سودانايل:
2025-06-03@12:26:10 GMT

لماذا تكلم حميدتي عن دعم مصر للجيش؟

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

سياسة مصر تجاه السودان معلومة و دعم مصر للإنقلابات معلوم و عدائها للنظم البرلمانية أيضا من الأمور الثابتة و المعلومة. و تبعية قادة الجيش لمصر معلومة و ثابتة و هذا الكلام قديم منذ إنقلاب إبراهييم عبود في نوفمبر 1958م. أول نظام يعترف بإنقلاب عمر البشير المسنود بالجبهة القومية الإسلامية حينها كان نظام الرئيس المصري االمعزول حسني مبارك.

هذا تاريخ واضح و محدد و هو من المعلوم في السياسة بالضرورة. إحتلال مصر للتراب السوداني معلوم، و إساءة مصر للوطن بالسيطرة علي موارده عبر التهريب و بيع الغبن و إعادة بيعها كمنتجات مصرية أيضا معروف. كل هذه الأمور معروفة.
تعاملات البرهان و حميدتي في نهب موارد السودان و بيعها برماد القروش لمصر معلوم أيضا لدرجة أنهما شراكةً إفتتحا مسلخا حديثا لتوضيب اللحوم و تصيرها لمصر هذا غير الموارد الغابية و الزراعية و الماشية و الموارد المعدنية. بسيطرة الجيش علي أكثر من 80% من مداخيل الإقتصاد السوداني يعلم حميدتي تماما حجم المصالح الإقتصادية لمصر في السودان بذلك يكون من البديهيات أن يساند نظام السيسي جيش عبد الفتاح البرهان الإسلامي بالطيران، التدريب، التسليح، التقانة وكمان العساكر. لأن نوع البرهان من قيادات الجيش هو من تريده مصر حاكما للسودان معه إسلاميون أو شيطان رجيم. لماذا تكلم حميدتي الآن عن التدخل المصري؟
واحد من الأهداف أن يستدر حميدتي دعما لمليشيته المجرمة من مجموعات من السودانيين الناقمين علي مصر. لأن النظام المصري و المصريين محل كراهية شديدة عند قطاعات كبيرة من بنات أبناء شعبنا . الهدف الثاني ربما هو إحساس حميدتي بالتحولات التي كان عنوانها زيارات محمد بن زايد أولا لمصر 17 سبتمبر و ثانيا للولايات المتحدة 23 سبتمبر الماضي و في الزيارتين سمع محمد بن زايد ما أعجبه و ما لم يعجبه. في النهاية حدث تحول بسيط و لكنه مؤثر في موقف الأمارات نتيجة للخسائر السياسية الكبيرة التي مني بها حميدتي جراء الإنتهاكات التي أرتكبتها المليشيا المجرمة و هو أمر محرج لدولة الإمارات . والأمر الثالث إستطالة أمد الحرب لأن ذلك أضافة مؤلمة لما تصرفه الإمارات علي المليشيا المجرمة الغير قادرة علي إنجاز إنتصار كاسح علي الجيش الإسلامي.
فيما يبدو هنالك إعادة حسابات متنوعة عند القوي الإقليمية و الدولية التي تدعم أطراف الحرب. الأخوة الأعداء في المليشيا المجرمة و جيش الحركة الإسلامية يديران حرب وكالة رخيصة و إجرامية هدفها الأساسي تدمير قوي الثورة السودانية و إخضاع القوي المدنية لمطلوبات خدمة المحاور الضالعة في حرب السودان. إنهكت الحرب الإمارات إقنصاديا و شعرت قيادة الإمارات بضرورة إعادة ترتيب الأوراق و التعامل مع واقع جديد سيكون فيه الجيش الإسلامي المجرم محققا لإنتصارات محدودة علي المليشيا المجرمة و محققاً لنوع من التقدم السياسي. واحد من الإسباب البعيدة إقتناع الإمارات و المجتمع الدولي بلا جدوي أو قيمة القوي المدنية في تحقيق مكاسب سياسية تؤهلها للحكم في فترة إنتقالية جديدة تكون فيها القوي المدنية قادرة علي أن تنجز شراكة من نوع ما تسكت فيها القوي المدنية عن ملفات المحاسبة و نهب الموارد. قوي مدنية قادرة علي منع إستمرار المد الثوري الذي سيكون أشد حزما في مطالبته بالمحاسبة علي الإنتهاكات و الجرائم، في ظل شارع رافض بالكامل لوجود الجيش و المليشيات في مستقبل السودان السياسي ببساطة نتيجة للحرب و ويلاتها.
إشتداد أوار الحرب في الآونة الأخيرة سعي عدمي من طرفيها لتحسين أوضاعهما عند صياغة الصلح في طاولة المفاوضات التي سيفرضها فرضا داعمو الطرفين من دول الإقليم و العالم لا لحسن أخلاق أو مراعاة لعذاب الشعب السوداني بل بحسابات الربح و الخسارة و التكلفة المالية . هذا الصلح المكلف نفض فيه الطرفان يديهما عن قحت و توأمها تقدم. لذلك سيكون وجودهما في صيغة الشراكة أما في قائمة الجيش الإسلامي أو قائمة الملشيا المجرمة، الخياران صعبان و سيترتب عليهم إنتحار سياسي لا نريده لأحزاب قحت و مجموعات القوي السياسية و المدنية في تقدم. لأن الأقرب إليهما و إلي طبيعتهما هو مصالحة قوي الثورة و الإتفاق معها علي تحقيق شعارات الثورة و الدعوة للمحاسبة و الإبعاد الكامل للجيش و المليشيات عن الحكم، فلا شراكة ولا وساطة ولا يحزنون.

طه جعفر الخليفة
اكتوبر 13 /2024م
كندا – اونتاريو

taha.e.taha@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الملیشیا المجرمة القوی المدنیة

إقرأ أيضاً:

رفض العودة إلى منبر جدة .. حميدتي يهدد بتوسيع نطاق الحرب نحو الأبيض والشمالية

هدد  قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”،  بشن هجوم على مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان والولاية الشمالية، وجدد إتهامه لمصر و إريتريا بدعم الجيش، فيما أعلن رفضه القاطع بالعودة إلى محادثات جدة التي ترعاها المملكة العربية السعودية.

الخرطوم ـــ التغيير 

تأتي هذه التهديدات في ظل تمركز قوات الدعم السريع حول الأبيض من ثلاث اتجاهات، بعد أن حشدت مقاتلين من دارفور وكردفان واستعادت السيطرة على الخوي والدبيبات نهاية الأسبوع الماضي.

وفي خطاب مسجل بثته قناة الدعم السريع على تلغرام، قال حميدتي موجهاً حديثه للجيش: “لو فكرتوا تستخدموا الأبيض كنقطة انطلاق لقصف دارفور وكردفان، نحن سوف نأتي إليكم، قوتنا جاهزة للتحرك في أي وقت.” ونصح سكان الأبيض بالبقاء في منازلهم وإغلاق متاجرهم وعدم الاقتراب من المواقع العسكرية، وهي ذات النصيحة التي قدمها لأهالي الولاية الشمالية التي أوضح أن قواته في طريقها لمهاجمتها.

قوائم استهداف

ذكر حميدتي أن قواته تملك قوائم تنوي استهدافها في مدن مروي والدبة ودنقلا بالولاية الشمالية، مشدداً على أن كل من يوالي الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، والقياديين فيها أحمد هارون وأسامة عبد الله، “هدف مشروع لهم”.

واعتبر حميدتي استعادة قواته السيطرة على الدبيبات بجنوب كردفان والخوي بغرب كردفان بمثابة “نصر عظيم”، معلناً أن الدعم السريع دمرت 70% من “القوة الصلبة لمتحرك الصياد” التابع للجيش، والذي  يسعى لاستعادة السيطرة على النهود والخوي والضعين وفك الحصار عن الفاشر.

و يُعد متحرك الصياد من أكبر متحركات الجيش، وقد استطاع استعادة مناطق حيوية في شمال كردفان وفك الحصار عن مدينة الأبيض.

اتهامات لمصر  لإريتريا

جدد قائد الدعم السريع اتهاماته لمصر بدعم الجيش وإمداده بثماني طائرات يقودها طيارون مصريون تقلع من مدينة دنقلا لقصف كردفان ودارفور، معتبراً ذلك “عدواناً سافراً على الشعب السوداني”. وأوضح أن مصر أدخلت أمس الأول الأحد 32 شاحنة عسكرية تحمل أسلحة وذخيرة ووقوداً للطيران، معلناً مواجهة “أي تدخل خارجي يهدد السودان”. كما حذر إريتريا من استمرار دعم الجيش بالعتاد والمقاتلين.

نهاية النزاع ورفض المفاوضات
توقع حميدتي نهاية الحرب قريباً، وقرن إنهاء الحرب بنهاية تنظيم الحركة الإسلامية، في وقت أعلن رفضه العودة إلى محادثات جدة. وأضاف: “انتهى عهد المساومات، لا تفاوض مع من يقتل شعبه بالطيران، ولا سلام مع من يرفض الاعتراف بجرائمه. نحن مستعدون للحل السياسي، لكن ليس مع القتلة والمجرمين”.

وشدد على أنه ليس من دعاة الحرب، وقال إنه عمل على عدم اندلاعها بإبلاغ علي كرتي “بأن الجيش سوف يدمر البلاد”. وأفاد بأن الجيش خطط قبل للتخلص منه ومن نائبه “شقيقه” عبد الرحيم دقلو، بغرض الانتصار على الدعم السريع، مشدداً على أن الأخير سوف يظل موجوداً حتى لو قدم استقالته من قيادة القوات أو اعتزل الحرب، بعد أن أصبح الأمر قضية بحسب زعمه.

وأعلن حميدتي عزمهم تشكيل لجنة تحقيق بشأن مقتل أسير دهساً بسيارة عسكرية، داعياً قواته إلى تسليم الأسرى لمحاكم ميدانية. وكانت قوات الدعم السريع قد نشرت مقطع فيديو، بعد نهاية معركة الخوي، يظهر مقتل جندي دهساً تحت إطارات سيارة عسكرية بصورة متعمدة.

الوسومالولاية الشمالية شمال كردفان شن هجوم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مدينة الأبيض منبر جدة

مقالات مشابهة

  • أول ماتشوف حميدتي خرج يهرتل، تأكد تماما أنه أخذ ضربة موجعة لدرجة الفرفرة
  • حميدتي يتهم مجددا مصر بدعم الجيش السوداني
  • رفض العودة إلى منبر جدة .. حميدتي يهدد بتوسيع نطاق الحرب نحو الأبيض والشمالية
  • قيبسي: الدولة حاضنة للجميع وتأمين المستلزمات للجيش ضرورة
  • اعترف حميدتي قائد التمرد (المجرم القاتل المعتدي الأثيم) بإشعاله للحرب كما فعل شقيقه
  • حميدتي لا يبدو أنه يدرك جيدا حقيقة الوضع، لأنه غارق في شبر ما
  • بالفيديو.. حميدتي يظهر في خطاب غاضب يهدد ويتوعد بتوسع العمليات العسكرية .. جدة تاني مافي وقوات الدعم السريع ستصل بورتسودان ويتحدث عن الدواعش وتدمير قدرات الجيش
  • لماذا تحظى زيارة مدير المخابرات الإثيوبي للسودان باهتمام كبير؟
  • ضوء أخضر أمريكي لضم مقاتلين أجانب للجيش السوري الجديد
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يُصدر تعليماته للجيش بمواصلة التقدم في غزة رغم المفاوضات