أغسطس 25, 2024آخر تحديث: أغسطس 25, 2024

المستقلة/- أظهرت وثائق المحكمة أن السلطات الروسية صادرت أكثر من 100 مليون دولار  من جوجل لتمويل الدعاية الداعمة للحرب في أوكرانيا.

وكشفت ملفات أمريكية أن المحضرين أخذوا الأموال من الحسابات المصرفية الروسية لشركة التكنولوجيا العملاقة في عام 2022، مما دفع وحدتها في البلاد إلى الإفلاس.

وفقًا للوثائق، سلم مديرو الإفلاس الأموال إلى القنوات التلفزيونية الروسية بما في ذلك RT المملوكة للدولة و تسارغراد، وهي خدمة دعاية تعهدت باستخدام الأموال لدعم حرب الكرملين في أوكرانيا.

أعلنت شركة جوجل الروسية إفلاسها في عام 2022، قائلة إن الكرملين استولى على الأموال، لكن لم يكن من الواضح مقدار ما تم أخذه.

وتُظهر الملفات أن المحضرين استولوا على الحساب المصرفي للشركة بعد أن قضت محكمة في موسكو بضرورة دفع تعويضات لقناة تسارغراد TV، وهي قناة دعاية أرثوذكسية مملوكة لكونستانتين مالوفيف.

رفعت شركة جوجل دعاوى قضائية ضد RT و تسارغراد TV ومحطة ثالثة، NFPT، في المحاكم الأمريكية والإنجليزية الأسبوع الماضي.

قالت المحاكم الروسية إن جوجل يجب أن تدفع للقنوات التلفزيونية الثلاث مبالغ ضخمة كتعويض عن إزالتها من يوتيوب وحذف حساباتها على جوجل.

تسعى جوجل إلى الحصول على حكم بمنع هذه القنوات من ملاحقة أصولها في ولايات قضائية أجنبية مثل جنوب إفريقيا وتركيا وصربيا.

في وثائق المحكمة، قالت جوجل: “استولى المحضرون على أكثر من 100 مليون دولار من أصول جوجل روسيا، على الرغم من أن المبلغ المستحق بموجب الحكم في ذلك الوقت كان أقل من 12.5 مليون دولار (مليار روبل).”

و أضافت: “تلقت تسارغراد مليار روبل من المصادرة، والتي قالت إنها ستستخدمها لدعم حرب روسيا في أوكرانيا”.

تقول وثائق المحكمة أن شركة المحاماة Art de Lex ومقرها موسكو، والتي تمثل مدير الإفلاس، أعطت الأولوية لدفع الأموال للمذيعين الروس عند صرف الأموال، قبل الموظفين والدائنين الآخرين.

يُطلق على مالك شركة تسارغراد السيد مالوفيف لقب “القِلة الأرثوذكسية” وقد فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات لدعمه غزو روسيا لأوكرانيا عام 2014. وقد رفعت الشركة دعوى قضائية ضد جوجل في تركيا للمطالبة بمزيد من الأموال من الشركة.

وفقًا للملفات التركية، قررت المحاكم الروسية أن جوجل مدينة لتسارغراد بمبلغ 32.8 مليار روبل. ومع ذلك، نظرًا لأن العقوبات اليومية على الشركة تتضاعف كل 24 ساعة، فقد ينمو هذا المبلغ إلى الحد الذي يجعل القيمة السوقية لشركة جوجل صغيرة جداً.

في رفع الدعاوى القضائية الأسبوع الماضي، قالت جوجل إن المحاكم الروسية “فرضت غرامات غير مسبوقة وعقوبات قانونية تعسفية ضد جوجل في محاولة للحد من الوصول إلى المعلومات على خدماتنا وكعقاب على امتثالنا للعقوبات الدولية ضد الأفراد والمنظمات الروسية”.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

هل يتراجع مسار السلام بين روسيا وأوكرانيا تحت ضربات التصعيد؟

باتت الحرب الروسية الأوكرانية على موعد مع مرحلة جديدة بعد التصعيد العسكري المتبادل مؤخرا، وتعثر المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب المتواصلة منذ 3 أعوام ونيف، وسط تناقض مصالح الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالحرب.

يأتي ذلك في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 6 يونيو/حزيران 2025 توجيه ضربة صاروخية مكثفة استهدفت مكاتب التصميم ومؤسسات الصناعة العسكرية ومراكز التدريب الأوكرانية وغيرها من مواقع الطاقة والنقاط الحيوية، ردًًّا على هجمات كييف الأخيرة التي استهدفت 4 مطارات عسكرية روسية وعشرات الطائرات الرابضة فيها.

ويرى محللون أن التصعيد المتبادل قاد إلى توترات انعكست على سير المفاوضات التي عقدت في تركيا، مما يهدد مسار الحوار وخطة وقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنـة، حيث يضع هذا التصعيد تحديات كبيرة أمام الجهود والوساطات الدولية الرامية لإيجاد حل سلمي من شأنه إنهاء الصراع.

أهالي المنطقة يرحبون بحافلات تنقل أسرى حرب أوكرانيين بعد عملية تبادل أسرى في أوكرانيا (الأوروبية) تعثر في صفقات جزئية

ويبدو أن الأجواء المشحونة بين روسيا وأوكرانيا فعلت فعلها حتى على مستوى الصفقات الجزئية، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا تماطل في تنفيذ صفقة لتبادل جثث جنود يبلغ عددهم نحو 6 آلاف، ليصبح مصيرهم معلقا إلى أجل غير مسمى.

واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن "حجج كييف" في عدم المضي في الصفقة "من غير المرجح أن تكون معقولة"، بينما رأى ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن "كييف لا تتسلم جثث جنودها لأنها تخشى الاعتراف بأن هناك 6 آلاف جثة ولا تريد دفع تعويضات لأرامل الجنود".

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هذه القضية تحتاج إلى دراسة متأنية للغاية والتحقق من كل شيء، مضيفا أنه "من بين 6 آلاف جثة تم تحديد 15% فقط من هويات الجنود"، وفقا لما نقلته صحيفة "أوكراينسكايا برافدا".

إعلان

وفي وقت لاحق، أعلنت الهيئة الحكومية الأوكرانية المسؤولة عن الملف، الأربعاء، استعادة جثامين نحو 1212 من جنودها الذين قتلوا في روسيا في واحدة من أكبر العمليات من نوعها منذ بدء الهجوم الروسي قبل أكثر من 3 سنوات.

هل تواطأ الغرب مع الهجوم الأوكراني؟

من وجهة نظر روسيا، فإن أوكرانيا بادرت إلى تنفيذ هجماتها بالمسيرات في عمق الأراضي الروسية قبل يوم من المفاوضات بهدف إفشالها وبدفع من جهات داخل الولايات المتحدة وأوروبا تريد للحرب أن تستمر.

وفي تأكيد من موسكو لوجهة نظرها بوجود تواطؤ غربي مع أوكرانيا غير معلن لإفشال المفاوضات، قال رئيس وفد المفاوضات الروسي فلاديمير ميدينسكي إن الوفد الأوكراني في مفاوضات عام 2022 بدا أكثر استقلالية وحرية مما كان عليه هذا العام، لافتا إلى أنه كان من الممكن توقيع معاهدة السلام في 28 فبراير/شباط 2022 لو أرادت أوكرانيا ذلك واتخذت القرارات بنفسها وفقا لما نقلته قناة "آر تي".

لكن مسؤولا حكوميا أوكرانيا قال لرويترز غداة الهجوم إن أوكرانيا لم تخطر الولايات المتحدة مسبقًا بالهجمات، وهو ما أكدته مصادر بإدارة الرئيس دونالد ترامب، بقولها لشبكة "سي بي إس" الأميركية إن البيت الأبيض لم يكن على علم بالهجوم.

ويرى مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث الإستراتيجية والخبير بالشأن الروسي آصف ملحم أن مفتعل الهجوم الأوكراني غير المسبوق يريد إعاقة المفاوضات وتفجيرها، مضيفا أن الجانب الروسي "فهم الرسالة فورا وأرسل وفده إلى تركيا، لأن روسيا تريد الوصول إلى سلام عادل وشامل وطويل الأمد".

من جهته، يرى الباحث محمود علوش أن الظروف التي يمكن أن تنقل مستوى المسار السياسي من مستوى النقاش والدبلوماسية المكثفة إلى مستوى الإنتاج الفعلي للحلول لا تزال بعيدة أو لم تنضج بعد"، مشيرا في حديث للجزيرة نت إلى أنه "ربما في الفترة المقبلة ستبقى هناك حالة من عدم الوضوح في سباق بين المسار السياسي والعسكري، وأن هذه الحرب لن تنتهي إلا بتسوية سياسية".

إعلان

ورغم التعاطي الروسي البارد مع الهجوم الأوكراني الذي وصف بالجريء وغير المسبوق، فإن المراقبين أجمعوا على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يدعه يمر من دون رد قاس، وهو ما حدث في 6 يونيو/حزيران الجاري مع توجيه موسكو أكبر هجوم لها بالمسيرات على أوكرانيا منذ بدء الحرب، الأمر الذي خلّف قتلى وجرحى واستهدف منشآت عسكرية وسككا حديدية.

وفي تعليقه، خلص الخبير ملحم في حديثه للجزيرة نت إلى استبعاد إمكانية عقد لقاء -في ظل أجواء التصعيد المتبادل- بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني.

مصالح أوروبية بين الحرب والسلام

وبينما تدعم الدول الأوروبية مسار السلام بين موسكو وكييف، تخشى من أن يؤدي إنهاء الحرب بطريقة تسمح لروسيا بإعلان انتصارها إلى أضرار على أمنها الإستراتيجي والحاجة إلى ترميم منظومتها للردع المنهارة، لا سيما في ظل تراجع المظلة العسكرية الأميركية في أوروبا.

ومنذ بداية الأزمة الأوكرانية الروسية، قدمت الدول الأوروبية دعما ماديا وعسكريا بلغ نحو 138 مليار يورو مساعدات مادية، أي بأكثر من 23 مليار يورو مما قدمته الولايات المتحدة الأميركية ونحو 64 مليار يور مساعدات عسكرية، وذلك وفقا لتقديرات موقع متتبع للدعم الأوكراني الرسمي.

كذلك أعلنت دول أوروبية عدة من داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه، وفق مقترح فرنسي وألماني، انخراطها في محادثات لتشكيل تحالف عسكري يهدف إلى حماية أوكرانيا وإرسال قوات إليها في حال التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، وأبدت دول في غرب أوروبا دعمها للفكرة أو استعدادها لنقاشها.

فما الذي ستجنيه الدول الأوروبية من ضخ كل هذه المساعدات رغم أنها تعيش أزمة اقتصادية خانقة في السنوات الأخيرة؟

تشير هذه المعطيات إلى تمسك أوروبي بدور مهم في مسار الحرب في أوكرانيا وأيضا في طريقة إنهائها، وذلك بما يتفق مع المصالح الأوروبية على المستويات الأمنية والعسكرية والجيوسياسية.

إعلان

يرى الدكتور محمود علوش أن "الدول الأوروبية لديها مصلحة في أن يكون هناك سلام بين روسيا وأوكرانيا، ولكن هذا السلام لا يعني انتصارا لروسيا، لذلك هم يواجهون مشكلة كبيرة الآن، ويعتقدون أن الدفع الأميركي باتجاه أي سلام مع روسيا يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية على مصالحهم".

ويعتقد علوش أن الانخراط الأوروبي في دعم عملية السلام هو أمر حيوي ومهم وسيكون ضرورة لإنجاح فرص هذه العملية، ولكنّ لديهم هاجسا كبيرا من هذا المسار من جهة، ومن السياسة الأميركية التي ينتهجها ترامب في ما يتعلق بالحرب وعلاقته مع روسيا من جهة أخرى.

ويمكن القول إن أوروبا تستطيع عرقلة أي سلام لا يحقق مصالحها وترى أنه يحقق النصر لروسيا ولا يضمن سلاما عادلا بين موسكو وكييف، بحسب الباحث والمحلل السياسي.

تصعيد روسي متواصل ولكنه محسوب

يتوقع خبراء ومحللون أن الرد الروسي لن يقف عند حدود هجمات 6 يونيو/حزيران 2025، بل سيكون بداية لتصعيدات عسكرية في مناطق أوكرانية متعددة، إذ كشفت السلطات الأوكرانية في 9 يونيو/حزيران 2025 أن روسيا هاجمت البلاد بنحو 479 مسيرة في ليلة واحدة، وقد اعتبرته أكبر رقم قياسي لهجمات الطائرات المسيرة منذ بداية الصراع.

وعن طريقة الرد الروسي الأخير على الهجمات الأوكرانية الأخيرة وإمكانية استمراريته، قال الخبير السياسي آصف ملحم "إن الجانب الأوكراني أراد استفزاز روسيا للقيام برد نووي ما، لأن استهداف أوكرانيا بقنبلة نووية تكتيكية سيؤدي إلى هروب جميع الأموال والخبرات والصناعات والمهارات من أوروبا إلى أميركا، وهذا الشيء أدركته روسيا فورا، لذلك هي غير معنية بأي رد نووي على أوكرانيا، مع العلم أن ما قامت به كييف يستدعي هذا الرد".

من جانبه، أكد الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش أن "هذا التصعيد من الممكن أن يقوّض الفرص الجديدة الناشئة من أجل دفع مسار عملية السلام بين روسيا وأوكرانيا، ولكن هذا المسار لا يزال قويا على الرغم من التصعيد لمجموعة من الاعتبارات".

إعلان

فبرأي علوش، فإن روسيا وأوكرانيا بحاجة لحل سياسي ينهي هذه الحرب، وأيضا انسجاما مع التحول في الموقف الأميركي بعد تولي ترامب السلطة وتركيزه على مسار السلام والذي أصبح أقرب إلى الواقعية مما كان عليه في السنوات السابقة، بالإضافة إلى الدبلوماسية التي تقوم بها تركيا والتي تشكل عاملا مساعدا لتعزيز فرص السلام بين البلدين.

ويرى أن روسيا تحاول تحييد المسألة الأوكرانية من العلاقة مع الولايات المتحدة، إذ تحاول تسوية مشاكلها مع أميركا وترك الأزمة الأوكرانية كأنها أزمة أوروبية لا علاقة لأميركا بها.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أوكراني: روسيا سجلت مليون خسارة بشرية.. وتريد مواصلة الحرب
  • الناشطة “آجار”: أرفض دعم ألمانيا لآلة الحرب “الإسرائيلية” في غزة
  • سهم شركة بوينغ يتراجع 8% بعد تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية
  • هل يتراجع مسار السلام بين روسيا وأوكرانيا تحت ضربات التصعيد؟
  • نيجيريا تخسر 4 مليون دولار
  • ضبط 11 مليون جنيه بقضايا إتجار فى العملات الأجنبية
  • قطر تشتري أسلحة إسرائيلية بـ100 مليون دولار في عز الحرب على غزة
  • المؤسسات كأدوات دعاية.. قصة موسم انتخابي يبدأ من داخل الدولة
  • 50 مليون جنيه حصيلة تجارتهما في المخدرات.. استجواب متهمين بغسل أموال من المخدرات
  • روسيا أنجزت تبادل الدفعة الثانية من أسرى الحرب مع أوكرانيا