الاشغالات تضرب تاريخ الإسكندرية وتسيطر على " عمود السوارى"
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
تعاني أشهر الأماكن الأثرية بالإسكندرية “عمود السواري” من الفوضي والعشوائية بعد أن سيطرت الاشغالات على أهم المعالم الاثرية، التى أقيمت فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم مدافن العمود وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 مترا ومصنوع من حجر الجرانيت الأحمر.
وجاءت إقامة العمود تخليدا للإمبراطور دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي، وهو آخر الآثار المتبقية من معبد السيرابيوم الذي أقامه بوستوموس، ويعتبر أعلى نصب تذكاري في العالم، وإن لم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العمود على وجه الدقة لكنه يعود إلى العصر الروماني، وقيل إن العمود أهدي للمسيحية بعد انتصارها في الإسكندرية.
وتعود تسمية العمود بـ"السواري" إلى العصر العربي، حيث يعتقد أنها جاءت نتيجة ارتفاع هذا العمود الشاهق بين 400 عمود آخر وهو ما يشبه صواري السفن، ولذلك أطلق عليه العرب عمود الصواري والتي حرفت فيما بعد إلى السواري..
وجسم العمود عبارة عن قطعة واحدة قطرها عند القاعدة 2.70 متر، وعند التاج 2.30 متر، ويبلغ الارتفاع الكلي للعمود بما فيه القاعدة حوالي 26.85 متر، وفي الجانب الغربي من العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض كما يوجد تمثالان مشابهان لأبي الهول مصنوعان من الغرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس، على أحدهما نقش للملك حور محب من الأسرة الثامنة عشرة.
قال ايهاب محمد صاحب شركة سياحية، إن الاشغالات التى تسيطر على منطقة عامود السوارى خطر يهدد السياحة بالاسكندرية ، لان المنظر الحضارى بمنطقة عامود السوارى ينهار بسبب البائعة الجائلين والاشغالات والتوك توك ، لدلك نطالب بضرورة قيام الحى بازالة الاشغالات بالمنطقة ، والاهتمام بالمزارات والمناطق السياحية بالمدينة، خاصة مناطق كوم الشقافة وعمود السوارى وغيرها.
وأشار إلى أنه من الضرورى إزالة تلك المظاهر نظراً لأن بعضها يقع فى مناطق حيوية وسكنية، فضلاً عن أن منسوب المياه الجوفية يعد من التحديات التى تواجه بعض المناطق الأثرية بالمدينة الساحلية ويجب أخذه فى الحسبان.
" طرد السائح "
كشف اكرم السيد مرشد سياحى، أن هناك مزارات متعددة خاصة بالسياحة الثقافية تمتلئ بها مدينة الإسكندرية.و أبرز تلك المزارات والأماكن هى منطقة عامود السوارى، وكوم الناضورة، وقلعة قايتباى وغيرها، لافتاً إلى أنه ضرورى الاهتمام بالمناطق الأثرية بالمدينة وإعادة النظر فى مواعيد عملها.اشار إلى أن العشوائية والفوضى والإهمال الذى يحيط ببعض المناطق السياحية والمزارات قد يكون عامل طرد للسائح وليس جاذباً له.واشار الى ان رغم الأهمية السياحية لتلك المنطقة إلا أنها محاصرة بعدد من العشوائيات وسيطرة الباعة الجائلين بالأسواق، وانتشار مركبات التوك توك وسيارات الميكروباص، ما يؤدى إلى إعاقة حركة المرور بالمنطقة، التى تصل إلى توقف الطرق ساعات طويلة، ما يثير غضب واستياء المارة والمترددين على المدينة.
" غياب الرقابة "
قال خالد محمود مدرس من سكان منطقة كرموز، غياب رقابة رجال المرور، تسبب فى انتشار الفوضى بالمنطقة من السائقون، بفعل المواقف العشوائية التى لا تبعد كثيراً عن أحد أهم مزارات السياحة فى الإسكندرية ،التى يتوافد إليها الزائرين ليشاهدوا عمود السوارى .أضاف أن مشكلات الازدحام تنعكس على الجولات السياحية والتى تشمل بعض المزارات للسائحين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية استياء المواطنين معالم الاثرية ويبل السياحة إزالة الإشغالات رجال المرور التوك توك
إقرأ أيضاً:
"حيرة".. مابعد النتيجة
توتر وقلق وترقب، هكذا كان حال أولياء أمور طلاب الثانوية العامة مساء الثلاثاء الماضي انتظارا لاعتماد وزير التربية والتعليم لنتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة، هذه اللحظات الصعبة لايدركها الا من عايشها، وبالتأكيد مرت غالبية الأسر المصرية بهذا الموقف العصيب على مدى تاريخ هذه الشهادة المصيرية والفارقة فى مستقبل الأبناء، وفى جنى الآباء لثمار جهودهم المادية والمعنوية فى دعم وتحفيز أبنائهم الطلاب، نتعشم أن يقضي نظام التعليم الجديد، الذى استحدث شهادة البكالوريا التى تتيح خيارات وفرصا متعددة لتحسين المجموع، جنبا إلى جنب مع نظام الثانوية العامة القديم، على هذه الظاهرة التى باتت معها الثانوية العامة "بعبع" يرهب أولياء الأمور والطلاب معا.
فور إعلان النتائج والتى أصيب فيها الناجحون وليس الراسبون أو طلاب الدور الثاني، بخيبة أمل خاصة طلاب القسم العلمي من تدني نسب المجاميع التى كانت محبطة للكثيرين، بدأ التفكير فى مكان لاستكمال الدراسة الجامعية، وسارع كثير من أولياء الأمور الى البحث عن مكان فى جامعة خاصة أو أهلية، وحتى لايضيع جهد من اجتهد ولم يوفق فى الالتحاق بكلية من كليات القمة، وحتى يعزز موقف من لم يحصل على مجموع يؤهله للالتحاق بإحداها، الحكايات التى يمكن ان تروي فى هذا الموضوع كثيرة وغريبة ويتم ابتكار المزيد منها عاما بعد عام.
واذا بدأنا بالتسجيل بالجامعات الخاصة، الذى كان يتم فيما سبق فور اعلان نتائج الثانوية العامة، يتم الآن والطالب ما زال فى الثانوية العامة ولم ينته من الامتحانات، ومن دون ان يعرف حتى المجموع الذى يحصل عليه، ناهيك عن المبالغ التى تدفع مقابل هذا التسجيل، وبالتالي فإن الطالب الذى قام بالتسجيل فى كلية ولم يحصل على الحد الأدني للقبول فيها، يرفض طلبه ناهيك عن ضياع المبلغ الذى تم دفعه..
هناك أعداد غفيرة تلتحق سنويا بالجامعات الخاصة، وهذه الأعداد تقوم بالتسجيل فى الكليات المتاحة أمامهم وفقا للمجموع، عن طريق ملء استمارة معدة لذلك نظير رسوم قد تصل الى خمسة آلاف جنيه، ولنا أن نتخيل إجمالي دخل هذه الجامعات من هذا البند فقط، واذا افترضنا ان بعض الطلاب غيروا رغباتهم أو قبلوا فى كليات حكومية، فإن هذه المبالغ لاترد بالتأكيد، كما أن المصروفات التى يتم دفعها قبل بدء الدراسة بفترة، لا يتم استردادها باي حال الا بعد خصم جزء كبير منها.
يكابد أولياء الأمور من متوسطي الدخل المعاناة فى رحلة البحث عن كلية، وكأنه لا يكفي ماعانوه طوال السنة الدراسية بالثانوية، وما أنفقوه على الدروس الخصوصية، لتستمر رحلة المعاناة بحثا عن ضمان تخصص يؤهل أبناءهم لسوق العمل.
واذا ألقينا نظرة على مصروفات الجامعات الخاصة والأهلية لوجدنا أرقاما تعتبر فلكية لغالبية الشعب المصري، فقائمة المصروفات الدراسية لبعض الجامعات الخاصة والاهلية والتى نشرها موقع صحيفة يومية، وصلت فيها مصروفات كليات الطب البشري على سبيل المثال الى 230ألف جنيه سنويا فى الجامعات الخاصة، بينما وصلت فى بعض الجامعات الاهلية إلى ما يتراوح ما بين 150و120ألف جنيه سنويا، فى حين بلغت مصروفات كلية طب الأسنان الى 274 ألف جنيه، والهندسة 226 ألف جنيه فى إحدى الجامعات الاجنبية.
بعد انخفاض الحد الادني للقبول بكليات المجموعة الطبية وكذلك كليات الهندسة، أصبح أولياء الامور يلثهون خلف منح ابنهم لقب طبيب أو مهندس، وهم بالطبع معذورون فى ذلك، فهذه التخصصات وحدها تمنح فرصا متميزة فى العمل، وتضطر الاسر لضغط إمكاناتها المادية، بل وبيع بعض الممتلكات فى سبيل توفير النفقات التعليمية، وهكذا تستمر الدوامة التى لا يبدو أنها ستنتهي.