شبكة انباء العراق:
2025-07-31@08:50:26 GMT

إستلهام التجربة الكردية

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

لكل أمة حتى وإن كانت تحت قيد الإضطهاد والمنع طموح، وتطلع لغد مختلف، ولعل الأمة الكردية مثال مهم على ذلك فهي، ووفقا لمعادلة الجغرافيا والتاريخ ممنوعة من أن تكون أمة كبقية الأمم المطوقة لها، وحالها يشبه حال فتى أنجبه رجل من زوجته الثانية المغلوبة على أمرها وتركه يصارع الحياة لوحده، بينما يتمتع أبناء الزوجة الأولى بكامل الإمتيازات، وتقع عليهم مسؤوليات عليا، ويشتركون في صناعة القرارات المهمة، ويديرون الأعمال، لكن الفتى المضطهد ممنوع عليه أن يكون مسؤولا، وممنوع عليه أن يكون قويا، وممنوع عليه أن يتصرف كما ينبغي، بل يهمل، ويتلقى الفتات، وإذا إحتج أتته ضربة على الرأس، وعبارة تثقب أذنيه ( أسكت ياولد).


لاأطمح لأن أصنع جبلا في الصحراء برغم تمنياتي الكثيرة، والمتكررة في أن أرى جبلا في بغداد نصنعه من ملايين من الصخور نستوردها على غرار الفكرة التي قدمها سندباد في واحدة من مغامراته حين زار بغداد، ووجد أن نهرها قد جف ماؤه، والعطش أخذ من الناس رغبتهم في البقاء فيها، وصاروا يغادرونها الى أمكنة أخرى، فتوجه رفقة ياسمينة الحزينة الى القطب الجنوبي، وبمساعدة بعض الحيتان طيبة القلب تمكن من دفع كتلة ثلجية عملاقة، وأوصلها الى بغداد لينهي أزمة المياه فيها مع إن أزمات العواصم العربية ليست متصلة بالمياه والثلوج والموارد، بل في الرجال القادة الذين يحولون المشاكل الى فرص، ويعملون بصدق وقدرات حقيقية ليستثمروا ويغيروا دون أن ينشغلوا بطرح الشعارات غير الواقعية، ويبتكرون مشكلات جديدة ليشغلوا بها الرأي العام الذي ينشغل عادة بهمومه الكثيرة التي تأبي أن تغادره.
الكورد الذين نعرفهم هم شركائنا في بناء دولة مابعد 2003 وقد كتبوا معنا دستور العراق، ومنحوا رئاسة الجمهورية، ونيابة رئاسة الوزراء، ونيابة رئاسة البرلمان، ووزارات عدة، مع مناصب وفيرة في مؤسسات الدولة، ولم يأخذوا تلك المناصب غصبا، بل كان ذلك بإتفاق دستوري مع المركز، وهذا يحيلنا الى ضرورة أن نكون موضوعيين وواقعيين في التعاطي مع المشاكل التي تتفتق من حين لآخر، فينبري كتابنا وصحفيونا لمهاجمة الكورد، وإتهامهم بشتى التهم، والغريب إنك حين تزور أربيل تجد إن نصف الشعب العراقي هناك، وتجد معظم المثقفين والصحفيين، ووسائل الإعلام، ورجال الأعمال، ووزراء ونواب، يتجولون في شوارع عاصمة الإقليم وهم منبهرون، ويلتقطون الصور، ويبعثون بها الى أصدقائهم، وهنا يجدر الحديث عن ضرورة ترتيب العلاقة بين بغداد واربيل حيث تتقاطع الرؤى في بعض الملفات التي تحتاج الى إبتكار أساليب أكثر نجاعة لتخفيف التوتر، وحل الإشكالات، وليس إستثمارها لدوافع شخصية وفئوية لاتنفع عامة الشعب، بل تحوله الى حال من القلق والإنزعاج.
من المؤكد إن الكورد يفكرون بطريقة مختلفة جعلت أربيل مختلفة عن بغداد، والسليمانية مختلفة عن البصرة، ودهوك مختلفة عن الموصل، ويبدو إن هناك فرصة مختلفة لمغادرة التصور النمطي عن العلاقة بين بغداد والإقليم طالما إننا نجد نموذجا للحداثة في البناء والإستثمار في كردستان يثير إعجابنا، ويدفعنا لصرف مدخراتنا في رحلة الى مصايف الإقليم، ومولاته مع إن عدد المولات في بغداد كبير، ومزعج، ويثير شكاوي إن تلك المولات في كل مكان، بل وتجد شارعا واحدا قد يحتوي أربعة مولات لايرتادها أحد لأنها بنيت عبثا بلاتخطيط، ولانظام محكم.
يمكن أن نستلهم التجربة الكردية في بناء مدن الوسط والجنوب والغرب، ويمكن حل المشاكل بالحوار لأنه الطريق للوصول الى نتائج مقبولة من الجميع.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

طبيبة إيرانية تتولى رئاسة جمعية القلب الأمريكية

طبيبة إيرانية تتولى رئاسة جمعية القلب الأمريكية

مقالات مشابهة

  • نيجيرفان بارزاني مستذكراً إبادة البارزانيين: النظام البائد فشل بكسر إرادة الكورد
  • حكايات المحاصصة التي حوّلت الدبلوماسية إلى دار مزاد حزبي مغلق وفاسد
  • تحذير .. مشاهدة البنات في سن المراهقة لإعلانات منتجات التجميل تعرضهم لهذه المشاكل
  • بحقه 16 مذكرة بجرائم مختلفة.. قوى الأمن توقف مروّج مخدّرات
  • «افتكروني مجنون».. محمد رمضان يكشف موعد طرح أحدث أغانيه بمشاركة مطرب برازيلي
  • فهد بن نافل يعلن رحيله عن رئاسة الهلال
  • طبيبة إيرانية تتولى رئاسة جمعية القلب الأمريكية
  • رقم 1 يا نصاص.. محمد رمضان يروج لأحدث أغانيه
  • فاريتا: متحمس لـ«التجربة الجديدة» مع الوصل
  • حمادة عبد اللطيف: انتقال زيزو للأهلي أنقذ أوضة لبس الزمالك من المشاكل