“الصالون الثقافي” مساحة حوارية شبابية في عدن.. المشاركة السياسة وفرص تأهيل الشباب اليمني
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من آدم الحريبي
يوما بعد يوم، تلقي الحرب في اليمن ومعها الأزمة المتواصلة للعام التاسع بضلالها على واقع الشباب وصل معه معدل البطالة بين الشباب إلى الـ 90بالمئة، في ضل استمرار توقف إجراءات التوظيف في المصالح والمؤسسات الرسمية وانحسار مشاركة الشباب في العمل السياسي.
ومع تفاقم الأزمة السياسية واتسعت سوق البطالة وتزايدت تحديات الحصول على عمل أمام الشباب خصوصا، يبرز سؤال حول مدى تأثير الانتماء السياسي لدى الشباب على فرص حصولهم على وظيفة.
حضر سؤال التأثير بين الانتماء السياسي الحزبي للشباب وفرص التعليم والعمل، كموضوع أساسي في جلسة نقاشية أقمتها منظمة ثري تراكس شراكة مع مؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية، جمعت شباب في مدينة عدن نهاية مايو المنصرم
تضمنت الجلسة تبادل وجهات نظر المشاركين الشباب حول التحديات التي يواجها الشباب المستقل في المجال التعليمي والمهني في ضوء تأثير الانتماء السياسي الحزبي ودور الأحزاب السياسية في تمكين الشباب ضمن قواعدها وإعطاءهم مسار مهني، إلى جانب استعراض اقتراحات الشباب حلولا للمشاكل التي يواجهونها في هذا الإطار.
تقول ميادة البيضاني، مديرة مشاريع مؤسسة فريدرش ايبرت الالمانية، راعية برنامج الصالون الثقافي الشبابي، إن الصالون محاولة لترسيخ قيم الحوار لدى الشباب وتقبل اختلافات الرأي والرأي الآخر القائمة على الانتماءات السياسية والاجتماعية، وإكساب الشباب القدرة على الحوار.
وتذكر البيضاني أن نقاشات سابقة أجرتها ضمن عملها في إدارة مشاريع مؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية خلصت الى أن ما يزعزع الاستقرار السياسي والاقتصادي هو بالدرجة الأولى اختلاف الرأي بين القوى المتنازعة على أرض الواقع، وأن عدم تقارب رؤاهم السياسية، وهو الدافع الأساسي لتركيز المؤسسة على خلق مساحات للحوار تجمع المكونات والشباب، الحوار الذي يقدم للمصلحة العامة على المصلحة الشخصية أو الحزبية.
وتشير البيضاني إلى أن أهداف الصالون الثقافي الشبابي الذي تنفذه منظمة ثري تراكس في عدن توافق مع أهداف مؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية التي مثلت من خلال البرامج التي تنفذها جهة حاضنة تمكن الشباب من التحدث عن همومهم واهتماماتهم بحرية دون خوف أو ضغوطات مع عدم الاكتراث بالخلفية السياسية والاجتماعية ، تأكيدا على أهمية التعبير عن الاحتياجات كمدخل إلى بحث الحلول والمعالجات، حد وصفها.
“ترفع منظمة ثري تراكس الجهة المنفذة للصالون، تقارير دورية تتضمن أهم آراء و توصيات الشباب، يجري رفعها للجهات ذات الاختصاص وهو ما دفعنا للاستمرار في دعم الصالون للعام الثاني علي التوالي”، تضيف البيضاني.
تقول البيضاني مخاطبة الشباب: دائما شجعوا على الحوار والمناقشة وتقبل الرأي والرأي الآخر، وتأكدوا بأن هناك مساحة تسمع أصواتكم وتعبر عن اهتماماتكم وتعزز وجودكم في المجتمع، ما ضمن مشاركتكم السياسية كمقدمة لوصولكم إلى مراكز صنع القرار.
وتختتم حديثها “مؤسسة فردرش ايبرت و الشركاء المحليين في ثري تراكس أكثر حرص على استمرار هذه الجلسات لتستوعب معظم الشباب، ومن لم يحالفهم الحظ في حضور الجلسات يمكنهم مشاركة آراءهم عبر منصاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على ضرورة أن يكون للشباب صوت وتأثير في خضم الأوضاع التي تعيشها البلاد.
من جانبه يعتقد عبدالرؤوف السقاف وكيل محافظة عدن لشؤون الشباب، أن مشروع الصالون الثقافي الشبابي يمثل حاجة ملحة، مؤكدا أن الشباب بكل فئاته السياسية تحتاج لمساحات حوارية آمنة من أجل النقاش والوصول لمقاربات و حلول تعنى بواقعهم الذي لا يتجزأ عن واقع المجتمع اليمني عموما.
ثقافة الصالونات في ضل الحرب
في السياق، تقول سلمى الأصبحي المدير التنفيذي لمنظمة ثري تراكس “تأتي أهمية الصالون من افتقار البلاد إلى مساحات نقاشية آمنة، واختفاء فكرة الصالونات الشبابية والنقاشية في عدن خلال فترة ما بعد الحرب.
تضيف الأصبحي، في خضم جلسة الصالون ” الحرب المستمرة زادت من الحاجة إلى ثقافة الصالونات المتمثلة بالحوار المنظم، كما هو الأمر في مناقشة المواضيع التي تمس الشباب في المرحلة الحالية”.
تسعى المنظمة من خلال الصالون إلى ضمان وصول صوت الشباب ورؤاهم عن المشاكل التي يواجهونها أو يلاحظونها والحلول والمعالجات من وجهة نظرهم، بطريقة ملائمة في توصيات ومقترحات ترفع للجهات ذات الاختصاص، تشير سلمى.
المنصات قد لا تكفي
من جانبها تقول ريم الصوفي مديرة مشروع الصالون الشبابي الثقافي، المنابر الالكترونية لا تأخذ الطابع الحواري القائم على الاستماع لوجهات النظر الأخرى والاخذ والرد.
“يبني الصالون قدرة عند الشباب على التحدث وتوصيل الأفكار وتبادلها إلى جانب بناء شخصيات وهويات شخصية جديدة قائمة على الثقافة ومعرفة الطرف الآخر والنظر للأمور من منظورات متعددة بعيد عن الاعتقاد الشخصي” تقول ريم.
وتضيف الصوفي “الصالون يعزز ثقة الشباب بأنفسهم، باعتباره مساحة خاصة بهم وحلقة وصل تربطهم بالسلطات والمجتمع عموما.
تنمية الحوار وتعزيز الوعي
يعتقد عبدالعزيز المحوري وهو متخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة عدن ان الجلسات النقاشية للشباب تعزز العلاقات بينهم وتنمّي مهارة الحوار وروح النقد، وتسهم في إيجابا في مستوى الوعي لديهم سواء ببناء مفاهيم جديدة أو تصحيح أخرى مغلوطة من خلال الحوار. معلقًا “وجود مثل هذه الجلسات في عدن أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا” حد تعبيره.
ويضيف المحوري، “حوار مجموعة من الشباب في صالون معين قد يكون بذرة وعي تغير مجرى حياة شاب، وقد يسهم بتغيير قناعات شاب آخر ليغير مجرى حياته كلياًّ، وبالتالي لا يمكن الاستهانة بمثل هذه الجلسات التي لها دور كبير بناء الشخصية والمعرفة لدى الشاب”.
أولوية الولاء في التوظيف
يتحدث المحوري تعليقا على دوافع انتماء الشباب إلى جهة أو توجه ساسي، وتأثير ذلك الانتماء على حياته المهنية، يقول” ينتمي الشباب مثل غيرهم لجهات سياسية أو أحزاب معينة لأسباب معينة مثل الحصول على مصلحة معينة أو نتيجة للتأثير العاطفي، أو بفعل تبنيهم عقيدة سياسية معينة وهي المرحلة الأعمق، سرعان ما تتلاشى الانتماءات القائمة على المصلحة والعاطفة بزوال المصلحة أو ببلوغ الشاب الوعي السياسي الكافي”.
ويواصل حديثه ” هذا الوضع الذي ينتهي بالشاب بين مطرقة المحسوبية على جهة سياسية معينة وبين سندان وعيه الذي قد يجعله لا يرغب في السير قدماً في هذا الاتجاه، وهو ما يؤثر سلبا على حياته المهنية، إذ أن التوظيف أو التعيين يعتمد على أساس الولاء القائم على الانتماء السياسي وليس الكفاءة”.
حلول من وجهة نظر الشباب
ويشدد السياسي الشاب “المحوري” على أهمية الفصل الحقيقي بين الجهاز السياسي والجهاز المؤسسي المهني، باعتبار مهمة الجهاز المهني قائمة على التوظيف حسب الكفاءات والخبرات، فيما يقوم الجهاز السياسي بوظائف تطوعية لا يشترط أن تستند الى خلفية مهنية لأدائها ويقوم بها الجهاز السياسي مثل رئيس الدولة والمسؤولين السياسيين.
ويعلل المحوري، إن تداخل الأدوار بين الجهازين المهني والسياسي يجعل المسؤولين السياسيين يقومون بتعيين الأشخاص ومن بينهم الشباب في وظائف الجهاز المهني على أساس الولاء وليس الكفاءة، قائلا “إن منع التداخل في الأدوار بين الجهازين هو الحل “.
يقول المحوري، أن البطالة تتقدم كل المشكلات التي تواجه السواد الأعظم من الشباب وحلها بشكل عام بيد الدولة، مستدركا أن” الشباب يواجهون مشاكل كثيرة ولا نستطيع تحديد أكثرها أولوية نتيجة لأن ما يعتبر أولوية لشاب معين لا يعتبر كذلك لآخر”.
التأهل قبل التصدر
وعن تأثير الانتماء الساسي على فرص الشباب في التأهيل والتوظيف، يقول المحوري إن المشكلة ذات أولوية قصوى لدى الشباب عموما وعلى وجه الخصوص المبتدئين في خوض غمار السياسة تحت تأثير الحماس دون وعي سياسي كامل يمكنهم من التريث والسير بخطوات مدروسة بحيث تتشكل قناعاتهم السياسية تدريجياً.
يخاطب المحوري أقرانه الشباب المتطلعين للعمل السياسي، ” لا تتسرعوا في الانتماء السياسي تحت تأثير العاطفة فقط، ادرسوا الفروقات السياسية واللوائح التنظيمية للأحزاب تسلحوا بوعي سياسي يمكنكم من المشاركة السياسية بفاعلية أكبر، إذ أن التأهل قبل التصدر أمر مهم للغاية”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الصالون الثقافی الشباب فی فی الیمن فی عدن
إقرأ أيضاً:
التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
موضوع التنوع الثقافي مرتبط بشكل مباشر بمستوى التربية التي يتلقها النشء والشباب داخل الأسرة بالدرجة الأولى، ومن خلال الاحتكاك والاختلاط بالمحيط الذي يتعامل معه، ومنه المحيط الرياضي، ويعزز ذلك من التعليم الإيماني الديني الذي ينشأ عليه الشباب، والتعليم بكل مراحله الأساسي والثانوي والجامعي، وفي مجتمعنا اليمني حتما سوف نستبعد أي فكرة للتنوع الثقافي الديني، لأن شعب الإيمان لا يدين ولا يعترف ولا يؤمن إلا بدين خاتم المرسلين الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فإننا سوف نتحدث عن ثقافة متداولة بين الشباب من باب التنوع في السلوكيات المكتسبة من الأسرة والمجتمع، والعمل والتعليم، وهذا التنوع بالتأكيد له تأثير إيجابي وسلبي، لكن ايجابياته أكثر بكثير نتيجة لارتباطه بدين التسامح والسلام والمحبة الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لماذا الحديث في هذا الموضوع؟ لأن العالم في تاريخ 29/ يوليو 2025م، وخلافاً للعام الماضي يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وأنا أرى أننا نحن أحق بأن نذكر بالتنوع الثقافي وأثره الإيجابي، وأن نتطرق إلى التمييز العنصري الذي نبذه الإسلام مع صعود المؤذن بلال بن رباح على المنبر لدعوة الناس للصلاة، فهو أول مؤذن في الإسلام رغم أنه كان عبدا لبني جمح، وبعد إسلامه أصبح من سادة القوم، وهذا لأن الإسلام ينبذ التمييز العنصري، من يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي، يضيفون حواراً بين الثقافات المختلفة، وهذا شيء لا مفر منه في عالمنا المنفتح والذي أصبح قرية واحدة نتيجة للتطور التكنولوجي والتنوع في وسائل التواصل المختلفة، لكن مع الأخذ بالحيطة والحذر الشديد من تضييع ثقافتنا الدينية وهويتنا الإيمانية في خضم الثقافات والسلوكيات الغربية غير الحميدة، لذا وجب على الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية، الحرص على تنظيم المحاضرات الثقافية التي تحصن الشباب الرياضي من ثقافة الانحدار والضياع والتشتت الفكري البعيد عن تقوى الله واكتساب مرضاته، وخلق مجتمع متسامح متماسك يسود بداخله العدل والمساواة، وتختفي من صفوفه العنصرية والعصبية والولاءات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتخلق طبقات مجتمعية فقيرة وطبقات متوسطة وطبقات فائقة الثراء والعبث والتفاخر بالممتلكات العقارية والأرصدة المالية، بحيث لم يعد قادراً على توفير أبسط مقومات العيش الكريم «الخبز» نتيجة لحصار وعدوان وصراع مصدره السلطة.
مما لا شك فيه أن التنوع الثقافي المرتبط بهويتنا الإيمانية، ومحاربة التمييز والتعصب هما مصدر من مصادر التطور والتقدم والازدهار الذي يطمح إلى تحقيقه المجتمع، لأن تنوع الثقافة وفهم ثقافة الآخرين من خلال تعلم لغاتهم ومعرفة أسلوبهم في الحياة دون تقليدهم والانجرار إلى سلوكياتهم غير السوية، وإنما من باب المعرفة واتقاء شرهم ومعرفة الطرق والوسائل التي تمكننا من التعامل معهم وصدهم عن التدخل في شؤوننا، وتسيير أمورنا، لأن تنوع الثقافات يكسب الشباب مهارات جديدة، ويخلق لهم فضاء من التبادل العلمي والفكري والمعرفي، ويمنحهم مجالاً أوسع للابتكار والاختراع والإبداع، يسمح بنشر ثقافة دين التسامح والإيمان المطلق بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويسلط الضوء على سلوكيات أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فنحن أحق بإنشاء يوم عالمي للتنوع الثقافي مبني على هويتنا الإيمانية، وذلك ما نتمنى أن يتم عبر بحث علمي يتناول التنوع الثقافي وأهميته في نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تتم المشاركة به في المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر سبتمبر من العام الجاري.