ذياب بن محمد يشهد محاضرة التكنولوجيا الخضراء طريق المستقبل المستدام
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
تشارلز ليو: قيادة الإمارات تتمتع برؤية وبصيرة تسعى إلى الابتكار
استثمارات دولة الإمارات منحتها الكثير من حقوق الملكية الفكرية
الطلب على الطاقة يتزايد باستمرار وبسرعة أكبر مما هو متوقع
سعر الطاقة الشمسية أقل بنسبة 90% مما كان قبل 10 سنوات
دول مجموعة السبع تسببت بـ44.6% من إجمالي الانبعاثات
أبوظبي: سلام أبوشهاب
شهد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشئون التنموية وأسر الشهداء، مساء أمس الأول محاضرة استضافها مجلس محمد بن زايد بجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، والتي ألقاها تشارلز ليو المدير المؤسس ل 'مركز الصين والعالم' في جامعة سيتي في ماكاو، بعنوان 'التكنولوجيا الخضراء: الطريق نحو مستقبل مستدام'، احتفاء بمرور أربعين عاماً على إقامة العلاقات الإماراتية-الصينية، وحضرها عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.
وقال المحاضر يشرفني أن أكون هنا في مجلس محمد بن زايد، خاصة بمناسبة الذكرى الأربعين' لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات العربية المتحدة،' لمناقشة مسألة التكنولوجيا الخضراء، ويشرفني هذا أيضًا لأنه قبل أقل من عام عُقد مؤتمر كوب 28 بنجاح هنا في الإمارات العربية المتحدة،' حيث اجتمع قادة العالم ونخبة هذا القطاع لمناقشة هذه القضية الحرجة، وهي قضية ستؤثر على بقية العالم لعقود عديدة قادمة، بل إنها تتعلق بنجاة كوكب الأرض واستمرارية الحياة فيه.
واكد المحاضر أن دولة الإمارات لديها وفرة رأس المال، وخاصة رأس المال طويل الأجل، كما أن دولة الإمارات تتمتع بالرؤية والبصيرة في الوقت الذي تفتقر إليه بشدة العديد من البلدان، وبالنظر إلى ما قامت به دولة الإمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي، وهو أمر كنا نتابعه عن كثب في الصين أيضًا، فإنها بالتأكيد دولة تتمتع بقيادة ذات رؤية وتسعى إلى الابتكار على أعلى المستويات، وآمل أن تتمكن الإمارات من العمل مع الصين في هذا السياق، واستثمارات الإمارات منحتها الكثير من حقوق الملكية الفكرية، مشيرا إلى 'نور أبوظبي'، واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، مؤكدا إن الرؤية الاستراتيجية والخطة الاستراتيجية هما اللذان يحدثان الفرق.
وأضاف على الرغم من أن 127 دولة التزمت بتحسين أدائها من حيث مستويات انبعاثات الكربون فيها إلا أن هناك تدهورا مستمرا في الوضع عالميا، وبالتالي يتم خسارة أموال بسبب مشاكل الطقس أو قضايا المناخ.
واكد أن الطلب على الطاقة يتزايد باستمرار، وبسرعة أكبر مما هو متوقع، حيث أن الدول النامية تحتاج إلى النمو وهذا يتطلب الكهرباء، والمصادر الجديدة والمتجددة للطاقة الخضراء جيدة يمكنها الاستمرار في تلبية الطلب، ومن الصعب جدًا تلبية الطلب في مستواه الحالي، والطلب المستقبلي يستمر في النمو لمستويات يمكن وصفها بالفلكية أحيانًا، كما هو الحال مثلًا في حالة الذكاء الاصطناعي، وسيكون الطلب على الطاقة هائلاً، وما يزال 40% منها يولد بالوقود الأحفوري، وما تزال تساهم بشكل كبير في مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
واكد إن الرياح والطاقة الشمسية هما أكبر المساهمين من حيث مصادر الطاقة المتجددة الجديدة المستخدمة على مستوى العالم، مشيرا إلى أن الطاقة الشمسية في الصين أصبحت تشكل جزءًا كبيرًا من مصادر إمداد الطاقة في الصين، وأكثر من 37% من طاقة الصين الآن هي من مصادر جديدة ومتجددة، والجزء الأكبر الطاقة الشمسية.
وقال الطاقة الشمسية تُشكل 75% من مصادر الطاقة المتجددة الجديدة في العالم، وفي عام 2023، زاد عدد منشآت توليد الكهرباء بطاقة الرياح والطاقة الشمسية في الصين بنسبة 50% ووصلنا إلى مرحلة أصبح فيها سعر الطاقة الشمسية أرخص من سعر الطاقة المولّدة بالفحم، وسعر الطاقة الشمسية الآن أقل بنسبة 90% مما كان عليه قبل عشر سنوات، وعليه فقد أصبحت متاحة للجميع، وبحلول عام 2028، سيتم تلبية 60% من متطلبات إمدادات الطاقة الجديدة في الصين، ويزداد حجم قطاع إنتاج الكهرباء.
وأضاف قطاع توليد الطاقة بالرياح يزداد حجمًا، كما أن مزارع الطاقة الشمسية تزداد حجمًا أيضًا، ويتم في الصين توليد واحد جيجاوات من 1.5 مليون لوحة شمسية، وحجم مزارع توليد الطاقة المتجددة يتزايد من ناحية، كما إنها تزداد ذكاءً، وقامت الصين بتطوير نظام مشترك يجمع بين طاقة الرياح والهيدروجين، ويتم تحويل طاقة الرياح إلى هيدروجين، وتم تجربة ذلك خلال يوليو الماضي، وننظر إلى الهيدروجين بجدية أكبر كوسيلة للنقل والتخزين الآمن، ومن المحتمل أن استقطاب استثمارات تصل قيمتها إلى حوالي 500 مليار دولار في غضون خمس إلى سبع سنوات.
وتحدث المحاضر عن الاندماج النووي في الصين قائلا : نتحدث عن توليد 120 مليون درجة مئوية من الطاقة لأكثر من 400 ثانية، والطريقة الوحيدة لوصف طاقة الاندماج النووي هو أنها شمس مصغّرة على الأرض، وهو مصدر توليد الطاقة الأكثر كفاءة والأرخص والوحيد الخالي من التلوث.
وقال إن الانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة سيؤدي إلى العديد من المشاكل، مثل المنافسة، مؤكدا على أهمية الإنصاف والعدالة، مشيرا إلى أن دول مجموعة السبع تسببت بـ 44.6% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن البشر، وهناك مسؤولية تقع على عاتق الدول المتقدمة لمعالجة هذه القضية، فمثلا نصف السكان في الهند فقط متصلون بشبكة الكهرباء.
واكد أن مؤتمر كوب 28 حقق الكثير، على صعيد تقديم العديد من الدول المتقدمة القروض التنموية كمساعدات للدول النامية.
وقال الصين وقبل 15 عاما، كانت مدينة يغشاها سديم كثيف، وتلوث مروع في بكين، وفي غضون ثلاث سنوات، تم تنظيف كل شيء، من خلال الالتزام بتحويل جميع محطات الطاقة التي تعمل بالفحم إلى الغاز، والمنازل التي كانت تستخدم الفحم للتدفئة تحولت إلى استخدام الغاز، ثم التعليم بتثقيف الناس، وبدأ الناس في إجراء دراسات هندسية حول تقليل التلوث والسيطرة عليه.
وأضاف يتم استخدام الطائرات بدون طيار، وحزم الأشعة تحت الحمراء لفحص ومتابعة 1،5 مليون لوح شمسي في الصين باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يتيح إصلاح أو استبدال اللوح المعطل أو الذي يواجه مشاكل دون تأخير، وهذا يساعد في بناء مزارع شمسية كبيرة الحجم في الشرق الأوسط.
وعرض المحاضر نموذج لمزرعة طاقة شمسية بمنطقة ذات ظروف صحراوية في الصين، ما أدى إلى انخفاض مستوى هبوب الرياح بنسبة 50%، بدأ العشب في النمو، وبدأوا في تربية الأغنام لتأكل العشب، وأصبحت هذه المزرعة الشمسية تضم 20 ألف رأس ماعز.
وفي بداية المحاضرة ، التي قدمها عمر عبد الله الهاشمي، الرئيس التنفيذي لقطاع النقل والتوزيع في شركة أبو ظبي الوطنية للطاقة: طاقة، تم عرض فيلم تسجيلي تحدث فيه عدد من المسؤولين عن دور التكنولوجيا الخضراء في دولة الإمارات والمقاربة التي تتبناها الدولة في مواجهة التحديات البيئية والتغيرات المناخية من خلال تسخير مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية والمياه، ودعم الاستراتيجيات الدولية التي تهدف إلى الحد من الانبعاثات الكربونية.
المحاضر في سطور
يشغل المحاضر تشارلز ليو، منصب زميل أول في معهد تايهي، وهو مركز أبحاث خاص رائد في الصين، ومدير مؤسس في مركز الصين والعالم في جامعة سيتي في ماكاو، وشغل مناصب مختلفة في الأمم المتحدة من عام 1975 إلى 1990، وخاصة في مجال قيادة المفاوضات الاقتصادية، كما شغل منصب أمين مجموعة آل 77 للدول النامية لمدة ثلاث سنوات، وتخرج من جامعة برينستون وكلية الحقوق بجامعة نيويورك.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات ذياب بن محمد بن زايد أبوظبي محاضرة التکنولوجیا الخضراء الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة دولة الإمارات مصادر الطاقة فی الصین
إقرأ أيضاً:
زيارة ترامب للإمارات.. نقاط مفصلية وأرقام ترسم ملامح المستقبل
في لحظة جمعت بين التاريخ والسياسة، استقبلت دولة الإمارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة رسمية استثنائية، عكست عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ورسّخت موقع الإمارات كقوة إقليمية صاعدة وصاحبة رؤية مستقبلية.
استقبال بروح إماراتية أصيلة
منذ لحظة وصول ترامب، كان المشهد مختلفًا. فرق العيالة، أعلام ترفرف، أهازيج فخر وطنية، و”ندبة الشحوح” التي أدهشته، في لوحة تراثية أكدت على عمق الهوية الإماراتية وكرم الاستقبال. وفي لحظة إنسانية لافتة، تقدّمت الطفلة مريم الكعبي بباقة ورد إلى ترامب، في مشهد بسيط لكنه عميق الدلالة، يعكس ثقافة الترحاب الإماراتية، ويُجسّد حفاوة الاستقبال التي يُعدّ الإنسان الإماراتي جوهرها وأساسها.
رموز القوة الاقتصادية – مربان والنفط والاستثمارات
أثناء الزيارة، أبدى ترامب إعجابه بخام مربان، واصفًا إياه بأنه “الأفضل عالميًا من حيث الجودة والاستقرار”.
يُعد مربان، الذي بدأ إنتاجه من حقل “باب” في 1958، من أهم ركائز الطاقة في الإمارات، ويمثل اليوم أكثر من 50% من إنتاج النفط في الدولة، ما يعكس الثقة العالمية بقدرات الإمارات الإنتاجية واستقرارها.
الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وأمريكا
الزيارة جاءت محمّلة بحزمة من الاتفاقيات والصفقات التي تعكس تحول العلاقة من تحالف سياسي إلى شراكة اقتصادية وتكنولوجية شاملة:
1.4 تريليون دولار: استثمارات إماراتية في أمريكا على مدى 10 سنوات.
200 مليار دولار: صفقات شملت قطاعات التكنولوجيا، الطاقة، المعادن، والطيران.
60 مليار دولار: مشاريع طاقة بين “أدنوك” وشركات أمريكية.
4 مليارات دولار: استثمار في مصنع لصهر الألومنيوم بأمريكا.
28 طائرة: صفقة لطائرات بوينغ.
شراكات في قطاع الرقائق الإلكترونية والتقنيات الدقيقة.
قفزة في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل
أعلنت الإمارات، ضمن فعاليات الزيارة، عن إنشاء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج أمريكا في أبوظبي، بسعة تشغيلية 5 غيغاوات، في مشروع يمثل نقطة تحول نوعية.
هذا الإنجاز يُجسّد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة،”حفظه الله”، وتُترجم عمليًا تحت إشراف سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي يقود ملف الذكاء الاصطناعي بخطى استراتيجية، محولًا الطموح إلى مشاريع تكنولوجية عملاقة.
وليس من قبيل المصادفة أن تكون الإمارات اليوم بالمرتبة الثالثة عالميًا بعد أمريكا والصين في هذا المجال، فقد وضعت الدولة استراتيجية وطنية تقوم على امتلاك المعرفة وصناعتها ، وتمكين الكفاءات وتوطين الابتكار.
بناء الإنسان… استثمار في الأجيال
هذه الرؤية ليست وليدة اللحظة، بل تجسيد لتوجه استراتيجي يؤمن بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان.
كل مشروع تم توقيعه، وكل شراكة أُطلقت، تصب في خدمة تمكين الأجيال الإماراتية القادمة، وتعزيز دورهم في قيادة المستقبل بثقة.
رسالة وفاء… مستشفى كند
في لحظة صادقة، استحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قصة الطبيبين الأمريكيين اللذين أسسا أول مستشفى حديث في العين – مستشفى كند، مشيرًا إلى أنهما كانا من المبشرين التابعين للكنيسة.
لم تكن هذه الإشارة عفوية، بل رسالة بليغة بأن التسامح في الإمارات لم يكن شعارًا طارئًا، بل ممارسة راسخة منذ عهد الشيخ زايد.
فالوطن كان مفتوحًا لكل من جاء حاملاً الخير، والدين لم يكن يومًا حاجزًا، بل جسرًا للتعايش والبناء المشترك.
هكذا عرف العالم الإمارات: وطنًا يحتضن الاختلاف، ويصنع من الإنسانية المشتركة أساسًا للنهضة.
كلمات ترامب في حق قائدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
في حديثه، وصف ترامب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بـ”القائد الحكيم والمحارب العظيم”، مضيفًا: “ما لم يعرفه العالم عنك، أنك شاركت في حروب عديدة شخصيًا. أنت محارب عظيم، رجل قوي، صاحب رؤية ثاقبة، تُعرف بمصداقيتك وعبقريتك”.
شهادة صادقة من رئيس أمريكا في حق قائد عربي عظيم، تحمل اعترافًا بدور “رجل السلام” صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في صياغة استقرار المنطقة، وقيادة بلاده نحو موقع عالمي متقدم.
وسام زايد… تكريم إماراتي رفيع
تقديرًا لهذه الشراكة وتعزيزًا للعلاقات، منح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس ترامب وسام زايد، أعلى وسام في الدولة، كرمز للوفاء والعرفان، وإشارة إلى أن الإمارات لا تنسى من يمد لها يد التعاون الصادق.
الخاتمة
لم تكن زيارة ترامب مجرد محطة رسمية، بل إنها فصل جديد من فصول الحضور الإماراتي العالمي.
من التراث والهوية، إلى الطاقة والذكاء الاصطناعي، ومن الشراكة إلى الوفاء… قالت الإمارات كلمتها للعالم:
هنا نصنع المستقبل، وهنا تُكتب القصة… بثقة، بهُوية، وبسواعد عيال زايد.