قال شهود عيان إن قوات الأمن السودانية أطلقت الذخيرة لتفريق المئات من المتظاهرين احتجاجاً على مقتل أحد الشباب تحت التعذيب في معتقلات جهاز الأمن والمخابرات بمدينة كسلا (شرق السودان).

وحاصر متظاهرون غاضبون (الأحد) مقر الأمن في المدينة، وطالبوا بتقديم المسؤولين المتورطين من رجال الأمن إلى العدالة فوراً.





ويتحدر القتيل، ويدعى الأمين محمد نور، من إحدى أكبر المجموعات السكانية بإقليم شرق السودان، الذي ظلّ لسنوات طويلة يعاني من الصراعات ذات الطابع القبلي.

وأظهرت تسجيلات مصورة، متداولة بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي، أعداداً كبيرة من المتظاهرين يفرون من أصوات الذخيرة الحية التي تُسمع بوضوح.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المئات من المحتجين الغاضبين تجمّعوا منذ الصباح الباكر، وأغلقوا كل الطرق والمداخل المؤدية إلى مقرَي النيابة العامة، وجهاز الأمن والمخابرات بالمدينة.

وردّد المحتجون هتافات تطالب بتسليم الجناة للعدالة، وإقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات على الفور ومحاسبته على هذه الجريمة.

وقالت مصادر محلية، إن قوات أمن بالزي المدني، وأخرى ترتدي الأزياء الرسمية للشرطة، أطلقت الذخيرة الحية بكثافة لتفريق المئات من المتجمهرين حول المناطق الأمنية.

ولم يتسنَّ التأكد من وقوع قتلى أو إصابات وسط المحتجين، في حين أصدر «تجمع شباب قبائل البني عامر والحباب» بولاية كسلا ليل السبت - الأحد بياناً أكد فيه أن الشاب القتيل، الأمين محمد نور، جرى اعتقاله من قبل مجموعة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، و«فارق الحياة نتيجة للتعذيب الذي تعرّض له». وأضاف أن «تقرير التشريح بمستشفى كسلا أظهر وجود كدمات على أجزاء واسعة من جسده».

وذكر البيان، أن مدير جهاز الأمن والمخابرات بالولاية، العميد رضوان، أبلغ ناظر قبيلة البني عامر، بخبر وفاة الشاب المعتقل، زاعماً بوجود علاقة بين القتيل و«قوات الدعم السريع»، ومدعياً في الوقت نفسه، أن الوفاة «نتيجة لضيق التنفس». وقال «التجمع القبلي» إن تقرير الطب الشرعي فنّد ادعاءات مدير جهاز الأمن، مؤكداً أن وفاته حدثت بسبب التعذيب.

وأعلن «التجمع» خطوات تصعيدية بإغلاق السوق الرئيسية بالمدينة، مؤكداً أنه لن يتم تسلم جثمان القتيل إلا بعد القبض على المتهمين وتسليمهم للشرطة ومثولهم أمام النيابة. كما طالب بإقالة مدير جهاز الأمن بولاية كسلا، وتحميله كامل المسؤولية عن الحادثة.

بدورها، قالت «لجان مقاومة كسلا» (مجموعة محلية)، إن جهاز الأمن «يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان الذي أدى إلى مقتل المعتقل».

من جانبه، قال «تحالف قوى الحرية والتغيير»، وهو أكبر التكتلات السياسية في البلاد: «نتيجة لإعادة سلطات القمع والاعتقال لجهاز الأمن، قامت عناصره باعتقال وتعذيب المواطن الأمين محمد نور بصورة وحشية حتى فاضت روحه».

ودان في بيان هذه الجريمة، مطالباً «بتسليم المتهمين فوراً لمحاكمة علنية وعادلة لينالوا الجزاء، وترك القضاء العادل يقول كلمته من دون أي تدخلات سياسية لعرقلة وصول القضية إلى نهايتها».

وأعادت الحادثة إلى الأذهان اغتيال المعلم أحمد الخير عوض الكريم تحت التعذيب الشديد داخل المقر نفسه إبان الاحتجاجات الشهيرة في 2019 التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول، عمر البشير، الموالي للإسلاميين.

وخرج وقتها مدير عام الشرطة بولاية كسلا ليقول إن المعلم أحمد الخير توفي «نتيجة تسمم حدث مع آخرين من القوات النظامية بعد تناولهم وجبة فول بالجبن»، لكن تقرير الطبيب الشرعي أكد أنه تعرّض للتعذيب الشديد والضرب بآلة حادة، بما أدى إلى وفاته.

وأعاد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بأمر تنفيذي بعد أقل من شهر على انقلابه على الحكومة المدنية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، جهاز الأمن والمخابرات بكامل صلاحياته السابقة، ومنحه سلطة القبض والاعتقال على الأشخاص، والتفتيش والحجز على الأموال.

ونصّ الأمر على «عدم اتخاذ أي إجراءات في مواجهة أفراد القوات النظامية، التي تتولى تنفيذ قانون الطوارئ وحماية السلامة العامة لسنة 1997».

ويقول مراقبون «إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني، اتُّهم في حقبة البشير على مدى 3 عقود، بارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات ضد المعارضين لحكم الإسلاميين، وقُتل داخل معتقلاته المئات من المواطنين؛ بسبب التعذيب».

وأصدرت محكمة سودانية في ديسمبر (كانون الأول) حكماً بإعدام 31، وتبرئة 7 من منسوبي جهاز الأمن، بتهمة قتل المعلم أحمد الخير، بعد تعرضه للتعذيب.

الشرق الاوسط  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جهاز الأمن والمخابرات مدیر جهاز الأمن المئات من

إقرأ أيضاً:

بيع 24 منشأة تجارية بالعاشر من رمضان بقيمة 57.3 مليون جنيه

شهد جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، اليوم الإثنين الموافق 1 ديسمبر 2025، انعقاد جلسة مزاد علني لبيع مجموعة من الوحدات التجارية والخدمية، وذلك في إطار جهود الدولة المستمرة لدعم الشفافية وتوفير فرص استثمارية متكافئة أمام الجميع. 

وجرت جلسة المزايدة برئاسة المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز المدينة والمشرف على جهاز حدائق العاشر، وبحضور ممثلين عن مجلس الدولة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ووزارة المالية وأعضاء لجنة المزايدات.

وتضمّن الطرح 22 محلًا تجاريًا وصيدليتين موزعين على عدد من المناطق الحيوية داخل المدينة.

 واشتملت المواقع المطروحة على القطعة رقم 3/2 بالمجاورة 48، والقطعة رقم 2 بالمجاورة 75، والقطعة رقم 3 بمنطقة المطورين الجنوبية مجمع (ب)، إضافة إلى القطعة رقم 80 بمنطقة 5 بالحي 16 «اللوتس». وتراوحت المساحات بين 15.64 مترًا مربعًا و45.4 مترًا مربعًا، بما يوفر خيارات متعددة تناسب مختلف الأنشطة التجارية ومتطلبات المستثمرين.

وأسفرت جلسة المزاد عن بيع جميع الوحدات المطروحة بإجمالي قيمة بلغت 57,304,420 جنيهًا، وسط مشاركة واسعة وإقبال ملحوظ من المستثمرين والمتقدمين للمزاد.

 ويعكس هذا الإقبال حالة الانتعاش التي تشهدها الأنشطة التجارية داخل المدينة، التي تعد واحدة من أكبر المدن الصناعية والسكنية وأكثرها جذبًا للاستثمارات في مصر.

وأشار المهندس علاء عبد اللاه مصطفى إلى أن النتائج النهائية للمزايدة تؤكد الثقة الكبيرة التي يحظى بها مناخ الاستثمار داخل العاشر من رمضان، مؤكدًا أن الجهاز يعمل باستمرار على طرح فرص جديدة في القطاعات التجارية والخدمية بما يلبي احتياجات السكان ويواكب خطط التنمية.

 وأضاف أن الطروحات الأخيرة تأتي ضمن خطة الجهاز الهادفة لتعزيز الحركة الاقتصادية ودعم البنية التجارية والخدمية، من خلال توفير وحدات جاهزة للاستثمار في مواقع متميزة تخدم المناطق السكنية المختلفة.

وأوضح رئيس الجهاز أن المرحلة المقبلة ستشهد الإعلان عن المزيد من أنشطة الطرح المتنوعة التي تتماشى مع رؤية وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، القائمة على التوسع في إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة تضمن جودة الحياة وتوفر خدمات متقدمة للسكان. 

ولفت إلى أن المدينة تشهد في الوقت نفسه تنفيذ عدد كبير من المشروعات الخدمية والبنية التحتية التي تعزز من مكانتها كإحدى أهم المدن الجاذبة للمستثمرين محليًا وإقليميًا.

وأكد أن استمرار طرح الوحدات التجارية في مزادات علنية وبأساليب تنافسية مفتوحة أمام الجميع، يعد أحد أهم الآليات التي تتبعها الدولة لضمان النزاهة والاستفادة المثلى من مواردها، مشددًا على أن الجهاز يلتزم بتطبيق المعايير القانونية بدقة خلال جميع مراحل الطرح والترسية.

وبذلك، تعزز نتائج هذه المزايدة الدور الحيوي لمدينة العاشر من رمضان كمركز اقتصادي وتجارى متنامٍ، وتُظهر حجم الطلب المتزايد على الاستثمار داخلها، في ظل التوسع العمراني الذي تشهده والخدمات المتنوعة التي تقدمها لمختلف الفئات.

مقالات مشابهة

  • بيع 24 منشأة تجارية بالعاشر من رمضان بقيمة 57.3 مليون جنيه
  • بيع 22 محلًا تجاريًا وصيدليتين بالمزاد العلني بالعاشر من رمضان بإجمالي 57.3 مليون جنيه
  • اختراع جديد يعيد الأمل لفاقدي حاسة الشم
  • جهاز لوحى خارق يغزو الأسواق .. إليك مواصفات وسعر OnePlus Pad Go 2
  • Valve تكشف ملامح أسعار Steam Machine
  • «جهاز المباحث الجنائية» يتخذ إجراءات شاملة لضمان سلامة المسافرين
  • جهاز تنمية المشروعات يطلق نسخة مصغرة من معرض تراثنا غدا
  • تصاعد الغضب في هونج كونج بعد وفاة المئات في حريق مدمر
  • هولتر.. كل ما تريد معرفته عن الجهاز الكاشف لأسرار القلب
  • سبب ضعف المياه في بعض مناطق 6 أكتوبر بالجيزة