مريم المهيري تترأّس وفد الإمارات في مؤتمر هامبورغ للاستدامة
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترأّست معالي مريم بنت محمد المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، وفد الإمارات المشارك في «مؤتمر هامبورغ للاستدامة 2024»، الذي افتتحه معالي أولاف شولتس، مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية، بمشاركة بيتر تشينتشر، عمدة مدينة هامبورغ، وأخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتؤكّد مشاركة معاليها إلى جانب ممثلين عن وزارة التغيّر المناخي والبيئة ووزارة الخارجية، التزام دولة الإمارات الراسخ بالتعاون الدولي، لمواجهة التحدّيات العالمية في مجالات الاستدامة، والطاقة، والشؤون الإنسانية وغيرها، إضافة إلى الدور المحوري الذي تضطلع به الدولة في تعزيز الحوار والتعاون الدولييْن بشأن القضايا العالمية الملحّة.
وقالت معاليها: «يجمع مؤتمر هامبورغ مختلف الأصوات، ووجهات النظر اللازمة، لتحفيز التغيير المطلوب، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أن الروح التي ينطلق منها المؤتمر، تعكس رؤيتنا الوطنية ذاتها في دولة الإمارات، ذلك أنها لا تكتفي فقط بتحديد المشكلات، وإنما تتعلق أيضاً باستكشاف وإيجاد الحلول المناسبة».
وأضافت: «يتعلق الأمر أيضاً بطرح الأفكار المبتكرة، وتوسيع نطاق المبادرات الناجحة، وإلهام الجميع لاتخاذ خطوات عملية جريئة، وجميعها كانت من السمات الرئيسة للنهج الذي اتّبعته دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف (COP28) السنة الماضية، والإنجازات المهمة التي تحققت خلال المؤتمر، وفي مقدمتها اتفاق الإمارات التاريخي للمناخ».
وأردفت معاليها: «لا شك أن الحوار الهادف هو المحرك الأساسي لخطى التقدّم، لهذا يُركّز وفد دولة الإمارات على دعم المحادثات المفتوحة، التي تُمهّد الطريق لبناء مستقبل أكثر استدامة وإنصافاً للجميع».
وعقدت معالي مريم المهيري سلسلة من الاجتماعات الجانبية الاستراتيجية، مع كبار المسؤولين الألمان، بصفتها مبعوث وزير الخارجية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، بمن فيهم، بيتر تشينتشر، عمدة مدينة هامبورغ، ومعالي سفينيا شولتسه، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومعالي نيلز أنين، وزير الدولة الألماني في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية وعضو البرلمان الألماني «البوندستاغ».
وأكّدت معاليها خلال تلك اللقاءات قوة العلاقات بين دولة الإمارات وألمانيا، وقالت: «إن دولة الإمارات تُثمّن عالياً شراكتها مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، إذ إن تعاوننا، القائم على الاحترام المتبادل، والأهداف المشتركة، يُشكّل قوة دافعة للتغيير الإيجابي في القضايا الملحّة، بدءاً من تعزيز التنمية المستدامة ومعالجة تغيّر المناخ، إلى ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها».
وركّزت مناقشات معاليها مع كبار المسؤولين الألمان، على موضوعات بالغة الأهمية، وفي مقدمتها إرث مؤتمر الأطراف (COP28) والبناء على النجاحات التي تحققت خلاله، والمضي قدماً في تنفيذ «اتفاق الإمارات»، وبحث آفاق التعاون الدولي وحماية أشجار القرم، وتقييم مدى التقدّم المحرز لـ«مبادرة الساحل الأخضر» التي أطلقتها الإمارات وألمانيا، بهدف حماية واستعادة أشجار القرم في أفريقيا، ودراسة التقدّم الذي أحرزه مؤتمر هامبورغ في تطوير سوق هيدروجين قوية، وتحديد المجالات المحتملة لتبادل المعرفة والتعاون.
أخبار ذات صلةوفي ثاني أيام المؤتمر، انضمّت معالي مريم المهيري إلى نخبة من قادة الأعمال الألمان، وممثلين عن شركتيْ «باير» و«إيرباص» و«بنك نورديك للاستثمار»، في اجتماع غداء عمل، لاستكشاف مزيد من فرص التكامل الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين الدولتيْن.
وفي كلمتها أمام المؤتمر، قالت معالي سفينيا شولتسه، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية: «يشهد العالم اليوم كثيراً من الضغوط التي تضعف أواصر التعاون الدولي».
وشدّدت على ضرورة رفع مستوى هذا التعاون، وقالت إنه لا يمكن بأي حال مواجهة التحديات الكبرى في العصر الراهن، ضمن الأُطر الوطنية للدول كلّ على حدة، إنما يكون ذلك فقط من خلال التعاون الدولي والتكاتف ونبذ الانقسام.
من جانبه، أكّد عمدة هامبورغ بيتر تشينتشر، الأهمية الجغرافية للمدينة في تحفيز مزيد من التعاون، وقال: إن المدينة تحظى بارتباط مميّز مع جميع قارات العالم، مع احتضانها أكبر ميناء بحري في ألمانيا ونحو 100 قنصلية.
ويُعدّ «مؤتمر هامبورغ للاستدامة 2024» النسخة الافتتاحية للحدث، الذي تستضيفه مدينة هامبورغ الألمانية، وشهد مشاركة نحو 1600 ضيف من 102 دولة، منهم ممثلون رفيعو المستوى من دولة الإمارات، وذلك لمناقشة كيفية تسريع العمل المشترك وتحييد العوائق أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وتضمّنت فعاليات المؤتمر ثلاثة منتديات رئيسة، ركّزت على تحويل التحدّيات إلى فرص، وهي «إعادة تشكيل الهيكل المالي الدولي»، و«تحفيز الاستثمارات لتحقيق أهداف الاستدامة»، و«سبل الاستفادة من عملية التحوّل».
كما تضمّن الحدث خمس منصات حوارية تناولت موضوعات متعلقة بالتنمية المستدامة، والتي تتجدّد سنويا، إذ تطرّقت نسخة هذه السنة لموضوعات«الأنظمة الغذائية المرنة»، و«الذكاء الاصطناعي المسؤول والتحوّل الرقمي»، و«الطاقة الخضراء وصافي الانبعاثات الصفرية»، و«تمكين المجتمعات«، و»مدن المستقبل».
ويُمثل المؤتمر مبادرة مشتركة بين «الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية» الألمانية، و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، و«مؤسّسة مايكل أوتو للاستدامة»، ومدينة هامبورغ.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاستدامة مريم المهيري الإمارات الاقتصادی والتنمیة التعاون الدولی دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الدكتور: حسام صلاح يطرح خارطة طريق للابتكار الطبي في مؤتمر قصر العيني
في خطوة جديدة نحو دعم الابتكار في القطاع الصحي وتعزيز الريادة الطبية على المستوى الوطني والدولي، انطلقت أمس الخميس الموافق 29 مايو، فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية.
حضر المؤتمر الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، في دلالة واضحة على التكامل بين وزارتي التعليم العالي والصحة في دعم قضايا التطوير الطبي. كما شارك في الفعاليات نخبة من كبار المسؤولين بجامعة القاهرة، من بينهم الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، إلى جانب عدد كبير من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والخبراء من مختلف الجامعات والمراكز الطبية في مصر.
جاء انعقاد المؤتمر تحت شعار "نحو مجتمع طبي مبتكر"، ليعكس توجه كلية طب قصر العيني نحو تبني مفاهيم الابتكار والتكنولوجيا في المنظومة الطبية، وتعزيز التفكير العلمي الخلاق لدى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، بما يتماشى مع أهداف الجمهورية الجديدة ورؤية مصر 2030.
وتضمن المؤتمر عددًا من الجلسات العلمية وورش العمل المتخصصة، التي ناقشت محاور متعددة أبرزها: توظيف الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، أهمية التعليم الطبي المستمر، دعم البحث العلمي في مجالات الطب الشخصي، وسبل تحويل الأفكار الريادية إلى مشاريع تطبيقية تخدم القطاع الصحي وتلبي احتياجات المجتمع.
وخلال كلمته في افتتاح المؤتمر، أكد الدكتور حسام صلاح مراد أن كلية الطب بقصر العيني تسعى إلى ترسيخ مفهوم الابتكار الطبي في جميع أركان المنظومة التعليمية والبحثية، من خلال تهيئة بيئة أكاديمية محفزة، وتوفير الدعم اللوجستي والمعنوي للمبتكرين من الأساتذة والطلاب.
توصيات المؤتمر: خارطة طريق نحو التميز الطبيوفي ختام الفعاليات، خرج المؤتمر بعدد من التوصيات المهمة التي تمثل خارطة طريق لتطوير الأداء الأكاديمي والبحثي في كليات الطب المصرية،
وفي مقدمتها:توطين ثقافة الابتكار الطبي من خلال تعزيز الوعي بمفاهيم الابتكار والريادة، وتنظيم ورش عمل مستمرة وبرامج تدريبية تستهدف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
إنشاء حاضنات تكنولوجية داخل كليات الطب لتشجيع الأفكار الريادية ودعم تحويلها إلى مشروعات تطبيقية قابلة للتنفيذ.
تعزيز الحوافز التشجيعية للمبتكرين من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، مع توفير الدعم المالي والإداري واللوجستي الكفيل بإنجاح مشاريعهم.
تحديث المناهج الدراسية بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية، وخاصة في استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية، وتحقيق الجاهزية الرقمية للمؤسسات الصحية.
الاهتمام بالطب الشخصي من حيث البحث والتدريب والتطبيق العملي، لما يمثله من مستقبل واعد في مجال الرعاية الصحية.
دعم تدويل البرامج التعليمية والطبية والبحثية بما يضمن جذب طلاب وباحثين من خارج مصر، وتعزيز مكانة كليات الطب المصرية على خريطة التعليم الطبي عالميًا.
ختامًا: قصر العيني يقود التحول نحو الطب المبتكريُعد مؤتمر كلية طب قصر العيني نموذجًا حيًا لتفاعل المؤسسات الأكاديمية مع التحديات الصحية المعاصرة، وسعيها المستمر نحو تجديد أدواتها المعرفية والتقنية. فالرسالة التي حملها المؤتمر، والمتمثلة في بناء مجتمع طبي مبتكر، تعكس حرص القائمين على تطوير التعليم الطبي في مصر على تحقيق نقلة نوعية تواكب التحولات العالمية في هذا المجال الحيوي.
إن التوصيات التي خلص إليها المؤتمر لا تمثل مجرد طموحات نظرية، بل تشكل إطارًا عمليًا لبناء بيئة تعليمية وبحثية محفزة للابتكار، تفتح آفاقًا واسعة أمام الجيل الجديد من الأطباء والباحثين، وتدفع نحو تحسين جودة الخدمات الصحية للمواطنين.
ويمثل تعاون الوزارات المعنية والجامعات الكبرى، وعلى رأسها جامعة القاهرة، أحد أعمدة النجاح في هذه المرحلة، ليبقى قصر العيني، بما يحمله من تاريخ علمي عريق، في مقدمة المؤسسات التي تقود التحول نحو مستقبل طبي أكثر ذكاءً وإنسانية وابتكارًا.