صحيفة إسرائيلية: خبراء يدعون لتدمير منشآت أسلحة بسوريا للقضاء على حزب الله
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
أوردت صحيفة "زمن إسرائيل" أن خبراء إسرائيليين دعوا لشن هجمات واسعة النطاق على الأهداف الإيرانية في سوريا للحد من قدرات حزب الله في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.
وأشارت إلى أنه في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي ذكرت تقارير إعلامية أن القوات الخاصة الإسرائيلية شنّت غارة جوية على منشأة لتخزين الأسلحة في منطقة مصياف بشمال غربي سوريا، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا وإصابة 43 آخرين، والاستيلاء على معدات ووثائق، وتدمير المبنى.
واعتبرت الصحيفة، في تقرير للكاتب جيانلوكا بيكياني، أن هذه العملية تكتسي أهمية كبيرة في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وقالت إن منطقة مصياف التي شهدت ضربات إسرائيلية عدة تستضيف منشآت تابعة للمركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، الذي يُعرف باختصاره الفرنسي (CERS).
بنية عسكرية بإدارة إيرانيةيمتلك المركز فروعا متعددة في أنحاء سوريا، ويقول خبراء إسرائيليون إن شبكة المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية تحولت إلى بنية عسكرية تديرها إيران، ومن بينها منشأة منطقة مصياف، التي تضم 6 مواقع تابعة لـ"معهد 4000″ الذي يركز على تطوير وإنتاج صواريخ متوسطة المدى يستخدمها حزب الله.
وفي هذا السياق، تنقل الصحيفة عن رئيس قسم الأبحاث في مركز "ألما" للبحوث الأمنية في إسرائيل، تال باري، قوله إن القضاء على حزب الله يتطلب تدمير مراكز إنتاج الأسلحة الإيرانية في سوريا، محذّرا من إمكانية حصول الحزب على الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري.
وفي وثيقة نشرها "ألما" في مايو/أيار من هذا العام، أوصى المركز بشنّ هجوم واسع النطاق على جميع منشآت المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية. وأكد تال باري، الذي خدم سنوات طويلة في وحدات الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي، هذه التوصية في ضوء الهجوم البري الذي شنّه الجيش في لبنان وتصاعد التوتر مع إيران.
مسيرات وقنابل ووقود صواريخ
وحسب مركز "ألما"، يقوم "معهد 4000" التابع للمركز السوري للدراسات والبحوث العلمية بإنتاج مسيرات وقنابل ووقود للصواريخ، ويعمل على تعزيز القدرات العسكرية للمليشيات المدعومة من إيران في سوريا ولبنان.
وقال باري إن المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية يعد جزءا محوريا من منظومة الصناعات الدفاعية في سوريا، ويعمل به حوالي 20 ألف شخص، منهم باحثون ومهندسون وضباط من الجيش السوري، في ما لا يقل عن 18 منشأة في مختلف أنحاء البلاد.
وأضاف تقرير مركز "ألما" أن إيران وسّعت خلال السنوات الأخيرة سيطرتها على هذا المركز، وتحديدا على "معهد 4000″، لهدفين أساسيين هما: تطوير ترسانة أفضل لأذرعها المسلحة في المنطقة، وتقليص خط إمدادات الأسلحة لحزب الله.
تأثير على جهود التعافيوتابع باري قائلا إن وثيقة أصدرها "ألما" في مايو/أيار الماضي أوصت بشنّ هجوم واسع النطاق على جميع منشآت المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، لأن هجوما من هذا النوع "سيؤثر كثيرا على جهود حزب الله في التعافي وإعادة التسلح واستعادة قدراته العسكرية". ورأى أن ذلك سيوجه رسالة قوية إلى إيران في ظل تصاعد التوتر بين تل أبيب وطهران، خاصة بعد إطلاق إيران حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
واستغرب باري من عدم تنفيذ إسرائيل ضربة وقائية واسعة النطاق على منشآت المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، معتبرا أن هجوم سبتمبر/أيلول الماضي على مصياف "محاولة للسيطرة على الحريق وليس إطفاءه"، وأكد أنه "لم يزعزع تصميم طهران".
السلاح الكيميائي
وأشار باري إلى أن الحرائق التي حدثت في الموقع الرئيسي لـ"معهد 4000″ في منطقة مصياف في أغسطس/آب 2022 واستمرت يومين تشير إلى وجود مواد كيميائية قابلة للاشتعال.
وقال تقرير الصحيفة إن السلاح الكيميائي يشكل جزءًا لا يتجزأ من ترسانة النظام السوري، رغم التزام دمشق بتدميره في عام 2013 بعد انضمامها إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وإن تقارير دولية أكدت أن الجيش السوري استخدم غاز السارين ضد معارضيه بعد أن أعلن شكليا التخلي عن ترسانته الكيميائية، ويُرجح أنه استخدم هذا السلاح عام 2018 في دوما بالقرب من دمشق.
ورجّح باري احتمال أن تقع الأسلحة الكيميائية في يد حزب الله، وأضاف في هذا السياق "حتى بعد اندلاع الحرب، نعلم أن حزب الله استمر في تلقي أسلحة إيرانية. فقد أطلقوا صواريخ جديدة تماما من طراز الماس أنتجت في عام 2023. يجب علينا وقف سلسلة الإمداد حتى نبدأ بتجفيف ترسانة حزب الله، لكن ذلك سيكون جهدًا طويل الأمد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات منطقة مصیاف النطاق على فی سوریا حزب الله
إقرأ أيضاً:
السعودية تحذر إيران: إما اتفاق مع ترامب أو مواجهة حرب إسرائيلية مدمّرة
تصاعدت حدة التوترات الإقليمية على وقع تحذير سعودي غير مسبوق وجّهته المملكة إلى إيران، مفاده أن رفض التوصل إلى اتفاق نووي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يفتح الباب أمام حرب شاملة تشنّها إسرائيل ضد طهران.
ووفق تقرير لوكالة رويترز، نقل وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان هذا التحذير شخصيًا إلى المسؤولين الإيرانيين، خلال زيارته النادرة إلى طهران الشهر الماضي، والتي جاءت بتكليف مباشر من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
رسالة مباشرة إلى خامنئي: “تفادوا الحرب.. خذوا عرض ترامب بجدية”
الرسالة، بحسب مصدرين خليجيين مطلعين ومسؤولين إيرانيين تحدّثت إليهم الوكالة، تم تسليمها إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وتضمنت دعوة واضحة للنظر بجدية في المقترح الأميركي الذي يعرض رفع تدريجي للعقوبات مقابل العودة إلى القيود الصارمة على البرنامج النووي الإيراني.
وحذرت الرسالة من أن تجاهل المبادرة الأميركية قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، في وقت تتصاعد فيه المؤشرات على اقتراب “الساعة الصفر”.
تل أبيب تستعد لسيناريوهين: الهجوم أو الدفاع
في موازاة التحرك السعودي، كشفت صحيفة معاريف العبرية أن قيادة الأمن القومي الإسرائيلي عقدت سلسلة اجتماعات مغلقة ناقشت خلالها استعدادات لمواجهتين محتملتين: الأول: شنّ ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، الثاني: التصدي لهجوم صاروخي مفاجئ تنفّذه إيران أو حلفاؤها الإقليميون.
وتتوقع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن أي مواجهة ستشهد إطلاق آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية، مع خسائر اقتصادية قد تصل إلى عشرات المليارات، ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى رفع جاهزية الطوارئ، فتح الملاجئ، وتعزيز قدرة المستشفيات.
إدارة ترامب: شروط مشددة ومقترح مُحدّث
من جانبها، تستعد إدارة الرئيس ترامب لتقديم صيغة معدّلة من الاتفاق النووي السابق، تتضمن مطالبة إيران بالتخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، وتوسيع آليات الرقابة الدولية، وضمانات أمنية لدول الخليج وإسرائيل.
إلا أن إيران، بحسب تصريحات مسؤولين كبار، ترفض هذه الشروط وتعتبرها انتهاكًا لسيادتها، مؤكدة أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يضمن رفعًا شاملًا للعقوبات الاقتصادية وتفكيك منظومة “الضغط الأقصى”.
خليج يرفض الحرب ويخشى تداعياتها
ورغم اللهجة السعودية الحازمة، أفاد موقع أكسيوس الأميركي بأن قادة خليجيين آخرين، خاصة في الكويت وقطر وسلطنة عُمان، أبلغوا واشنطن بمعارضتهم لأي عمل عسكري ضد إيران، خشية أن يؤدي إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية تطال البنية التحتية النفطية والمراكز الاقتصادية في الخليج.
ويضيف التقرير أن هذه الدول ترى في التصعيد العسكري تهديدًا للاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي، وتدفع باتجاه مسار دبلوماسي بديل بقيادة ترامب وتحت إشراف أممي.
قلق دولي ومخاوف من اشتعال المنطقة
على الصعيد الدولي، أبدت عدة عواصم أوروبية قلقها من التصعيد المتسارع، محذّرة من أن أي مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران ستؤدي إلى انهيار ما تبقى من الاتفاق النووي، وإشعال جبهات إقليمية من لبنان إلى العراق واليمن.
في هذا الإطار، دعت فرنسا وألمانيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة تطورات الملف النووي الإيراني وتبادل الرسائل العسكرية في المنطقة، فيما قالت روسيا إنها تتابع “بقلق بالغ” التحركات الإسرائيلية – الأميركية.
الولايات المتحدة تجهز ورقة شروط جديدة لإيران: وقف كامل لتخصيب اليورانيوم أو مواجهة تصعيد محتمل
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم ورقة شروط جديدة لطهران تشمل وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، حسبما أفادت تقارير إعلامية صادرة اليوم الجمعة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أمريكي قوله إن واشنطن “تجهز لتقديم ورقة شروط لإيران تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم، وإذا لم تقبل إيران الشروط فلن يكون يوما جيدا لها”، في إشارة إلى ضغوط متزايدة على طهران.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن الإدارة تأمل من خلال هذا الإطار الجديد معالجة مخاوف إسرائيل، وإقناعها بتأجيل أي هجوم عسكري وشيك على المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، أعرب مسؤول أمريكي عن وجود خلافات مع إسرائيل حول النهج المتبع تجاه إيران، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية قد تتغير في حال رفض إيران التوصل لاتفاق.
وكشفت “وول ستريت جورنال” أيضاً عن أن إسرائيل كانت تخطط لهجوم على إيران خلال العام الحالي، لكنها أرجأته بطلب من إدارة الرئيس دونالد ترامب، وسط شكوك حول مدى فعالية أي عمل عسكري في إبطاء البرنامج النووي الإيراني لأكثر من عام.
في المقابل، شددت إيران على أن تخصيب اليورانيوم حق سيادي لا يمكن التفاوض عليه، ونفت استعدادها لتعليق هذا البرنامج، مؤكدة أن استمرار البرنامج النووي السلمي مبدأ راسخ.
تأتي هذه التطورات في ظل جولات تفاوض مستمرة، حيث جرت مؤخراً جولة رابعة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في أوروبا، وسط تحذيرات أمريكية من أن فشل الاتفاق قد يؤدي إلى تصعيد عسكري في المنطقة.
وأمام هذا المشهد يقف الشرق الأوسط أمام مفترق حاسم: إما إحياء المسار الدبلوماسي بين طهران وواشنطن برعاية وسطاء إقليميين، أو الانزلاق إلى حرب متعددة الجبهات تقلب المشهد الجيوسياسي رأسًا على عقب، وبين ضغوط سعودية، تهديدات إسرائيلية، ورفض إيراني للتنازلات، يبدو أن نافذة الحلول تضيق سريعًا، فيما تترقب المنطقة والعالم ما ستحمله الأيام المقبلة من تحولات قد تكون حاسمة.