سودانايل:
2025-08-01@08:34:06 GMT

لماذا تكلم حميدتي عن دعم مصر للجيش؟

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

سياسة مصر تجاه السودان معلومة و دعم مصر للإنقلابات معلوم و عدائها للنظم البرلمانية أيضا من الأمور الثابتة و المعلومة. و تبعية قادة الجيش لمصر معلومة و ثابتة و هذا الكلام قديم منذ إنقلاب إبراهييم عبود في نوفمبر 1958م. أول نظام يعترف بإنقلاب عمر البشير المسنود بالجبهة القومية الإسلامية حينها كان نظام الرئيس المصري االمعزول حسني مبارك.

هذا تاريخ واضح و محدد و هو من المعلوم في السياسة بالضرورة. إحتلال مصر للتراب السوداني معلوم، و إساءة مصر للوطن بالسيطرة علي موارده عبر التهريب و بيع الغبن و إعادة بيعها كمنتجات مصرية أيضا معروف. كل هذه الأمور معروفة.
تعاملات البرهان و حميدتي في نهب موارد السودان و بيعها برماد القروش لمصر معلوم أيضا لدرجة أنهما شراكةً إفتتحا مسلخا حديثا لتوضيب اللحوم و تصيرها لمصر هذا غير الموارد الغابية و الزراعية و الماشية و الموارد المعدنية. بسيطرة الجيش علي أكثر من 80% من مداخيل الإقتصاد السوداني يعلم حميدتي تماما حجم المصالح الإقتصادية لمصر في السودان بذلك يكون من البديهيات أن يساند نظام السيسي جيش عبد الفتاح البرهان الإسلامي بالطيران، التدريب، التسليح، التقانة وكمان العساكر. لأن نوع البرهان من قيادات الجيش هو من تريده مصر حاكما للسودان معه إسلاميون أو شيطان رجيم. لماذا تكلم حميدتي الآن عن التدخل المصري؟
واحد من الأهداف أن يستدر حميدتي دعما لمليشيته المجرمة من مجموعات من السودانيين الناقمين علي مصر. لأن النظام المصري و المصريين محل كراهية شديدة عند قطاعات كبيرة من بنات أبناء شعبنا . الهدف الثاني ربما هو إحساس حميدتي بالتحولات التي كان عنوانها زيارات محمد بن زايد أولا لمصر 17 سبتمبر و ثانيا للولايات المتحدة 23 سبتمبر الماضي و في الزيارتين سمع محمد بن زايد ما أعجبه و ما لم يعجبه. في النهاية حدث تحول بسيط و لكنه مؤثر في موقف الأمارات نتيجة للخسائر السياسية الكبيرة التي مني بها حميدتي جراء الإنتهاكات التي أرتكبتها المليشيا المجرمة و هو أمر محرج لدولة الإمارات . والأمر الثالث إستطالة أمد الحرب لأن ذلك أضافة مؤلمة لما تصرفه الإمارات علي المليشيا المجرمة الغير قادرة علي إنجاز إنتصار كاسح علي الجيش الإسلامي.
فيما يبدو هنالك إعادة حسابات متنوعة عند القوي الإقليمية و الدولية التي تدعم أطراف الحرب. الأخوة الأعداء في المليشيا المجرمة و جيش الحركة الإسلامية يديران حرب وكالة رخيصة و إجرامية هدفها الأساسي تدمير قوي الثورة السودانية و إخضاع القوي المدنية لمطلوبات خدمة المحاور الضالعة في حرب السودان. إنهكت الحرب الإمارات إقنصاديا و شعرت قيادة الإمارات بضرورة إعادة ترتيب الأوراق و التعامل مع واقع جديد سيكون فيه الجيش الإسلامي المجرم محققا لإنتصارات محدودة علي المليشيا المجرمة و محققاً لنوع من التقدم السياسي. واحد من الإسباب البعيدة إقتناع الإمارات و المجتمع الدولي بلا جدوي أو قيمة القوي المدنية في تحقيق مكاسب سياسية تؤهلها للحكم في فترة إنتقالية جديدة تكون فيها القوي المدنية قادرة علي أن تنجز شراكة من نوع ما تسكت فيها القوي المدنية عن ملفات المحاسبة و نهب الموارد. قوي مدنية قادرة علي منع إستمرار المد الثوري الذي سيكون أشد حزما في مطالبته بالمحاسبة علي الإنتهاكات و الجرائم، في ظل شارع رافض بالكامل لوجود الجيش و المليشيات في مستقبل السودان السياسي ببساطة نتيجة للحرب و ويلاتها.
إشتداد أوار الحرب في الآونة الأخيرة سعي عدمي من طرفيها لتحسين أوضاعهما عند صياغة الصلح في طاولة المفاوضات التي سيفرضها فرضا داعمو الطرفين من دول الإقليم و العالم لا لحسن أخلاق أو مراعاة لعذاب الشعب السوداني بل بحسابات الربح و الخسارة و التكلفة المالية . هذا الصلح المكلف نفض فيه الطرفان يديهما عن قحت و توأمها تقدم. لذلك سيكون وجودهما في صيغة الشراكة أما في قائمة الجيش الإسلامي أو قائمة الملشيا المجرمة، الخياران صعبان و سيترتب عليهم إنتحار سياسي لا نريده لأحزاب قحت و مجموعات القوي السياسية و المدنية في تقدم. لأن الأقرب إليهما و إلي طبيعتهما هو مصالحة قوي الثورة و الإتفاق معها علي تحقيق شعارات الثورة و الدعوة للمحاسبة و الإبعاد الكامل للجيش و المليشيات عن الحكم، فلا شراكة ولا وساطة ولا يحزنون.

طه جعفر الخليفة
اكتوبر 13 /2024م
كندا – اونتاريو

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الملیشیا المجرمة القوی المدنیة

إقرأ أيضاً:

الأردن القوي… كما يريده الملك

صراحة نيوز- بقلم / د فاطمة العقاربة

قال جلالة الملك:
“غزة تحتاج إلى أردن قوي، وقوة الأردن هي قوة لجميع الأشقاء وقضاياهم”،
لم يكن يصف لحظة عابرة، بل كان يرسم خريطة طريق لدور أردني راسخ، لا يتأرجح كلما هبّت ريح، ولا ينكفئ حين تتراكم الضغوط.

في وجه الريح… هناك من يزرع جذورًا

أن تكون قويًا لا يعني أن ترفع الصوت، بل أن تظل واقفًا حين يسقط غيرك، وأن تحتفظ باتزانك حين يفقد الآخرون بوصلتهم.
هكذا يُبنى الأردن القوي: دولة تعرف متى تصمت، ومتى تقول، ومتى تتحرك، دون أن تمسك بخيوطها أي يد غير أردنية.

لكن هذا البناء لا يكتمل، إن بقيت مراكز التشتيت تنفث دخانها في الداخل.

في كل أمةٍ صدى… وفي بعض الزوايا صدى مكسور

هناك من يريد للأردن أن يُشبه صوته صدًى أجوف؛ يتكرر بلا أثر، ينشغل بتفاصيل هامشية، يُستدرج إلى نزاعات مفتعلة.
هؤلاء هم مراكز التشتيت:

يفتعلون الضجيج كلما بدأ البناء.

يشتتون الانتباه كلما وُلد موقف وطني صلب.

يفرّغون القضايا من مضمونها، ويحشرونها في معارك وهمية.

قوة الأردن اليوم ليست ترفًا… بل جدار صدّ لكل هذا العبث.

الأردن شجرة تُثمِر في أرض صلبة

ليس المطلوب أن يكون الأردن صوتًا عاليًا، بل أن يكون ظلًا لمن لا ظل لهم، وسندًا لمن ضاقت عليهم الأرض.

وغزة —وما تمثّله من مظلومية وصمود— لا تنتظر منا شعبويات ومهرجانات خطابية ،ولا تنتظر هتافات عاطفية ، بل لاصوات تصطف في صفوف القوة.

فالقوة ليست في الذراع، بل في الاتجاه.

حين تُغلق النوافذ، تبقى الشجرة التي عرفت طريقها إلى الشمس…
هذا هو الأردن، كما يريده الملك.

مقالات مشابهة

  • الرباعية في خبر كان… لماذا؟ (2/2)
  • ذعادل الباز يكتب: الرباعية في خبر كان… لماذا؟ (2/2)
  • عاجل. مركز استراتيجي للجيش الأوكراني.. الجيش الروسي يعلن السيطرة على مدينة تشاسيف يار في دونيتسك
  • الرباعية في خبر كان… لماذا؟
  • شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع “حميدتي” داخل منزله بالخرطوم
  • الأردن القوي… كما يريده الملك
  • عادل الباز يكتب: الرباعية في خبر كان.. لماذا؟
  • الاتحاد الإفريقي يدعو إلى عدم الاعتراف بحكومة حميدتي الموازية
  • الإمارات تُعطّل اجتماع الرباعية في واشنطن.. تعرف على الأسباب!
  • الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف