محمد رياض لمنتقديه: لهذا تصدرت صورة عادل إمام بوستر مهرجان المسرح
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
متابعة بتجــرد: كان خبر توليه منصب رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري بمثابة مفاجأة للجميع، ولكن منذ أن تم الإعلان عنه وهو يعمل في صمت ويعلن من وقت لآخر عن مفاجآت كثيرة، والتي حقق منها الكثير، إنه الفنان محمد رياض الذي أكد في حواره مع “العربية.نت” أن هذا المهرجان (المقام حاليا والذي تستمر فعالياته حتى 14 أغسطس) مهم جدًا، وفعالياته كثيرة، بل إنه من أصعب المهرجانات الموجودة على الساحة المسرحية بمصر، وأنه يتمنى أن تكون هذه الدورة التي يترأسها تليق بالمسرح المصري والمسرحيين، مشيرا إلى أن المسرح يحتاج للكثير من التضحيات، ولا يوجد أي مقابل مادي أو تقديري، فحب المسرح يجمع كل المسرحيين.
كيف استقبلت قرار تكليفك برئاسة المهرجان؟
عندما وصلني قرار تكليفي من وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني برئاسة المهرجان القومي للمسرح المصري، وجدت أنه أمر وتشريف أسعدني كثيرًا ووضعني في مسؤولية كبيرة، خصوصًا أن هذا المهرجان ذو أهمية قصوى، ومن ثم يجب أن تخرج هذه الدورة بأفضل صورة، وعلى أكمل وجه.
لماذا اخترت الزعيم عادل إمام لتكون الدورة باسمه؟
لأهمية المهرجان كان اختيارنا للزعيم عادل إمام ليحمل اسم دورته الجديدة الـ16، ولكونه ابن المسرح، لكن أيضًا لتقديره لمسيرته الممتدة، ولأنه رمز فني للملايين بالوطن العربي، الذي توجوه بزعيم للبهجة، وقد تواصلت مع أسرة الزعيم عادل إمام من أجل وضع اسمه على الدورة الجديدة، ورحبت عائلة الزعيم، ولم يكن هدفي تكريم عادل إمام ولكن الاحتفاء بهذا الفنان الاستثنائي، صاحب المسيرة الفنية الرائعة الذي أراه أفضل فنان عربي.
وما رأيك في الانتقادات التي انتشرت حول البوستر الدعائي للمهرجان؟
بصراحة شديدة لم أتحمس لاختيار صورة للزعيم من إحدى مسرحياته، لكن اخترت صورة فيها عمق وتعبر عن مسيرة طويلة لفنان عظيم.
وما هي أهمية المهرجان في الوسط الفني؟
أهمية المهرجان تأتي لكونه أكبر ملتقى للمسرحيين في مصر، المسرح الذي يعبر عن الواقع المصري، ومحركًا للعديد من الأحداث الوطنية في تاريخ المصر، وحمل راية الكثيرين من رموز الفكر والإبداع.
وما هي التحديات التي واجهتها أثناء التحضير للدورة؟
حرصي على ضرورة ألا تكون هذه الدورة تخص المسرحيين فقط واهتماماتهم، ولكن ضرورة أن تصل لرجل الشارع ويعرف عنها، ويسعى لحضور العروض المسرحية المشاركة في فعاليات المهرجان.
ومن هم المكرمون لهذه الدورة؟
تم تكريم 10 من أبرز نجوم المسرح، إذ إن الدورة الحالية موجهة للممثل المسرحي، ومن المكرمين جاء اسم صلاح عبدالله، رياض الخولي، خالد الصاوي، محمد محمود، محمد أبو داود، أحمد فؤاد سليم، رشدي الشامي، سامي عبدالحليم، وكلها نماذج مهمة في تاريخ المسرح.
التكريمات تفتقد إلى المرأة فما السبب؟
إنّ عامل الوقت حال دون تكريم عدد من السيدات، خاصة بعد اختيار إحدى نجمات المسرح لتكريمها، إلا أنّها اعتذرت عن التكريم لأسباب خاصة بها، ومنهن عبلة كامل التي يطرح اسمها دائما في كثير من الفعاليات لتكريمها، لكنها ترفض ذلك لأسباب تخصها، فهي لا تحب الظهور، ولا يملك أحد إلا احترام موقفها، خاصة أنّها فنانة مسرحية كبيرة وعظيمة.
حدثنا عن التحضيرات التي قمت بها من أجل ظهور المهرجان بهذا الشكل؟
إن الاستعدادات الخاصة بالمهرجان استغرقت 4 أشهر في لجنة عمل دائمة، واختيار المكرمين ولجنة التحكيم والمشاهدة يكون من اختيار لجنة عليا من كبار الفنانين المسرحيين، حيث يتم اختيار أسماء كل المكرمين الذين لهم علاقة بالمسرح وعملوا وأثروا فيه، وكانت لهم تجربة واضحة في المسرح، وجرى في نهاية الأمر الوصول لمجموعة المكرمين، بعد مناقشة مدى تأثير كل اسم مكرم على المسرح، وهناك مئات من الضروري تكريمهم مرات عدة غير الذين كرموا بالفعل في المهرجان.
حدثنا عن العروض والمسابقات؟
هناك 37 عرضا مسرحيا شاركوا هذا العام على معظم مسارح القاهرة، وقد وصل الحجز الإلكتروني للعروض ما يقرب من 90% خلال 24 ساعة، كما أن هناك 13 ندوة للمكرمين وتوقيع كتب، وهناك ندوات متخصصة للمسرح مثل الدائرة المستديرة التي ناقش بها محاور فكرية في المسرح، وورش مسرحية بدأت مبكرة لها علاقة بالإخراج والتمثيل والإلقاء، ويشمل المهرجان 3 مسابقات، تتمثل في مسابقة العروض المسرحية بمشاركة 37 عرضا مسرحيا، بالإضافة إلى مسابقة المقال النقدي، وأخيرا مسابقة التأليف المسرحي للعمل الأول.
نسب الحجز الإلكتروني وصلت لنسبة كبيرة، فما السبب في استخدام تلك التقنية؟
إن حجز العروض المسرحية إلكترونيًا كان هدفا حتى لا يحدث تدافع على المسارح لا سيما أنها شهدت بعض التلفيات في العام الماضي بسبب زحام الحضور، لكن ممكن أون لاين يحدد طبيعة العرض المسرحي الذي يريد مشاهدته ويقوم بالحجز، ويكون الحضور بأسبقية الحجز، وإذا اكتمل العدد ممكن أن يبحث عن عرض آخر أو ينتظر يومًا آخر لرؤية المسرحية التي يريدها، وخطة العروض معلنة ومتاحة للجميع.
شهد المهرجان افتتاح قاعات مسرحية أخرى، كيف ترى ذلك؟
إن إعادة افتتاح عدد من مسارح الدولة مؤخرا وأبرزها مسرح السامر بعد مرور 30 عاما من إغلاقه، تمنح فرصة أكثر لظهور الإبداع والمبدعين، باعتبارها منارة ثقافية مهمة للشعب المصري، ولذلك أنصح المواطنين بالعودة إلى الاهتمام والاستمتاع بالمسرح مرة أخرى.
main 2023-08-14 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: عادل إمام
إقرأ أيضاً:
تقلا شمعون في جرش 39: بين حرارة المسرح وبرودة الكاميرا
صراحة نيوز- اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش
على هامش فعاليات مهرجان المونودراما المسرحي بدورته الثالثة ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الــ 39 أقيمت ندوة “مقاربة التمثيل بين الخشبة والشاشة”، وقدمتها الفنانة اللبنانية تقلا شمعون.
وقدمت الندوة مدير مهرجان المونودراما الفنانة عبير عيسى التي قالت ” في قلب مهرجان يحتفي بالمسرح كنبض حيّ للثقافة والإبداع، نلتقي اليوم في محطة فكرية وفنية مميزة تحت عنوان “مقاربة التمثيل بين الخشبة والشاشة”، لنسلط الضوء على الفروق الدقيقة، والتقاطعات العميقة، بين فن التمثيل المسرحي وفن التمثيل أمام الكاميرا”.
وباركت عيسى للفنانة شمعون تكريمها على هامش مهرجان المونودراما المسرحي بدورته الثالثة، مؤكدة أن هذا التكريم مستحق نظير مسيرتها الفنية بالمسرح والدراما والتعليم أيضًا.
وقالت عيسى “لقاؤنا اليوم مع فنانة استطاعت أن تعبر بسلاسة وإتقان بين العالمين؛ بين أضواء المسرح الدافئة وعدسة الكاميرا المتطلبة. فنانة تميزت بحضورها الطاغي وصدق أدائها، سواء على خشبة المسرح أو عبر الشاشة الصغيرة والكبيرة”.
وأضافت “نرحب بـ الأستاذة الفنانة تقلا شمعون، إبنة لبنان، التي تحمل شهادات عليا في الإخراج والتمثيل، وممثلة من طراز رفيع، تحمل في رصيدها تجارب غنية ومتنوعة، جعلتها واحدة من أبرز الأسماء في الساحة العربية.
وبدأت شمعون حديثها حول عنوان الندوة بمقولة تصح للتمثيل في المسرح، والتمثيل في الشاشة مؤكدة أنهما وجهان لعملة واحدة : “الدور الأساسي للممثل هو أن ينقل أفكار وأحاسيس وانفعالات الى الجمهور، سواء كان هذا الجمهور في صالة مسرح أو في البيوت”.
وأوضحت أن الفرق بين المسرح والشاشة هو التواصل، ففي المسرح يكون هذا التواصل مباشر من خلال الممثل نحو الجمهور الموجود أمامه في الصالة، يبث انفعالاته ومشاعره وأحساسه لكل شخص موجود أمامه . أما الممثل في الدراما أو الشاشة فموجود أمام الكاميرا، ولا يأخذ هنا الجمهور بعين الاعتبار ، هو يركز مع المشهد. والوعي بالجمهور يأتي لاحقًا. وهذا المطلوب، لأنه سيؤدي ويؤثر سلبًا على اأدائه.
وقالت “الأداء المسرحي هو تحويل نص المسرحية الأدبي المكتوب إلى مشاهد تمثيلية، يؤديها الممثل على خشبة المسرح، مستخدماً التعابير اللغوية، والجسدية، أمام حشد من الجمهور، بهدف تحقيق متعة فكرية وجمالية”.
ومن خلال عرض تفاعلي مع الحضور أوضحت الفنانة شمعون كيف أن حضور الحواس الإدراكية في المسرح يكون مُسيطرًا على الجماهير؛ لأنهم يُراقبون أداء الممثلين أمامهم لحظة بلحظة؛ في حين أنه في السينما يكون الأمر مختلف ويطغى غياب الحواس وتخيل الأحداث المعروضة على الشاشة على المشاهدين.
وبينت أنه في العرض المسرحي؛ يتبين بين الحضور الجسدي الطاغي وتشغيله مع الموهبة والخبرة والتدريب في المسرح، واللعب بالتفاصيل ، الممثل بهيئته الحقيقية أمام المشاهد والمستمع دون كاميرا قريبة أو مونتاج، بينما في العرض السينمائي؛ فإن المشاهد يتعامل مع لوحة مطبوعة يتم بثها عبر الشاشة بأحجام وأبعاد غير واقعية لأن الممثل هنا لا يحضر بهيئة الجسدية الحقيقية وإنما هو هنا مجرد صورة التقطتها الكاميرا وهو يعي ذلك.
وقالت “لطالما اعتُبر المسرح والسينما مجالين منفصلين في البنية الأكاديمية، إذ يتم تدريسهما في أقسام مختلفة لا يتقاطع عملها إلا نادرًا، وكأن كل فن من هذه الفنون يتبع قوانينه الخاصة دون صلة بالآخر. لكن هذه المقاربة، كما يشير النص، تبدو عبثية في عالم باتت فيه الوسائط البصرية متداخلة، والجمهور ينتقل بسلاسة بين خشبة المسرح وشاشة العرض”.
وأضافت شمعون: إنه في العمق، يُعد التمثيل أمام الكاميرا امتدادًا للتمثيل على المسرح وليس نقيضًا له. كلاهما يعتمد على أدوات الأداء، اللغة الجسدية، الإيماءة، الصوت، الإيقاع، والمعنى. الفرق الجوهري يكمن فقط في المسافة بين الممثل والمتلقي: فبينما يخاطب الممثل المسرحي جمهورًا حاضرًا يتنفس معه اللحظة، يتعامل الممثل أمام الكاميرا مع عدسة تُعيد تشكيل الزمن والزاوية والإحساس.
ونوهت أن تجاوز الفصل بين المسرح والشاشة لا يعني إلغاء الفروق التقنية، بل يعني الاعتراف بأن جوهر الأداء الدرامي واحد، وأن الفنان الذي يمتلك أدواته ويعي كيف يصنع المعنى، يمكنه التنقل بين الخشبة والكاميرا دون أن يشعر بالغربة.
وفي ختام الندوة التي امتدت ساعتين من الزمن أجابت الفنانة تقلا شمعون على العديد من أسئلة الحضور التي تمركزت حول الحالة المسرحية العربية اليوم والرؤى والتطلعات نحوها. وأسئلة عامة حول تجربتها المسرحية الشخصية.
فيما قدمت مدير مهرجان المونودراما عبير عيسى، الشكر والتقدير للفنانة شمعون التي أثرت بثقافتها وخلفيتها الأكاديمية الندوة ، باسم إدارة مهرجان جرش والحضور.