نجوم الهند بين عالمية هوليود والتمسك بالهوية في بوليود
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
تعتبر المشاركة في أحد أعمال هوليود حلمًا يراود الكثير الممثلين حول العالم، كونها تضمن شهرة عالمية واسعة وتفتح آفاقًا جديدة للتطور المهني والفني. لكن على الرغم من ذلك، اضطرت تحديات كثيرة نجوم بوليود الكبار للتفكير مليا قبل الانتقال إلى السينما الأميركية.
وقد فضل بعض نجوم الهند التركيز على مسيرتهم المحلية والبقاء في بوليود، بينما خاض آخرون "التجربة الأميركية" وتفاوتت مستويات النجاح والاستمرارية.
رغم الشهرة العالمية التي يتمتع بها نجم السينما الهندي شاه روخ خان، فإنه لم يقدم أي عمل في هوليود حتى الآن. ووفقًا لتصريحاته لموقع "فاراييتي" فإنه لم يتلقَ عرضاً لأداء دور يناسبه، كما أن إتقانه المحدود للإنجليزية قد يكون سببًا آخر لعدم الانخراط في هوليود. كما أكد روخ خان أنه يركز على تقديم أفلام تمثل الثقافة الهندية ويأمل في تحقيق صدى عالمي من خلال بوليود.
بدوره، يرى النجم سلمان خان أن مسؤوليته تكمن في تطوير السينما الهندية. وفي تصريحات سابقة، وصف هوليود بأنها "حلم للجميع" لكنه فضل البقاء في بوليود حيث يمتلك شركة إنتاج ناجحة تدعى "إس كيه إف" أنتجت أفلامًا ناجحة مثل "باجرانغي بهايجان" (Bajrangi Bhaijaan) و"سباق" (Race).
ورفض نجم آخر من بوليود (أكشاي كومار) العديد من العروض الهوليودية لأنه يرى أن تركيزه يجب أن يكون على السينما الهندية. كما صرح لصحيفة "هندستان تايمز" أن الأدوار التي عُرضت عليه بأميركا لم تكن تضيف شيئًا لمسيرته الفنية.
أما رانبير كابور، فقد رفض المشاركة في تجربة الأداء لفيلم "ستار وورز" (Star Wars) الشهير، خوفًا من رفضه، أو حتى عدم تقديمه بالشكل المناسب، مفضلًا الحفاظ على مكانته في بوليود.
كما يرفض بعض نجوم السينما الهندية المشاركة بأعمال أميركية بسبب ما اعتبروه تصويرا نمطيا للشخصية الهندية. وقد رفضت الممثلة راني موكيرجي العديد من العروض الهوليودية بسبب "الطرح العنصري للشخصيات الهندية". كما فضل نواز الدين صديقي، المرشح لجائزة "إيمي" عن دوره بمسلسل "ألعاب محرمة" (Sacred Games) البقاء في بوليود خوفًا من الصورة النمطية للشخصيات الهندية بالسينما الأميركية.
مشاركات هندية بارزة بهوليودعلى الجانب الآخر، نجح بعض الممثلين الهنود في ترك بصمتهم بهوليود، فكانت عليا بهات آخر هؤلاء، حيث شاركت في فيلم "قلب من حجر" (Heart of Stone) الذي عرض على منصة "نتفليكس". ورغم أن العمل لم يحقق نجاحاً يذكر فإن مشاركتها جلبت لها إشادات واسعة.
وحققت ديبيكا بادكون شهرة عالمية عندما شاركت بفيلم "إكس إكس إكس: عودة زاندر كايغ" (XXX: Return of Xander Cage) عام 2017 بجانب فان ديزل. ورغم ذلك، فإن هذه الممثلة البالغة 38 عاما لم تكن راضية عن تجربتها بأميركا، فانتقدت ما سمته "التعامل العنصري" مع النجوم الهنود وفضلت العودة إلى بوليود.
أما الأسطورة أميتاب باتشان، فكان له ظهور لافت في فيلم "غاتسبي العظيم" (The Great Gatsby) عام 2013، حيث قدم أداءً مميزًا بدور صغير، قبل أن يعود إلى بوليود لمواصلة مسيرته هناك.
بريانكا شوبرا: الوجه الهندي الأبرز بهوليودومن بين نجوم بوليود الذين استطاعوا التكيف مع هوليود وتحقيق النجاح فيها، يبرز بريانكا شوبرا. فبعد نجاحها الكبير في مسلسل (كوانتيكو) "Quantico" أصبحت واحدة من أبرز الوجوه الهندية بالسينما الأميركية. وبفضل نشأتها هناك وإتقانها الإنجليزية، تمكنت من كسر حاجز الأدوار النمطية للنجوم الهنود بهوليود، مما مكنها من الاستمرار في تقديم أعمال هناك رغم تراجع مشاركاتها في بوليود.
ورغم انتقادات البعض لها لابتعادها عن السينما الهندية، فإن الممثلة البالغة من العمر 42 عاماً تبقى نموذجًا للنجاح الهندي في السينما العالمية.
ويبقى الانتقال إلى هوليود حلمًا لكثير من النجوم حول العالم، لكنه يحمل في طياته تحديات كبيرة. فمن جهة، يقدم فرصة للتوسع العالمي، ومن جهة أخرى قد يكون محفوفًا بالتصوير النمطي للشخصيات غير الأميركية والعنصرية التي يعاني منها بعض النجوم.
وبينما اختار بعض النجوم البقاء في بوليود وتقديم أعمال تعكس ثقافتهم، قرر آخرون دخول هوليود بشروطهم الخاصة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السینما الأمیرکیة السینما الهندیة السینما الهندی
إقرأ أيضاً:
رصد نجم فريد يختلف سلوكه عن النجوم الأخرى
رصد علماء فلك نجما يتصرف بصورة لا تشبه أي نجم آخر رُصد على الإطلاق، إذ يطلق مزيجا غريبا من موجات الراديو والأشعة السينية، الأمر الذي يجعله عضوا غريبا في فئة من الأجرام السماوية حُددت لأول مرة قبل ثلاث سنوات فقط.
يقع النجم في مجرة درب التبانة على بعد حوالي 15 ألف سنة ضوئية من الأرض باتجاه كوكبة "الترس"، ويصدر كل 44 دقيقة موجات راديو وانبعاثات أشعة سينية. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في السنة وتساوي 9.5 تريليون كيلومتر.
وقال الباحثون إنه ينتمي إلى فئة من الأجرام تُسمى "الأجسام العابرة الراديوية طويلة الأمد"، والمعروفة بإرسال دفقات من موجات الراديو الساطعة تظهر كل بضع دقائق إلى عدة ساعات.
وهذه الدفقات أطول بكثير من النبضات السريعة في موجات الراديو التي تُرصد عادة من النجوم النابضة، وهي نوع من النجوم النيوترونية التي تدور بسرعة.
والنجم النيوتروني هو النواة الكثيفة الناتجة من نجم ضخم بعد فنائه.
تبدو النجوم النابضة، كما تُشاهد من الأرض، وكأنها تومض وتنطفئ على مقاييس زمنية تتراوح بين أجزاء من الثانية.
وقال عالم الفلك زيتينغ وانغ من جامعة كيرتن في أستراليا "لا تزال ماهية هذه الأجسام وكيفية توليدها لإشاراتها غير العادية لغزا". وزيتينغ معد رئيسي للدراسة المنشورة هذا الأسبوع في دورية (نيتشر) العلمية.
وفي الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون بيانات من مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وتلسكوب "باثفايندر" الأسترالي وتلسكوبات أخرى.
وقالت عالمة الفيزياء الفلكية ناندا ريا من معهد علوم الفضاء في برشلونة إن انبعاث موجات الراديو من الجسم المحدد حديثا مشابه لنحو 10 أمثلة أخرى معروفة من هذه الفئة، لكنه الوحيد الذي يصدر الأشعة السينية.
وشاركت ريا في إعداد هذه الدراسة.
"إبرة في كومة قش"
لدى الباحثين بعض الفرضيات حول طبيعة هذا النجم. وقالوا إنه قد يكون نجما مغناطيسيا، وهو نجم نيوتروني دوار له مجال مغناطيسي متطرف، أو ربما يكون قزما أبيض، وهي بقايا نجمية شديدة الانضغاط، تدور في مدار قريب وسريع حول نجم مصاحب صغير فيما يسمى بالنظام الثنائي.
وقال وانغ "ومع ذلك، لا يمكن لأي منهما تفسير كل السمات المرصودة التي رأيناها".
ويبدو أن النجوم، التي تصل كتلتها إلى ثمانية أمثال كتلة شمسنا، ينتهي بها المطاف إلى قزم أبيض. فهي في نهاية المطاف تحرق كل الهيدروجين الذي تستخدمه وقودا لها. ثم تتسبب الجاذبية بعد ذلك في انهيارها وتفجير طبقاتها الخارجية في مرحلة ما يسمى "العملاق الأحمر" مخلفة في النهاية نواة مضغوطة بقطر الأرض تقريبا، وهي القزم الأبيض.
وقال الباحثون إن من المحتمل أن تكون موجات الراديو المرصودة تولدت من التفاعل بين القزم الأبيض وما يفترض أنه النجم المصاحب.
وذكر وانغ "يختلف سطوع الراديو للجسم كثيرا. لم نرصد أي انبعاث راديو من الجسم قبل نوفمبر 2023. وفي فبراير 2024، رأينا أنه أصبح شديد السطوع. ووصل أقل من 30 جسما في السماء إلى مثل هذا السطوع في موجات الراديو. ومن اللافت للنظر أننا في الوقت نفسه رصدنا أيضا نبضات أشعة سينية من الجسم".
وأضاف وانغ أن من المثير رؤية نوع جديد من سلوك النجوم.
وتابع "جاء اكتشاف الأشعة السينية من تلسكوب الفضاء تشاندرا التابع لناسا. جاء ذلك مثل ضربة حظ. كان التلسكوب في الواقع موجها إلى شيء آخر، ولكنه صادف أن التقط المصدر (النجم) في أثناء مرحلة سطوعه الجنوني. إن مصادفة كهذه شديدة الندرة، مثل العثور على إبرة في كومة قش".