وول ستريت جورنال: رجل الدعاية الروسي الذي يحاول التأثير على عقول الأميركيين
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن رجل الدعاية الروسي سيرغي كيريينكو كان يسعى منذ وصوله إلى الكرملين، لإقناع الشعب الروسي بألا يرى إلا ما يريد الرئيس فلاديمير بوتين أن يراه، وهو الآن -حسب المدعين الأميركيين- يحاول أن يفعل الشيء نفسه للأميركيين.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم آن إم سيمونز وتوماس غروف- أن وزارة العدل الأميركية تتهم كيريينكو بأنه المشرف على نحو 30 نطاقا على الإنترنت تستخدمها الحكومة الروسية لنشر معلومات كاذبة، وقال مسؤولون أميركيون إن النطاقات بدت وكأنها مواقع إخبارية أميركية، ولكنها كانت مليئة بالدعاية الروسية التي تهدف إلى تآكل الدعم الدولي لأوكرانيا، والتلاعب بالناخبين الأميركيين قبل الانتخابات الرئاسية.
وقد كُلف كيريينكو، وهو تكنوقراطي مخضرم وأحد أكثر من يثق بهم بوتين من مساعديه، بكل شيء -حسب الصحيفة- من تنظيم الانتخابات إلى قيادة جهود الدعاية لحرب أوكرانيا لمصلحة الكرملين، والإشراف على الأراضي الروسية المحتلة هناك.
تكنوقراطي بالمعنى الأسوأوقال ألكسندر غابوييف، مدير مركز كارنيغي-روسيا أوراسيا في برلين، "إنه (كيريينكو) تكنوقراطي مثالي بالمعنى الأسوأ"، وإن مزاعم الولايات المتحدة مؤشر على صعود نجمه، وأضاف "إذا كانت هناك أوامر لقتل حرية التعبير، فسوف يفعل ذلك بأكثر الطرق فعالية ممكنة".
تم تعيين كيريينكو رئيسا للوزراء في عهد الرئيس بوريس يلتسين عام 1998 في سن 35 عاما، وهو أصغر من تولى المنصب على الإطلاق في روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، مما أكسبه لقب "مفاجأة كيندر".
وكان الهدف من تعيين كيريينكو هو أن يبث حياة جديدة في الاقتصاد الروسي المتعثر، وأن يعزز جهود يلتسين لإصلاح النظام السوفياتي، ولكنه جاء في وقت لم تعد فيه موسكو قادرة على سداد ديونها الخارجية، وتم فصله بعد 5 أشهر من توليه المنصب.
ومع ذلك، رأى بوتين في كيريينكو تلميذا قادرا ومخلصا -كما يقول مراقبو الكرملين- وعندما أصبح رئيسا عام 2000، عينه مبعوثا له إلى منطقة الفولغا التي تستضيف المركز النووي الفدرالي الروسي، وبعد 5 سنوات اختاره لرئاسة شركة الطاقة الذرية الروسية الحكومية، روساتوم.
كبح جماح الإنترنتدخل كيريينكو الإدارة الرئاسية بعد سنوات من الاحتجاجات الجماهيرية التي بدأت عام 2011، حيث سعت موسكو إلى فرض سيطرة أكبر على الحريات الشخصية، وكان الكرملين قد اقتنع بأن منصات مثل فيسبوك وتويتر ليست إلا أذرعا للحكومة الأميركية تحاول خلق الثورة في الخارج، وتم تكليف كيريينكو بكبح جماح الكلام عبر الإنترنت.
ومع توليه المسؤولية، سعى كيريينكو -حسب الصحيفة- إلى فرض قيود على الرسائل عبر الإنترنت بنفس الطريقة التي سيطرت بها روسيا على وسائل الإعلام التقليدية، وتم تمرير سلسلة من القوانين التي زادت الغرامات على المنشورات المناهضة للحكومة.
وكان مكتب كيريينكو مسؤولا عن مراقبة شركات التكنولوجيا الروسية مثل "في كي" النسخة الروسية من فيسبوك، بالإضافة إلى مراقبة استعداد هذه الشركات للاستجابة لمطالب المسؤولين، وكان كيريينكو يتصل بالشركات بشكل مباشر، حسب شخص عمل في شركة تكنولوجية روسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على كيريينكو عام 2022 لدوره في تأسيس الحكم الروسي في الأراضي الأوكرانية التي احتلتها موسكو بشكل غير قانوني، ولكن نجم كيريينكو السياسي واصل الصعود، لدرجة أن بعض مراقبي الكرملين اعتبروه خليفة محتملا لبوتين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
أحمد موسى: نتنياهو يحاول تزييف الحقائق بشأن معبر رفح وتحميل مصر مسؤولية حصار غزة
اتهم الإعلامي أحمد موسى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة تضليل الرأي العام وتصدير صورة مغلوطة عن الموقف المصري من معبر رفح، وذلك عبر الادعاء بأن مصر تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وخلال تقديمه حلقة اليوم من برنامج “على مسؤوليتي” على قناة صدى البلد، شدد موسى على أن الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك تمامًا، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي هو الطرف الوحيد الذي يتحكم فعليًا في جميع المعابر المؤدية إلى غزة، بما في ذلك معبر رفح من الجهة الفلسطينية، والذي يخضع بشكل غير مباشر لسيطرة تل أبيب.
وأشار موسى إلى أن نتنياهو لا يتحرك بمفرده في هذا الإطار، بل يعتمد على “كتائب إلكترونية” منظمة تعمل على ترويج مزاعمه وتضليل الرأي العام العربي والدولي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن بعض هذه المجموعات تنسق فيما بينها لنشر الأكاذيب وتشويه الموقف المصري.
وأكد أن هذه الحملة الممنهجة تستهدف الضغط على مصر وخلق انقسام داخلي، إلا أن وعي المواطنين وإدراكهم لطبيعة ما يجري يحول دون نجاح هذا المخطط.
وأضاف موسى أن مصر، قيادة وشعبًا، لن تنجر وراء هذه الحملات المشبوهة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة، التي تمثل الدرع الرئيسي في حماية الوطن والتصدي لأي تهديدات إقليمية.
كما لفت إلى أن دور الجيش المصري لا يقتصر على حماية الحدود، بل يمتد ليشمل التصدي للمؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وفي سياق متصل، كشف موسى عن وجود ما وصفه بـ”تعاون واضح” بين حكومة نتنياهو وجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن هذا التنسيق ليس جديدًا، لكنه أصبح أكثر وضوحًا في الآونة الأخيرة، حيث وصف نتنياهو بـ”المرشد الأعلى” للجماعة في الخارج، في إشارة إلى تقاطع المصالح بين الجانبين رغم التباين الظاهري في الأيديولوجيات.
واختتم موسى حديثه بدعوة الإعلاميين والجمهور إلى التحقق من صحة المعلومات المتداولة وعدم الانسياق وراء الشائعات، مشددًا على أهمية دعم الموقف الوطني المصري بكل وضوح في مواجهة الحملات المضللة.