الثورة نت:
2025-06-06@20:38:22 GMT

هجرة مليون مستوطن ترفع أسعار عقارات أوروبا

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

 

 

بعد مرور أكثر من عشرة أشهر وأسبوعين على معركة «طوفان الأقصى» المباركة، أفضل ما يمكن فعله اليوم هو إعادة توصيف وقياس بعض النتائج المهولة للطوفان، وتقديمها، على نحو ينزع قشرة الوهم عن كيان بات «أوهن من بيت العنكبوت».
لقراءة الحاضر واستشراف المستقبل، لا بد من سلاح التاريخ، هناك الأجوبة الحقيقية والقاطعة، وعند لحظة أزمة كيان العدو فإن العقل سرعان ما يستحضر أرفع المؤرخين العرب للعصور الوسطى، البروفيسور الراحل قاسم عبده قاسم، الذي تعرّض عدة مرات لهذا الكيان بالنقد والتشريح والتحليل، في ثنايا كلامه عن المشروع الغربي القديم لإقامة قاعدة دائمة في الأراضي العربية عمادها «بيت المقدس»، باختصار كان «قاسم» يرى إن «زرع الكيان في المنطقة هو فصل من فصول الحروب الأوروبية الاستعمارية، وإن تغير اسمها وتبدلت أهدافها المعلنة».


أما اليوم فقد رسم «طوفان الأقصى» ما يريد في كراسة إيقاع التاريخ، ففي اللحظة التي سيفقد فيها الصهاينة الأمل وتتبخر من بين أيديهم الوعود، فإن جنسيتهم الأخرى جاهزة، ووطنهم القديم الذي أتوا منه لن يطردهم، فالكيان القائم على تشجيع الهجرة الدائمة إليه، فقد عنصر الجذب منذ زمن بظل التهديدات الوجودية التي مثلتها جبهة المقاومة خلال السنوات الأخيرة، والتي أضعفت فرص أو أكاذيب «الملجأ الآمن»..، وقد جاءت معركة «طوفان الأقصى» لتضع نقاط النور ومدات النار على حروف ساخنة بدماء الأبطال الشهداء، وتقتل كل فرصة حياة لهذا الكيان المسخ.
ولمعرفة حجر أساس خطط كيان العدو، يلزمنا العودة إلى مؤسس الكيان «دافيد بن غوريون»، الذي أوصى أتباعه قبل موته بـ»استمرار الهجرة اليهودية الكثيفة»، معتبرًا أن «الهجرة الواسعة هي الضامن الأهم والأكثر فعالية لهم..».. كلام يوحي بأن «بن غوريون» أدرك الواقع الحقيقي للكيان، فهو ليس «دولة» عادية يرفدها تاريخ مثبت، ويعززها انتماء واحد مشترك، وتحكمها منظومة قيمية من أي نوع، بل إنه كيان قائم على بطش القوة المسلحة الفتاكة، وإنه كيان مهدد في بقائه، وبالتالي فإن معدلات نمو زيادة عدد مستوطنيه ستظل ضعيفة، بفعل التوتر الذي قام ويعيش عليه وفيه، وبالتالي فإن الهجرة الدائمة إليه هي الدم الجديد الذي ينشط وينعش الجسد الصهيوني باستمرار..
وإذا كانت الأرقام هي تجريد الحقيقة، بلا تزييف ولا ادعاء، فإنه من المهم أن نضع بعضها في سياق ملائم للقراءة، يبلغ عدد المسجلين في الكيان نحو 9.5 مليون، منهم 7.5 مليون مستوطن (بينهم مئات الآلاف من الاتحاد السوفيتي السابق)، ومليونا عربي يتوزعون في أراضي 48، والجزء الشرقي من القدس المحتلة، أما بعض المحللين والمهتمين بالشأن الصهيوني فيجزمون بأن عدد المستوطنين الصهاينة في الكيان لا يزيد عن 7 ملايين نسمة فقط.
ما بعد 7 أكتوبر العظيم، كل التقارير وحتى صور المسافرين المزدحمين في المطارات تقول بأن هذا الكيان قد بدأ نزيف الهجرة، أي الهجرة المعاكسة، بالتزامن مع ارتجاج الضربة الهائلة التي أصيب بها في اللحظة الأولى من «طوفان الأقصى»، والتي دمرت كل جسور الثقة بين المستوطن والكيان الذي كان يظن نفسه منيعًا، إثر ذلك كان الهروب الكبير هو رد الفعل التلقائي لعضو غريب زرع في جسد يلفظه، وكانت تلك واحدة من الانتصارات الاستراتيجية في معركة «طوفان الأقصى».
إذا ما أردنا التحديد أكثر، فإن اشتعال عدة جبهات في وقت واحد، غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق، تسببا بعمليات إجلاء واسعة، من غلاف غزة ومن الجنوب في أم الرشراش «ايلات»، ثم في شمال فلسطين كله، ليس في مناطق اشتباك حزب الله فحسب التي تحولت إلى حزام أمني، بل في حيفا وغيرها التي لا يشعر سكانها بالأمان، مما خلق واقعًا جديدًا على الأرض دفع كل من استطاع سبيلًا للهروب من الكيان، وإلى أرقامهم الرسمية –رغم ما بها من تضليل- فإن ما يسمى بـ»سلطة السكان والهجرة الصهيونية» تقول إنه «منذ بداية الحرب وإلى غاية نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، غادر حوالي 370 ألف مواطن إلى الخارج، يضاف إليهم 600 ألف غادروا خلال العطلات ولم يعودوا حتى الآن». وبذلك يصبح مجموع المستوطنين الهاربين من الكيان المؤقت نحو 970 ألفًا.
أحدث التقارير الصحفية في إعلام العدو (يديعوت أحرونوت)، أكدت الأرقام السابقة فقال إن أكثر من 550 ألف مستوطن غادروا الأراضي المحتلة في أول 6 شهور من عملية «طوفان الأقصى»، بما يتفق وتسريبات سلطة السكان والهجرة، أن الكيان فقد في 10 شهور نحو مليون مستوطن، بينما كل ما استطاع الكيان استقطابه من مهاجرين بالكاد بلغ 2500 مستوطن. ولم تذكر الصحيفة شيئًا بالطبع عن المغادرين قبل الطوفان، والذين قرروا عدم العودة، لكنها أشارت إلى أن «طوفان الأقصى» والانقسام السياسي والحكومي وفشل الجيش الصهيوني في حربه على كل الجبهات، قد ساهمت في إنشاء تجمعات وحركات رفعت شعار «لنغادر معًا»، وهو مؤشر على ما تمر به جموع المستوطنين من يأس كامل وشامل.
أما بالنسبة للبيانات المستقلة المتاحة، ووفقًا لموقع «فلايت رادار 24»، قدر عدد الرحلات المغادرة لمطار «بن غوريون» بنحو 120 رحلة يوميًا، وهو المعدل الأكبر المسجل في المطار على الإطلاق، بمعدل 24 ألف مسافر يوميًا، وشهد مطارا «إيلات» وحيفا معدلات سفر مغادرة عالية، إضافة إلى السفر عن طريق البحر عبر السفن والرحلات الجماعية، بما يرفع العدد إلى مستويات قياسية، لا تعكس حقيقتها وسائل الإعلام العبرية.
موقع «يسرائيل زمان» العبري أشار في تقرير له عن الهجرة العكسية إلى أن مكاتب العقارات تتلقى يوميًا 4 من كل 10 طلبات للاستفسار عن شراء عقارات بالدول الأوروبية، وعلى رأسها اليونان والبرتغال وقبرص، وفي اليونان بالذات فإن الشركات العقارية أعلنت عن زيادات هائلة في أسعار البيع والاستئجار للعقارات، بحيث قدرت بعض الشركات ونتيجة للفارق الكبير بين الطلب المرتفع والعرض الثابت، أن أسعار الوحدات السكنية قد تضاعفت 3 إلى 4 مرات، بسبب الهجرة الصهيونية الكثيفة إليها.
في الأخير، يخوض الكيان حربًا وجودية، وهو يعتبر التعمية والكذب والتغطية على الخسائر أولوية تتجاوز ما عداها، ولن تصدر حكومة العدو اليوم أو غدًا أرقامًا لمن هربوا منها، وفضلوا الحياة في دولهم الأصلية التي أتوا منها، إلا أن أقل رقم رسمي يدور حول المليون ويمثل نحو 14 % من كل المسجلين في الكيان، وهو رقم مذهل، ولم يكن بالإمكان تصوره، هذا كله والكيان لا يزال في مرحلة الحرب المحدودة، ولم يجرب حظه مع مواجهة سواعد الرجال الشريفة المتوضئة، هذا كله نتيجة لمعركة نقاط (بالنسبة لنا) كما سماها سماحة السيد الأمين العام ووصفها.. فكيف اذا وقعت الواقعة الكبرى؟!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أرامكو تغير استراتيجيتها.. تخفيض أسعار النفط إلى آسيا ورفعها لـ«أوروبا وأمريكا»

في خطوة استراتيجية تعكس ديناميكيات السوق العالمي وتباين الطلب بين المناطق، قررت شركة “أرامكو” السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، خفض سعر نفطها الخام الرئيسي الموجّه إلى آسيا، مقابل رفع الأسعار المخصصة للأسواق الأوروبية والأمريكية، بالتزامن مع استمرار تحالف “أوبك+” في تنفيذ زيادات إنتاجية كبيرة للشهر الثالث على التوالي.

وأعلنت “أرامكو” أنها ستخفض سعر البيع الرسمي لخام “العربي الخفيف” المخصص للمشترين في آسيا بمقدار 20 سنتاً للبرميل، ليصبح السعر دولاراً واحداً فقط فوق السعر المرجعي الإقليمي لشهر يوليو المقبل.

ويعد هذا التعديل أول خفض في الأسعار الآسيوية منذ عدة أشهر، ويعكس تباطؤاً ملحوظاً في وتيرة الطلب داخل كبرى الأسواق الآسيوية، لا سيما الصين والهند، بالتزامن مع تراكم المخزونات وارتفاع إمدادات المنافسين.

زيادات في الأسعار لأوروبا والولايات المتحدة

في المقابل، رفعت الشركة السعودية العملاقة أسعار تصدير خامها إلى الولايات المتحدة بـ10 سنتات للبرميل، في حين سجلت زيادة أكبر للأسواق الأوروبية، حيث ارتفع سعر الخام الموجه إلى شمال غرب أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بـ1.80 دولار للبرميل، وسط تحسن نسبي في الطلب الأوروبي واستمرار التأثيرات الجيوسياسية على إمدادات المنطقة، خاصة مع استمرار العقوبات الغربية على روسيا.

تحرك “أوبك+” وتأثيراته

تأتي تعديلات الأسعار في أعقاب إعلان تحالف “أوبك+”، بقيادة السعودية وروسيا، عن زيادة جديدة في إنتاج النفط الخام بمقدار 411 ألف برميل يومياً بدءاً من يوليو، وهي ثالث زيادة شهرية على التوالي، ضمن استراتيجية تدريجية لإعادة الإمدادات التي تم خفضها سابقاً في إطار دعم الأسعار بعد أزمة كورونا.

ورغم هذه الزيادة، لا تزال السوق تترقب مدى قدرة التحالف على تلبية الطلب العالمي المتقلب، خصوصاً في ظل توترات جيوسياسية، وأوضاع اقتصادية غير مستقرة في عدة مناطق، وتقلبات أسعار الفائدة العالمية.

مستقبل السوق: مزيج من الحذر والترقب

يتزامن قرار “أرامكو” مع تباين التوقعات بشأن أداء سوق النفط في النصف الثاني من العام، ففي حين تتوقع شركات مثل “هاربور ألمنيوم” و”بلومبرغ” ارتفاعاً في أسعار بعض المعادن والنفط نتيجة شح الإمدادات، لا تزال بنوك كبرى مثل “غولدمان ساكس” تتوقع تراجعاً محتملاً في الأسعار بسبب ضعف الطلب العالمي.

هذا التباين يعكس حجم التحديات التي تواجهها “أوبك+” والمنتجون الكبار في موازنة مصالحهم الإنتاجية مع استقرار الأسواق، مع المحافظة على مستويات الأسعار التي تحقق عوائد مالية مناسبة دون الإضرار بالطلب العالمي.

مقالات مشابهة

  • أرامكو تغير استراتيجيتها.. تخفيض أسعار النفط إلى آسيا ورفعها لـ«أوروبا وأمريكا»
  • “ندرة مصطنعة” ترفع أرباح تجار اللحوم خلال أيام العيد ووزارة الفلاحة غائبة
  • الوزير الشيباني: نشيد بالدور الحيوي الذي أداه الاتحاد الأوروبي بدعم اللاجئين حيث فتحت أوروبا أبوابها لمن فر من جرائم النظام البائد.
  • مناورة ومسير في بيت الفقيه بالحديدة لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • “معطى”:7180 انتهاكاً صهيونيا في الضفة والقدس خلال شهر مايو
  • الذهب يرتفع مع ضعف البيانات الأمريكية التي عززت رهانات خفض أسعار الفائدة
  • عرضان شعبيان لـ 6 ألف من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة إسنادًا لغزة
  • سكان الإمارات يفضلون عقارات تدعم الصحة والعافية
  • الصيف الذهبي للرحلات الجوية الرخيصة..هذه أفضل فترة لحجز بطاقات السفر
  • أكثر من ألفي خريج من دورات “طوفان الأقصى” في مستبأ بحجة يعلنون الجاهزية العسكرية