الوطن:
2025-08-01@07:57:28 GMT

النائب علاء عابد يكتب: حرب «البيجر» والأمن السيبراني

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

النائب علاء عابد يكتب: حرب «البيجر» والأمن السيبراني

لا تمثل تفجيرات أجهزة البيجر بلبنان مفاجأة لكل من يتابع تطور الحروب الإلكترونية الحديثة والأمن السيبراني أو ما يطلق عليها حروب الجيل الخامس، خاصة أنه ومن زمن بعيد كانت التفجيرات الإلكترونية عبر المحمول أمراً معروفاً، منذ حادثة مهندس المقاومة الفلسطينية يحيى عياش في عام 1996، حيث اغتال الاحتلال الإسرائيلي عياش عن طريق هاتف ملغم، وبنفس الطريقة، وذلك منذ تسعينات القرن الماضي، وغيرها من الحوادث والتفجيرات، وذلك قبل الثورة الحالية في التكنولوجيا التي تحولت فيها الحياة العادية إلى حياة إلكترونية تستطيع فيها أن تُحرك الأجهزة في منزلك عن بُعد إلكترونياً.

دون شك فإن التطور الكبير في حروب الجيل الرابع والخامس وصل إلى حدود غير مسبوقة، حتى إن قادة حزب الله عادوا إلى الوراء، إلى زمن البيجر، ظناً منهم أنه أكثر أماناً، ولكن الاختراق كان رسالة واضحة وأن التكنولوجيا الجديدة تطال القديم والجديد، بالإضافة إلى الاختراق الأمني لحزب الله. كان البعض، وكالعادة، يهاجم الإجراءات التي اتخذتها مصر بمنع أجهزة وألعاب معينة وأجهزة اتصالات من دخول مصر وسن تشريعات بعينها في وقتها وتحديد أنواع محددة من أجهزة الاتصالات وفرض رسوم وتفتيش ورقابة ووضع شروط محددة على أنواع أخرى، وخرجت اللجان الإلكترونية المأجورة في حينها تهاجم القرارات والتشريعات. فهل فهم ووعى هؤلاء الآن ما كانت تفعله مصر، وأن الأمن والاستقرار الذي تعيش فيه مصر ليس وليد اليوم ولا جاء صدفة، وأن في مصر بالفعل هناك رجال ساهرون على أمنها واستقرارها.

وطالما تحدَّث الرئيس عبدالفتاح السيسى في خطابات عدة عن أهمية الأمن السيبراني، وقال كلمات عديدة، منها جملة شهيرة عندما قال متحدثاً عن الأمن: «فيه حاجات ماقدرش أقولها»، وبالفعل هذه هي مصر الكبيرة وزعيمها الذي تثبت الأيام كل ساعة أن رؤيته ونظرته كانت على صواب دائماً. نعم مصر تتعامل بقدر التحديات، وهناك خطوات لا بد أن تتواكب مع التطور وحفظ أمن مصر، ومنها الأمن السيبراني، وهو أمر مهم، خاصة في ظل العجرفة الإسرائيلية وما تمارسه إسرائيل من جنون تسعى به لتوسيع نطاق الحرب وتتحرش في كل يوم بإيران وحزب الله في لبنان لخلق واقع استراتيجي جديد ومكاسب قبل الانتخابات الأمريكية مما يأخذ المنطقة إلى أتون حرب إقليمية طويلة لا يعلم مداها إلا الله وحده.

والتفجيرات الأخيرة التي طالت لبنان هي إعلان لمرحلة جديدة وتحول نوعي كبير لانتهاء حرب المواجهات المباشرة وبدء حروب جيل جديد تسعى إليها إسرائيل منذ زمن، وما قامت به إلكترونياً مؤخراً في لبنان من استهداف قيادة حزب الله لم تنجح فيه طائراتها الحربية ولا قوتها العسكرية، مما يعني أن حروب الجيل الخامس قد بدأت وأن الذي استعد لها في السابق هو من يحفظ لنفسه الأمن والاستقرار اليوم.

بالفعل دشنت تفجيرات البيجر الأخيرة بلبنان مرحلة جديدة تستخدم فيها إسرائيل كل الوسائل التكنولوجية بشكل لا يفرق بين المدنيين والعسكرين، بل والأطفال والنساء، فهي حرب عمياء، بل إن تلك التفجيرات كشفت كذلك عن الشكل الجديد للحروب الإلكترونية، ليس فقط في لبنان أو المنطقة، بل ستنتقل إلى كل مكان في العالم، وهو ما سيخلق حالة من الرعب من الاختراق الإلكتروني، ما يجعل أي طائرة هدفاً للتفجير أو حتى أداة تفجير، ليس كما حدث في أحداث 11 سبتمبر، بل لن يكون الإرهابي في حاجة لأكثر من جهاز إلكتروني محمول، مما يعنى توسيع دائرة القتل وبث الرعب في القلوب، وهو ما استهدفته إسرائيل في تفجيرات لبنان، إلا أنه سينتقل رويداً إلى كل أنحاء العالم مع التطور الكبير في الأسلحة والمتفجرات بأنواعها المختلفة، لتصبح هناك أداة جديدة للتفجير عن بُعد باستخدام الأجهزة المحمولة واللاسلكية، بعد أن تتحول الأجهزة اللاسلكية وأجهزة المحمول إلى قنابل يدوية وسلاح للقتل.

ومرة أخرى فإن إسرائيل والنظام الصهيوني يأخذ العالم إلى مصير أسوأ وليس غريباً على النظام الصهيوني ف يإسرائيل، فهو الذي استباح دماء الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين ويقوم بحرب إبادة جماعية هي الأوسع في التاريخ الحديث، ولن يتوانى هذا النظام المجرم عن استخدام كل الوسائل للقتل دون رادع في العالم الذي صمت عن المذابح والجرائم التي ارتكبها هذا الكيان المحتل ضد الشعب الفلسطيني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب البيجر الأمن السيبرانى لبنان الحروب الإلكترونية الأمن السیبرانی

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي العالمي» يصدر إطار عمل لإدارة مخاطر الأمن السيبراني

أبوظبي (الاتحاد)

أعلنت سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM)، اعتماد تعديلات جديدة على إطارها التنظيمي الخاص بالأشخاص المرخص لهم والهيئات المعترف بها؛ بهدف تعزيز إدارة مخاطر الأمن السيبراني، وضمان دمجها بشكل فعّال ضمن أنظمة إدارة المخاطر المؤسسية.
 ومن المقرر دخول هذه التعديلات حيّز التنفيذ اعتباراً من 31 يناير 2026، عقب عملية تشاور موسعة مع القطاع وتلقي السلطة لملاحظات على ورقة التشاور رقم 3 لعام 2025. وجاءت الآراء الواردة خلال فترة التشاور مؤيدة للتعديلات الجديدة، لتشكل تطوراً منطقياً للإطار التنظيمي لسلطة تنظيم الخدمات المالية في هذا القطاع، حيث تستند التعديلات إلى الإرشادات السابقة الصادرة عن السلطة بشأن إدارة مخاطر تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى المبادئ والممارسات الإرشادية لحوكمة التهديدات والجرائم السيبرانية.
وفي ضوء الملاحظات الواردة خلال فترة التشاور، قامت السلطة بتعزيز التعديلات المطروحة، من خلال إقرار فترة انتقالية مدتها ستة أشهر لتسهيل التزام الشركات بالتعديلات الجديدة، وتوضيح مبدأ التناسب وآلية دمج أطر إدارة مخاطر الأمن السيبراني، إلى جانب تكييف المتطلبات الخاصة بالترتيبات مع مزوّدي خدمات تكنولوجيا المعلومات، وتعديل الإرشادات لمساعدة الشركات في تقييم أهمية الحوادث السيبرانية، وأعلنت نيتها تحديث نموذج الإخطار بالحوادث السيبرانية قبل نهاية العام الجاري.
وقال إيمانويل جيفاناكيس، الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM): «تعكس هذه التعديلات التزام السلطة المستمر بالمرونة التشغيلية والأمن السيبراني. ومن خلال مواصلة دمج أفضل الممارسات العالمية في إطارنا التنظيمي، نواصل حماية نزاهة قطاع الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM)».

أخبار ذات صلة «بي جي أي إم»: تطورات التكنولوجيا العميقة تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في الإمارات «الشارقة للأمن السيبراني» يطلع على أنظمة «المدينة الآمنة»

مقالات مشابهة

  • زيارة رعد وبري الى بعبدا: مخرج لجلسة الثلاثاء
  • وفود سياسية وروحية اطمأنت إلى صحة النائب خريس
  • الرئيس اللبناني: تعبنا من حروب الآخرين على أراضينا وعلينا وقف الانتحار وسحب سلاح حزب الله
  • الأمن السيبراني يحذر من ثغرات أمنية في منتجات شركة Apple
  • مباحثات سورية أردنية لتعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني
  • وزير الاتصالات السوري يزور الأردن لتعزيز التعاون في الأمن السيبراني
  • بعد زلزال روسيا والتسونامي الذي ضرب عدداً من البلدان... هذا ما كشفه خبير جيولوجي عن لبنان
  • «أبوظبي العالمي» يصدر إطار عمل لإدارة مخاطر الأمن السيبراني
  • ندوة توعوية بدمياط حول الأمن السيبراني وتطبيق MY NTR
  • ورشة بصنعاء حول اتجاهات تطوير القدرات الوطنية في برنامج الأمن السيبراني