم بريطاني بعد قوله لتلميذ مسلم إن بريطانيا ما زالت دولة مسيحية2025/12/10 ترامب يهدد المكسيك2025/12/10 إيران تعلن الاتحاد مع مصر ضد المثليين في المونديال2025/12/09شاهد أيضاً إغلاق عالمية الخارجية الروسية: محاولات الاستيلاء على الأصول المجمدة في الغرب تشكل خطرا على كافة الدول 2025/12/08الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن