خبير استراتيجي: مصر أكبر داعم للقضية الفلسطينية وتتبع حسابات دقيقة لإحلال الأمن
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
أكد اللواء دكتور محمد الغبارى، الخبير الاستراتيجى، أن مصر تتبع حسابات استراتيجية دقيقة فى تحركاتها لإحلال الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، ولا تندفع لاستخدام خاطئ لقوتها الرشيدة، مشدداً على أن القاهرة هى أكبر داعم للقضية الفلسطينية. وأضاف «الغبارى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن وجود القوات الإسرائيلية على الحدود المصرية مخالف لاتفاقية السلام الموقّعة بين الدولتين.
كيف ترى الدعم المصرى للأشقاء الفلسطينيين؟
- الدعم المصرى للفلسطينيين قوى وراسخ منذ بداية مخطط تجميع اليهود فى الأراضى الفلسطينية عام 1882، وهو ما تزامن مع الاحتلال البريطانى لمصر، وواصلت مصر دعمها للأشقاء فى مختلف المراحل، رغم احتلالها، وكانت أكثر دولة شاركت فى حرب 1948، رغم محدودية قدرات الجيش المصرى من حيث العدد والعتاد وقتها، ثم واصلت مصر دعم منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، كما طالبت مصر خلال مفاوضات السلام مع إسرائيل بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم فى الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن السلطة الفلسطينية رفضت المشاركة فى مؤتمر «مينا هاوس» لإحلال السلام، حتى بدأ أساس الانقسام الفلسطينى بعد الدخول فى «اتفاقية أوسلو» بعد مفاوضات سرية مع الجانب الفلسطينى، ما منح إسرائيل القدرة على مواصلة مخططاتها لتغيير شكل الضفة الغربية والقدس، لتحاول مصر إنهاء محاولات الانقسام عبر أكثر من 20 جلسة مباحثات لجمع الفصائل الفلسطينية معاً، لكن الاحتلال يعمل دوماً على تكريس الانقسام.
ما هدف «تل أبيب» من استمرار الحرب على غزة؟
- بداية فإن إسرائيل ليس لها مطامع دينية لاحتلال قطاع غزة، لأنها ليست فى خريطة الملك داوود التى يسعون لامتداد الدولة الإسرائيلية فيها، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يسعى للقضاء على القدرة العسكرية لحركة حماس بالكامل، لتكون حركة سياسية، ليست لها مخالب، واستمرار سيطرتها على غزة لتكريس الانقسام الفلسطينى، فضلاً عن محاولات تهجير الفلسطينيين لخارج أراضيهم.
«القاهرة» لا تتنازل عن شروطها في «مفاوضات السلام» بما يشمل تسليم معبر رفح للسلطة الفلسطينيةكيف رأيت المواقف المصرية الأخيرة فى المفاوضات لإحلال السلام؟
- هى مواقف محمودة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف كافة، ومصر لا تتنازل عن شروطها، ومن بينها تسليم معبر رفح البرى للسلطة الفلسطينية، وانسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها فى قطاع غزة، مع منح الأشقاء الفلسطينيين الحكم الذاتى للضفة الغربية وقطاع غزة، ووجود ممر آمن بينهما، وبعدما شرحت مصر الموقف للعالم، بدأت دول العالم وشعوبها تنادى بحل الدولتين، باعتباره الحل الأمثل للقضية الفلسطينية، لكن إسرائيل ترفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويساعدها على ذلك الانقسام الفلسطينى؛ فحركتا فتح وحماس و13 منظمة أخرى فى حالة «انشقاق»، وهو ما تسعى مصر لحله، من أجل توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتقوية موقفها فى إقامة دولة مستقلة.
ماذا عن ممر «فيلادلفى»؟
- هو يُعرف بالأصل فى مصر بـ«طريق الدوريات» ما بين الحدود المصرية والفلسطينية، وكان يؤمّنه حرس الحدود الإسرائيلى فى وقت سابق، والشرطة المصرية من جهتنا؛ فبموجب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل يقع هذا الطريق فى المنطقة د، والتى يحظر وجود أسلحة ثقيلة فيها، ويتم جمع المخالفات من حيث عدد القوات وحجمها، وتتباحث أجهزة الاتصال المصرية والإسرائيلية فيها، لكن الأمر لا يزال فى نطاق «المخالفة»، ولم يصل لمرحلة اختراق اتفاقية السلام.
وماذا يعنى مفهوم الاختراق؟
- الاختراق يعنى تهديد حدود الدولة المصرية، وهو أمر لم تقم به إسرائيل، وتدّعى إسرائيل أن احتلالها لهذا المحور ومعبر رفح لمنع وصول أسلحة لحركة حماس من مصر، وهو اتهام باطل بعد تدمير مصر للأنفاق الحدودية فى السنوات السابقة، وإبعاد السكان عن الحدود لمسافة من 3 إلى 4 كيلومترات، وتقاوم إسرائيل تسليم معبر رفح للسلطة الفلسطينية، وتريد إخلاء رفح من الفلسطينيين.
ما رأيك فى الجهود المصرية لدعم الأشقاء؟
- مصر تبذل أقصى جهد لها فى هذا الموضوع، لكن هناك تعنت إسرائيلى، مع غياب الضغط الدولى عليها.
كيف ترى خطورة دعم المتشددين لـ«نتنياهو»؟
- رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يسعى لمحاولة البقاء فى السلطة بعد انتهاء الحرب، عبر إرضاء المتشددين الدينيين فى إسرائيل، وتدمير الأراضى الفلسطينية، كتكفير عن ذنب سلطات بلاده فى عملية «7 أكتوبر»؛ فعقيدة المتشددين فى إسرائيل قائمة على العنف والقتل والدمار للغير، ويحظى بتأييد واسع منهم.
دعم لا محدودالدولة المصرية تولى الأشقاء الفلسطينيين دعماً غير محدود على كافة الأصعدة، فالدولة تدعم الأشقاء على محور تخفيف المعاناة الإنسانية، عبر استقبال وإيصال المساعدات لأهالى قطاع غزة بكافة الوسائل الممكنة، سواء برية أو عبر الإسقاط الجوى، كما استقبلت مصر أعداداً من الجرحى للعلاج فى مستشفياتها، وتعمل على دفع المفاوضات قدماً، بالتنسيق مع كافة الأطراف الفاعلة. ودور مصر ليس مستجداً، ولكن تقدم دوماً دعماً غير محدود للأشقاء سواء فى فلسطين أو مختلف الدول العربية، والأفريقية، على مر التاريخ والعصور، فى مختلف الأزمات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: منع تصفية القضية
إقرأ أيضاً:
شاهد وتتبع مسار السفينة مادلين على بعد 100 ميل من غزة
تواصل السفينة سفينة مادلين مارلين إبحارها لليوم الثامن على التوالي في اتجاه غزة بهدف كسر الحصار عن القطاع.
ووفق معطيات الملاحة، فإن السفينة تبعد نحو 100 ميل بحري عن المياه الاقليمية الفلسطينية حيث يتوقع وصولها غدا. وأعلن النشطاء على متن السفينة أن المسيرات تواصل التحليق بشكل مستمر بالقرب منها.
ونشرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة رابطا إلكترونيا لتعقب السفينة والتأكد من مسارها وسلامة ركابها، وطالبت داعميها حول العالم بنشره على نطاق واسع.
ويمكن تتبع مسار السفينة مادلين المتجهة إلى غزة على الخريطة مسار السفينة وهي تبحر الآن قبالة السواحل المصرية ويمكن مشاهدة المسار عبر موقع غارمين لتتبع الملاحة البحرية.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة اليوم الأحد إن السفينة "مادلين" التابعة لها تواجه "تشويشًا إسرائيليًا خطيرًا"، في حين أكد طبيب فرنسي على متن السفينة أن طائرات مسيرة تحلق فوقها منذ ساعات.
وقالت اللجنة في منشور على صفحتها بمنصة فيسبوك اليوم إن النشطاء على متن مادلين يواصلون الإبحار رغم التهديدات، حاملين رسالة العالم إلى المحاصرين في قطاع غزة: "أنتم لستم وحدكم".
وكانت السفينة أبحرت مطلع يونيو/حزيران الجاري من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه القطاع، في رحلة ترمي لكسر الحصار المفروض عليه من قبل إسرائيل.
إعلانوتحمل سفينة مادلين على متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة، إضافة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية.
ومادلين هي السفينة الـ36 ضمن تحالف أسطول الحرية، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
وقد سُميت السفينة على اسم مادلين كُلاب، وهي أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.