أين الحزب من التهديدات المتجددة؟
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
كتب عماد مرمل في" الجمهورية": بعد ردّ «حزب الله » على اغتيال القائد العسكري السيد فؤاد شكر، و «ابتلاع » الكيان الإسرائيلي هذا الردّ، ساد انطباع بأنّ خطر الحرب الواسعة قد ابتعد، وأنّ الجبهة اللبنانية عادت إلى الانتظام والانضباط ضمن قواعد الاشتباك التي كانت سائدة قبل كر في الضاحية الجنوبية.
لكنّ عودة قادة العدو الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة إلى التلويح بشنّ هجوم كبير على لبنان، جدّد التساؤلات حول ما إذا كان هذا التهديد المتكرّر يندرج ضمن التهويل المعتاد والحرب النفسية المألوفة، أم أنّه يمهّد بالفعل لعدوان واسع سيكون أقرب إلى «المغامرة » بل «المقامرة » في الحسابات الإسرائيلية، خصوصاً أنّ «حزب الله » مستعد تماماً للتعامل مع أسوأ الاحتمالات، بل أنّ من شأن أي مواجهة شاملة ان تحرّره من الضوابط التي لا تزال تمنعه حتى الآن من استخدام كامل قوته العسكرية.
واللافت، انّ مسؤولي الكيان تقاطعوا في وقت واحد تقريباً عند إطلاق التهديدات ضدّ الحزب ولبنان، إذ أكّد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، انّه أصدر تعليمات للجيش وجميع قوات الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع الراهن في الشمال، مشدّداً على أنه «لا يوجد احتمال لاستمرارنا بهذا الوضع، ونحن ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان
». فيما قال وزير الحرب يوآف غالانت، خلال زيارته محور نتساريمفي قطاع غزة، أننا نعمل على تحقيق أهدافنا ونقل ثقل المعركة إلى الشمال بسرعة. وضمن السياق نفسه، اعتبر العضو السابق في مجلس الحرب بني غانتس، أنّ ساعة الشمال دقت ويجب ضرب لبنان إذا لزم الأمر، بينما سبق لرئيس الأركان هرتسي هاليفي أن صرّح بأنّ الجيش يستعد لخطوات هجومية داخل الأراضي اللبنانية.
على الرغم ممّا تتضمّنه التصاريح الإسرائيلية الأخيرة من قرع لطبول الحرب، إّ لّا أنّ الأوساط القريبة من الحزب تميل إلى وضعها في إطار القنابل الصوتية التي تُسبّب الكثير من الضجيج والصخب، لكن من دون أن تكون لها مفاعيل عملية، مشيرة إلى أنّ الوظيفة الأساسية للتصعيد الإسرائيلي الكلامي هي، على الأرجح، محاولة احتواء الغضب المتزايد في صفوف مستوطني الشمال النازحين نتيجة شعورهم بأنّهم متروكين وليسوا ضمن أولويات نتنياهو وحكومته. لا يعني ذلك أنّ الحزب ينام على حرير هذا الاستنتاج أو التقدير للموقف، بل هو يتصرّف على أساس أنّه لا يمكنه أن يأمن جانب العدو، وانّ عليه دائماً توقع حصول الأسوأ والاستعداد له كما لو أنّ حدوثه حتمي.
من هنا، يحرص الحزب على البقاء في أعلى جهوزية ويقظة، كأنّ الحرب الشاملة واقعة غداً، آخذاً في الحسبان أنّ نتنياهو وشركاءه في الحكومة المتطرّفة قد يرتكبون خطأ أو حماقة خارج دائرة الحسابات الموضوعية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: نتنياهو سيغرق إسرائيل ثم يفر إلى ميامي
وصف الصحفي نحميا شتراسلر الوضع في إسرائيل بأنه مختل بطريقة خطط لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل إثارة الكثير من الأحداث والتعليقات والاتهامات حتى لا يميز أحد بين الصواب والخطأ، والخير والشر، والفشل والنجاح.
ونصح الكاتب -في مقال له بصحيفة هآرتس- بعدم متابعة المواقع الإخبارية خلال النهار وإلا سيصاب المتابع بالدوار، لأنه سيتفاجأ بأحداث عام كامل في يوم واحد، حيث عملية الجيش الإسرائيلي الموسعة في غزة، ومقاطعات عالمية، ورحلات جوية ملغاة، وتعيينات غريبة، وتهديدات بإقالة النائب العام، ومقترحات قوانين مختلة، وتراجع في النمو.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طفل غزي لتايمز: "الطعام الذي كانت أمي ستحضره لنا تضرج بدمائها"list 2 of 2صحف عالمية: نظام المساعدات بغزة غير إنساني وخطير جدا وإسرائيل في أزمةend of listوالهدف من كل هذا -حسب الكاتب- هو التلاعب بعقول الناس لتصبح مسؤولية نتنياهو عن المجزرة وفشل الحرب مبهمة وتتبدد، وقد كان قبل تكاثر الأحداث يثير ضجة إعلامية كل يومين لصرف انتباه الرأي العام عن بعض الأخبار غير المريحة.
وشبه شتراسلر نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يفعل الشيء نفسه مع العالم أجمع، وقال إنهما يشتركان في الكثير من الأمور، وكلاهما نرجسي وخبير في إثارة الجنون، ولكن ترامب هو الأكثر تقلبا في مواقفه لأن خططه لا تتجاوز دورة الأخبار التالية على قناة فوكس نيوز.
إعلانوقد يعلن ترامب في الصباح عن رسوم جمركية جديدة، ثم يلغيها بحلول المساء، وفي وقت الغداء ينهي الحرب في أوكرانيا ويتوصل إلى اتفاق في غزة، وعندما لا يتحقق أي من ذلك، يعلنه مرة أخرى دون تردد حتى إن مستشاره الملياردير إيلون ماسك لم يتحمل الأمر واستقال، حسب الكاتب.
نحو هزيمة إستراتيجيةأما نتنياهو -كما يقول الكاتب- فيغرق إسرائيل كل يوم في الكارثة أكثر، فبعد أن كنا نظن أن أسوأ ما يمكن أن نصل إليه هو هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والفشل في إدارة الحرب، وبقاء 58 محتجزا لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والانقسام بين مواطني البلاد، والاقتصاد المتعثر، هي أسوأ ما يمكن أن نصل إليه، اتضح الآن أنه يهدد وجودنا.
وبعد أن عدد الكاتب أخطاء نتنياهو في الماضي مع حماس وحزب الله وإيران، قال إنه يقود إسرائيل نحو هزيمة إستراتيجية، تتعزز خلالها مكانة حماس عالميا ويتداعى موقف إسرائيل لتتحول إلى دولة منبوذة.
وذكّر شتراسلر بأن نتنياهو كان بإمكانه إنهاء الحرب قبل بضعة أشهر، وإعادة جميع المحتجزين عندما وافقت مصر على قيادة قوة عربية لإدارة قطاع غزة بدلا من حماس، ولكنه يريد أن يغرقنا في رمال غزة المتحركة.
وبذلك يريد نتنياهو "نصرا شاملا" تمحى به مسؤوليته عن المجزرة وفشل الحرب، وقد أعاد الجيش إلى غزة، يقصف كل ما يتحرك هناك ليحمل إسرائيل مسؤولية قتل الأطفال.
والآن -يقول الكاتب- ها هي أوروبا التي دعمتنا لأشهر عديدة، تهدد بفرض عقوبات اقتصادية، ولكن نتنياهو لا يهمه إلا إلغاء محاكمته، ولسان حاله يقول "إذا أردتم سجني، فلن أذهب وحدي. سآخذكم معي. سأغرقكم في وحل غزة. سيكون ذلك انتقامي".
وخلص الكاتب إلى أن نتنياهو، بعد أن تغرق إسرائيل في ذلك الوحل ويفرض العالم عليها عقوبات خانقة، سيهرب إلى ميامي مع زوجته إلى ملجأ أعده له ابنه "الصهيوني الوطني"، ومن هناك سينظر إلى الوطن المحتضر ويضحك من سذاجتنا، خاصة أن زوجته سارة سُمعت تقول "سننتقل إلى الخارج. الوطن يمكن أن يحترق".
إعلان