فيديو| الحياة بعد الستين"ضحك ولعب وحب"
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
“ضحك ولعب وحب” هو شعار العشرات من المحالين على المعاش بالإسماعيلية..الذين رفضوا الاستسلام لروتين الحياة اليومي وقرروا ان يصنعوا لانفسهم عالم خاص مع رفاقهم...
عالم مليء بالحيوية والبهجة والحب والفسح والرحلات والرياضة غير من حياتهم للأحسن نفسيا وصحيا ومعنويا وجعل منهم مصادر بهجة لمن حولهم.
أكثر من ٥٠٠ عضو من مدينة الإسماعيلية مابين سيدات ورجال احيلوا على المعاش وتجاوزت أعمارهم الستين بل ان البعض منهم قد قارب على الثمانين .
هنا الحياة تبدأ بعد الستين ...فقط هنا يستمتع الجميع ...يعودون كما لو كانوا في العشرينات ....وكأنهم يعوضون ما فاتهم في زمن الشباب فيعيدوا الكرة من جديد ولكن بروح ونضج الستين... لسان حالهم يردد آن الأوان لنعيش لأنفسنا قليلا فقد بذلنا الجهد والوقت في شبابنا مع الأبناء والاحفاد وحان الوقت لنستمتع بما فاتنا ونعيش ساعات مع رفاقنا .
تقول آمال علام موجهة دراسات اجتماعية سابقة بالتربية والتعليم ورئيس مجلس إدارة اللجنة النقابية للمحالين على المعاش بالتربية والتعليم لبوابة الوفد الإلكترونية" اكتر من ٥٠٠ عضو مشترك معنا باللجنة نسعى جميعا للتكاتف .نشأت بيننا علاقات وتكونت بيننا الصداقات المحترمة والود بل ان هناك حالات فردية لزيجات تمت بالفعل بين الأعضاء ".
وتضيف "اغلب الأعضاء هنا كانوا يعانون من الوحدة والفراغ بعد سن المعاش وزواج الابناء وانشغال الاهل .وكان المسار الطبيعي في هذه الحالة الاستسلام للمشاعر السلبية والامراض والمكوث في المنزل ولكنهم قرروا الخروج من النفق المظلم واستغلال الوقت .ولاننا جميعا ظروفنا متشابهة نسبيا وجدنا لأنفسنا مفر وملجأ نهرب به إلى الحياة ".
وتابعت علام " اخدت زمام المبادرة مع عدد من الزملاء وتواصلنا مع اتحاد المعاشات وقررنا انشاء لجنة بالإسماعيلية تضم المحالين على المعاش وتهدف للعمل على تهيئة مناخ صحي ونفسي وترفيهي ملائم لكبار السن وجميع القائمين يعملون تطوعيا دون اجر ..
وقالت علام والتي تم إطلاق اسمها على اللجنة " عام ونصف مروا على إنشاء اللجنة والنتيجة تزايد في أعداد الأعضاء المشاركين يوما بعد يوم و الحالة النفسية تحسنت جدا للجميع وأمراض الشيخوخة بدأت تتوارى مع الكثير منا مع المقابلة باستمرار والخروج للشواطيء والحدائق والمتنزهات وتناول الطعام معا وممارسة الرياضة صباحا لمدة ساعة ٣ مرات أسبوعيا .وتابعت استعيد حيويتي ونشاطي مع كل لحظة يقضيها الأعضاء في سعادة وفرحة ودعوة طيبة من قلوب هؤلاء الاصدقاء الذين وجدت معهم ايضا نفسي وراحتي.
هذا المناخ كما ساهم في تحسين الحالة المزاجية والنفسية والصحية للاعضاء أيضا كان سبب في الشعور بالطمأنينة لدى ابناءهم الذين وجدوا في أنشطة اباءهم وامهاتهم طوق نجاة من اية اعراض شيخوخة قد يتعرضوا لها.
وتقول نرمين علي محاسب بالإسماعيلية أن والدتها كانت تعاني من الوحدة بعد طلوعها على المعاش وعادة ما كانت تشعر بالملل بسبب تواجدها بمفردها ورغم محاولاتنا كابناءها التواجد معها ورعايتها الا ان ذلك لم يغير من نفسيتها وشعورها بالفراغ ولكن بعدما انضمت لأعضاء اللجنة وبدأت تشارك في الأنشطة وجدنا حيوية ونشاط عاد إليها من جديد كما كانت قبل الخروج على المعاش .وصار لها حياة جديدة باصدقاء جدد من نفس السن ولهم نفس الاهتمامات .واليوم بعد انضمام امي للجنة منذ ٥ أشهر تقريبا المس تغيرا جذريا في نفسية وصحة امي .وصرت مطمئنة عليها .كلما هاتفتها أجدها مع اللجنة مرة في الشاطيء ومرة في الحدائق ومرة يتناولون الغداء معا .وفي كل مرة أجدها افضل من المرة التي قبلها .وهو ما جعلني ممتنة للقائمين على اللجنة لاهتمامهم وسؤالهم عن بعضهم .
وتقول الحاجة والدة نرمين كل يوم عندنا نشاط مفيش يوم فاضيين وأن غاب حد فينا الكل يتصل ويطمن عليه.والحاجة آمال رئيس اللجنة تهتم بكل واحد فينا وتسأل علينا لو حد غاب ..بنتجمع في رحلات أسبوعية.. ومسابقات ثقافية ... وزيارات دورية لأي مريض مننا ...واحتفالات بأعياد ميلاد الأعضاء مواليد كل شهر .. ايضا بنتجمع في حفلات زفاف الأبناء والنجاح للاحفاد ..وكل ذلك في جو من البهجة والتآلف بين الجميع .وكأننا أسرة واحدة.
ممارسة الرياضة ثلاثة مرات أسبوعيا بات روتين يعتاد عليه الأعضاء ويشرف عليه بشكل تطوعي ودون مقابل الكابتن شعبان عبد الحق مدرب كرة طائرة سابق على المعاش .
ويقول الكابتن للعام السابع على التوالي مستمر في تدريب المحالين على المعاش والهدف هو تحقيق اللياقة البدنية للمشتركين من خلال تنفيذ برنامج تدريبي يتناسب مع أعمارهم وحالتهم الصحية ويستهدف تنشيط الدورة الدموية ومساعدتهم على الحركة دون الاعتماد على احد. ويتابع أن التمرين مدته ٤٥ دقيقة تقريبا بواقع ٣ مرات أسبوعيا ويكون في السابعة صباحا.وتم اختيار هذا الموعد لانه الأفضل في تنشيط الجسم وحرق السعرات الحرارية كما ان اغلب كبار السن معتادين على الاستيقاظ مبكرا مع صلاة الفجر ايا كان الطقس حار او بارد ..ويضيف هناك تحسن واضح في صحة المشتركين خاصة مرضى السكر الذين لاحظوا انخفاض معدلات السكر في الدم بالاستمرار في ممارسة الرياضة وايضا مرضى العظام الذين يعانون من الخشونة في المفاصل أصبحوا قادرين على الحركة افضل مما كانوا عليه من قبل ممارسة الرياضة .
وأضاف هذه المجموعة تضرب مثلا حيا للأمل والحيوية والإصرار على حب الحياة رغم التحديات التي يواجهونها .
الأنشطة اليومية التي يتم توثقيها اولا بأول على مواقع التواصل الاجتماعي بالإسماعيلية كانت هي الأخرى سبب في انجذاب أعداد كبيرة من كبار السن ليدعمون بعضهم ويتشاركون في لحظات ممتعة وحياة جديدة تبدأ بعد الستين .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخروج على المعاش الاسماعيليه مبادرة الشيخوخة الحدائق والمتنزهات مرضى السكر مدينة الإسماعيلية على المعاش بعد الستین
إقرأ أيضاً:
الجعفراوي قبل استشهاده: أنا الآن في الجنة مع رفاقي الذين سبقوني
شارك على عامر الجعفراوى، شقيق صالح الجعفراوى، الذي استشهد أمس في غزة، وصية مؤثرة كتبها أخوه قبل مفارقته الحياة عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعى، عبّر فيها صالح عن ثباته وإيمانه بطريق المقاومة حتى اللحظة الأخيرة من حياته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، القائل: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.” أنا صالح. أترك وصيتي هذه، لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين.
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، عشتُ الألم والقهر بكل تفاصيله، وذُقت الوجع وفقد الأحبة مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، الحقيقة التي ستبقى حجة على كل من تخاذل وصمت وأيضا شرف لكل من نصر ودعم ووقف مع أشرف الرجال وأعز الناس وأكرمهم أهل غزة.
إن استشهدت، فاعلموا أنني لم أغب…
أنا الآن في الجنة، مع رفاقي الذين سبقوني؛
مع أنس، وإسماعيل، وكل الأحبة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
أوصيكم أن تذكروني في دعائكم، وأن تُكملوا المسير من بعدي.
تذكروني بصدقاتٍ جارية، واذكروني كلما سمعتم الأذان أو رأيتم النور يشقّ ليل غزة.
أوصيكم بالمقاومة…
بالطريق الذي سرنا عليه، وبالنهج الذي آمنا به.
فما عرفنا لأنفسنا طريقًا غيره، ولا وجدنا معنى للحياة إلا في الثبات عليه.
أوصيكم بأبي.. حبيب قلبي وقدوتي، من كنت أرى نفسي فيه ويرى نفسه في.. يا من رافقتني وقت الحرب بكل ما فيها .. أسأل الله أن نلتقي في الجنان وأنت راض عني يا تاج رأسي
أوصيكم بأخي ومعلمي ورفيق دربي ناجي،
يا ناجي… قد سبقتُك إلى الله قبل أن تخرج من السجن،
فاعلم أن هذا قَدَرٌ كتبه الله،
وأن الشوق إليك يسكنني،
كنت أتمنى أن أراك، أن أضمّك، أن نلتقي،
لكن وعد الله حق، ولقاؤنا في الجنة أقرب مما تظن.
أوصيكم بأمي…
يا أمي، الحياة بدونك لا شيء.
كنتِ الدعاء الذي لا ينقطع، والأمنية التي لا تموت.
دعوتُ الله أن يشفيك ويعافيك،
وكم حلمت أن أراكِ تسافرين للعلاج، وتعودين مبتسمة.
أوصيكم بإخوتي وأخواتي،
رضا الله ثم رضاكم غايتي،
أسأل الله أن يسعدكم، وأن يجعل حياتكم طيبة كقلوبكم الرقيقة التي طالما حاولت أن أكون مصدر سعادةٍ لها.
كنتُ أقول دومًا:
لا تسقط الكلمة، ولا تسقط الصورة.
الكلمة أمانة، والصورة رسالة،
احملوها للعالم كما حملناها نحن.
لا تظنوا أن استشهادي نهاية،
بل هو بداية لطريقٍ طويلٍ نحو الحرية.
أنا رسول رسالةٍ أردت أن تصل إلى العالم - إلى العالم المغمض عينيه، وإلى الصامتين عن الحق.
وإن سمعتم بخبري، فلا تبكوا عليّ.
لقد تمنّيتُ هذه اللحظة طويلًا، وسألت الله أن يرزقني إياها
فالحمد لله الذي اختارني لما أحب.
ولكل من أساء إلي في حياتي شتماً أو قذفاً كذباً وبهتاناً أقول لكم ها أنا أرحل إلى الله شهيدا بإذن الله وعند الله تجتمع الخصوم
أوصيكم بفلسطين…
بالمسجد الأقصى…
كانت أمنيتي أن أصل فناءه، أن أُصلّي فيه، أن ألمس ترابه.
فإن لم أصل إليه في الدنيا،
فأسأل الله أن يجمعنا جميعًا عنده في جنات الخلد.
اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.
سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة والمغفرة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم الشهيد بإذن الله، صالح عامر فؤاد الجعفراوي.