حرب الاستنزاف المكلفة مستمرة حتى إنهاك الطرفين؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
تتوسع مشاركة إسرائيل و" حزب الله"في الحرب نحو قواعد اشتباك متحركة، إذ يشمل الصراع ضربات في عمق إسرائيل يرد عليها الجيش الإسرائيلي بضرب أهداف الحزب العسكرية.
وكتب مراسل" النهار" في باريس سمير توبتي: تغيير قواعد الاشتباك والتهديد المتزايد من الطرفين لا يعنيان تصعيدا ميدانيا. فالحرب النفسية ليست بالضرورة إشارة إلى أن الحرب الشاملة آتية، وفي ظل مخاوف الطرفين من التصعيد، قد يشكل ذلك بديلا.
وإسرائيل في هذا السياق لن ترغب في خوض حرب ضد "حزب الله" نظرا إلى قدراته الصاروخية، قبل تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة في غزة، لأن السلطات العسكرية الإسرائيلية تعلم أنه لا يمكنها التعامل بمفردها مع معركة في غزة وشمال إسرائيل، ولم تحصل من حلفائها على الدعم للقيام بهذه المغامرة.
ولن ترغب الولايات المتحدة التي تستعد للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل في الانجرار إلى دعم إسرائيل في حربها، فيما كل المؤشرات تتخوف من توسع الحرب وتحول الشرق الأوسط إلى مستنقع تغرق في وحوله. لذلك يواصل الرئيس جو بايدن ضغوطه على الأطراف لتهدئة التصعيد بين إسرائيل والحزب، وقد أرسل موفده آموس هوكشتاين لحض الطرفين على وقف التصعيد. فهل تكون المحاولة الأخيرة؟
في الانتظار، من المرجح نظرا إلى عدم تقدم المفاوضات، أن تستمر إسرائيل والحزب في اللعب على حافة الهاوية واستخدام الحرب النفسية على نحو متزايد وتحدي الولايات المتحدة والغرب، فتتعثر مبادرتهم لوقف القتال أشهرا، إلى حين معرفة ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الأميركية.
والحال أن هذا التصعيد موجه نحو جماهير الطرفين: نتنياهو يريد تأكيد تصميمه العسكري على إنهاء تنظيم "حماس" من جهة، وتأمين سلامة حدوده الشمالية من جهة أخرى لعودة المهجرين إلى ديارهم والإفراج عن الرهائن، فيبدو كمن يقاتل من أجل نصرة إسرائيل وشعبها، غير مبال بالضغوط الأميركية الذي ستنخفض مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
ويريد "حزب الله" في المقابل المحافظة على صدقيته كطرف فاعل داخل محور المقاومة المدعوم من إيران والمعادي لإسرائيل والولايات المتحدة في نظر مناصريه الذين يتحملون تكلفة متزايدة من الخسائر البشرية وفي الممتلكات، في ظل وضع هش للغاية في لبنان.
وستستمر المواجهة بين الطرفين ما دام الصراع مستمرا في غزة. وكلما مر الوقت زاد احتمال توسع المواجهة، وتبدلت قواعد الاشتباك الخاصة بهما، مما يدل على أن مفاهيم وضع خطوط حمر لتجنب التصعيد أصبحت بلا أي معنى. وقد تتحول حرب المساندة التي بدأت في الثامن من تشرين الأول الماضي إلى حرب استنزاف مكلفة حتى يقتنع الطرفان بأن لا جدوى من استمرارها، لأنها لن تؤدي إلى أي مكتسبات إضافية، وتوقّفها اليوم يوفر مزيدا من القتل والدمار.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
استطلاع رأي لـ جالوب : تراجع حاد في تأييد الأمريكيين لـ إسرائيل
كشف استطلاع جديد أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية أن نسبة تأييد الأمريكيين للحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حيث أيد 32% فقط من المستطلعين استمرار الحرب، مقارنة بـ50% في نوفمبر الماضي.
وبحسب نتائج الاستطلاع الذي أُجري بين 7 و21 يوليو الجاري، فإن نسبة التأييد بين الناخبين الديمقراطيين هبطت من 36% إلى 8% فقط، ما يعكس حالة استياء متزايدة داخل القاعدة الديمقراطية تجاه السياسات الإسرائيلية، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة.
في المقابل، حافظ الناخبون الجمهوريون على تأييدهم المرتفع لإسرائيل، إذ عبر 71% منهم عن دعمهم للعدوان الإسرائيلي علي القطاع، وهي نفس النسبة التي سجلت في نوفمبر 2023، مما يعكس أوسع فجوة حزبية تسجلها جالوب بشأن الصراع.
ويأتي هذا التراجع في وقت تتزايد فيه الانتقادات الموجهة لحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة من الحزب الديمقراطي، حيث أظهرت نتائج الاستطلاع أيضًا انخفاضًا كبيرًا في شعبية نتنياهو وتنامي الرفض داخل الأوساط الديمقراطية للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران.
يذكر أن الاستطلاع تم بالتزامن مع زيارة رئيس وزراء الاحتلال لواشنطن، وقبيل تفاقم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية في غزة، حيث تشير المعطيات إلى تآكل الدعم التقليدي الذي كانت تحظى به إسرائيل، لا سيما في أوساط الليبراليين الأمريكيين.