الثورة نت:
2025-10-13@07:27:54 GMT

لماذا حرية واستقلال؟

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

لماذا حرية واستقلال؟

 

في كل الأحوال لا يمكن النظر إلى ثورة 21 سبتمبر كفائض حراك شعبي هدف إلى زيادة مستوى الرفاهية، أو تأكيد الحضور الدولي للبلد، أو تثبيت المسار العملي لقيم العدالة وتكافؤ الفرص، وإنما جاءت كحاجة طبيعية كشف عنها اتساع الهوّة بين الواقع ومثل هذه الطموحات.
سنوات طويلة ظلت الطموحات الوطنية حبيسة السطور والنقاشات، بعد أن تعرضت أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر – الثورة الأم لكل الثورات – لكثير من التحبيط والتثبيط، لذلك بقي واقع الشعب اليمني لا يبرح مكانه وظل الشعب يعيش حالة الحاجة لسد متطلبات الحياة الآمنة المستقرة، رغم ما كان يتدفق على خزينة الدولة من أموال ورغم توفر الخدمات.


لأجل ذلك تشكّلت الحاجة الملحة لفعل ثوري يعيد الاعتبار للحركات الوطنية التي وضعت نصب عينها عزة وكرامة ورفاهية الوطن لكنها كانت تفقد ظروف وبيئة العمل على هذا الهدف مع بروز التحديات الخارجية في ظل افتقاد الداخل لعوامل القوة التي تؤهله لمواجهة هذه التحديات وتجاوزها، لذلك كان من الطبيعي أن تبرز الحاجة إلى الاستقلال بالقرار الوطني وامتلاك أدوات حمايته من أي تأثيرات خارجية.
من هنا وضعت ثورة 21 سبتمبر الحرية والاستقلال على رأس قائمة أهدافها، للتمكن من العمل على الطموحات العليا للبلد وللمجتمع وعندما تتوفر الحرية والاستقلال فإنه تبعا لذلك سيكون بإمكان البلد أن يحلم وأن يطمح وأن يعمل على تحقيق هذا الحلم وهذا الطموح.
ثورة 21 سبتمبر قامت في أول أهدافها على هذا الهدف، الحرية والاستقلال، وبعد عشرة أعوام من عمرها برزت عياناً بياناً مظاهر دور هذا الهدف، فكان من أبرز هذه المظاهر، التوجه إلى بناء جيش قوي مدعوم بالتصنيع العسكري النوعي للسلاح المحلي، باعتبار أن بناء الجيش يعني التأمين لكل البلد وطموحاته من أية مخاطر، وكان من مظاهر ذلك أيضا الاستقلال في اتخاذ القرارات، كالقرار الجريء بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ليشهد العالم هذه العمليات العسكرية المتواصلة والتي أثرت على الأمريكي والإسرائيلي بشكل مباشر، والبحر الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي تشهد على ذلك، من المظاهر كذلك التوجه إلى البدء بالمعالجة الجادة لكل ذلك الإفساد الذي نفذته أمريكا ضد الشعب اليمني في كل شؤون حياته، فأحيت الأرض الميتة بالزراعة وبدأت تصدر فائض الإنتاح، وجففت منابع الفساد وإن لم يتم التخلص من هذه المعضلة التنموية بعد، كما انطلقت في مرحلة بناء وإنماء بدأته بتشكيل حكومة التغيير والبناء في إطار مرحلة التغيير الجذري الهادفة لإحداث التحولات في حياة المجتمع على الصعيد الاقتصادي والتنموي، ومثل هذه التوجهات دائما ما كانت مقيدة بفعل التدخلات الخارجية الهادفة لإبقاء المنطقة العربية كلها عبارة عن سوق استهلاكية لمنتجات الغرب.
وفي هذا المقام – ونحن نحتفل بثورة 21 سبتمبر – من الظلم الفادح عمل المقارنة بين واقع المجتمع اليوم والأمس، من حيث الوضع المعيشي فحالة الاستهداف التي تمر بها البلاد تنفي موضوعية هذه المقارنة وإلا لكان وضع إخواننا في المحافظات المحتلة أفضل حالا مما هو في المحافظات الحرة، فكل اليمن يعيش اليوم تداعيات المؤامرة الهادفة إلى إخضاع البلد وإعادته للإملاءات والتوجيهات الخارجية، ولذلك تم شرذمته على النحو القائم، قسم منه تحت الاحتلال وقسم آخر تحت القصف والحصار لأنه رفض الإذعان والرضوخ لأن يكون مسلوب الإرادة والقرار، ولأن تنهب ثرواته.
مع اندلاع ثورة الشباب في 2011م التي أحيت مخاوف الغرب من صحوة يمنية تسير بسفينة الوطن في مسارات لا تتوافق مع مخططاتهم ومصالحهم، التفّت أمريكا على هذه الثورة ثم صادرتها القوى الأنانية، ليشهد الواقع بعد ذلك انزلاقا كبيرا جدا للوطن حد توصيفه بالبلد الرخوة، مع انعدام الأمن وانتشار الفساد بشكل مكشوف، فضلا عن التدخلات الخارجية السافرة في رسم سياسة البلد على كافة الأصعدة، وقتها كان لا بد من فعل ثوري حقيقي يوقف هذه الحالة من الاستباحة.
وعلى إثر هذا الوضع المختل، هبت رياح ثورة 21 سبتمبر، لتتعطّل الوصاية على اليمن، ولتتحول مخاوف الغرب إلى حقيقة وواقع، حينها كان من الطبيعي أن يخرج الصهاينة والأمريكان ويقولوها بشكل علني، صريح، أن نجاحَ هذه الثورة يشكّل ضربةً قاضيةً لمصالحهم في اليمن والمنطقة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ميزة "الدفع الفوري" من ChatGPT تُحدث ثورة في التسوق عبر الذكاء الاصطناعي

في خطوة جديدة تُجسد تزاوج الذكاء الاصطناعي مع التجارة الإلكترونية، أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق ميزة مبتكرة تحمل اسم "الدفع الفوري" داخل تطبيق ChatGPT، تتيح للمستخدمين شراء المنتجات مباشرة من داخل الدردشة دون الحاجة إلى مغادرتها.

 الميزة الجديدة تعتمد على بروتوكول ذكي يُعرف باسم Agentic Commerce، تم تطويره بالتعاون مع شركة Stripe الرائدة في مجال حلول الدفع الإلكتروني، في محاولة لإعادة تعريف تجربة التسوق عبر الإنترنت وجعلها أكثر سرعة وسلاسة وذكاءً.

الميزة، التي أصبحت متاحة الآن لكل من مستخدمي النسخة المجانية والمدفوعة من ChatGPT، تُتيح حالياً إمكانية شراء منتج واحد فقط في كل عملية شراء، من بائعي منصة Etsy داخل الولايات المتحدة. لكن OpenAI تؤكد أن هذه مجرد البداية، إذ تعمل الشركة على توسيع نطاق الميزة لتشمل المزيد من المناطق والأنظمة التجارية في الأشهر المقبلة.

ووفقًا لما أعلنته OpenAI، فإن أكثر من مليون بائع يستخدمون منصة Shopify — ومن بينهم علامات تجارية شهيرة مثل Glossier وSKIMS وSpanx — سيصبح بإمكانهم قريبًا دعم ميزة الدفع الفوري مباشرة عبر ChatGPT. كما يجري العمل على إضافة ميزة جديدة تسمح بإجراء عمليات شراء متعددة في وقت واحد من خلال "سلة تسوق ذكية" داخل المحادثة، ما يجعل تجربة التسوق من خلال الذكاء الاصطناعي أكثر تكاملاً من أي وقت مضى.

اللافت في هذه الميزة أن OpenAI تسعى لجعل بروتوكول Agentic Commerce مفتوح المصدر قريبًا، وهو ما يتيح لأي تاجر أو منصة إلكترونية تطوير تكامله الخاص مع ChatGPT، مما قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من التجارة المدعومة بالذكاء الاصطناعي حول العالم.

ومن الناحية التقنية، توضح OpenAI أن خوارزميات البحث داخل ChatGPT ستستمر في ترتيب نتائج المنتجات بناءً على معايير واضحة تشمل مدى الصلة باستعلام المستخدم، والتوافر، والسعر، وجودة المنتج. بمعنى آخر، لن تمنح الميزة الجديدة أي أولوية تفضيلية للمنتجات التي تدعم خاصية الدفع الفوري، بل ستحافظ على نزاهة الترتيب لتوفير تجربة بحث عادلة وشفافة للمستخدمين.

أما من ناحية الأمان والثقة، فتؤكد الشركة أن التاجر يظل هو الجهة المسؤولة عن إدارة الطلبات والمدفوعات، وأن المستخدم يستطيع الدفع باستخدام بطاقته المسجلة لدى OpenAI أو من خلال خيارات الدفع الأخرى التي يدعمها النظام. كما شددت على أن ميزة الدفع الفوري لن تؤدي إلى أي زيادة في الأسعار، حيث سيدفع التجار فقط "رسومًا رمزية" على المشتريات التي تتم بنجاح عبر ChatGPT.

هذه الخطوة تعكس رؤية OpenAI لتوسيع وظائف ChatGPT من مجرد مساعد ذكي يعتمد على النصوص إلى منصة متكاملة يمكنها دعم قرارات الشراء وتنفيذها في لحظتها. فهي لا تسعى فقط إلى توفير الإجابات، بل إلى تسهيل الحياة الرقمية للمستخدمين، عبر الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية في واجهة واحدة سلسة وآمنة.

ويرى مراقبون أن هذه التجربة قد تُغير ملامح التسوق الإلكتروني في المستقبل القريب، خاصة إذا تم تطبيقها على نطاق أوسع وشملت أسواقًا كبرى مثل أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. فبدلاً من التنقل بين المواقع والتطبيقات المختلفة، سيصبح بإمكان المستخدمين الاكتفاء بالدردشة مع ChatGPT للحصول على توصيات المنتجات ودفع ثمنها فورًا داخل نفس المحادثة.

بهذه الخطوة، تضع OpenAI نفسها في قلب مشهد جديد يجمع بين الذكاء الاصطناعي والتجارة الرقمية، لتتحول المحادثة من مجرد وسيلة تواصل إلى تجربة شراء متكاملة. ويبدو أن "التسوق بالمحادثة" لم يعد فكرة مستقبلية، بل أصبح واقعًا تجاريًا يتطور بسرعة، يقوده الذكاء الاصطناعي من داخل نافذة واحدة: ChatGPT.

مقالات مشابهة

  • ثورة M5 على الأبواب.. منتجات آبل القادمة تخفي مفاجآت غير مسبوقة
  • كيف خرج مرتزقة الجنوب على مبادئ ثورة 14 أكتوبر؟
  • وزير الخارجية يجري اتصالات مكثفة لترتيبات قمة شرم الشيخ للسلام
  • جهاد أبو لحية لـ صدى البلد: تواصل مصر دورها المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
  • احتفال قوات حماية حضرموت بتخرّج الدفعة الثانية.. بن حبريش يؤكد تعزيز الأمن واستقلال القرار الحضرمي
  • قاسم: المقاومة نهج إيمان وصمود واستقلال
  • ميزة "الدفع الفوري" من ChatGPT تُحدث ثورة في التسوق عبر الذكاء الاصطناعي
  • وزير الثقافة: يعلن افتتاح واحة الثقافة في ذكرى ثورة 30 يونيو
  • «جدل».. وسائل التواصل الاجتماعي بين حرية الرأي وفرض القيود
  • الإعلامية الراحلة مريم أبو دقة تفوز بجائزة بطل حرية الصحافة