شيخة الجابري تكتب: كنز ليوا الأخضر
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
انتهى مهرجان «ليوا للرطب»، وانتهت معه أجمل الأيام التي شهدت عروضاً مميزة، واهتماماً رسمياً كبيراً، وحضوراً جماهيرياً مدهشاً، ومنتجات يفخر بها الوطن، ومشاركات فاقت التوقعات. إن المهرجان الذي خصصت دورته هذا العام للاحتفاء بالنخلة كان موفقاً في ذلك، حيث إن منطقة الظفرة تحفل بالعديد من أصناف وأنواع النخل التي تُبهج القلوب، وتضعك أمام حيرة فيما تختار منها تبارك الرحمن، إنها خيرات وطن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صاحب اليد الخضراء الذي كان يرى في النخلة امتداداً للإنسان وثقافته، واهتمامه وعمره الناضح بالطموح والأمل.
النخلة هي عمة العرب، بل هي رفيقتهم، وصديقة حياتهم منذ الأزل، ارتبط إنسان هذا المكان بالنخلة، فكانت له خير صديق وأنيس، إن النخلة هي المُحبّ النافع مثلها مثل الكتاب تعطي بلا حدود، ولا شروط، ولا مِنّة، فيهما وفاء لا حدود له، ولهما مكانة لا تقدير لها، تشبه ذاك الحب الممتد من قلب إلى قلب ينبض بالشوق والمحبة، النخلة هي الشجرة «المبروكة» التي ينال منها الإنسان أجمل الحصاد والغذاء.
النخلة هي المثال الحي للاستدامة بمفهومها الواسع والعلمي كذلك، فالإنسان ينتفع بها منذ أن يغرسها في الأرض وحتى أن تورق وتطرح من الخير الكثير، لقد استفاد الإنسان في الخليج والجزيرة العربية على الدقة من كل جزء من أجزاء النخلة، وكانت تشكّل لابن الإمارات في القديم مصدر اكتفاء غذائي، وكذلك حملت إليه الكثير من المنافع الأخرى، النخلة في صغرها تشبه الفتى اليافع، وفي هرمها تشبه الكبير العاشق لها، لذا فإن دورة حياتها كالإنسان من حيث الولادة، ثم الانطفاء.
لم يأت احتفاء ليوا بالنخلة من فراغ، بل من إيمان حقيقي بقيمتها، ووعي تام بأهميتها، فهي المُلهمة، وهي التي تربطنا بتراث وماضي وطننا ومستقبله كذلك، فالتنوع الذي شهده المهرجان في نوع وشكل وحجم الرطب الذي شاركت به عديد من الجهات، يؤكد أهمية النخلة، والجهود التي تبذلها الدولة لتشجيع المواطنين على الاعتناء بها، والإبداع في إكثارها، وتعدد أصنافها، ففي الوقت الذي كان الناس يعرفون فيه «لخلاص ولخنيزي وبومعان والرزيز» وغيرها من الأصناف، صاروا اليوم يتباهون بالأصناف الجديدة التي يشاركون بها في المهرجان ويتسابق الناس إلى شرائها.
إنك وأنت تتجول بين الأجنحة المشاركة في مهرجان «ليوا للرطب» تشعر بعبق التراث، ورائحة الماضي الجميل، ولون الحب الذي تعمر به القلوب، إن كلمة شكر وتقدير واجبة لكل القائمين على المهرجان من مسؤولين ومنظمين ومشاركين، وكل سنة وكل حول ووطننا عامر بالمهرجانات الوطنية الرائعة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أحوال شيخة الجابري
إقرأ أيضاً:
خلال مشاركتها في «ليوا للرطب».. «بلدية العين» تدعم الإنتاج المحلي
منطقة الظفرة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتشارك بلدية مدينة العين في فعاليات الدورة 21 لمهرجان ليوا للرطب 2025، والذي يستمر حتى 27 يوليو بمدينة ليوا في منطقة الظفرة بأبوظبي، ويهدف إلى دعم المزارعين وتعزيز مكانة النخلة ومنتجاتها ضمن منظومة الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية.
وقال مبارك حياب الكتبي: تأتي مشاركة بلدية مدينة العين هذا العام تجسيداً لالتزامها بالمحافظة على الإرث الزراعي والتقاليد العريقة المرتبطة بالنخيل، حيث خصصت جناحاً يبرز مبادراتها الزراعية والبيئية وخدماتها المبتكرة في مجال الحفاظ على النخيل وثمارها وتنمية المسطحات الخضراء.
وضمن مشاركتها الفاعلة في المهرجان، تستعرض بلدية مدينة العين مشروعاً نوعياً يُعنى بتدوير نواتج النخيل من مخلفات السعف والجذوع والجريد والاستفادة منها في مجالات متعددة تخدم البيئة والمجتمع المحلي، بما يعزز جهودها في الاستدامة البيئية والاستفادة من الموارد الزراعية المتجددة.
وأضاف مبارك الكتبي: تنوعت المنتجات المعروضة والمصنّعة من نواتج النخيل لتشمل مجموعة من الأثاث المنزلي مثل المظلات، وسلال المهملات وجلسات الكراسي والطاولات، الحواجز والأسوار والمجسّمات بمختلف الأحجام والأشكال بالإضافة إلى استخدام جذوع النخيل كأحواض للزراعة، وذلك من خلال الاستغلال الأمثل للموارد البيئية وتقليل حجم النفايات، والمحافظة على البيئة بعدم اللجوء إلى حرق مخلفات النخيل، مما يقلل من الانبعاثات الحرارية الناتجة عن عمليات الحرق وتخفيض تكاليف نقل المخالفات إلى المكبات الرئيسية.
كما شاركت بلدية مدينة العين بأصناف مميزة من الرطب مثل النغال، الخلاص، شيشي، بومعان، خنيزي، برحي، فرض وغيرها. ومن الثمار الموسمية الليمون، مانجو، موز، والامبو وغيرها التي تجود بها واحات العين، وتأتي هذه المشاركة انسجاماً مع توجهات حكومة أبوظبي الرامية إلى دعم القطاع الزراعي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتعزيز الهوية الوطنية المرتبطة بالموروث البيئي والتراثي.