تقرير/ جميل القشم

يتنفس ساحل البحر الأحمر تراتيل محمدية تملأ أرجائه وتصيغ أركانه وتصنع تفاصيله بمدائح نبوية تهتف بها قلوب العاشقين ابتهاجا بقدوم الربيع المحمدي.

ابتهالات بديعة ومؤثرة في مدح النبي، تتفرد في معاني العشق، تجسيدا عمليا لأصالة أمة يمنية تترجم اعتزازها بقائد عظيم بالعديد من الموشحات والأناشيد وفنون الشعر، على مسرح الهواء الطلق الذي يتلألأ بملامح الحب والوفاء لنبي الأمة.

وفي حلته البهية، يتألق مهرجان الموالد والمدائح النبوية الذي انطلق مساء أمس في ساحل البحر الأحمر، فرحا بمن أضاء الكون ببهائه، ليصدح بترانيم أكبر وأشهر فرق الإنشاد وقصائد الشعراء، ابتهاجا بقدوم ذكرى مولد خير البرية ورسول الانسانية.

وفي أولى أمسيات المهرجان الذي يستمر حتى العاشر من ربيع الأول، اكتظ ساحل مدينة الحديدة على واجهة شاطئ البحر الأحمر بحشد كبير من القيادات والنخب الثقافية وأكاديميين ومواطنين، في مشهد جسد الروح الايمانية وعمق مشاعر المحبة وتعظيم مقام النبي والفرح باحياء هذه المناسبة.

تمايلت قلوب وأجساد الجموع الغفيرة مع ترانيم المنشدين وفقرات المهرجان بما تحمله نفوسهم من محبة واجلال وتعظيم وارتباط روحي ووجداني برسول الله، وفرحاً وابتهاجاً وتعظيماً بمولده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وعملاً بقوله تعالى “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون “ عبر الحاضرون عن إعجابهم بالمهرجان، وفقراته المعبرة، التي ازدانت أولى فعالياته بفضاء فسيح ومتنوع من جمال وروعة المديح والأناشيد الزاخرة التي انبثقت من معانيها تجليات النور المحمدي.

وأوضح وكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري، خلال مشاركته في تدشين مهرحان الموالد والمدائح النبوية، أن المهرجان يأتي ضمن فعاليات الاحتفاء بالمناسبة بما يجسد التفاعل الإيجابي لأبناء الحديدة.

ونوه بمستوى الحفاوة التي تتسم بها مديريات محافظة الحديدة، وتشهد هذا العام، استعداداً مكثفا في المشاركة لتنظيم الفعاليات والندوات الدينية والمهرجانات والأمسيات المخصصة لإحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة.

وأشار البشري، الى أن الزخم الاحتفالي الذي يعم أرجاء المحافظة على مستوى الحارات وقطاعات العمل والسواحل، يعكس أحد ملامح الهوية الدينية التي يتسم بها أبناء الشعب اليمني ودليل على قوة ارتباطهم وحبهم وتمسكهم بالرسول الكريم.

وأشاد بجهود المنظمين للمهرجان ومدى الحرص على تقديم نموذج متفرد لإحياء المناسبة بما يعكس الإصرار على إحياء ذكرى مولد المصطفى، لإيصال رسائل للعالم بأصالة الشعب اليمني وتمسكه بالنبي واستمرار مناصرته.

وعبر الوكيل البشري، عن الفخر والاعتزاز بما تعكسه الأنشطة الاحتفالية بهذه المناسبة العظيمة من هوية راسخة جامعة لحب أعظم قائد في تاريخ البشرية، أنقذ الأمة من عبادة الأصنام إلى عبادة الله ونعمة الاسلام.

كما أشاد بتفاعل المنشدين والشعراء المشاركين في احياء أمسيات المهرجان الذي يعبر عن الارتباط الوثيق والهوية الإيمانية الأصيلة التي خص بها الرسول الكريم أهل اليمن عن غيرهم، حينما قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

ووصف وكيل أول محافظة الحديدة مظاهر الاحتفالات التي تشهدها المحافظة بذكرى مولد الرسول الكريم، بلوحة صمود لترسيخ معاني العزة والبأس وإظهار البهجة والفرح والتوقير وتجديد الولاء له صلى الله عليه وآله سلم والتمسك بهديه.

من جانبهم اعتبر القائمون على المهرجان الذي تنظمه مؤسستا سام للبث الاذاعي والتلفزيوني والإمام زيد بن علي الثقافية، الحضور اللافت لأمسيات مهرجان الموالد والمدائح، أحد صور إحياء ذكرى مولد رسول الله لترسيخ معاني الاحتفال بها.

وأشاروا، إلى ما تمثله هذه المناسبة من مصدر قلق بالنسبة الاعداء والتيارات المتأسلمة، لافتين إلى أن المنزعجين من الاحتفال بالمولد النبوي هم امتداد الاباطرة الذين اهتزت عروشهم وتزلزلت ممالكهم وانطفأت نيرانهم يوم مولده صلوات الله عليه وآله.

واعتبروا مظاهر احتفال اليمنيين بمولد رسول الأمة، أيقونة صمود إيمانية، مفادها أن اليمنيين هم أهل الإيمان والمدد وعنوان العزة والبأس، والانتصار للعقيدة وللرسول الأكرم والاعتزاز بإحياء يوم مولده.

وذكر القائمون، أن المهرجان الذي يشارك فيه أبرز المنشدين والشعراء من عدة محافظات يتم بث فعالياته على الهواء عبر أثير إذاعة ” سام إف أم” وقنوات فضائية، إجلالاً وتعظيما للرسول الكريم وتأكيداً على المكانة التي يحتلها في القلوب كقدوة وقائد ومعلم، وتجديداً للعهد والولاء للنبي الخاتم.

وتمثل المظاهر الاحتفالية التي تشهدها محافظة الحديدة وساحل البحر الأحمر، لوحة ايمانية لإظهار الفرحة بذكرى مولد المصطفى، يرافقها أوبريتات وأناشيد من الموروث التهامي تتميز بخصوصية فريدة في الاحتفال بأهم وأعظم مناسبة دينية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المهرجان الذی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

التتويج الخامس يمنح ميونيخ لقب أرض مولد الأبطال!

سلطان آل علي (دبي)
في عالم كرة القدم، هناك ملاعب ومدن تُعرف بتاريخها، وأخرى تشتهر بصناعتها للتاريخ، ومنها مدينة ميونيخ الألمانية التي تندرج ضمن الفئة الثانية، إذ أصبحت رسمياً موطناً للنجوم الجدد في دوري أبطال أوروبا، بعد أن شهدت تتويج خمسة أندية مختلفة بلقب البطولة الأغلى على الإطلاق، وكلها نالت الكأس للمرة الأولى في تاريخها، وهو ما يمنح ميونيخ لقب "أرض ميلاد الأبطال". البداية تعود إلى عام 1979، حين استضاف ملعب ميونيخ نهائي دوري الأبطال بين نوتنجهام فورست ومالمو السويدي. وقتها، فاجأ الفريق الإنجليزي العالم بالتتويج الأول له في البطولة، لتبدأ من هنا أسطورة ميونيخ كأرض تمنح المجد لمن لم يذقه من قبل. بعد 14 عاماً، وفي نهائي 1993، كان الموعد مع نادٍ آخر يصعد إلى القمة لأول مرة، حين توج مارسيليا الفرنسي باللقب بعد فوزه على ميلان الإيطالي، ليصبح مارسيليا حتى الأمس النادي الفرنسي الوحيد الذي حصد ذات الأذنين، ليضيف إلى رصيد ميونيخ لقباً جديداً لبطل جديد، قبل أن يفعلها باريس سان جيرمان. ثم جاء الدور على بروسيا دورتموند عام 1997، في نهائي ألماني بنكهة أوروبية، حيث تغلب على يوفنتوس الإيطالي بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليُصبح أول فريق ألماني بعد بايرن يحقق اللقب في الحقبة الحديثة، وأول تتويج له بالمسابقة، مرة أخرى على أرض ميونيخ. أما في 2012، فقد كانت القصة درامية إلى أقصى حد. فـتشيلسي الإنجليزي واجه بايرن ميونيخ في ملعبه "أليانز أرينا"، وبين جماهيره، ومع ذلك نجح الفريق اللندني في قلب التوقعات وخطف الكأس بركلات الترجيح، ليُتوّج بالبطولة للمرة الأولى في تاريخه، ويواصل ملعب ميونيخ تقديم المجد لوجوه جديدة. وأخيرًا، في 2025، دوّن باريس سان جيرمان اسمه في السجل الذهبي للبطولة، بعدما توج بلقبه الأول في دوري الأبطال على أرض ميونيخ بخماسية تاريخية على إنتر ميلان، ليُكمل بذلك السلسلة الغريبة والمبهرة: خمس نهائيات في ميونيخ، وخمسة أبطال جدد. هذا النمط الفريد يجعل من ميونيخ مكاناً رمزياً في تاريخ دوري الأبطال. فهي ليست مجرد مدينة تستضيف المباريات، بل مدينة تصنع لحظات الانتصار الأولى، وتمنح الأندية صفحة جديدة في تاريخها. وفي كل مرة يُعلن عن ميونيخ كمستضيفة لنهائي دوري الأبطال، تُفتح شهية الفرق التي تحلم بكسر الحاجز، لأن في ميونيخ، يولد الأبطال

أخبار ذات صلة «سان جيرمان» يهزم الشك بإنجاز «الثلاثية» الليلة المخيبة لا تمحو الإنجازات.. إنزاجي خارج دائرة التقييمات!

مقالات مشابهة

  • حجاج بيت الله يستعدون ليوم التروية وسط أجواء إيمانية
  • الهجرة مشروع الإيمان والتضحية .. دلالات إيمانية من محاضرة السيد القائد ضمن سلسلة القصص القرآني
  • تفاصيل إطلاق أكبر مهرجان للسياحة والتسوق في صعيد مصر بسوهاج
  • مهرجان سباق دلما التاريخي.. نجاح «8 نجوم»
  • قبائل اليمن في إحياء عيد الأضحى المبارك.. إرث تاريخي عريق وروح إيمانية جهادية
  • مهرجان روتردام للفيلم العربي يختتم دورته الـ25 بتكريم ليلي علوي وإعلان الجوائز
  • مهرجان القومي للمسرح المصري يطرح البوستر الرسمي لدورته الـ 18
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • اختتام مهرجان دلما التاريخي وسط إشادة واسعة من الزوار
  • التتويج الخامس يمنح ميونيخ لقب أرض مولد الأبطال!