خانيونس - خاص صفا

 أما أمه ففقدت النظر بعينها اليمين من شدة بكاءها على فقده عامين من الحزن، وأما إخوته فانبروا يبحثون عنه ويسألون أهل القرى القريبة، وبقوا هكذا حتى ظنوا أنه استُشهد، وقلب أمه ينفي لها الخبر.

خالد أبو جامع، أحد مفقودي يوم السابع من أكتوبر 2023، الذين تجرع ذويهم مرارة الفقد المجهول، فلا هم تيقنوا باستشهاد أبناءهم، ولا هم جزموا بأنهم أحياء.

صدمة وبكاء وفرح لا تقوى قلوبهم على احتماله، أن يتلقوا اتصالاً مفاده أن "ابنك حي يُرزق وسيعود خلال أيام"، بعد عامين من فقدانه والأمل بأنه على قيد حياة.

إنهم ذوي المفقودين منذ السابع من أكتوبر، الذين اختفت آثارهم بعدما ذهبوا لمشاهدة أحداث "طوفان الأقصى"، ولم يعودوا.

جيش الاحتلال قتل عدد كبير منهم بالطائرات، وترك جثامينهم تنهشها الكلاب الضالة، فعرف بذلك ذوي عدد من هؤلاء الشهداء، فيما لم يحسم المئات مصير أبناءهم، أما معظمهم فقد جاءتهم أنباء باستشهادهم دون أن يروا جثامينهم، ليُصدموا اليوم بأنهم أحياء يُعذبون.

وتلقى عدد من أهالي المفقودين اتصالات بوجود أبناءهم في سجون الاحتلال، وأنهم ضمن قوائم الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم بموجب صفقة التبادل المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

معلومات متناقضة 

يقول محمد أبو جامع شقيق المفقود خالد من بلدة بني سهيلا بخانيونس جنوبي قطاع غزة "خرج أخي يوم سبعة أكتوبر، كباقي الناس ليشاهد الأحداث وجاء الليل ولم يعد للبيت".

ويضيف لوكالة "صفا"، أنه وباقي أشقائه بحثوا عنه منذ اليوم الأول واستمروا أسابيع، وتلقوا معلومات متناقضة.

"بعض الناس قالوا لنا أنه رأوه في بلدة خزاعة، وبعضهم قال إن الطائرة قصفت عليه واستشهد، وما عرفنا نصدق من ونكذب من".

ويصف شعور الفقد "أصعب شيء أن أفقد أخي ولا نعلم هو حي أو ميت فنرى جثمانه، كنا لا ننام الليل ولا نعيش النهار كالناس".

"أمي فقدت النظر من شدة حزنها على أخي خالد، ومع كل أخلاء استشهاده، ما صدقت ولا واحد بالمئة أنه استشهد".

صلاة وصيام ودعاء وبكاء، هكذا قضت أم خالد عامي الحرب بغزة، ولم يُنسها النزوح ودمار البيت والمجاعة، ابنها، فتعلق قلبها حتى جاءها اليقين.

يقول ابنها محمد "أمي أكثر من تعذب بفقدان خالد، وفوق هذا استشهد أخي مشعل قبل خمسة شهور، وصار وضعها صعب جدًا".

"اليوم عادت الحياة لأمي بعد أن اتصلوا علينا أناس يبلغوننا أن اسم خالد في الكشوفات وتأكدنا من هذا، ولم نعط فرحتنا لأحد".

ويستدرك "نسأل الله أن يتم علينا هذه الفرحة فنحن نعد الساعات للحظة الإفراج عن الأسرى غدًا، ليعود خالد وتعود الحياة إلينا".

ومع بريق الأمل الذي دب في قلوب هؤلاء، ينتظر آخرين تجرعوا مرارة الفقد دون معرفة مصير أبناءهم، كوالدة المفقود مراد القرا التي رددت عبارات الحمد، قائلة "حمد لله على سلامتهم وأرجوا أن نسمع خبر وجود ابني وحبيبي مراد، يارب يكون حي".

ومن المقرر أن تتم عملية تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" غدًا الاثنين، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، وفقًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتشمل صفقة التبادل الإفراج عن نحو 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد ونحو 1700 أسير من قطاع غزة احتجزوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفجر يوم الجمعة، صادقت حكومة الاحتلال، على اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، ما يعني دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بشكل فوري، وتوقف الإبادة التي تجاوزت عامين.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء يوم الثلاثاء، انتهاء الحرب في قطاع غزة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: بكاء مفقود اتفاق وقف قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أهل غزة يعودون إلى ديارهم

بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف الإبادة.. وخلاف حول قوائم الأسرى

 

عاد مئات الآلاف من أهالى قطاع غزة سيرًا على الأقدام أمس، فى طوفان بشرى من جنوب القطاع إلى شماله عبر طريق الرشيد الساحلى بالمركبات بعد انسحاب الاحتلال من محور نتساريم جنوب مدينة غزة، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وأعربوا عن فخرهم للدور المصرى البطولى الذى حافظ على القضية الفلسطينية من التصفية عبر مخططات التهجير الصهيونية الأمريكية.
أكد عضو المكتب السياسى لحركة «حماس»، عزت الرشق، أن مشاهد عودة جموع النازحين إلى بيوتِهم فى مدينة غزة رغم الدمار وانعدام مقوّمات الحياة دليل فشل كل مخططات التهجير بالقصف والتدمير والتجويع والإرهاب.
وأوضح «الرشق» أن عودة أهالى غزة والشمال رسالة واضحة للاحتلال وداعميه، بفشل محاولات إخلاء مدينة غزّة، وإقامة مستوطنات للمستوطنين والمتطرفين فيها.
وأعرب القيادى فى «حماس» عن اعتقاده بأن عودة النازحين «انتصار وإيذان بالعودة الكبرى لكل اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم وقراهم التى هجروا منها». وشدد على أن أرض غزة لأهلها، ولا مكانَ فيها للغزاة مهما بلغت التضحيات.
وأكد مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة «حماس» أنه لم يتم التوصل حتى ظهر أمس الجمعة، إلى اتفاق رسمى بشأن قوائم الأسرى ضمن صفقة التبادل. وأشار المكتب إلى أنه فى حال تم التوصل إلى اتفاق نهائى، سيتم نشر القوائم الرسمية عبر منصات مكتب إعلام الأسرى.
وتناولت وسائل إعلام إسرائيلية عدة قوائم تتضمن أسماء أسرى، سيتم الإفراج عنهم دون تأكيد من قبل وفد المفاوضات بحركة حماس.
وشدد مكتب إعلام الأسرى على أن القوائم المتداولة عن الأسرى المعتزم الإفراج عنهم فى إطار صفقة التبادل، هى قوائم غير دقيقة، يروج لها الاحتلال بهدف الضغط والتشويش على مجريات التفاوض.
وكشفت مصادر مقربة عن جلسات جديدة بشأن الأسرى ستعقد فى وقت لاحق، فيما تصر حماس على الالتزام بالقائمة التى تم الاستقرار عليها أمس. وأشارت إلى أن المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف وعد الوسطاء بالضغط على إسرائيل؛ للإفراج عن كبار الأسرى، وتراجع عن ذلك بعد لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأن القائمة التى أرسلتها إسرائيل ضمت أسماء اعترضت عليها خلال المفاوضات وخلت من أسماء أخرى كان عليها اتفاق.
ويشمل الاتفاق، المُوقّع فى شرم الشيخ، إطلاق سراح 250 من أسرى المؤبدات و1700 من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا منذ السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى الإفراج عن الأطفال والنساء جميعًا، ما يمثل خطوة كبيرة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية داخل القطاع.
وقال المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف أمس، إن الاحتلال أكمل المرحلة الأولى من الانسحاب من غزة. وأضاف أن المهلة التى تستمر 72 ساعة لإطلاق سراح المحتجزين فى غزة، بدأت.
وزعم «نتنياهو» فى كلمة متلفزة أن قواته نجحت فى الوقوف أمام حركة «حماس» وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، مضيفًا أن المرحلة المقبلة من خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى غزة هى نزع سلاح الحركة، وذلك بالتزامن مع إعلان دخول وقف النار حيز التنفيذ فى غزة، تمهيداً للإفراج عن المحتجزين.
وأضاف أن قوات الاحتلال ستبقى فى غزة لضمان نزع سلاح القطاع وتجريد حماس من أسلحتها فى المراحل اللاحقة من خطة ترامب. وقال: «إذا تحقق ذلك بالطريقة السهلة فسيكون ذلك جيداً، وإن لم يتحقق، فسيكون ذلك بالطريقة الصعبة»، على حد تعبيره. وأضاف: «عملت بطريقة مغايرة من خلال الدخول إلى غزة، ومارسنا ضغوطًا سياسية وعسكرية، بقى الجيش فى عمق غزة، وركزنا على تحرير مخطوفينا ونزع سلاح حماس»، على حد وصفه.
وزعم «نتنياهو» أن حركة حماس راوغت فى المفاوضات السابقة، واتهم كل من يقول إنه كانت هناك صفقة على الطاولة سابقًا، بأنه كاذب. وزعم «نتنياهو» الذى واجه اتهامات عدة بعرقلة التوصل إلى صفقة على مدى الأشهر الماضية، أن حماس وافقت على الاتفاق فقط بعد أن أدت خطة ترامب إلى عزلها دولياً بصورة غير مسبوقة.
وذكرت «القناة 12» العبرية أن 3 فرق تضم الآلاف من الجنود الإسرائيليين وكانت جزءاً من عملية «عربات جدعون 2»، ستنسحب من مدينة غزة. وأضافت أنه بالتزامن مع الانسحاب الجزئى تستعد تل أبيب لاستلام المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة من الصليب الأحمر، ونقلهم إلى مستشفى رعيم.

مقالات مشابهة

  • هل تعود الأجواء الحارة فيما تبقى من أكتوبر ؟
  • محافظ جنوب سيناء يتابع أعمال استضافة مراسم توقيع اتفاق السلام شرم الشيخ
  • رئيس جامعة حلوان: نصر أكتوبر ليس فقط حدث تاريخي بل درس خالد فى الإرادة والعزة الوطنية
  • اليونيفيل يُطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية عليه في لبنان
  • برج الحمل .. حظك اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025: تعود لحبيبك
  • بكاء سمسم شهاب على زوجته مع سعد الصغير لهذا السبب.. "الحياة بعدها متسواش"
  • أهل غزة يعودون إلى ديارهم
  • مؤسسة “أكشن إيد” بفلسطين: غزة فقدت كل مقومات الحياة وإدخال 1000 شاحنة يوميا ضرورة
  • اتفاق غزة.. ماذا نعلم عن الرهائن وعددهم ومن منهم على قيد الحياة؟