الغارديان: شيعة لبنان وضعوا ثقتهم بحزب الله وأنه لن يتخلى عنهم
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن شيعة لبنان لا يزالون متمسكين بحزب الله ويرون أنه يهتم بهم ويعتني بهم عناية تامة، حيث يقدم للمهجرين الطعام والدواء والمأوى.
فعندما هربت عائلة صبرة من القصف الإسرائيلي لمرج عيون في جنوب لبنان إلى الضاحية الجنوبية في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، فقد كانت المساعدة الشهرية من حزب الله، وهي مبلغ بالدولارات عونا لها وأنها لن تحتاج إلى أحد أو تشعر بالجوع.
وعندما نزحت للمرة الثانية، إلى بلدة في الجبل حول العاصمة، وصلت الوجبات وطرود الطعام وحتى أدوات التنظيف من منظمة مرتبطة بالحزب وجعلتهم يواصلون العيش بدون مشاكل، بحسب تقرير لـ"الغارديان" ترجمته "عربي21".
وقالت هند صبرة، وهذا ليس اسمها الحقيقي، "إنهم يعتنون بنا بشكل لا يصدق ومع كل ما يحدث الآن، ولم يتركونا لوحدنا أبدا". ويعيش في منزلها 14 شخصا من ثلاث عائلات، تتلقى كل واحدة منها 200 دولار شهريا إلى جانب الأدوية مخفضة الأسعار وطرود غذائية تحتوي على الأرز والزيت والفاصوليا وسمك التونة.
وتشكل المواد الغذائية والأدوية والنقد جزءا من شبكة دعم حافظ عليها حزب الله لفترة طويلة، بما في ذلك بنك ازدهر وسط الأزمة المالية التي يعاني منها لبنان منذ سنوات، وصندوق يعتني بأسر القتلى في المعارك، ومنظمة رعاية اجتماعية مسؤولة عن توزيع الأموال النقدية على عشرات الآلاف من النازحين في وقت سابق من هذا العام، حسب مسؤول لحزب الله.
وتسيد الحزب على مدى عقدين من الزمان السياسة اللبنانية الهشة، وسيطر أيضا على مفاصل مهمة في قطاعات الصناعة والزراعة والإنشاءات.
وتقول لينا خطيب من "تشاتام هاوس" في لندن إن مكانة الحزب نمت بحيث تمكن من "التأثير والسيطرة على الدولة في لبنان في داخل مؤسساتها وخارجها".
وفرضت دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات على الحزب وصنفته كمنظمة إرهابية، مع أن الحزب يتكون من منظمة عسكرية وجناح سياسي ممثلا بنواب في البرلمان اللبناني، ويتمتع بحاضنة شعبية قوية له وسط الطبقة العاملة من شيعة لبنان الذين يرون فيه حاميا لمصالحهم، ومدافعا مهما عليهم من القوة العسكرية الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن شيعة من لبنان نزحوا في الأسابيع الأخيرة بعد التصعيد الإسرائيلي والقصف الجوي المكثف لبيروت ومناطق الجنوب اللبناني، قولهم إنهم واثقون من قدرة حزب الله على توفير الحماية لهم وإعادة بناء منازلهم وتعويضهم في المستقبل.
ولكن مع نزوح أكثر من مليون شخص الآن، حسب أرقام الحكومة اللبنانية، وعدم وجود مؤشرات على وقف وشيك لإطلاق النار، والاغتيالات الإسرائيلية التي تستهدف قيادة حزب الله، فإن التصعيد الحالي قد يختبر قدرة حزب الله على دعم قاعدته في الأمد البعيد.
وأشارت الصحيفة إلى دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الشعب اللبناني لتحدي حزب الله واستعادة البلد منه، مما يشير إلى تحول في أهداف "إسرائيل" في لبنان. وأشار نتنياهو إلى أن من أهداف السياسة الإسرائيلية الآن قد تشمل تغيير القيادة السياسية في البلاد، بدلا من التركيز على ضرب حزب الله في الجنوب. وهدد نتنياهو اللبنانيين بأنهم إن لم يفعلوا هذا فقد يصبح لبنان، غزة ثانية.
ونقلت الصحيفة عن سام هيلر، المحلل في مؤسسة "سينتشري إنترناشيونال" قوله إن الكثير يتوقف على مدى قدرة القوات الإسرائيلية على التقدم في جنوب لبنان، فضلا عن وضوح القادة الإسرائيليين بشأن أهدافهم. وأضاف: "إذا أعادت إسرائيل احتلال أجزاء من جنوب لبنان، مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من الأشخاص الذين يشكلون قاعدة دعم حزب الله، فإن هذا من شأنه أن يلحق معاناة حقيقية، وأعتقد أنه من المرجح أن يضعف المنظمة، ويعقد بشكل كبير قدرتها على توفير الرعاية لهؤلاء الناس".
وأدت الحرب في 2006 إلى مقتل 1,200 شخصا وجرح أكثر من 4,400 آخرين، حسب أرقام لجنة الصليب الأحمر الدولية. وأدت الموجة الحالية إلى تشريد حوالي 900,000 شخص في شهر من القتال.
وتخشى منى طالب (41 عاما)، وهي معلمة فرت من الضاحية الجنوبية إلى المناطق الجبلية المحيطة بالعاصمة بحثا عن الأمان، من استمرار الحرب لفترة أطول من حرب 2006، وأن تتسبب في أضرار أكبر.
ولكنها تقول إن الطائفة الشيعية في لبنان وضعت ثقتها في حزب الله وسجله في إعادة الإعمار بعد انتهاء القتال في عام 2006، واستشهدت بما وصفته بـ "إيمانها العميق" بانتصار المنظمة في نهاية المطاف.
وتقول: "حتى لو فقدت منزلي، فأنا أعلم أنه سيعاد بناؤه. قد يستغرق الأمر وقتاً طويلا، ولكن في النهاية سيحدث ذلك. إن الناس لديهم ثقة كبيرة في إعادة بناء منازلهم مرة أخرى، سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو جنوب لبنان أو سهل البقاع. يعود الناس إلى الماضي، ويتذكرون ما حدث لهم، ويبنون مستقبلهم عليه".
وأشارت طالب إلى تجربة صديقة مقربة كانت تعيش في قلب الضاحية "دمر منزلها بالكامل" في حرب 2006، وقد "استعادوا منزلهم وزرتها في المنزل القديم، ورأيت المنزل الجديد بأم عيني. لقد رأيت وأعرف شخصا عاش فيه. الأمر بسيط".
إلا أن هاشم حيدر، الذي يرأس وكالة التنمية الإقليمية التابعة للحكومة اللبنانية والمعروفة باسم مجلس جنوب لبنان، ليس متأكدا. وقال إن القصف الإسرائيلي المستمر الذي دمر المدن والبلدات القريبة من الحدود بشكل كامل جعل "من الصعب تحديد الأضرار".
وفيما يتعلق بما إذا كان حزب الله سيعوض لاحقا أولئك الذين فقدوا منازلهم، كما وعد في الفترة الأخيرة، قال: "بصراحة، لا أعرف".
وقال أحمد نور الدين (26 عاما)، وهذا ليس اسمه الحقيقي، إنه عاش في مأوى مؤقت يديره حزب الله، ولعدة أيام، ولكنه كان مكتظا مع أنهم قدموا له الأساسيات من ماء وطعام ودواء، ولكن التجربة لم تكن مريحة وانتقل إلى مكان آخر. ومثل طالب، فهو مدين لمؤسسة القرض الحسن، بنك حزب الله الفعلي، والذي فرضت عليه الولايات المتحدة عام 2007، عقوبات لعلاقاته مع الحزب.
وفي حيثيات قرارها فرض عقوبات على سبعة من "مصرفيي الظل" لحزب الله في عام 2021، قالت الخزانة إن مؤسسة "القرض الحسن" "تتستر على شكل هيئة منظمة غير حكومية"، في حين تقدم خدمات مصرفية تدعم حزب الله وتتهرب من اللوائح، و"تخزن العملة الصعبة التي يحتاج إليها الاقتصاد اللبناني بشدة".
وقال نور الدين إنه غير قلق بشأن سداد قرضه البالغ 6000 دولار من مؤسسة القرض الحسن، ولن يطلب البنك السداد أثناء الحرب. ولا تزال طالب التي اقترضت 3,000 دولار من القرض الحسن واثقة من أن البنك لن يطلب منها السداد وقت الحرب، مشيرة إلى أشخاص تلقوا ثمن ودائعهم من الذهب التي دمرت في الغارات قبل عقدين من الزمان.
وقالت إن "الناس يثقون بهذه المؤسسة، والثقة أهم من الحماية". وتقول: "هذا الحزب، هذا الحزب الخاص حرر أرضه وأعطاهم فرصة للعودة إلى قراهم والتمتع بالحياة، وسيظل معهم حتى لو فقد قادته" و"حتى لو خسر معركة فلن يخسر الحرب" و"يثق الناس بالحزب بناء على تجاربهم السابقة، ولا حرب بدون خسائر والفائز هو من يكسب المعركة الأخيرة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية شيعة لبنان حزب الله الحرب لبنان حزب الله شيعة حرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القرض الحسن جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الغارديان: نتنياهو خطر على العالم وترامب يمشي نائما نحو الحرب
نشرت صحيفة صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفي مصطفى بيومي، قال فيه إنّ: "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتعامل مع الحرب كحل لكل مشاكله الداخلية في إسرائيل".
وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "نتنياهو يعتقد أنّ قوة الحرب ستوحد المجتمع الإسرائيلي وستُسكت أي انتقاد أمريكي له، وهو أمر ضروري لأن الآلية التي يحتاجها لشن حروبه تأتي في الغالب من واشنطن. وبعدوانه على إيران، يسعى نتنياهو لجر الولايات المتحدة نحو مستنقع عسكري لا نهاية له في المنطقة، وإشعال فتيل الحرب في العالم".
وأشار بيومي إلى أنّ: "نتنياهو زعم أنّ الهجوم على إيران كان: ضربة استباقية، ضد برنامج نووي سري. لكن هذا محض كذب. حيث أنّ الضربة "الاستباقية" تتطلب تهديدا وشيكا بالغزو أو استخدام القوة العسكرية؛ لم تكن إيران على وشك مهاجمة إسرائيل، سواء بسلاح نووي أم لا".
وتابع: "مهما كان موقفك من برنامج إيران النووي، فتوجيه إسرائيل ضربة وقائية ضد دولة ذات سيادة يعد عملا عدوانيا صارخا. وهو غير قانوني من حيث الأساس بموجب القانون الدولي، وسيقوض أكثر فأكثر إمكانية تعايش الدول ذات السيادة بسلام وأمن مع بعضها البعض".
"يقول الإيرانيون إنهم يريدون فقط برنامجا نوويا مدنيا، ربما كانت هذه كذبة، ولكن من يلومهم على البحث عن قوة ردع، فإسرائيل، التي يعتقد أنها تمتلك حوالي 90 رأسا نوويا وما يكفي من البلوتونيوم لإنتاج المزيد، ترفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تفعل ذلك. وقد جعل هذا الرفض أيضا الهدف المنشود منذ فترة طويلة، وهو جعل الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية مستحيلا" وفقا للتقرير نفسه.
وأضاف: "على أي حال، فلطالما كان هناك جانب عنصري عميق في تحديد الدولة المسموح لها بتطوير أسلحة نووية أو غير المسموح لها بذلك. ففي ورقة بحثية، ذكرت الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية، الحائزة على جائزة نوبل، أنّ: العنصرية متأصلة في تاريخ الأسلحة النووية ومبادئها، وأن الدول غير الغربية تعتبر: غير عقلانية، وعاطفية، وأقل قدرة على التفاوض على معاهدة من الحكومات الغربية".
وتابع: "دعونا نتذكر أنّ الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي استخدمت سلاحا نوويا. مرتين. وكما تشير الورقة، فإنّ: الرأي العام الأمريكي أيّد على نطاق واسع القصف جزئيا بسبب العنصرية المعادية لليابان، وتصوير الشعب الياباني في صورة دون البشر، وفي بعض الحالات باعتبارهم صالحين للإبادة".
ويقول بيومي إنّ: "نتنياهو يحتاج إلى أعداء خارجيين للنجاة من انقساماته الداخلية. قبل يوم واحد من شنّ هذا العدوان على إيران، نجا ائتلافه بالكاد من تصويت لحل البرلمان. (كانت القضية التي دفعت إلى التصويت هي الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال الأرثوذكس المتشددين). ومع تحوّل الحرب مع إيران إلى احتمال حقيقي للغاية، فإن الحديث عن ائتلافه الهش سيتراجع".
وأكّد: "هذا هو نفس نتنياهو الذي دعم حماس لسنوات لإحباط قيام دولة فلسطينية. هذا هو نفس نتنياهو الذي انتهك وقف إطلاق النار في غزة في آذار/ مارس من هذا العام. هذا هو نفس نتنياهو الذي ورد أنه في أحدث المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة لن يوافق حتى على تخلي حماس عن السلطة في غزة، لأنه يعتمد بشدة على خلق أعداء خارجيين والحفاظ عليهم من أجل بقائه".
واستفسر: "هل ينجر دونالد ترامب إلى حرب من صنع نتنياهو أم أنه ينضم طواعية إلى شراكة مع المعتدين؟ قال نتنياهو إن الولايات المتحدة كانت على علم بالهجوم مسبقا، ولكن حتى لو كانت الولايات المتحدة تسير في طريقها إلى الحرب وهي نائمة، فإن احتمال اندلاع حرب أخرى برعاية الولايات المتحدة أمر مروع (وبالتأكيد لن يمنح ترامب جائزة نوبل للسلام التي طال انتظارها)".
واستدرك: "إذا كان هناك شيء واحد لا يحتاجه شعوب هذه المنطقة، فهو المزيد من الحرب، والتي قد تتردّد أصداؤها بشكل رهيب في جميع أنحاء أوروبا وبقية العالم. أين القادة الأوروبيون الآن؟".
وختم متسائلا: "هل سيقف كير ستارمر وإيمانويل ماكرون وفريدريش ميرز في وجه نتنياهو وترامب؟ هل سيستخدمون بعض القوة الحقيقية لرفض همجية نتنياهو الحربية، القائمة على الهيمنة العارية والتفوق والعنف والغزو، أم سنسمع فقط عبارات غامضة وعديمة الفائدة عن "ضبط النفس" بعد وقوعها؟".
وأردف: "يتحدث قادة أوروبا الغربية باستمرار عن مدى تقديرهم للسلام والعدالة والمساواة وسيادة القانون. الآن هو الوقت المناسب لوضع هذه الكلمات موضع التنفيذ".